ان كانت حكومة الواقع، ستنجح
Friday, 22/08/2014, 12:00
1653 بینراوە
نسمع هذه الايام تحليلات و نصائح عديدة للحكومة العراقية الجديدة، هذا يعيش في الفنادق الراقية في بلدان الجوار و ذاك يعيش في لندن و له تاريخ غير مشرف مع البعث و جيشه و الاخر في حضن راعيه في عاصمة من يدعمه و كل حسب هواه و نظرته و خلفيته الى العراق و ما يريده هو قبل الشعب العراقي . فهل من المعقول من امتلا تاريخه و كيانه شرا و حقدا ضد الشعب و اضر به و من انتمى اليه ان يكون مصالحا و خيٌرا لشعب العراق . لازل العديد منهم يسير على الايديولوجية القومية التطرفية و البعثية المقيتة و كانه يعيش في ستينات القرن الماضي و لا يهمه الا الخيال و السفسطة في النقاش و الطوباوية في التحليل، و للاسف يده ملطخة بدماء العراق و كان سيده الدكتاتور، و انقلبت الحال بمغير الاحوال بعد مجيء امريكا، و هذا خيالي حتى النخاع لا تمت افكاره او بالاحرى ادعائاته صلة بالواقع و بما يفيد الشعب و هو يتكلم و كانه يطير و لم يسر على الارض العراقي و ما موجود به، لم يعلم او يتحاشى ان يفكر بالواقع بل انقطع عن القرن الواحد و العشرين و يعيش في زمانه و انغلق على نفسه، و الا هل تلقى خيرا من كان من ازلام النظام السابق و انبرى اليوم لينصح و يكتب و يخرج كل يوم من شرفته و يدلي بتصريحات و مواقف خيالية بعيدة عن حال العراق الحالي و يدعي انه سياسي او خبير ما و هو لم يقصد الا ارضاء السلطة، اي كانت عسى و لعل ان يحتل موقعا و يعود بماء وجهه ليعيش ايامه معافيا و عفى الله هما سلف، و لا يهمه ما يخص الفرد العراقي المغدور وهمه الوحيد انه يريد ما لنفسه و مهما كان و عاش الشعب في الجحيم.
اننا نقول هنا لاتقاء شر هؤلاء و لتصحيح مسيرة العراق بشكل يمكن ان يبدا خطواته بنجاح ولو نسبي، على الحكومة التي تنبثق و رئيسه الذي يعيش على ارض العراق و يرى و اعتبر من الواقع و ما مر به العراق خلال العقد الماضي ان يعيش و يقرر و يتعامل مع الواقع بعيدا عن كل فكر او خلفية او ايديولوجية او نصيحة من هم بعيدون الاف الاميال، لا بل منيعيش في البلدان الاوربية، و هم من يسمح لهم القنوات الاعلامية لانهم يدلون بما لصالح اصحاب تلك القنوات و من ورائهم .اما اسلطة الجديدة هي المعني بما يكون ما لخير الشعب عامة و ما امام عيونها هو الاهم و يجب ان يكون من اولوياتها و ليس نصائح المصلحيين في الفنادق و الدول التي لا تريد خيرا لشعوب العراق و لا يهمهم الا ما يريدون منه .
واقع العراق هذا الذي نراه بمجيء داعش انفك حتى القدر اليسير من اللحمة التي كانت تربط المكونات، فاصبحت حالها يرثى لها من الناحية الاجتماعية، و لا يمكن ان تعتمد ايها الحكومة المبجلة على خيال الستينات و الخمسينات و الافكار القومية المتطرفة و لا الافكار الدينية المذهبية المتطرفة و الافكار التي تبناها من عاشوا في عصر ولى و في ظروف عفى عليها الزمن، بل العراق اليوم حالة خاصة من جميع النواحي و لايشبه اية دولة اخرى من حيث التاريخ و الواقع الحالي و الموقع الجغرافي له و الديموغرافي لشعبه .
انه بلد تعيش فيه مكونات لكل منها تاريخ و ظروف و جغرافيا و امنيات و خصائص لا تتطابق مع الاخركليا،
يجب ان تسمع الحكومة ممن لم يغادروا العراق و من المخلصين و الملمين بالواقع اكثر من خلفيتهم، هذا هو الواقع الموجود و ما فيه من الاختلافات و من الخصائص و السمات المتعدة لمن يسكن جغرافيا معينه منه، و كيف يمكن ادارته بداية لتحقيق اهداف كل منهم و ما هي الاولوية التي لا يعرفها الا من يتعايش مع ابناءه البسطاء، و يجب ان تكون الحكومة و رئيسها بعيدون عن من تضرروا من الحال و عاشوا في ابهة خلال العقود الاربعة الماضية لانهم لا يمكن ان يكون لهم رايا محايدا، بل جل افكارهم هو كيفية بقائهم على النسبة من السلطات التي فقدوها، سواء في زمن الدكتاتورية او بعد سقوطها .
ان اردنا حكومة طازجة نقية بريئة بعيدة عن ما شابت من سبقتها، يجب الاعتماد على الوجوه و الافكار و الامكانيات الشابة التي لا تملك خلفية نابعة من حقد لم تتضرر من تغيير السلطة ولم يكن ممن اصابه مصيبة سياسية او خلل شاب مسيرته . فالجديد المعتبر حامل الخبرة و المعرفة اكثر افادة ممن مضى و استهلك و اخطأ و انهى صلاحياته بيده . يجب ان لا تسمع من المتخرفين و الموالين لاي شخص كان او للنظام السابق لانهم موبؤون بالامراض المعدية و لا يحتملون و يصيبون حتى الاصحاء . الاهم هو قراءة الواقع و ما فيه و المتطلبات الشعبية لكل مكون و ليس بالخيال اوالايديولوجيا، اي معرفة نوايا و نظرة هذا المكون و ليس قيادته، لا يمكن ان لا تعتبر الحكومة لما يريده المكون السني الذي يختلف عن المكون الكوردي او الشيعي بكل صراحة و معنى الكلام، او بالعكس، و يجب ان تكون حكومة صريحة و لا تخبيء راسها في ما موجود من الحال كما هي، فلا يمكن ان يخجل اي منا من قول الحقيقة و ما موجود على الارض لسبب سياسي او ايديولوجي او لمصلحة ضيقة ، لو لم نكن صريحين مع انفسنا و مع ما نحن فيه لا يمكن ان نخطوا خطوات صحيحة صريحة مفيدة لنا اليوم و لمستقبلنا ، و عليه يجب ان تهتم الحكومة لمن و ما في الداخل بما هو موجود فيه و عليه، و ليس ما يطرحه من في خارج الحدود الا ولولات لاجل ما و لغرض معلوم . البداية المبشرة تكون من ماسسة الدولة وفق ما يعيشه البلد و و واقعه و بتوزيع الادوار و تخفيف كاهل الحكومة المركزية من التركة الثقيلة التي ورثها منذ النظام الدكتاتوري و اثقله السيد المالكي اكثر من ما يمكن ان تتحمله بكثير . اي بالجيل الجديد و الفكر الصاحي الواقعي و الخطوات الرصينة و العقلية العصرية و الواقعية و بتجريد صاحب الصلاحيات الكبيرة من خلفيته المعروفة بشكل كامل كي ينجح بنسبة مرضية، و الا فان المعضلات ستنكبه و توقعه .