الکورد ، إما الحریة للکل أو الجحیم للکل
Thursday, 02/10/2014, 12:00
2404 بینراوە
أثبتت الحقائق التی هی من واقع الحیاة ، علی العموم ، بالبرهان الساطع ، إن العلاقة بین رقی الإنسان وبین إنسانیته ، هی علاقة عکسیة ، أی کلما تقدمت البشریة ، خطوة إلی الأمام نحو الرقی ، فإنها تتراجع خطوة ، وإن لم تکن خطوتین ، من إنسانیته إلی الوراء ، کما وإنها تبتعد عن طبیعتها وطبائعها . أی أن الحضارة والمدنیة تکلف الإنسانیة إنسانیتها . بمعنی آخر ، إن بریق الحیاة وبهرجتها ، ثمنها هی جوهر الإنسانیة ومن مبادئها وقیمها . وللتوضیح أکثر ، إن الحیاة العصریة تدفع الإنسانیة إلی حضیض الأنانیة والإنتهازیة ، وتوجهها إلی عالم الجرائم والإرهاب .
إنطلاقا مما تقدم ، إن شعبا ، کشعب التامیل ، یتعرض للإبادة الجماعیة ، وبأقصی أشکالها وألوانها ، وبأبشع صورها ، أمام أنظار العالم أجمع ، العالم الحضاری والمدنی ، العالم الراقی ، دون أن ینبت أحد ببنت شفه . کما ونری الایزیدیین یتعرضون ، لأبشع کارثة إنسانیة ، من قبل الدواعش الأردوغانیین ، ویرتکب بحقهم أفظع الجرائم ، التی یندی لها جبین البشریة جمعاء ، وإلی أبد الآبدین ، وکأن شیئا لم یکن . ونری بأن کوبانی ، المدینة الکوردیة الآمنة ، التی تقطنها ما یقارب خمسمانة ألف نسمة ، محاصرة منذ عدة أسابیع ، وتقصف لیل نهار ، بأحدث الدبابات والمدافع ، من قبل مجرمین ، لیس من العدل والإنصاف أن نسمیهم بالوحوش ، لأنه بحق ، یعتبر ظلما للوحوش ، إنهم مجرمون متعطشون للدماء ، ومتلهفون للتمثیل بجثث ضحایاهم ، وهم یعتبرون جز الرؤوس ، وقطع الأطراف ، لمن یقع تحت أیدیهم ، ممن یعتبرونهم أعداؤهم ، من أسمی أنواع البسالة والشجاعة والبطولة . ویری العالم یومیا ، من علی شاشات القنوات الفضائیات ، لأفلام من جرائم الداعش ، وکأنهم یشاهدون أفلام الرعب لهولیود . دون أن یتحرك أحد لمساعدة أهل کوبانی ، خوفا من أردوغان .
الوقوف مع أردوغان جریمة بحق الإنسانیة ؛
لیس خافیا علی الکورد ، بأن هذا العالم اللا إنسانی ، هذا العالم المتوحش ، عالم أعداء الإنسانیة ، ینوی ویخطط لکی یفرض علی الکورد لوزانا آخر ، لوزانا من جدید . ولیس خافیا علی الکورد ، بأن سماسرة الدماء والدموع ، فی بورصات المتاجرة والتجارة ، بالإنسانیة وبقیمها ومبادئها ، یبذلون قصاری جهودهم ، لیغرقوا الکورد فی بحر المآسی والویلات .
ولیس بخاف علی أغبی أغبیاء الکورد ، بأن فی عالم یکون فیه اوباما ، ومیرکل ، وکامیرون ، وأردوغان ، هم أسیاده ، لم ولن یکون لهم أیة فرصة ، لکی یعیشوا حیاة کریمة حرة ، لذالك إنهم علی إعتقاد تام ، بأن الموت بشرف هو أجمل شیی لدیهم ، والموت هو وحده مایفرحهم وما یسرهم ، لأنهم یعرفون جیدا ، بأن أردوغان یعنی اوباما ، ویعنی میرکل ، ویعنی کامیرون . ویعلم الکورد ، بأن أردوغان فی حقیقته هو نسخة جنگیزخان الأکثر دمویة ، وهو جلاد أسوأ من هولاکو ، وهو أکثر وحشیة وبربریة من تیمورلنگ .
