سلوك داعش بين الرضا والرفض الأمريكي
Monday, 11/08/2014, 12:00
1733 بینراوە
عشر سنوات مرت على التغيير في العراق والجهود تترى من اجل وأد الإرهاب وإيقاف وتيرته بلا فائدة . ولست ممن يقول بإلقاء اللوم على أي جهاز امني او استخباراتي ، بل جل القضية تتعلق بدول اقليمية وعالمية لا تريد للمنطقة وليس العراق وحده ان تستقر . وان تطال عمليات الإرهاب والتخريب معظم دول المنطقة إلا مارحمت أمريكا كون المعلم واحد ، الذي يدير عملية الفوضى الخلاقة في المنطقة . وليس الحديث عن نظرية المؤامرة محض هراء بل هي الحقيقة كاملة . أمريكا وأدواتها في المنطقة هي المحرك الأساس لكل عمليات التخريب والقتل والإرهاب المبرمج ، والوضع السوري والعراقي اكبر دليل على ذلك عندما جيش اوباما جيوش الإرهابيين وسلحهم بكل أنواع الأسلحة وجاء أخيرا ليحارب الى جانبهم . ناهيك عن وجود حقد طائفي بشكل واضح من جمهور كبير من سنة العراق ولسنا ممن يخفي الحقيقة المرة ولنكن صريحين جدا ، وهذا الحقد الطائفي والطمع بسلطة مارسها المكون السني العراقي الصغير منذ سقيفة بني ساعدة حتى سقوط صنم العوجه وهبل العرب الكبير المقبور صدام حسين يعرفه القاصي والداني ولا يخفيه حتى اصحابه . هذا الحقد الطائفي وخاصة من بعض العشائر السنية التي تحالفت ومع الاسف مع اربيل التي تناست قاتلي ومبيدي ابنائها ، ادى بهذا الجمهور ان يمارس الارهاب باسم " المقاومة " تارة ، والتهميش تارة اخرى رغم مشاركتهم بالسلطة ، ووقف بكل جدارة وعلانية مع الارهابيين القادمين من خلف الحدود والذين هم بالطبع نتاج صهيوعربي امريكي . فكان الطرف الحاضن لهم و" المعاون " ، و " المقاوم " وما حصل اخيرا بعد ان جمعت ما يسمى بـ " محافظات صدام البيضاء " قدراتها الارهابية في ساحات ذلهم وخيانتهم للشعب العراقي وهيئوا كل الظروف السياسية والمادية لدخول المجاميع الارهابية للعراق ، وكان نتاج ذلك احتلال كل تلكم المحافظات بتنسيق وتعاون وتقديم تسهيلات لوجستية من قبل داعش ليكون الصهيوني المدعو " شمعون ايلوت " الآمر الناهي في مناطقهم المنكوبة ، بينما هربوا بكل جبن وخسة الى حاضنهم في اربيل ، وآخرين في عمان الاردنية والتي وكما يبدو إن وعد التاج البريطاني لا يسمح مطلقا بقطع أي امداد نفطي عنها ، ولا يستطيع كما نرى أي " وطني " عراقي تنفيذ هذا الامر ، وحتى الاعتراض عليه يبدو بشكل كما فتاة حيية خجولة تعترض على والدتها . وظهر هذا الحقد الطائفي بشكله العلني القبيح من خلال حادثة تسليم طلبة كلية القوة الجوية من أبناء وسط وجنوب العراق الشيعة لإرهابيي داعش لإعدامهم في جريمة إرهابية تقشعر لها الأبدان وليتساءل العديد من حتى من غير أبناء الطائفة الشيعية عن أي قيم وأخلاق عشائرية تتحدث هذه العشائر السنية ، التي تسببت بهذا الكم الهائل من الجرائم التي طالت الشيعة والسنة والمكونات العراقية التي هجرت وشردت وقتل وسبي العديد من بناتها ونسائها ؟ !.
فإلقاء اللوم على أي طرف امني هو تسييس لمسالة الإرهاب ودعم غير مباشر له ، بسبب ما ذكرناه من وجود حواضن ، تتحرك أليا وفق خطط إرهابية محكمة تصاغ من قبل أطراف ومخابرات دولية ، حاضرة ومتغلغلة بين المجتمع العراقي ويصعب أحيانا فرزها ، خاصة في الصفوف الاولى للمشاركين في العملية السياسية .
والسبب الرئيسي لقوة وتقدم داعش هو وجود حمى الفوضى التي خلقتها الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة من خلال رجالها من الارهابيين وهم داعش واخواتها . فما نراه أن لبنان لا يستطيع للان ان يختار رئيسا ، ولا تزال الحرب الكونية دائرة في سوريا بينما يتمزق العراق بكل سهولة ووفق المخطط الامريكي لثلاث دويلات يقف المستثمر الأمريكي وراء خطط اقواها بموجب الدعم الامريكي وهي دويلة داعش التي ستكون مع الدويلة الكردية ودويلة الصهاينة ثلاث دول ، دويلة عنصرية قومية في الشمال الكردي ، ودولة عنصرية بلبوس اسلامي مزيف اسمها داعش بامتداد الرقة حتى الانبار والموصل . بينما ستقبع الدولة الصهيونية بكل دعة بين الدويلتين الكردية والداعشية ، ولن يكون هناك أي اعتراض مستقبلا من أي طرف عربي او اسلامي حول وجود الدولة الصهيونية بوجود دويلتين اخريين كرديه واسلاموية تحملان نفس الهوية العنصرية قومودينية .
والسؤال هل تضررت الولايات المتحدة وحلفائها من وجود داعش ؟ ، الجواب كلا كوننا لم نر للان رغم خروج داعش عن جميع القواعد والأطر والأخلاق والقوانين المحلية والإقليمية والدولية ، لم نر أي رد فعل إقليمي او دولي لما يحصل من جرائم . إما ردة الفعل الأمريكية والبدء بغارات جوية بعد توجه داعش نحو اربيل فهي مجرد تحرك ضمن إخراج هوليودي للظهور بمظهر المدافع عن الشعوب ولتحجيم قوة داعش التي تريد التمدد داخل الإقليم الكردي الذي يقع ضمن النفوذ الصهيوامريكي .
أخيرا فان كل المراقبين للوضع المحلي والدولي ينتظرون ظهور دويلة داعش للعلن بعد أن توطد أركانها في المنطقة وتستسلم دولها للأمر الواقع كما حدث بالضبط في الحرب العربية اليهودية في بدء تأسيس دويلة اسرائيل ، وصدور القرار الدولي بتقسيم فلسطين . فعملية الاحتلال والتهجير للمواطنين في كل من سوريا والعراق تدل دلالة واضحة على ذلك ، اذ يجري غزو واحتلال وتوطين بنفس الوقت من دون تأخير، بالضبط بنفس الطريقة الصهيونية السابقة . ولا يخفي البعض من تقديم الدعم والتقدير لداعش من المكون السني الذي صفق الكثير منهم لداعش منذ " غزوته الكبرى " عند تسليم الاكراد والقوى السنية الموصل على طبق من ذهب لداعش . ولن تكون الهرطقات الامريكية الا لذر الرماد في العيون لان لا خطر يحيق بها وبحلفائها الذين يدفعون من " عرقهم " فاتورة داعش ويمدونها بالرجال ، ويساعدونها اعلاميا . لان ما حدث في العراق لا زال وفق الرؤية الداعشية العروبية " ثورة عشائرية " ، ولان السيد الأمريكي الداعم للارهاب في المنطقة ضخ ارهابا فيها بعقل مريض ونفس حقيرة وارادة صهيونية رسمت وخططت كل ذلك للمنطقة الغنية بالنفط والغاز .
آخر المطاف :
قيام ، قال المدرس الواقف عند السبورة عند باب الصف ، فوقف الصغار امتثالا للامر الصادر لهم وولج مدير مدرسة عاصم بن دلف الابتدائية انذاك محمد سعيد المناصير الصف ، ودخل اثره اربعة أطفال متفاوتو الطول والعمر . حيا المدير الطلبة وبعد ان امرهم بالجلوس قال : اولادي جئتكم بضيوف من اهلكم العرب من فلسطين المحتلة الذين سيشاركونكم الدراسة في الصف ، وليكونوا جزءا منكم حتى عودتهم القريبة ان شاء الله لوطنهم السليب ..
مرت على هذه الحادثة اكثر من ستون عاما ، ولم يعود عمر عطا وعبد رجا وعبد الله محمد ورابع نسيت اسمه لفلسطين المحتلة كما اخبرنا المدير محمد سعيد المناصير انذاك ، فهل سيعود ابناء مدن وقرى الموصل من جميع المكونات ، وبعض اهالي الرمادي والفلوجه ، ومدن اخرى لمدنهم وقراهم بعد ان احتلها جيش " شمعون ايلوت " الصهيوني كما احتلت الهاجاناه واخواتها فلسطين ، واسس دافيد بنجوريون دويلة بني صهيون؟؟.
* ناشط في مجال مكافحة الارهاب
www.alsaymar.org
[email protected]