کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)

  • Su
  • Mo
  • Tu
  • We
  • Th
  • Fr
  • Sa
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  • 1
  • 2
  • 24
  • 25
  • 26
  • 27
  • 28
  • 29
  • 30

ڕیکلام

وشە: لە ڕۆژی: تا ڕۆژی:


على العراقيين مطالبة الكويت بدفع تعويضات

Saturday, 02/05/2009, 12:00

1995 بینراوە


شئ مضحك ومحزن في آن، وضع الضحية مكان الجلاد ومحاكمته على ما أرتكب في حقه من الجرائم!
غريبٌ وشاذ جداً، أن تقول للضحية: يجب أن تدفع ثمن مظلوميتك للجلاد، لأنه صرف وقتاً وجهداً في تعذيبك!
كان نظام البعث سابقاً، يقبض ثمن الرصاصات من أهالي أولئك الذين أعدموا بسبب إنتماءاتهم المخالفة لأهواء البعث، أو بسبب فراراهم من الخدمة العسكرية. كان الضحايا يعدمون أمام ذويهم، وكان ممنوعاً عليهم البكاء على فلذات أكبادهم، وكان عليهم حقاً دفع مبالغ رمزية، ثمناً لتلكم الرصاصات التي أسكتت أنفاسهم، إمعاناً في تذليل أقاربهم، وليكونوا عبرة سوداء لمن يعتبر!
عاماً بعد عام، عقداً بعد عقد جر العراقييون حياتهم كأكياس نفايات ثقيلة من الهم والخوف، والجوع. وكأن الأيام كانت أفعى تلاحق العراقيين، وتؤرقهم وتمنع عنهم بسمة الحياة!
كانت الدائرة تدور على العراقيين في أيام مضت، ويصرخون دون جدوى، ولم يكن من فاعل خيرٍ يستمع إليهم!
في تلك الأيام كان دكتاتور العراق، وسيفه يتقطر دماً من رقاب العراقيين، كلما حصد الرؤوس التي أينعت، تأتيه أوسمة وألقاب فخر وفخامة، من دول العروبة وملوكها وأمرائها. من تلك الدول، والأمراء، كانت الكويت وأميرها، سنداً دائماً لـ "سيف العرب" و "بطل القادسية"!
لم يكن هناك في العالم سخي أكثر من الكويت وحكامها، تجاه نظام البعث وقادته، وعلى رأسهم "حامي البوابة الشرقية"!
كانت الكويت وحكامها على دراية تامة بما يفعله نظام البعث بالعراقيين، من قتلٍ وإبادةٍ وفتكٍ ومقابر جماعية، وإعدامات تأتي على شكل أمواج البحر، تخلف بعد جزرها آلاف الجثثِ راقدةً ترنو إلى السماء بصمت متحسر!
مرة من مرات ذلك الزمن الكابوس، وكشكوى يائسة لكينونة خاوية، منهارة القوى، صرخ أحد قادة الأكراد: لماذا تدفع الكويت المليارات من الدولارات لنظام صدام حسين، وهي ـ الكويت ـ تعلم أن هذه الأموال تستعمل لضرب الأكراد بالأسلحة الكيمياوية؟!
ولم يكن رد الكويت، عبر أميرها، أكثر من كلمة باردة بإستفهام مستنكِر: وهل الأكراد ينتظرون أن يرشهم صدام حسين بماء الورد؟!
نعم في تحدِ واضح، وبلا مبالاة بقيم الإنسان والأخلاقيات التي تلزم المجتمعات البشرية بقواعد معينة، هكذا وقفت الكويت سنداً ودعماً وجيب عطاء لقائد الضرورة، الذي لم يتردد في تحويل العراق إلى زنزانة من خوف ودخان، تحيطه أسوار الموت!
كانت الكويت تعلم بكل الجرائم، التي كان البعث يرتكبها بحق العراقيين. وكان الكويتييون على دراية تامة بألوان العذاب، التي أذاقنا إياها البعث ورمزه الطاغية، الذي سماه الكويتييون إجلالاً وإكباراً بـ "سيف العرب"!
الأوسمة والأنواط والهدايا، تسلسلت من الكويت إلى بغداد، كتقدير وتتويج لجلاد العراقيين وجزارهم المرعب!
