سيمون تضع كوردستان بين خيارين احلاهما مر
Friday, 01/03/2013, 12:00
الم نقل ان سيمون الطفلة اليزيدية ذات ال 11 عاما قد وضعت الجميع على المحك؟ لقد نقل موقع اوينة نيوز عن دولة رئيس وزراء اقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني قوله " ان قضية سيمون تحمل في طياتها جوانب سياسية ودولية و قانونية و من الناحية الانسانية فانهم امام مسؤولية كبيرة وعليه فانهم يتعاملون بكل جدية مع القضية واضاف السيد البارزاني بان سيمون الان هي في رعايتهم وحمايتهم وبانهم في الوقت الحاضر لا يستطيعون اتخاذ اي قرار". انتهى الاقتباس
ماذا يعني هذا الكلام الذي يحمل في طياته الكثير من الالغاز والضبابية ...نعم يا سيادة رئيس الحكومة ان قضية سيمون تحمل في طياتها الكثير من الجوانب ولها ابعاد دولية وانسانية وسياسية وقانونية. لو كانت سيمون في دولة ديمقراطية مدنية تمتلك دستورا وقوانين مدنية تضمن العدالة الاجتماعية للجميع, لما اثارت كل هذه الضجة والتساؤلات والتعقيدات...بل لانتهى الامر بكل بساطة لدى السلطات ودوائر الخدمات الاجتماعية المختصة ....اذن ما السبب ان اتخذت قضية سيمون كل هذه الابعاد؟ الاجابة نجدها في هشاشة الدولة الغير المؤسساتية وتبنيها دستورا ضبابيا مفخخا مليئا بالتناقضات ومزيجا معقدا من الدين والعشائرية والدولة....ففقرة في الدستور تقر بعدم جواز سن قوانين تعارض احكام الاسلام وثوابته وفقرة اخرى تقر بعدم جواز سن قوانين تعارض لاوائح حقوق الانسان والمراءة والطفل....! وقضية سيمون اصبحت التحدي الذي اتاهم من حيث لايتمنونه...قضية سيمون تمس قانون حماية الطفل وحقوقه...وقضية سيمون تمس احكام الشريعة الاسلامية وقضية سيمون تمس القانون ...وهي تمس مشاعر مكون بكامله وتثير قلقه ومخاوفه في ظل غياب القانون و العدالة الاجتماعية وعليه اتخذت جانبا سياسيا... لوائح حقوق الطفل لا تجيز زواج القاصرات و لا تغيير العقيدة لهن....بينما تجيز ذلك احكام الشريعة الاسلامية....والدستور يقر الاثنان!!! سيمون اوقعت الحكومة بين خيارين احلاهما مر...فهي من جانب لا ترى رغبة في التصادم مع الاسلاميين وتخشى من استغلال ذلك من قبل المعارضة السياسية ....ومن جانب اخر لاتريد الحكومة التصادم المباشر مع المعسكر الاخر المتكون من المكون اليزيدي وخاصة الجزء الخارج في المهجر الذي وضع ملف سيمون لا بل ملف القضية اليزيدية على طاولة المجتمع الدولي والراي العام العالمي الذي بكل تاكيد يتعاطف مع الشعب اليزيدي في محنته هذه ناهيك عن الزخم السكاني والانتخابي الكبير والاستراتيجي للمكون اليزيدي لاحزاب السلطة بشكل عام والحزب الديمقراطي الكوردستاني بشكل خاص....
عندما نشر صحفي دانماركي صورة كاريكاتيرية ساخرة عن نبي الاسلام محمد اقام البعض الدنيا ولم يقعدوها فخرجت مظاهرات اقل ما يقال عنها انها كانت غير سلمية ومورس ضغط كبير على الدولة الاسكندنافية الصغيرة دانمارك وهددت جهات عديدة الى ضرب مصالحها الاقتصادية بمقاطعتها ...فوقفت تلك الدولة التي لا يربو عدد سكانها البضعة ملايين بجانب حرية الانسان والفرد وتشبثت بدستورها ومدنيتها شامخة تابى الرضوخ الى غير القانون فوقف معها العالم المتحضر. والان يا سيادة الرئيس اذ نقدر لكم تعاملكم الحذر مع القضية لايصح في نهاية الامر الا الصحيح...والصحيح لليزيدي هو ان لا مساومة على ما لايساوم عليه..وموقفه واضح وضوح الشمس التي تزين راية كوردستان...انه يحتكم الى العقل والقانون الذي لا يتعارض مع لوائح حقوق الانسان والطفل العالمية... ولا نرى بدا من مراجعة الدستور الهش واحقاق التوازن في معادلته المختلة على اسس الدولة المدنية العصرية.
كاتب ومحلل سياسي
السويد 2013-03-01
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست