پرواز حسين فتاة كوردية من كوردستان
Tuesday, 18/06/2013, 12:00
1834 بینراوە
قبل يومين كتب السيد (محمد عبود) مقالة تحت عنوان "برواز حسين .. كشفت حقيقتنا" خصها عن الشابة الكوردستانية (پَرواز حسين) المتسابقة الكوردية التي تألقت في برنامج (عرب آيدل- Arab Idol) الذي تقدمه القناة الفضائية (أم بي سي - M B C). انتقد فيها الكاتب، العرب في العراق، وثقافتهم العنصرية، التي ترفض الآخر قومياً و دينياً، واستطرد الكاتب في مقاله قائلاً:" هل نسي العراقيون إن من حق كل إنسان الاعتزاز بقوميته وانتماءه ؟,سواء العربي أو الكوردي أو الشبكي أو الايزيدي أو الصابئي ... لماذا يتشفى العراقيون بسيدة أبدت ميلها لجغرافية أصلها ومولدها". أولاً، نشكر الكاتب على تعاطفه الإنساني مع هذه الفتاة الكوردستانية، ومن خلالها مع الشعب الكوردي في جنوبي كوردستان. ثانياً، بما أن الكاتب طالب في كلية الإعلام، و يسير قلمه لاستصراخ الحق خارج نطاق قوميته العربية، بلا أدنى شك سيكون في قادم الأيام قلماً متميزاً في مملكة صاحبة الجلالة، لكن عليه أن يكون دقيقاً، ويتوخى الحذر والحيطة حين يختار كلماته، فلذا،عليه أن يلم ويفحص جيداً المواد التي يكتب عنها، لكي لا يصاب بالأمراض المزمنة التي يعاني منها الإعلام العربي، الذي يجعل الحق باطلاً، والباطل حقاً. إن الذي أريد أقوله في هذه الجزئية لشخص الكاتب الكريم، ولكل ذي ضمير، هو، أن الشبكي والإزدي والكاكائي والفيلي، شرائح دينية، وقومية، تنتمي للشعب الكوردي، ولم تكن عبر التاريخ خارج العائلة الكوردية، الكوردستانية، ولا يجوز لأي كاتب أو سياسي، أن يشير إليهم بمعزل عن شعبهم الكوردي. ثالثاً، أن (پَرواز حسين) تنتمي لجغرافية اسمها كوردستان، بدون أية لاحقة. إن الكاتب (محمد عبود) كشف لنا في مقاله أموراً قد تكون لم تخطر في فكر الكثير من الكورد، إلا وهي أن العربي يدعي ملكيته لأشياءاً ليست له، كإصراره على تسمية جنوب كوردستان ب "شمال العراق"و يحقد على (پَرواز حسين) لمجرد أنها قالت أني من "كوردستان العراق" أي بمعنى، كوردستان لصاحبها العراق. نرى أن الفرد العربي... يرفضها ولا يستسيغها لمجرد أنها ذكرت اسم كوردستان، حتى بصيغته المشوه التي قالتها (پَرواز حسين): "كوردستان العراق". بدل جنوب كوردستان. بالمقابل نرى أن السياسيين الكورد لا يعيرون أي اهتمام لكلام الذي يتفوهون به في مؤتمراتهم ولقاءاتهم الصحفية، وتأثيره السلبي على انتماء الشعب الكوردي لوطنه كوردستان. بالأمس استقبل في السليمانية أحد من السياسيين الكورد، زوج المتألقة (پَرواز حسين) وبثت إحدى القنوات الحزبية نص الكلام الذي قاله المسئول الكوردستاني باللغة الكوردية، قائلاً: " أن صوت پَرواز حسين وصل إلى جميع العالم العربي " نتساءل من هذا السياسي السليط اللسان، هل أن زلة لسانه هذه تبقي على الجزء المحتل و المجزأ في ظل الاحتلال إلى جزأين يرزحا تحت نير الاحتلال لكيانين عربيين، لوطن اسمه كوردستان، حين يصف هذا المسمى، العالم العربي، أو الوطن العربي، الذي أخترع في أروقة المخابرات العربية!!!. هذا مثل بسيط بين الدهاء السياسي، عند بعض العرب الأميين الذين يرفضون حتى اسم كوردستان استعداداً لقضم المتبقي منها إذا سنحت لهم الفرصة. وغباء السياسي الكوردي الذي بجهله المركب يتنازل دون دراية منه لجزء من وطنه كوردستان المجزأ إلى جزأين للعالم العربي. ومن التصريحات الغبية التي ينفرد بها السياسيون الكورد، أنهم يتبجحوا دائماً بغبائهم، و يصرحوا في مناسبة ودونها، أن جبل حمرين هو حدود إقليم كوردستان، بينما كركوك فقط هي التي تدخل ضمن هذه الحدود التي يطالب بها هؤلاء...؟، والمدن الأخرى المستقطعة من كوردستان والتي تقع في منطقة گرمیان خلف جبل حمرين في جانب الکیان العراقی، مثل مندلي و خانقين و شهربان وجلولاء الخ. ستکون من حصة الكيان العراقي، حتى دون مناقشة. وبهذا کما أسلفنا، سيحصل الکورد على كركوك فقط، من مجموع مدن گرمیان المستقطعة من كوردستان. والمدن الأخرى ستحصل عليها العراق بالمجان على طبق من ذهب، لأنها في الجانب الآخر، خارج سلسلة جبل حمرين. إن أصحاب فکرة جبل حمرين کحدود لجنوبی كوردستان، هم أولائك الذين يريدون تأسيس كيان خاص بمحافظة السليمانية (سلیمانیچیة) بمعزل عن بقية مدن جنوب كوردستان. دعنا نعود إلى موضوعنا، في الحقيقة أنا كمواطن كوردستاني، لست مع أية مشاركة كوردية في أي مهرجان أو تجمع عربي، إلا بشرط، أن كان المشارك شاعراً، يجب عليه أن يشارك بهويته القومية، وهي الكوردية، وبهوية الوطنية وهي كوردستانية، بدون لاحقة... العراق. يمكن له أيضاً أن يشارك باسم " إقليم كوردستان" أو باسم "إقليم جنوب كوردستان" ويلقي شعره باللغة الكوردية فقط لا غير. وهكذا بالنسبة لأية مطربة أو المطرب، يجب عليها أو عليه، أن تؤدي غنائها باللغة الكوردية فقط. وكذلك أية مشاركة أخرى، في أي محفل تكون، أدبي أو سياسي أو اقتصادي الخ، يجب أن تحمل الطابع الكوردي، الكوردستاني، حينها فقط تكون المشاركة مقبولة عند الشعب الكوردي. أما أن تشارك وتغني بلغة ليست لغتها، وحتى لا تجيدها بصورة سليمة، فهي مرفوضة من لدن جميع الشعب الكوردي. لكن رفضنا لها نحن القوميون الكورد، ليس كرفض ذلك... (الكوردي) الذي يعطي لنفسه الحق، أن يمس خصوصية الأشخاص بسوء، وهو الذي يرتدي الزي العربي، ومتخم حتى أذنيه بالثقافة العربية التي لا تمت إلى الشعب الكوردي بصلة، لا من قريب ولا من بعيد.
في النهاية أتمنى للنجمة (پَرواز حسين) مستقبلاً زاهراً في مكانها الطبيعي، إلا وهو الساحة الفنية الكوردستانية، لأنها تمتلك جميع مقومات المطربة الناجحة، من حضور متميز، و إطلالة بهية، وصوت صافي كصفاء الشفق في ربوع كوردستان.