الحكم الذاتي لايزيدخان
Sunday, 16/06/2013, 12:00
1820 بینراوە
اذا ما نظرنا قليلا الى الوراء و الماضي القريب للمكون اليزيدي في العراق نراه و للاسف يعكس تاريخا مأساويا وينذر بمستقبل اسوء من ماضيه بكثير اذا ما ترك الحبل على الغارب. لقد عول المكون اليزيدي راغبا و مرغما على تجربة الاقليم كثيرا لرفع الغبن عنه وادى واجبه على اكمل وجه في كل المعارك الانتخابية و ابلى بلاء حسنا بنسب مشاركة عالية. كما هو معلوم فان حكومة الاقليم و من خلال احزابها و طبيعة المجتمع الكوردستاني اضافة الى عوامل تعود الى سياسة الاقليم الخارجية , استطاعت ان تحقق وضعا امنيا جيدا قياسا الى بعض المحافظات العراقية الاخرى. المكون اليزيدي رغم كل ذلك الاستقرار انتكس امنيا اكثر من مرة , ففاجعتا شنكال و عمال الغزل و النسيج في الموصل ماثلتان في الذاكرة...تلتهما اعتداءات الشيخان و زاخو و اخر انتكاسة كانت حادثة اغتصاب الطفلة اليزيدية سيمون. هذه من الناحية الامنية. من ناحية الحقوق و الاستحقاقات توالت الانتكاسات الواحدة تلوى الاخرى ففقد المكون تمثيله الوزاري في حكومة بغداد, ثم تناقص عدد اعضاء البرلمانيون من المكون اليزيدي في برلمان كوردستان من 3 في دورته الاولى الى 2 و اخير الى برلماني واحد فقط اليوم و كل المعطيات تشير الى فقدانه هو الاخر في الانتخابات المقبلة و ليس هناك من كوتا لليزيدية في برلمان كوردستان. لقد فقد المكون مقعده الوزاري ايضا في حكومة الاقليم و بعد ضجة وعدوا المكون بوزارة بقت نائمة على الرفوف لحد هذا اليوم. ما لبث ان تم انتخاب 8 من المكون اليزيدي لمجلس محافظة نينوى في الدورة السابقة, حتى جاء القرار من اربيل ليحولوهم الى جيش ايزيدا المعطل في نينوى و حرم المكون من ابسط الامتيازات و الخدمات. انتكاسة كبيرة هي الاخرى تمثلت في ضمان الهوية اليزيدية و حقوقها في دستور الاقليم...اذ لم يرد حتى ذكرهم كمكون او شريحة اجتماعية على قدم المساوات مع الاخرين بذريعة انهم اكراد و اكتفى المشرع بالاشارة الى ضمان حرية الاعتقاد للجميع كاليزيدية و الاخرين...! عندما حدث مع الطفلة سيمون ما حدث اكتشف المكون اليزيدي هشاشة القانون في حمايتهم و معتقداتهم و حرماتهم و اطفالهم على ارض الواقع....القانون لم يستطع حماية الطفل من الاستغلال الجنسي و لم يستطع حماية المكون من تبديل عقيدة اطفاله بل تم تسويف القضية من خلال مناورة سياسية و رسالة واضحة مفادها دعوا الامور تجري الى عالم النسيان و التهميش.
تدهور التعليم في مدارس ايزيدخان من شنكال الى الشيخان اذ غيرت مناهج التعليم من اللغة العربية بين ليلة و ضحاها دون اخذ راي و رغبة احد بنظر الاعتبار...تكددس الاطفال في المدارس بشكل غير انساني فانعكس سلبا على مستوى التعليم. ايزيدخان انتكست من الناحية التعليمية الى درجة انها ستعاني الى اجيال قادمة. بدلا من تاسيس نظام الرعاية الاجتماعية لمساعدة المعتازين و المعوقين و المسنين و الفقراء تم تحويل شرائح واسعة من ابناء المكون الى مرتزقة تعتاش على مساعدات حزبية و ما من احد سئل و يسال من اين لك ايها الحزب كل هذه الاموال؟!
ان فشل المرجعية اليزيدية في ان تلعب دورا مؤثرا في تثبيت موقع المكون و ايزيدخان على الخارطة السياسية بل انقسمت هذه المرجعية و قسمت معها المكون اليزيدي في ولائاتها السياية فبات قطب ينتمي الى حزب سياسي و القطب الاخر الى حزب سياسي اخر و اقحموا الدين في السياسة و السياسة في الدين.
خلاصة القول تراجع وضع ايزيدخان من سوء الى اسوء في ظل غياب خطاب سياسي ناضج بمستوى الطموح و التحديات وبات المكون على وشك ان يضيع الخيط و العصفور معا. بتصورنا و لحسن حظ ايزيدخان ان الوقت لم يعد متاخرا جدا و اذا ما توحدت الجهود الخيرة و تبلورت منها ارادة حديدية تؤمن بالذات اليزيدية و بحق هويتها في الوجود, فانني على يقين بان مثل هذه الارادة قادرة على فرز تصور سياسي كامل الرؤيا في رسم صورة المستقبل لايزيدخان في عراق الغد. على المكون اليزيدي ان يخرج بخطاب يزيدي موحد تحت شعار الحكم الذاتي لايزيدخان بغض النظر عن انتمائها الاداري و الجغرافي اي ان حق تقرير المصير في الحكم الذاتي اهم من الانتماء الى الاقليم من عدمه....! على ايزيدخان ان ترفع هذا الشعار و تاخذ منه خطا احمرا. اي طرف يؤمن حقا بحق ايزيدخان في الحكم الذاتي لن يكون بمقدوره ممانعة و مصادرة هذا الحق الطبيعي و كل من يرفضه انما يرفضه بدافع سوء نية لا محال. الحكم الذاتي هي الوسيلة الوحيدة الى ضمان بقاء المكون اليزيدي في العراق كمواطنين من الدرجة الاولى. هذه المطالبة لا تتعارض ابدا مع روح دستور العراق الفيدرالي اللامركزي. ايزيدخان تستوفي كافة الشروط الموضوعية لان تكون وحدة ادارية محلية ضمن العراق مباشرة او غير مباشرة ضمن الاقليم.
ما ضاع حق ورائه مطالب....