کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


في العراق جعجعة..... و لا ارى طحنا!

Sunday, 29/04/2012, 12:00



تميز المشهد السياسي العراقي في الاسابيع الماضية بالحرب الكلامية الشعواء بين مختلف الفرقاء. ولم تقتصر هذه الحرب بين الخصوم بل امتدت لتشمل الحلفاء ايضا. لقد حدث نقلة نوعية في الحديث و الجدل السياسي العراقي, اذ تخطى السياسيون حاجز المجاملات و لاول مرة و منذ سقوط الدولة العراقية في نيسان 2003. المجاملات هي في الحقيقة جزء من المشكلة و الازمة السياسية في العراق....و المجاملات اخفت ورائها خوف الاطراف السياسية من التقرب الى البطاطة الساخنة الا وهي ملفات علاقة الاقليم مع المركز بما في ذلك ملف النفط والغاز وميزانية الدولة وملف المادة 140. على المدى المتوسط و البعيد نرى ان ملف الاقليم مع المركز يشكل خطرا حقيقيا على الجميع ما لم يتم التعامل معه بجدية و بحكمة سياسية. ساذج من لم يرى عمق هذه الازمة التي لطالما تم اخفائها في لجان و اجتماعات و لقاءات و اتفاقيات ثلاثية ورباعية واخرها اتفاقية اربيل عشية تشكيل الحكومة الحالية بعد تعثر طويل.
سعى الكل و سارع الى الخضٌ في القدور العراقية على امل ان يجدوا فيها ما يرضيهم...ولكن ما جدوى الخض في القدور الفارغة....نعم انها فارغة من الرؤى السياسية الحقيقية فارغة من الواقعية ولن تجد فيها ما يميز الممكن من اللاممكن. اتهموا بعضهم بجرائم خطيرة كسرقة اموال الدولة وان جريمة كهذه يحاكم عليها مرتكبيها في كافة النظم السياسية. تكلموا كثيرا و ادعوا كثيرا واتهموا دون هوادة ....ورأينا الجميع يستندون الى الدستور...ويكاد يكون شبه اجماع على عدم التنصل من اتفاقية اربيل....!
جميل جدا....ما هي المشكلة اذن؟ لما لايعودون الى الدستور؟ ان عدم الاحتكام الى الدستور يعزى الى امرين لا ثالث لهما, فاما انهم يدركون بان الدستور العراقي المفخخ هو جزء من المشكلة و ليس من الحل...وامٌا انهم غير صادقين في دعواتهم الى العودة الى الدستور. الى جانب الدستور هناك اتفاقية اربيل والتي طرحها اطراف بقوة كوثيقة و خارطة طريق للخروج من الازمة بينما تحاشى ذلك اطراف اخرى وعزوا ذلك الى تناقضها, اي اتفاقية اربيل, في بعض من موادها او بنودها مع الدستور العراقي....!
الغريب في الامر ان اتفاقية اربيل يحيط بها هالة من السرية اذ انها لم تطرح على الراي العام رغم اهميتها المصيرية للعراق و العراقيين, وذلك على حد ما نفهمه من اطراف هذه الاتفاقية. هل في هذه الاتفاقية ما يخشى منه طرفا او اطرافا فيها؟ هل فيها ما يعارض الدستور؟ اغلب الظن عندي ان في هذه الاتفاقية ما يدرك طرفا فيها زلته السياسية بالخضوع لنوع من الابتزاز السياسي من اجل الوصول الى غاية سياسية وها هو اليوم يفتش في ثنايا الدستور ليبرر المستور. اما الاطراف الاخرى فنجدها ممتعضة ممن تتصوره هذه الاطراف, بان طرفا معينا وصل الى ماربه عن طريق المناورة و المخادعة. لقد اختلط الحابل بالنابل وذهب كل يهدد و يوعد و يتوعد و بات الجميع يتسابق في الحصول على اكثر ما يكمن من الحصول عليه. داخليا بدى و كان تحالفا او حلفا جديدا على وشك القيام للاطاحة بحكومة المالكي...ولكن؟!.
القائمة العراقية:
القائمة العراقية و كعادتها اظهرت سذاجة وهسترة سياسية وسارعت الى اربيل تغازل الاكراد وتخلٌت تماما عن موقفها المتشدد من ملفات الاقليم وخاصة ملف المناطق المتنازعة عليها وبين ليلة وضحاها تجاوبت مع القائمة المتاخية وفجأة انتبهت قائمة الحدباء و المتاخية لمصلحة مواطني نينوى...وراينا زيارات مكوكية قام بها السيد محافظ نينوى اثيل النجيفي, اذ زار سنجار لاول مرة منذ ان تولى منصبه بعد قطيعة طويلة. لما لا ...فكل الطرق تؤدي الى السلطة. لقد ترائى للقائمة العراقية سرابا فظنٌته سلطة في متناول اليد. ساعة كتابة هذا المقال وردت الانباء عن عقد اجتماع في اربيل بمبادرة فخامة رئيس اقليم كوردستان السيد مسعود البارزاني ويشارك فيه فخامة مام جلال , اغلب الظن كقائد سياسي اكثر من كونه رئيس جمهورية العراق, وسماحة السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري و الملفت للنظر انه السياسي الشيعي الوحيد في هذا الاجتماع, السادة اياد علاوي و اسامة النجيفي زعماء القائمة العراقية ثم التحق بهم السيد اثيل النجيفي محافظ نينوى. احسب ان القائمة العراقية ترمي يائسة ورقتها الاخيرة في اربيل على امل ان تنال من المالكي وهذا هو الخطأ بعينه اذ ان العراقية فقدت وتفقد يوميا المزيد من اعضائها وجمهورها ولو لم يكن الامر في العراق لقامت قادة العراقية بتقديم استقالاتهم وعلى راسهم السيد اياد العلاوي الذي لم يبقى امامه خيارا افضل من تقديم الاستقالة وحفظ ما يمكن حفظه من ماء الوجه.يستقرأ المرء بان القائمة العراقية في هسترة قياداتها نحو المناصب, مستعدة لتقديم التنازلات لاي طرف كان ما دام الامر يضمن لهم هذه المناصب, فيا لخيبة ناخبي وجمهور هذه القائمة التي ادت اسوء اداء سياسي على الساحة العراقية.


