ذكرياتي الطويلة مع الشاعر العراقي الراحل كاظم السماوي ( ابو رياض )
Monday, 22/03/2010, 12:00
لقد غادر الشاعر العراقي الكبير كاظم السماوي افاق الحياة في يوم 15 اذار مارس 2010 ترك معنا ذكرياته الخالدة .
في اواسط التسعينات عندما حل كاظم السماوي لاجئا في السويد التقى بالرفيق سامي فيلي وبدور الرفيق سامي فيلي ( ابو حدباء ) اتصل بي ابلغني بان الشاعر العراقي الكبير كاظم السماوي يتواجد في السويد واكد لي انه من حملة الافكار الشيوعية الثورية المناهضة للتحريفية ( كماركسي لينيني ماوي ) وهو يرغب ان يكون على العلاقة التواصل معي ، بهذا ابلغني سامي فيلي ابو حدباء انه يرافق السماوي وهما في طريقهم لزيارتي ، رحبت بهم ابلغت الاسرة باعداد طعام العشاء تكريما لهم ، قامت ام بوليفار مع صديقاتهـــــا بتحضير
المائدة ، حينما وصلوا ، كان ذلك عصرا لقد استقبلناهم بحفاوة وروح رفاقية ، ثم جلسنا اخذ ، العم سماوي يدردش مع الاطفال بعد ان تعرف على افراد الاسرة وعلى ام بوليفار ، جلست نجلتي الشاعرة فيفيان بجوار السماوي مؤكدة انها ملمة في كتابة الشعر ، اخذ يشجعها على التواصل معه والاستمرار في كتابة القصائد ونشرها وبالتالي ساعدها في اعدادها كراس القصائد الاول لها تحت عنوان احزان الفصول لقد اسعدت تلك اللحضة فيفيان في لقائها بعمها سماوي . اصبحنا انا والسماوي على رابطة وثيقة ومتينة جدا كنا نلتقي كل يوم
وكان يسكن انذاك في غرفة لدى اسرة تعود له بالقرابة اسرة علي السماوي ، كان السماوي من مؤيدي افكاري الماركسية اللينينية الماوية بشدة ، مؤكدا على صحة هذا الخط الثوري ، كنا نخرج معا في ايام الصيف والربيع والشتاء ونقضى ساعات طويلة ليلا في الدردشة والحوارات السياسية .
كان السماوي في العامين الاولين من لجؤءه لدولة السويد ينتظر منحه تصريح الاقامة ، وبعد الاقامة تقدم بطلب بغية الحصول على شقة سكنية وكان يشتكي من وضعه دون سكن ، و محصور في غرفة بضيافة اقاربه الساكنين في منطقة (( فور باري )) الواقعة جنوب مدينة استكهولم ، بدوري تحدثت مع صحفي سويدي كان من اصدقائي الحميمين اسمه توربيون ، حول كيفية دعم السماوي في معالجة مشكلة السكن التي يعاني منها ، لقد رافقني السماوي الى مقر الحزب الشيوعي الستاليني السويدي يسمونه انذاك ب (( كوبي ملر )) حيث استقبلنا الرفيق توربيورن
صحفي جريدة البروليتـــار قال نحن سنعمل ما بوسعنا لدعم السماوي اعلاميا حتى يحصل على شقة سكنية ، عملت ما بوسعي كي اعرف السماوي على بعض العناصر الاممية رفيعة المستوى ، اي حينما منح السماوي شقة سكنية في منطقة شارهولمن ، رافقت الرفيقة الحقوقية العزيزةوالكاتبة الثورية (( مرتا لوزا )) عضوة اللجنة المركزية البيروية لتيار الماركسي ( توبا كمارو) الى السماوي في زيارة في مسكنية الواقع بمنطقة شارهولمن ، لقد جلسنا وتحدثنا كان يجيد اللغة الانكليزية حاورا الرفيقة ( مرتا لوزا ) بالانكليزية ، عرفتني
الرفيقة مرتا لوزا باحد القادة الشيوعيين الثوريين من كولومبيا الذي التقي تارتين بالشهيد ارنستو تشي جيفارا ذلك في عامين 1964ـ 1966 لقد غادرة الرفيقة مرتا السويد لتشرف على مهام نضالية في بيرو .
كما عرفت السماوي على بعض الكوادر من الحزب الشيوعي الماوي البيروي والايراني وبعض الرفاق العراقيين لا اود ذكر اسمائهم ، في اليوم الذي كنت منشغلا كعادته يتصل بي هاتفيا ( سليم وين انت ) كنت اقول ما بك وانت متضايق ، كان يرد انا بين الحيطان الاربعة وانا الخامس ، كان يخشى التقارب مع العراقيين وكان حذرا جدا من ذلك بعد فترة من تواجده في مدينة استكهولم التقي بالاخ الفاضل صاحب الربيعي خبير في شؤون المياه الاقليمية ، كما التقي به الاخ الفاضل الاديب مظفر والرفيق العزيز ابو كاترين ، بدوامة كان
ينبهني كي اكون حذرا من عملاء البعثيين ، اكد لي ان يد البعثيين االسوداء اغتالت نجله الشهيد ( نصير) في الصين وكان نصير حائز على شهادة دكتوراه في الفلسفة . حاور الاخ الفاضل صاحب الربعيي مع السماوي حول تاسيس جمعية عراقية تجمع في محورها عناصر ماركسية ثورية مناهضة للتحريفية ومناهضة لجمعية 14 تموز الرجعية مقرها استكهولم .
كان يسرد لي السماوي تلك العقود الطويلة التي مرة بها تجتاز نصف قرن من الزمن حول تاريخ تشرده ، كما سرد لي لقائه بعبد الكريم قاسم ، وكان يشغل انذاك مهمة عضو لجنة السلام العالمي لجنتهم زارت الصين ، واكد لي انه التقي بماوتسي تونغ ، كما اشار انه عمل 3 اعوام في بكين وكان يقوم بتحرير مجلة الصين العربية ، كما اكد لي انه التقى بالرفيق انور خوجة في تيرانا البانيا ، وعمل مقابلة طويلة مع انور خوجة ونشرها في جريدة الانسانية التي كان يحررها انذاك اي في عام 1958 ـ 1959 . كما اشار انه كان في احدى الساحات
العامة في موسكو وباحدى المناسبات الكبرى وقف بجوار الرفيق ستالين في الساحة ، ثم سرد قصة تعرضه للسجن بامر من عبد الكريم قاسم وبعد عدة اشهر من السجن اطلق سبيله ، وثم فلت عام 1963 من قبضة الفاشيين وغادر البلاد باتجاه هنكاريا ، ان تاريخ احاديثنا معا طويلة جدا تحتاج الى صفحات طويلة ولكنني اختصر الحديث بهذه المطالعة القصيرة ، اهداني ديوانه الشعري ، كتب باحدى القصائد عن المسيرة الكبرى للثورة الصينية بقيادة الرفيق ماوتسي تونغ ، وكتب قصيدة اخرى عن ستالين .
كان على دوامة يتابع اخبار نشاطات فيفيان في مجال الشعر وكان يكن حبا كبيرا لابناء اسرتي ، دعته ام بوليفار مرات عديدة على مائدة الدولما والاكلات الشعبية العراقية الاخرى . كنا نناقش معا حول كيفية امتداد الحركة الماوية على اطار العراق وكان متفائلا ان الظفر هو حليف من يخوضون النظال الثوري المسلح . دام تواصلنا الى عام 2008 علمت انه التقى مرات بجلال الطالباني العميل في السليمانية وعدد من عناصر الطالباني ومنهم جوهر كرمانج واخرين يترددون عليه باستمرار ، كمار زار بؤرة الفساد والتجسس سفارة النظام
الفاشي العراقي بمدينة استكهولم ، وجهت له انتقادا شديدا حول تواصله مع هذه المجموعة الشوفينية المنبوذة والمعادية للشيوعية ، كنت احثه على مقاطعتهم وعدم تلقي منهم اي مساعدة مالية بعد ان كانو يقدمون له العون المادي ، لقد دخلت علاقتنا مرحلة البرود لهذا ، حيث ناقشت مع الرفيق سامي فيلي بخصوص هذا الموضوع اكد لي ان السماوي رجل طاعن بالسن بلغ مرحلة الشيخوخة لاينفع الحديث معه حول هذه الامور انه يعاني من الازمة الصحية وكان مصابا بالربو ،
المجد والخلود للشاعر العرقي كاظم السماوي وضحايا الانظمة الفاشية المتعاقبة .
سليم بولص صليوا
[email protected][email protected]
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست