الدستور وما أدراك ما الدستور .....
Tuesday, 30/06/2009, 12:00
الدستور كلمة فارسية ويقصد بها الاساس أو القاعدة وعند انتقالها الى العربية حافظت على ذات المعنى, يعرف الدستور اصطلاحا بأنه مجموعة الأحكام التي تبين شكل الدولة ونظام الحكم فيها, وسلطاتها وطريقة توزيع هذه السلطات , وبيان حقوق المواطنين وواجباتهم .
ويجري وضع الدستور عادة عن طريق سلطة اعلى من السلطة التشريعية وتسمى السلطة التأسيسية , وظهور المعنى الشكلي للدستور, كان نتيجة لانتشار حركة تدوين الدساتير في العصر الحديث, تلك الحركة التي بدأت في الولايات المتحدة الامريكية ومنها الى فرنسا, ثم الى بقية الدول, حيث كانت دساتير الولايات المتحدة الامريكية ثم دستورها سنة 1778 أول الدساتير المكتوبة في التاريخ الحديث , تلاه الدستور الاول للثورة الفرنسية سنة 1971 وانتشرت بعد ذلك حركة تدوين الدساتير فعمت بلاد العالم .
وبالرجوع الى دستور اقليم كوردستان المدون حاليا والممرعنوة , نجد تركيز الصلاحيات وتركيزه في شخص واحد وهو رئيس الاقليم.
هذا مما يشكل حافزا لخلق ديكتاتور جديد, بالعكس من الدساتير في دول الديمقراطيات العريقة والتي تحكم بالديمقراطية البرلمانية, نجد ان الحاكم او الرئيس يسود ولا يحكم درأ لمخاطر الانزلاق نحو الديكتاتورية.
والغريب في الامر ان كتلة التحالف الكوردستاني في البرلمان العراقي وقفت بقوة ضد تمركز الصلاحيات بيد رئيس الوزاء العراقي واقاموا الدنيا ولم يقعدوها , في حين يقفون موقف اللامبالاة ومعهم اعضاء البرلمان الكوردستاني في هولير تجاه دستور يكرس ويرمي لخلق ديكتاتور في الاقليم!!!
هذا مما يعطي ايضا للمركز الحجة الناجعة لتكريس الصلاحيات والسلطات بيد رئيس الوزراء الحالي.
أما لماذا تسريب هذا الدستور والموافقة عليه دون نقاش مواده وفقراته المتعددة وابداء الرأي والمشورة حوله, فهو الخوف من قائمة التغيير حتما والتي بدأت تكتسح وتجمع الاصوات حولها قولا وفعلا ورفع القائمة برنامجا ديمقراطيا راديكاليا تصل الى طموحات الشعب الكوردستاني للمرحلة المقبلة.
بحيث اذا حصلت قائمة التغيير على معظم كراسي البرلمان فيؤسس حتما معارضة قوية في المجلس الوطني الكوردستاني, مما يحدى لرئيس الاقليم باستخدام صلاحياته وسلطاته وفرملة قوة المعارضة في المجلس مستقبلا حيث بامكانه وفقا للدستور اقالة وزير او حل المجلس الوطني الكوردستاني من طرف واحد وبمرسوم جمهوري دون الرجوع الى رأى الشعب الكوردستاني.
برأيي المتواضع كمراقب للوضع الكوردستاني بقاء اقليم كوردستان دون دستور افضل بكثير من تسريب دستور يخلق ديكتاتور.
لذا نطالب جميع منظمات المجتمع المدني والنقابات العمالية والخدمية في اقليم كوردستان رفع اصواتهم عاليا واستخدام شتى انواع المعارضة السلمية للحيلولة دون تسريب هكذا دستور وعدم الموافقة عليه.
خليل كاردة
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست