رحلة الى دول الشمال - 6
Thursday, 26/01/2012, 12:00
العوامل الثقافية
العلاقات الثقافية بين دول الشمال
لا توجد منطقة في اورباوربما القلة في العالم ، حيث الثقافة والتقاليد واللغة والاصل العرقي والسياسة المتطورة والدين وكل الخلفيات للعناصر المتشابة بقدر ما هو موجود في دول الشمال ،
أما نظريات التكامل فهي محاولة لتفسير الزامي لتعاون أقليمي من خلال التركيز على سمات الأطراف السياسية ، أما الشروط والبيانات ورؤوس الأموال داخل منطقة معينة فيمكن بالأجماع أن تضع المنطقة على هذه الفكرة ويكون البديل كظاهرة سياسية والتغير الثقافي لهذا النهج ودعما للمنظرين والمفكرين ، ويمكن للصفات الثقافية المختلفة اثارة المشاكل بسهولة لتقويض القيم ،
وأذا اضيفت اللغة للتعبير عن الثقافة كأساس لبلدان الشمال الاوربي في الوقت الحاضر ، فستكون فنلندا خارج السرب الشمالي ، أما آيسلندا وجزر فارو ،التي يتحدث أبناؤها اللغة الأسكندنافية القديمة ، فسيكون التفاهم والترابط معهم صعبا أن لم يكن مستحيلاً
لذا فان المنطقة تعرف بالمميزات الداخلية الأساسية الأكثر تفاعلا والأوثق مما كانت عليه ضمن محيطها الأقليمي، و كان أجرأ أستخدام موجه في هذه البلدان هو أدخال مفهوم المجتمعات الآمنة ، حيث عرفوا المجتمع الآمن من خلال حقيقة أن الأطراف لا تقوم بحل الصراعات والنزاعات القائمة عن طريق الحرب ، وأكدوا على عدم الأستفادة من العنف في المواقف الصعبة ، لانها تاتي على المصالح بالأضرار . ويمكن القول أن التفسيرات الثقافية تبدأ من المعايير والقيم المختلفة ،
وقد تكون تفسيرات جانبية على حد سواء , التاريخ النرويجي له تأثير على الناخب في رؤيته للأتحاد الاوربي ، حيث كانت النرويج تابعة للدانمارك لحوالي اربعة قرون ومن ثم اصبحت تابعة للسويد من خلال اتحاد اجباري .
أما المعارضون النرويجيون لعضوية النرويج للأتحاد الاوربي فهي أمتداد طبيعي للدفاع عن الديمقراطية والأستقلال النرويجي . الا أن التفسيرات الثقافية الفنلندية والسويدية لا تجد مثل هذه المعارضة . وهناك ايضا تفسيرات ثقافية تؤكد على أن الثقافة السياسية تتغير وفقاً للثقافة الشعبية والوضع الهرمي للناس ، لذا فأن خيار القبول للعضوية والأنضمام الى الاتحاد الأوربي هو الدفاع عن شيء جديد ، أما الرافضون للأنضمام فهم قوة تريد أن تبقي على القديم .
عند التمحص نجد أن النخبة هم من المدافعين عن الفكر الجديد { فكرة الأنضمام الى الأتحاد الأوربي}أماأبناء المحيط الريفي فهم المدافعون عما هو معروف ولا يقبلون بالجديد .
يفترض ان تنتشر هذه الأفكار من المركز الى الأطراف (الريف) ، وبمرورالوقت فأ ن خيارات التغير تحصل تدريجيا ًعلى الدعم من الأطراف (الريف) . ويمكن ان تكون الأغلبية النرويجية المعارضة للعضوية في الأتحاد الاوربي مصدرا للتفكير بالنسبة للجانب المؤيد للانضمام .