إن اوباما ، سواء هو شاء أم أبی ، إنه بمساندته لأردوغان ، یمثل تمثیلا سیئا ، للجنرال الذی کان یصید الهنود الحمر، فی أیام زمان ، لکی یستولی علی أراضیهم ویسلب ممتلکاتهم . ومیرکل سواء هی رضیت أم لاء ، فإنها بمؤازرتها لأردوغان ، تعنی إنها إرتکبت جریمة إنسانیة أبشع من الجریمة التی إرتکبها هیتلر ، الذی ربما لم یکن لدیه أی خیار آخر فی یومه ذالك ، علی عکس میرکل التی أمامها خیارات ، ولیس خیار واحد . أما کامیرون ، سلیل المجرمین والجلادین ، الذین قطعوا أوصال کوردستان ، إلی قطع ، وفصلوا بلدانا علی أهوائهم ومشیأتهم وحسب مصالحهم ، فهو بوقوفه إلی جانب أردوغان ، کأنه شارك فی إرتکاب جمیع الجرائم التی إرتکبها الأتراك وعلی مر الزمن ، وکذالك أردوغان ، تجاه الإنسانیة ولیس تجاه الکورد فقط ، لأن تقویة أردوغان ، تعنی إطلاق یدیه للإستمرارفی إرتکاب مجازر دمویة ، وإبادات جماعیة ، لا بحق الکورد فقط ، بل بحق کل الأقلیات الاثنیة والدینیة الاخری من جدید .
ماذا یعنی الهجوم علی کوبانی لدی الکورد؛
إن محاصرة الکوبانی والهجوم علیها ، عملت بالکورد ، مثلما یعمل الملح بالجرح ، وأدمت جروحهم المزمنة ، جروحهم التی تنزف منذ قرون وقرون ، من جدید ، کما واتقدت فی أعماقهم جذوة الإنتقام ، وفجرت فیهم برکان الغضب ، الذی لیس من السهل التحکم فیه ، والسیطرة علیه . لذا فإن کوبانی أصبحت صرخة أزلیة مدویة ، ستظل تصرخ وتدوی بوجه الکورد ، وعلی مسامعهم ، أینما کانوا وعلی مر الزمن ؛ إنك محاط بأعداء لیس لدیهم ذرة من الإنسانیة ، ومن قیمها ومبادئها ، فواجه مصیرك المحتوم ، وقاتل بشرف حتی تموت بشرف ، لأن أعداؤك لا یرضون لك ، حتی حیاة العبودیة ، الملیئ بالذل والمهانة ، وأنت فی عقر دارك ، وإنهم مصممون علی فنائك وإبادتك .
أعداء الکورد ، وحقائق لم یفهموها ؛
مسألة أعداء الکورد وهجومهم علی کوبانی ، هی کمسألة المعزة والراعی . فإذا استطاع أردوغان من إحتلال کوبانی ، بالزی الداعشی ، أم لم یستطع ، فإنه ضرب برأسه الفارغ بالصخور الحدیدیة الصلبة لجبال کوردستان ، وکلما هو زاد من حماقاته ، کلما کان علیه أن یدفع حسابا أعسر ، وکلفته فاتورة أکبر وأکبر. فالیکن فی علم أردوغان ، کلما تمادی فی معاداته لروژاڤا ، إنه بالتأکید سیواجه إعصارا فی عقر داره ، فی أنقرة ، فی أسطتنبول ، فی إزمیر، وغیرها من المدن الترکیة ، إعصارالیس بإمکان جنده وجندرمته محافظته منه . فبإمکان روژاڤا وأهل روژاڤا ، أن یجعلوا من عقر دار أردوغان ساحة حرب ضروس ومدمر .