في تلك الأيام كان الشعب العراقي عبارة عن فمٍ مسروق اللسان، وعينان ممتلئتان بالخوف، وتجاليد مشلولة من شدة الخوف والعذاب!
لم يشفق بالعراقيين، أحدٌ من الكويتيين وغيرهم، ليقول دفاعاً عن المظلومين، وإنتصاراً لقيم العدل والإنسانية: كفى ظلماً بشعب العراق، وكفى به الموت رزقاً يوميا!
في حرب مفروضة عليه، لثمانية أعوام، أمسى العراقي توأم الموت يلد معه ويموت!
ليس هذا مبلغ الظلم فحسب. وإنما قامت الكويت ومعها دول الخليج ودول العالم بوضع حصار جائرٍ ظالمٍ متوحش على الشعب العراقي، لمدة ثلاثة عشر عاماً متواصلة، لا نقدر على الإلمام بها ـ بتلك السنين الظالمة ـ في كتبٍ وبحوث، لأن ما رأيناه يفوق كل تعبير وكل وصف!
وفي حربٍ لم يكن للشعب العراقي ناقة أو جمل، قام الطاغية بإجتياح أنصاره وحلفائه ومسانديه في الكويت! فأمسى العراقييون أعضاء دائمين في ساحات الموت، لا تسقط ضحية، إلا وأخرى خلفها تنتظر المصير المحتوم!
كانت الكويت تعلم علم اليقين أن قادة البعث، لا يؤثر فيهم الحصار قيد شعرة. وكانت تعلم أن الذي يدفع ثمن ذلك هو الشعب العراقي نفسه، الضحية الدائمة في تلك وهذه!
مات الألوف من الأطفال، بسبب نقص الحليب والدواء. مات المرضى. مات الشعب وماتت الحياة رويدا رويداً أمام أنظار العالم، فيما كان الجلاد في بغداد يوزع الإبتسامات، والكويتييون يستمتعون بالحصار المفروض على العراق، ويتشفون بمشهد الضحية!
كان الحصار من أجل تدمير أسلحة الدمار الشامل. لم تكن هناك أسلحة من هذا النوع، وكانت تلك، الأكذوبة الأعظم في التأريخ السياسي المعاصر في العالم!
مهد الكويتييون لإحتلال العراق، وسخروا أرضهم لجيوش وأسلحة دول أجنبية، التي فتكت ودمرت العراق. شكلت مسرحية فورية للقضاء على صدام حسين، حتى لا يفضح تلك الدول التي أمدته بالأسلحة الكيمياوية، والدول التي شاركته في الجرائم ضد الشعب العراقي!
وإلى اليوم، يدفع العراقي فاتورة ذلك، من دمه وماله وحياته!
دولة مدمرة، شعبٌ أهلكته نائبات الزمان، ضحية دائمة، ثرواته تهدر، وفوق ذلك يأتي من ساهم وشارك في تدميره وإبادته، طالباً تعويضات مالية بمليارات الدولارات!!
الكويت اليوم تطلب العراق تعويضات بالغة، لا أحد يقول لنا ما الحجة البليغة من وراء ذلك؟!
مختصر الكلام، إذا كان الشعب العراقي يعتبر نفسه حقاً شعباً حضارياً، عليه أن يقوم عبر مثقفيه ومراكزه القانونية، بتأسيس مركز أو منظمة للمطالبة بمحاكمة دولية عادلة لحكام الكويت، الذين ساهموا في شتى المراحل في تدمير العراق، وقتل شعبه وإعادته إلى الوراء بعقود!
يجب على المثقفين العراقيين القيام بذلك، ومطالبة الكويت بدفع تعويضات مادية للشعب العراقي، لكونها ساهمت وشاركت في شتى المراحل، في إبادة وقتل وتهجير العراقيين، وإستعمال الأسلحة الكيمياوية ضدهم!
إنها ضرورة تأريخية لتشكيل منظمة قانونية عراقية، مسنودة من الشعب العراقي، للمطالبة بتقديم حكام الكويت لـ "مكحمة الجرائم بحق الشعوب والإنسانية".
[email protected]

چەند بابەتێکی پێشتری نووسەر


(دەنگدراوە: 0)