الاتحاد الشخصي(واعني بالأتحاد الشخصي تنصيب ملك واحد على عدة دول ) فدول الشمال خلال المراحل التاريخية خلقت تقارب بين مؤسساتها وجعلت منها متشابهة من جوانب متعددة في العمل الاداري ، حيث كانت هذه الادارات تعمل تحت مظلة نظام واحد مع وجود استقلالية إدارية لكل بلد من هذه االبلدان .
لقد أثر التقارب الاداري بين دول الشمال على العلاقات الاجتماعية بين شعوب هذه الدول وعلى الادب واسلوب التفكير والعمل ، فظهرت حركة الاكاديمية الشمالية عام 1830 م .
كانت الانظمة السياسية في دول الشمال خلال خمسمائة عام ، انظمة ملكية متحدة ومستقلة ،
و كانت متحدة خلال فترة حرب كالمر (( 1389 - 1537 )) . كما اتحدت دولتان تحت تاج ملكي واحد في فترات اخرى او كانت في كل دولة من هذه الدول ملكية مستقلة حتى بداية القرن العشرين ، حيث ظهرت اربع دول مستقلة { السويد ، الدانمارك ، النرويج وفنلندا } .
أما في القرن الحادي والعشرين فقد ظهرت هيكلية جديدة من خلال التطورات الحاصلة ، فقد انظمت ثلاث دول شمالية الى الأتحاد الاوربي ، أما النرويج الدولة الشمالية التي لم تنظم لحد الان فهي تتعاون مع الاتحاد الاوربي في العديد من المجالات من خلال السوق الاقتصادية المشتركة.
ظهرت الافكار حول كون المنطقة الشمالية كياناً سياسياً موحداً خلال مراحل مختلفة منذ عام 1700م وما بعده ، الا أن هذه الدول لم تتحد كوحدة سياسية و ادارية واحدة بعد اتحاد (كالمر).
النرويج الدولة الفتية التي حصلت على استقلالها عام 1905م بعد تسعين عاما ً من الأتحاد الاجباري مع السويد سبقته اربعة قرون مع الدانمارك مما أدى الى أن تكون كلمة الأتحاد غير محبذة و لا يستسيغها النرويجيون .و كان النضال من أجل الأنفصال من السويد على علاقة بالحقوق الديمقراطية والبرلمانية ، فأفقد ذلك المناطق الريفية ، البيئة الصالحة والقوية والداعمة للمعارضيين لفكرة الانضمام الى الأتحاد الاوربي في عام 1972 وفي عام 1994 م .
وقد أستغل المعارضون للأتحاد الاوربي يوم السابع من تموز (( يوم انهاء الاتحاد مع السويد )) لحشد الجماهير ، أما السابع من نيسان(( يوم إحتلال ألمانيا للنرويج فلم يستغله المعارضون لا في عام 1972 ولا في عام 1994 ، لان ربط الاتحاد الاوربي بالنازية لم يكن مناسبا للمعارضين رغم أنهم في أوقات سابقة اعترضوا وتظاهروا ضد الالمان عام 1962 . لأسباب عديدة تكمن وراء معارضة الاتحاد الاوربي ، وهنا يمكن القول أن المعارضين للانضمام لم يكونوا اكثر وطنية من المؤيدين لانضمام النرويج الى الاتحاد الاوربي . ء أما السويد والدانمارك فلم تكونا تابعتين او محتلتين من قبل دولة أخرى ، إلا أن الوضع الفنلندي كان موازيا للنرويج ، حيث كانت فنلندا خاضعة للسويد ، وكذلك للدانمارك وروسيا في
فترات مختلفة . ومع ذلك كان الصراع بين الأستقلال الوطني و العضوية في الاتحاد الاوربي أقل حدة مما كان عليه في النرويج لأن الجار العملاق من الشرق ( روسيا ) كان سببا ًفي عضوية فنلندا في الاتحاد الاوربي ، فكانت عضوية فنلندا للمنظمة الاوربية بمثابة الدفاع عن الديمقراطية والاستقلال الفنلندي .
على ما يبدوا أن التهديد الشرقي كان دفعة قوية لأنضمام فنلندا الى الاتحاد الاوربي ، وهذه التأثيرات سميت بـ (تأثيرات شيرنوفسكي SJIRNOVISKI EFFEKTTEN .
أما الموقع الجغرافي النرويجي المطل على الحافات الشمالية من أوربا وسواحلها الطويلة المواجهة
لبريطانيا والوالايات المتحدة الامريكية وتوجهاتهم الاطلنطية تجاريا وأمنيا ًوعضويتهم في الناتو فله دور كبير في عدم الانضمام الى الاتحاد الاوربي
كان الر فض النرويجي للأنضمام الى الاتحاد الاوربي EU عام 1972 م من أقوى
التوجهات الأسكندنافية في الوقت الذي لم تكن الدول الاسكندنافية قد انضمت الى الاتحاد الاوربي في هذا الوقت كان للريف النرويجي عادات وتقاليد متشددة ، فقد كانت العلاقات بين الريف والمدينة ضئيلة جدا ً، ولم يكن للسياسيين من أبناء المدينة موطيء قدم في الارياف ، حيث كان الريف متأثراً بهيكلية متوازية ((متساوية )) ، ولم تكن هناك طبقة اقتصادية واجتماعية تربطهم مع الطبقة العليا (النخبة) في المدينة، مما أدى الى غياب العلاقات بين هاتين المنطقتين و خلق نموذجين مختلفين للحياة .
تشكلت في نهاية القرن التاسع عشر ثلاث كتل معارضة في النرويج ، وكونت هذه الكتل فيما بعد جبهة معارضة ضد الأنضمام الى الاتحاد الأوربي في عام 1972م وعام 1994 م .
وأول هذه الكتل كانت الحركة العلمانية التي تكونت من بسطاء العاملين في الكنيسة الحكومية ، كونها ارتبطت بصعوبة بسلطات الكنيسة . والكتلة الثانية هي حركة المعتدلين التي بلغت أوج قوتها بداية القرن العشرين ، اما الحركة الثالثة فقد كانت جمعية نصرة اللغة النرويجية وكان أصحابها يبحثون عن طريقة جديدة لكتابة اللغة النرويجية معتمدين بذلك على اللهجات المحلية . هذه الجبهة جندت الناخبين النرويجيين للتصويت ضد الأنضمام الى الأتحاد الأوربي .
منذ أن دخلت ثقافة المعارضة في الأستطلاعات بدأ التحليل المتعدد لمتغيرات المعارضة الأوربية يتضمن الخطوط التقليدية والمتغيرات المستقلة ، بشكل أدق فأن أاقتراحات تكوين الجمعيات المعتدلة والدينية أثرت بشكل كبير في عام 1994 م ولم يكن هذا التأثير موجوداً في عام 1972 م . هذه النتائج يمكن أن تكون ضبابية بسبب الضعف الذي دب على المعارضة ، حيث بلغت نسبة الممتنعين عن التصويت نصف ما كان عليه التصويت في 1972 و1994 م
أن سبب تقلص التجمعات هو التجانس مع الاتحادى الاوربي منذ عقود فجعل من ثقافة المعارضة في أنخفاض ، وهذا يمكن ملاحظته عند حركة المعتدليين حيث صوت ستة من أصل عشرة في استفتاء 1919 م لحظر تخمير النبيذ . أما في عام 1990 م فقد كانت حركة الاعتدال تشكل عشراً بالمائة ، وهذا ما توضحه أستطلاعات الأنتخابات ، حيث ظهر هناك تراجع في نسبة المعارضين بشكل ملحوظ وفي مناطق متعددة من البلاد .