رسالة کوبانی ؛
کوبانی هی لیست ، کما فی الظاهر ، المدینة الکوردیة الوادعة ، التی هی ساحة حرب ضروس ، بین أهلها الکورد المدافعین عنها ، وبین الداعش الأردوغانیین الذین یحاولون إحتلالها . کوبانی هی رسالة تاریخیة ، لبدأ حقبة تاریخیة ، کبدایة لعصرکوردی جدید یختلف جذریا عن سابقه ، عصر الخرفات والأقاویل ، سواء شاء الأعداء أم أبوا.
کوبانی ، تعنی لیست هناك قوة ، فی العالم ، بإمکانها إرجاع الکورد ، إلی ما هم کانوا علیه بالأمس . کوبانی هی نهایة عبادة الأصنام والأوثان وتحطیمهم ، ونهایة فرعون الإله ، الذی أحل السیف لیعمل فی رقاب الناس . کوبانی تعنی تصحیح التاریخ الکوردی ، وتاریخ المنطقة ، وإرجاع الأمور إلی نصابها ، وتبیان الوقائع والحوادث علی حقیقتها .
إما الحریة للکل إما الجحیم للکل ؛
یبدوا إن أردوغان لم یعلم ولا یعلم ، بأن الضغط یولد الإنفجار ، والإنفجار ، یدمر ، ویفنی ، ویبید ، ویقبر ، ویجعل العالی سافلا ، والسافل عالیا . إن أردوغان ، وأمثال أردوغان ، لم یبقی شیئا البتة ، دون أن یعملوه ویمارسوه تجاه الکورد ، من الإبادة الجماعیة ، واتباع سیاسة الأرض المحروقة ، ومن تشرید ، وتهجیر ، وترحیل ، وقتل ، وسحل ، والتمثیل بالجثث ، ومن سجن وتعذیب ، و ، و، وکل ذالك لم یفدهم بشیئ ، بل وعلی العکس ، لقد زاد من صلابة الکورد وقوة تمرسهم ، فی کفاحهم ونضالهم الدؤوب المستمر لتحقیق أهدافهم فی نیل إستقلالهم وانتزاع حریتهم .
وفی الیوم الذی نحن نعیش فیه ، لیس هناك أحد من هذا العالم ، یرضی أن یکون وطنه محتلا ، وأن یری بعینیه المحتل یصول ویجول ، علی أهوائه وبمشیأته ، ویعیش حیاة الملوك والامراء من خیرات وطنه ، وهو مشرد إلی أعالی الجبال والکهوف ، وینعت بالأرهاب ، فلقد بدأ صبرالکورد ینفذ ، وبدا برکان غضبه ینفجر ویثور ، ولیس أمامه أی خیار ، غیر خیار واحد ، فهو
( إما الحریة للکل أم الجحیم للکل )
فعندما یظطر الکورد ویجبر لیقرر هدا القرار ، فعند ذالك لن یفید الأردوغان وأمثال أردوغان ، من أعداء الکورد ، عض الأصابع ، وعند ذالك سیرون ماذا یعنی ما فعلوه بالکورد خلال قرون . وسیرون کیف سیحرق أخضرهم قبل یابسهم .
أما بالنسبة للخونة الذین یتخذون من خندق الأعداء موقعا لهم ، فلا یمکنهم إعتبار أنفسهم کوردا ، وأهل ورفقاء من فجروا أجسادهم الطاهرة تحت سلاسل الدبابات والمدرعات لم ولن یقبلوا منکم أن تعیشواعلی تربة الوطن الذی أعزاؤهم سقوها بدمائهم الزکیة .
٠٢/١٠/ ٢٠١٤