هل تقصد امريكا اطالة ما يحصل في العراق
Wednesday, 06/08/2014, 12:00
1970 بینراوە
من يتابع ما يجري على الساحة العسكرية و السياسية في العراق بعد مجيء داعش و احتلالها لمساحة شاسعة من الاراضي، من الموصل الى عتبات بغداد و من ثم تغيٌر تكتيكاتها و توجهاتها العسكرية بعدما لاقت الصعوبات هنا و هناك فيما قصدته منذ البداية و لم تنجح فيما نوت عليه، ومن مجريات الاحداث و التغييرات السريعة و العمليات التي باشرت بها بعد سيطرتها على الارض و اعلان دولتها الخرافية، كان مجيئها مخططا له و ليس كما يُقال بانها جاءت لتحرير سجناء بادوش فقط و طمعوا لاكثر بعد انكسار الجيش العراقي بشكل فضيح .
كيف عومل معها بعد فتوحاتها وما عاث على الارض فسادا و تحت الراية السوداء المزركشة بلا اله الا الله .
هل المضحي هو الشعب العراقي و المخطط كبير و معقد و طويل الامد كما يحصل في سوريا و ما دخلت فيها الصراعات الاقليمية و العالمية، ام انه مجرد عارض سريع و ليس لها اية علاقة بالشرق الاوسط الكبير و الخارطة الجديدة، و ستنتهي بوقت قصير . ان كل ما تشير اليه نظرة و تعامل امريكا مع ما يحدث، و خصوصا عليها هي الواجب الاخلاقي ان كانت اصلا تعتمد على الاخلاق في سياساتها، لانها هي التي احدثت التغييرات الكبيرة منذ اسقاطها للنظام الدكتاتوري و هي التي فشلت و تراجعت و سحبت دون تحقيق اي هدف يمكن ان نشير اليه، انها تتعامل مع ما يحدث بخلفية سياسية دبلوماسية استراتيجية بعيدة عن كل القيم التي تدعيها .
اليوم نراها تراوغ و تتملص و خصوصا العملية هي عسكرية و هي تتضمن توجهات و اهداف سياسية مختلفة، لا نتكلم عن المنشا ولا نكرر كيفية و منبع و من وراء تاسيس داعش هنا، اوضحنا الشكوك و الدلائل و المعطيات التي تدلنا على انها من صنع المخابرات العالمية و الاقليمية المتعاونة و لاهداف استراتيجية كبيرة من قبل و كل التداعيات التي تقع لصالح امريكا و اسرائيل تدلنا على انهما اصل البلاء . اما ما نريد ان نوضحه ان الناس باتت تتاكد يوما بعد اخر ان اهمال امريكا و مراقبتها لما يحدث دون حراك تثير شكوكا اكثر فيما تقصده، فتعاملها مع ما يحدث من الجرائم البشعة بدم بارد و تحتسب عليها هي اولا قبل حتى منفذ الفضائع داعش بنفسها، بعد اسقاط الدكتاتورية، و هي دولة كبرى تقع عليها مسؤولية اخلاقية كبرى و سفط الدماء البريئة ازدادت من هذه المسؤلية و هي تدعي الانسانية .
ان المعادلات ستتغير بعدما ظهرت الى العلن ما يمكن ان تنبثق من قوة عالمية واقليمة و تفاعلات و يمكن ان يوقفوا بوجه هذه القوة الجبارة التي سيسجلها التاريخ عليها ما تفعل بمنطقة معلومة السمات و المستوى الثقافي و الاجتماعي و الوعي العام، مستغلة الضعف المكنون في كيانها و قياداتها و طبيعة مجتمعاتها، و سيزيد الحقد عليها بدلا من النظر اليها كقوة انسانية محررة للشعوب المضطهدة التي ادعت بعد تحرير العراق .
كل التصرفات و ما نتمعن فيه من التعامل المحير من قبلها مع ما يحدث يؤكد لنا ان امريكا تتعامل مع الانسان وفق ما تملك من نطرة و عقلية ناتجة من انسان آلي هندسي مخطط للسياسة بعيدا عن العاطفة و ما يمت بالانسانية ذرة واحدة، و لا يعلم هذا الا من يوغل في سياسات امريكا العالمية منذ صراعها مع الاتحاد السوفيتي اثناء الحرب الباردة . عمدت امريكا هي بذاتها الى تغيير شكل و نوع الصراع البذيء الموجود اصلا في المنطقة التي تُدار بعقلية الغابة مناجل تحويله من الصراع القومي الى الصراع الديني المذهبي المتشدد، و افادت به اسرائيل قبل غيرها، و ان كانت هي ايضا متعاونة معها في الامر بشكل كبير . و ان سالت الدماء و ارتكبت داعش ما ترتكبه من الجرائم باسم الدين و ما تسير عليه يؤكد لنا ان الاهداف الامريكية المتحققة لن تدعها ان تسرع في انهاء ما يحدث من هذه الجرائم البشرية، انها تهدف ضمان ما نجحت فيه من قبل و ما سارت عليه الدول الاخرى الاستعمارية و ما نهبوه من الثروات دون ان يحدث اي تغيير ايجابي في معيشة و فكر و عقلية شعوب المنطقة ما يمكن ذكره، و هي تعيش كما الحقبات الغابرة من تاريخ المنطقة و كانت الحياة واقفة على نمط واحد رغم التواصل والاحتكاكات الكبيرة نتيجة التواصل الاعلامي و الالكتروني التي وضحت حياة الاخرين و معيشتهم و تمتعهم بالحياة، الا ان اعادة افكار متشددة مغطية لكل ما يحصل و مانعا للتغيير الايجابي افرغت مؤثرات الاحتكاكات من مضمونها الايجابي المؤثر على شعوب المنطقة .
مماطلة امريكا و تكتيكاتها و تعاملها مع تفصيلات ما يحدث بهذه الطريقة ، و الوضع يحتاج للمواقف الحاسمة و الحازمة، تشير الى انه فعلا جزء او مرحلة لتنفيذ الاستراتيجية الجديدة لها و كيف تخطوا من اجل ضمان قرن او اكثر من الزمان لمستقبل شعبها من تثبيت الوضع المراد ابقاءه في منطقتنا لنجاح ما تهدف . والا في الامكان ان تستاصل داعش في بكرة ابيها او توقفها عند حدها منذ اول اسبوع لمجيئها لو كانت حقا تريد ذلك، و خصوصا العراق ليس سوريا، ففيه ما يمكن ان تنجح امريكا في اي عملية ضد هذا التنظيم الارهابي صاحب اشنع عمليات في تاريخ المنطقة الحديث، و هي تفعلها باسم الاسلام و تحت راية الاسلام و بمنطق القران و مضمونه و من سنة النبي و تاريخ الفتوحات و العمليات التي حدثت اثنائها . ان كانت الاطالة في بقاء داعش لما تنتهي هي من ماهي عليه من المفاوضات مع ايران حول المفاعل النووية او ما تقع عليه المنطقة من سورية و لبنان و ايران و دول الخليجالى ليبيا و مصر و تونس، ان كان الان في صالح امريكا و مخططاتها اما فيما بعد ستنعكس ضدها كما حدث لها في التعامل مع القاعدة و بن لادن من قبل، و كيف استعصى عليها لسنين . و الحضارة العريقة لهذه المنطقة و خاصة في وادي الرافدين لا تسمح ان نفكر بان تتقبل ما يحدث و ان تقبل ادامة الحال على هذا الشكل و ان تُعاد المنطقة الى العصر التخلف و العبودية، و يجب ان تفكر امريكا بشكل مختلف ان كانت تريد اعادة افعالها السابقة هنا .