المعارضين لعضوية الأتحاد الأوربي
كانت نتيجة الأستفتاءات الشعبية في دول الشمال أن أنظم كل من الدانمارك ، السويد وفنلندا الى الاتحاد الاوربي ، أما النرويج فلم تنظم الى هذا الأتحاد . وهذا ما أثار العديد من التساؤلات
لماذا رفضت النرويج الانظمام الى الاتحاد الاوربي ؟
ما هي الاستجابات الطبيعية للرفض النرويجي بعد أنضمام السويد وفنلند عام 1994 الى الاتحاد الأوربي ، وسبقتهم في ذلك الدانمارك عام 1970 م .
لقد أدى ذلك الى العديد من التساؤلات ، لماذا رفض النرويج الانضمام الى الاتحاد الاوربي ، وهذه النتيجة تبين أنه كانت هناك خطط مسبقة منذ 1972 م .
المعارضة الشعبية (الريف ) ضد الصفوة (المدينة )
النزاع حول الأنضمام الى الأتحاد الأوربي صور كمعركة بين الطبقات العليا والدنيا في المجتمع وكذلك بين النخبة والقاعدة الشعبية (الريف) . هذا التناقض او الخلاف بين الريف والمدينة لم يكن بسبب البعد الجغرافي لمن هم في السلطة ، بل شمل البعد السياسي والاجتماعي ايضا . لقد كان واضحا ً أن
المعارضين كانوا من الطبقة الشعبية العاملة وكان لهم دور متواضع في المسائل الثقافية أما الطبقة العليا وأصحاب العمل فقد كانوا مع العضوية في الأتحاد الأوربي ، لأن الارباح ستكون أكبر عند الأنضمام الى المنظمة الاوربية بسبب حرية تدفق رأس المال والعمالة .
كانت الطبقة العليا في المجتمع من ذوي المهارات و اللغويين وكانوا يتمتعون بمزيا ، بينما كان البسطاء من النساء والرجال من الخاسرين . كما أن قيود الاتحاد الاوربي السياسي والمالي على البلدان تخدم الطبقة العليا من الاغنياء واصحاب الشهادات العليا (النخبة) .فكان أبعاد
القاعدة الشعبية والنخبة مرتبطا ً بالتفسيرات الثقافية ، لذا فأن المواقف كانت تختلف في المركز والاطراف (الريف) , وبشكل ادق في عملية نشر الافكار ، فالمواقف الجديدة تأتي في الاول من النخبة الاجتماعية (من المركز ) ثم تنتشر في المحيط الاجتماعي في الاطراف .
وهذه الموقف ينظر اليها من سياق انفتاح الافكار الجديدة في المدن عند النخبة والأنغلاق في الاطراف ، لذا فأن المواقف والافكار التي تنبع من المركز (المدينة ) كانت ترفض منذ الوهلة الاولى من الأطراف لانها غير معروفة عندهم .
وهذا ما ذكره البروفيسور يوهان جالتونغ إذ يؤكد على ان نشر الافكار قريبة من البدع عند الصراعات بين الافراد والطبقات .
كان تفسير المعارضيين للعضوية في الأتحاد الأوربي أن الوقت لم يحن بعد وأن الناس غير ناضجين لقبول فكرة الأنضمام ،و هذا النهج يتسق مع عملية النشر ،وهو موقف من أعلى مراحل التنمية ، وبمساعدة الطبيعة المميزة التي لا غنى عنها .لذا فأن تغير الموقف في الريف وفي المدينة يمكن مقارنته مع عملية النضوج ، ويمكن ان تأخذ الاطراف مكان المركز .
كان موقف المعارضيين بحسب الحالة الأجتماعية كالدخل والتعليم العالي والوضع المهني يعطي الملامح الرئيسية في عام 1972 وفي عام 1994 م ، والعلاقات واضحة فالحاصلون على التعليم العالي وذوي الدخل المرتفع والوضع المهني كانوا مياليين باتجاه العضوية .
واذا ما ازيل عنصر الجغرافية من فهرست المؤشرات , ستظهر للعيان الأنقسامات بشكل جلي , ويتبين معقل المعارضين ، واعداد النخبة التي كانت اقل من النصف او بالقرب منه .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست