الپرلمان الكوردستاني وتحت قبته لم يستطع صون القسم والنشيد القومي الكوردستاني؟ كيف يستطيع صيانة مكتسبات شعب كوردستان؟
Saturday, 09/11/2013, 12:00
1826 بینراوە
منذ عدة أيام وأنا مشغول بكتابة مقالة، أو بالأحرى رداً على أحد النساطرة الذي شكك بإحدى مقالاتي، أو الأصح إحدى ردودي على الحملة الظالمة الجائرة التي شنها ناكري الجميل، من أتباع الطائفة النسطورية. ألا أن كاتب ذلك المقال، بعد أن قل أدبه، و هاجمني بسيل من الكلمات التي لا تليق إلا بقائلها، لكن للحق أقول، أن بقية مقاله فيه شيء من المنطق، رغم أن مضمونه غير سليم، لأنه ذكر عدة مصادر لتقوية حجته علينا، لكني لا أقبل بأي مصدر إلا بعد تفحصه بدقة، لذلك منذ أيام وأنا أبحث في ثنايا مكتبتي ومكتبة المدينة التي أقيم فيها على تلك المصادر التي ذكرها الكاتب النسطوري، لقد حصلت على بعضها، وجدت فيها أن الكاتب النسطوري كعادة النساطرة قام بتحريف الكلم من مواضعها، وزور الوقائع الدامغة من أجل إغفال القارئ، قام بكل هذا العمل المخزي، للتستر على تقمصهم لهوية تاريخية لشعب انقرض منذ دهور وعفا عليه الزمن. وبينما أنا في خضم عملية البحث والتقصي، وإذا بپرلمان إقليم كوردستان يعقد أولى جلساته بحضور جميع أعضائه وعددهم (111) عضواً.وفي الدقائق الأولى للجلة، تم اختيار أكبرهم سناً لتولي رئاسة پرلمان إقليم كوردستان لحين اتفاق الكتل السياسية على أحدهم ليتبوأ منصب رئيس الپرلمان الكوردستاني لأربع سنوات القادمة. وبعد أن صعد رئيس الپرلمان المؤقت إلى مكانه المخصص، نهض غالبية العظمى من أعضاء الپرلمان لقراءة النشيد الوطني المقدس (ئه ي ره قيب)، باستثناء أربعة نواب أو نائبات، لم أراهم من خلال الفضائيات لكي أميزهم، هل هم كانوا إناثاً أم ذكوراً؟ لكني سمعت من النشرات الأخبار أنهم أربعة فقط من مجموع أعضاء الپرلمان البالغ عددهم مائة وإحدى عشر عضواً لم ينهضوا لقراءة النشيد القومي الكوردي (ئه ي ره قيب)، لكي لا ننسى، أن هؤلاء أنفسهم الذين أنكروا علينا نوروزنا الذي يربك المحتلين حين يحل علينا في كل رأس السنة الكوردية، بحجة واهية تتنافى مع العلم والعقل والمنطق، بأنه عيد وثني، وهؤلاء أنفسهم أيضاً قالوا عن قرص الشمس السومري الذي يوشح وسط علمنا المرفر، أنه رمز وثني. فليتصور الشعب الكوردي إذا تصدر يوماً ما هؤلاء رئاسة الإقليم والحكومة وجرده هؤلاء من علمه، وعيد نوروزه، ونشيده القومي، ماذا سيبقى له!!!. نحن لا نعتب على هؤلاء الأربع الذين يغرون أبناء الشعب الكوردي بمظهرهم الكوردي... وفي دواخلهم عرب أقحاح، بل نعاتب على ناخبيهم الذين بعثوهم ليمثلوهم في الپرلمان الكوردستاني، يا ترى ماذا يقول هؤلاء الناخبين لأنفسهم الآن؟ بعد أن شاهدوا ممثليهم وهم لا يعيروا أي اعتبار لخمسين مليون كوردي في أرجاء كوردستان الكبرى. ألم يخجلوا من أنفسهم، حين يبعثوا مثل هؤلاء الذين يطعنون الشعب الكوردي في صميم وحدته الوطنية بتهكمهم بالنشيد القومي الكوردي الذي اخترق ويخترق الحدود المصطنعة التي مزقت الوطن الكوردستاني، و وحد الأمة الكوردية من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه. على ناخبي هؤلاء الأربع، أن يكفروا عن ذنبهم الذي اقترفوه بانتخابهم لهؤلاء، وأمامهم طريق واحد لا ثاني لها وهي، أن يحتشدوا أمام پرلمان كوردستان ويطالبوا الپرلمان برفع الحصانة عنهم، ومن ثم طردهم من الپرلمان ليكونوا عبرة لمن يعتبر، وإلا هم أيضاً ليسوا بأفضل من هؤلاء الأربعة، كورد المظهر والجنسية فقط.
الشيء الآخر الذي حدث في نفس جلسة الپرلمان الكوردستاني و لا يقل خطورة عن ما قام به المتهكمون الأربعة بنشيدنا الوطني، ألا وهو أداء القسم الوطني لأعضاء الپرلمان. وهذه المرة أيضاً، أن أربعة فقط من أعضاء الپرلمان الكوردستاني الجدد هم الذين لم يلحقوا اسم العراق غير الدستوري بقسمهم، حقاً يُشكرون على عملهم الوطني النبيل. حقيقة لا أدري، من أين جاء الآخرون باسم العراق ولصقوه باسم كوردستان، ليعلم من لا يعلم، أن دستور العراق الاتحادي، وهو أعلى وثيقة في العراق بما فيه إقليم كوردستان، لم يأتي فيه ولا مرة واحدة اسم " كوردستان العراق" بل جاء في جميع مواده اسم "إقليم كوردستان" فقط، دون أية لاحقة تذكر. حقاً عجيب أمر السياسيين الكورد، في حين، أن سياسيي العالم يخرقوا القوانين ويتجاوزوا على الدستور بلدانهم من أجل أن يحققوا مكسباً لشعبهم أو لحزبهم أو لطائفتهم، بينما السياسي الكوردي بجهلهم المفرط، يخرق الدستور الاتحادي، ليس من أجل مكسب سياسي لشعبه، بل من أجل أن يقلل من شأن الكورد ودورهم في العراق الاتحادي، لا بل حتى يحجموا دورهم الريادي في إقليمهم الكوردستاني، على سبيل المثال وليس الحصر، مَن من السياسيين العرب في العراق، قال أنهم القومية الأولى في البلد؟، حتى يأتي السياسي الكوردي ويقول، أنهم القومية الثانية! هل صنف الدستور العراق الاتحادي الدائم القوميتين الرئيسيتين حسب الدرجات؟!، بالطبع لا، إذاً لماذا السياسي الكوردي يحط من قيمة الكورد كإحدى القوميتين الرئيسيتين حسب الدساتير العراقية القديمة والحديثة ويصنفها كقومية ثانية؟. أكرر، هل جاء في الدستور الاتحادي اسم "كوردستان العراق"؟ أم ذكر فقط اسم "إقليم كوردستان"؟ يا ترى لماذا هذا الجهل المركب عند السياسي والمشرع الكوردي!. في مقال سابق لي طالبت برفع اسم العراق من واجهة پرلمان إقليم كوردستان استناداً على الدستور الاتحادي العراقي، الذي كما أسلفنا لم تأتي في أية فقرة من فقراته تسمية "كوردستان العراق" وكذلك طابت برفعه من مسودة مشروع دستور إقليم كوردستان، إلا أني لم أسمع ولم أرى أي تجاوب مع طلبي سلباً كان أم إيجاباً، للأسف الشديد، أن دل هذا على الشيء إنما يدل على أن الوعي القومي والوطني السليم عند السياسي والمشرع الكوردي في أدنى مستوياته، هذا إذا نتجنب ولا نريد أن نقول لا وجود له أصلاً في مخيلته. ومرة أخرى تجاوز السياسيون والمشرعون الكورد على الدستور الاتحادي ليس لصالح الكورد، بل من أجل تثبيت اسم مزور جاء به المخابرات البريطانية اللعينة، ألا وهو اسم "الآشوريون" في حين أن الدستور العراق الاتحادي لم يُذكر فيه غير اسم "السريان" كطائفة دينية تقيم في العراق. ألم يفكر السياسي الكوردي قبل أن يعمم اسم (الآشوريون) في دوائر الإقليم ويصدر من أجله القوانين، لماذا لم يذكر المشرع العربي العراقي اسم الآشوريين في الدستور الاتحادي؟ لأنه بكل بساطة، يعرف جيداً أن لا وجود لمثل هكذا طائفة أو قومية في عموم العراق الاتحادي. السؤال هنا، من أين جاء المشرع والسياسي الكوردي باسم (الآشوريين) إذا كان الدستور الاتحادي وهو أم القوانين تجنبهم ولم يعترف بهم، حقيقة أمر المشرع الكوردي غريب و عجيب. ألم يعرف، أن جميع مؤرخي وآثاريي العالم يقولوا نصاً، أن هؤلاء نساطرة طائفة دينية، ليست لهم أية علاقة بآشوريين نينوى، وعلى رأس هؤلاء، المؤرخين الإنگليزيين الكبيرين (أرنولد توينبي) و (سدني سميث) والمؤرخ العراقي الشهير (عبد الرزاق الحسني) وعالم الآثار (طه باقر) وحشد كبير من مؤرخي العالم وآثارييه يرفضوا ولا يقبلوا بأن هؤلاء النساطرة أحفاداً لآشوريي نينوى. حتى أن القائد اليوناني كزينفون (Xnophon) حين مر بخرائب آشور بعد قرنين من نهايتها وفنائها، لم يجد هناك غير الكورد الميديين، ولم يجد أناساً اسمهم آشوريين، فلذا لم يذكرهم في كتابه المعروف (رحلة العشرة آلاف مقاتل).
خلاصة القول، نأمل من أعضاء پرلماننا الجدد، أن يكونوا بمستوى المسئولية في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها العالم بصورة عامة، ومنطقة الشرق الأوسط بصورة خاصة، يجب عليهم، أن يعلموا جيداً، أن المهمة التي تقع على عاتق الپرلمان والپرلمانيين هي، إصدار التشريعات و مراقبة السلطة التنفيذية (الحكومة) فقط، هذه هي المسئولية الأولى والأخيرة التي يضطلع بها الپرلمانيون في پرلمانات العالم. فلذا، يجب على الپرلماني الكوردي، أن يكون العين الساهرة على المكتسبات التي حققها الشعب الكوردي على مدى سنين طوال، من الكفاح الدؤوب، ولا يركن إلى السياسيين الحزبيين الفاسدين، الذين أصبحوا تجاراً ورجال أعمال، من الأموال التي سرقوها من قوت الشعب الكوردي. من هنا، أكرر طلبي السابق، و أدعوا من أي پرلماني شريف في پرلمان إقليم كوردستان، أن يطالب رئاسة الپرلمان الكوردستاني، برفع اسم العراق من واجهته، لأنه خلاف الدستور العراق الاتحادي. كم أتمنى أن تخالفوا الدستور الاتحادي كالسياسيين والپرلمانيين العرب، من أجل حصد مكاسب للشعب الكوردي، وليس تقويض مكاسبه التي حققها بالدم والدموع.