التحالف الوطني(الشيعة):
الطرف الشيعي وان بدى متماسكا وبضغط ايراني علني, يعاني من تناحرات داخلية. فلا احسب ان المجلس الاعلى الاسلامي والتيار الصدري و الاخرين من اطراف التحالف الوطني الشيعي , ينظرون بعين الارتياح و الرضى لهيمنة دولة القانون وشخص رئيسها السيد نوري المالكي الذي اصبح ظاهرة سياسية بحد ذاته. وعليه فلقد ظن البعض في التيار الصدري ان الطريق بات مفروشا لهم الى كرسي رئاسة الوزراء....وظنوا ان هذا الطريق يمر من اربيل عبر اراضي "العراقية". فبادروا وسارعوا الى اجتماع اربيل السالف الذكر. لكن ايران التي تواكب التطورات العراقية عن كثب كانت قد سبقت الخطوة باحكام التماسك الشيعي واحدثت لقاء بين سماحة السيد ودولة الرئيس ...اين؟ ...في ايران طبعا. والاستنتاج الذي يكاد لايخطأ هو ان البيت الشيعي ملزم بعدم الايغال في اي مشروع يسقط حكومة المالكي...وكيف ذلك وقد دخل الاخير طرفا في الهلال الشيعي الممتد من ايران الى لبنان عبر سوريا و العراق. السؤال هو: ماذ يفعل التيار الصدري في اربيل؟ هل هو طائرا يغرد خارج السرب؟ ام حالما بالقيادة الشيعية؟ ام انه شارك لينقل رسالة التحالف الوطني الغائب الحاضر؟, و ليؤكد للمجتمعين خطوط الشيعة الحمراء خاصة وانه صرح بشكل ينم عن ذلك حينما اكد على ان النفط هو ملك الجميع و لايحق لاي كان التفرد به وكذلك تاكيده على وحدة العراق. اما غياب سماحة السيد عمار الحكيم والمجلس الاعلى الاسلامي يبقى سؤالا بحد ذاته وخاصة وان للمجلس علاقات تاريخية وطيدة مع الاكراد!
التحالف الكوردستاني (الاكراد):
ليس خافيا ان الشغل الشاغل لقيادة التحالف و خاصة قيادة الاقليم هو الخروج من حالة اللاحالة. القيادة مستائة من مماطلة بغداد في فتح ملفات الحدود و النفط, حيث ان بقاء هذه المواضيع عالقة انما يشكل عثرة حقيقية في طريق المشروع الكوردي في انشاء كيان الدولة الكوردية المستقلة. من هنا ومن هنا فقط يجب قراءة تحركات قيادة الاقليم لكسر الجمود السياسي نحو حسم علاقة الاقليم مع المركز. ويبدو ان سياسة الاكراد بدات بجس نبض الشارع السياسي فوجدت الحلقة الضعيفة في القائمة العراقية المنازع الابدي للسيد المالكي ثم استشعرت ودغدغت الحس الطموحي لدى التيار الصدري على امل ان تفلح في ايجاد اغلبية من شانها احلال تغيير في بغداد. كما استفاد الاكراد من شطحة طارق الهاشمي وسارعوا الى ايوائه في كوردستان مما ادى بالعراقية الى الارتماء بنفسها في احضان اربيل...وعلينا ان نرى هذا التقارب في ظل الحراك السني بشقيه التركي و العربي/الخليجي للوقوف بوجه الجبهة الشيعية والتي تتالف من التحالف الوطني وايران وسوريا الاسد و لبنان/حزب الله وانتهاء بحماس الفلسطينية. كأن التاريخ العراقي يعيد نفسه وبتنا نعيش ايام الدولة العباسية في زمن المتوكل ومن تلاه حيث اصبح الخليفة العباسي العوبة بيد الاتراك و الفرس....
القيادة الكوردية لم تقدم على ما اقدمت عليه بمناى من الضغط الداخلي...ووجدت ان عليها ان تفعل شيئا للتفاعل مع جملة من المشاكل الداخلية حيث نمو التيار الاسلامي المعارض....وتذمر الناس من الفساد المستشري ....ناهيك عن رغبة الانفصال و الاستقلال الحاضرة الغائبة لدى عامة الشارع الكوردي....كل ذلك دفعت بقيادة الاقليم الى التحرك و التحريك فحركت كل ما يمكن تحريكه...وطرحت خيار الانفصال من بغداد كورقة ضغط لاحداث تغيير في بغداد.
يبدو لي ان قيادة الاقليم اخطئت التوقيت في اشهار سلاح الاستقلال ومخطيء من يحكم ان الفرصة مؤاتية الان.... فسوريا... ليست ... ليبيا... وليست... تونس....وان امريكا والغرب غير مكترثين بدخول مغامرة جديدة في المنطقة....واستبعد خيارا عسكريا ضد ايران..كما استبعد تجاوبا شيعيا اكثر مما هو الحال واستبعد نضوجا وشجاعة عربية/خليجية لدعم المشروع الكوردي وشغلهم الشاغل هو الخطر و التهديد الايراني. ان الحفاظ على ما حققه الاكراد في العراق قد يكون افضل في الوقت الحاضر من ان يدفعوا بالامور الى حافات محفوفة بالمخاطر.
تركيا:
من يعوٌل على تركيا عليه ان يعيد حساباته الف مرة ومرة فتركيا الاوردوغانية تتخبط سياسيا ورايناها متميزة في ان تخطو الخطوة بالاتجاه الخاطيء...هكذا فعلت عشية الاحتلال الامريكي للعراق وراهنت على الحصان الخاسر ...ورايناها تخطيء في موقفها من ثورة ليبيا لتعارضها بشدة بداية, ثم رجعت الى الصف نادمة خاسرة ماء الوجه....وفي سوريا ...وتحت هاجس تجربة ليبيا تسرٌعت تركيا هذه المرة, فها هي تجد نفسها مرة اخرى تغرد خارج السرب...وقبلها كانت الاوردوغانية سببا في خسارة حليف قوي لها في المنطقة ظنا منها انها تكسب العرب....وهي اليوم بكل تاكيد تخسر العرب....ناهيك عن فشلها في اقتحام ابواب الاتحاد الاوروبي الذي يبدو اليوم ابعد اليها من اي يوم مضى. اذن من يكون ذا الذي يعول على الاوردوغانية والاوغلية التركية؟
ليس في مخيلة اردوغان اكثر من القضاء على اكراده وحزب العمال الكوردستاني و لاترى انقرة وسيلة افضل من اسغلال الاقليم سبيلا الى ذلك. ان الاقليم الذي تعامل مع هذا الملف بحكمة قبل اليوم مطالب باليقظة والحذر فلا احسب ان تركيا ستنظر بعين العطف الى قيام دولة كوردية على تخومها الجنوبية.
.
الخلاصة:
قد يبدو و وكأن سقوط حكومة المالكي اصبح قاب قوسين او ادنى....اما دولة القانون و رئيسها المالكي غير مكترثين بكل ما يحاك او يجري....وكأن المالكي يرتكز على ضمانة و تامين خفي مستور. كل ما جرى في الداخل العراقي لم يكن سوى جعجعة فارغة يدركها المتتبع للشان السياسي العراقي...اذ ان الحل العراقي ليس في بغداد و ليس في اربيل و قطعا ليس في الكوفة.
الحل العراقي اليوم...وكما في الامس رهن صراع طائفي قومي ومذهبي بامتياز, وان من يحرك هذه الخيوط يجلس في الرياض و طهران وانقرة وواشنطن. هذا ما رايناه يتجسد في زيارة قادة المركز و الاقليم الى هذه العواصم و نستنتج من تلك الزيارات بان السيد نوري المالكي باق رغم الجميع...وبان قيام الدولة الكوردية امر غير وارد في الوقت الحاضر.... وبان اي تحالف عربي سني كوردي (مع او دون طرف شيعي محدد) غير وارد....وان ايران املت وافتت بان المالكي هو الخيار... وان اي شق للصف الشيعي غير وارد. فما لي ارى في العراق جعجعة ... و لا ارى طحنا؟
.
وسام الجوهر
محلل وناقد سياسي


نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە