القيادة الكوردية... كلمة حق يراد بها باطل!
Thursday, 21/08/2014, 12:00
1905 بینراوە
على اثر كارثة سنجار وصل الياس و الاحباط الايزيدي الى درجة ان وضع على راس قائمة اولوياته الهجرة الجماعية و الى الابد! حسنا اذا نظرنا الى الامر من زاوية نظر الانسان الفرد و الذي ربما الوحيد الذي نجا من عائلته او من ذبح اعز الناس اليه امام عينيه او من تم سبي اعز الناس اليه او حمل طفله الميت اياما في حضنه يابى الا ان يمنحه دفنا يليق به، يسهل علينا فهم هذا الغضب و الياس و الاحباط. اذ كيف له مرة اخرى ان يرجع الى ما قبل الثالث من اب الجاري؟ و كيف له ان يطمئن الى وعود لطالما خرقت باحط الطرق؟ حاصل جمع هذا الانسان الفرد يصبح اذن، لا محال خيار الهجرة الجماعية تعبيرا للا حول و لا قوة الشعب الايزيدي. امام هذا الخيار تطرح القيادة الكوردية و اعلامها و من خلال ممثليها بين الايزيديين خيار البقاء وعدم ترك ارض الاباء و الاجداد!
في ظل الظروف الظروف الطبيعية يكون هذا الطرح المعقول الوحيد ... ولكن ما هو الطبيعي في كارثة سنجار و تشريد الشيخان؟ لا شيء طبعا لا بل على العكس، فكله لا طبيعي و عليه يصبح الطرح الكوردي كلمة حق يراد بها باطل، تذرف على الكيان الايزيدي الممزق دموع التماسيح. اذا كانت هذه القيادة و ابواقها الايزيدية جادة في طرحها لتعلن على المليء انها ستحترم و بضمانات دولية الحق الايزيدي الحر في رسم خارطة طريق مستقبله بنفسه ...عندها و عندها فقط سنرى ان ارادة الغالبية الايزيدية ستكون للبقاء في ايزيدخان حرة تضمن له العيش بامان و عزة و كرامة. اذا كان البعض الايزيدي لا يزال سائرا على النهج القديم في الخوف و التملق و الاستجداء فان الغالبية العظمى من الايزيديين لن يرجعوا الى سابق عهد العبودية بل سيختار الهجرة على العبودية. الايزيديون بامس حاجة الى مشروع سياسي ناضج يتعامل مع الامر و بسرعة ليكون الهدف، هوالحصول على اقليم ايزيدخان قائما بذاته الى جانب الاقاليم العراقية الاخرى و التي لا محال الى قيامها قريبا. ان خيار الهجرة الجماعية او الرغبة السائدة هذه الايام في الهجرة الجماعية هو هروب من قهر و ظلم القيادة الكوردية اكثر بكثير من الهجرة الى الغرب كما يحلو للبعض الحاقد كابو بكر الكاباري و امثاله ان يصوروها للعالم.
كلني امل ان الايزيدي قد استوعب الدرس هذه المرة و ان صوته الحر سيشق طريقه الى العالم المتمدن رغم محاربة البعض، وان ارادته ستفرز له قيادة سياسية جديدة تدفع بقيادته التقليدية الى مزبلة التاريخ.
و كلمة اخيرة، اذا كانت القيادة الكوردية جادة حقا في انصاف الايزيديين، عليها ان تضع نصب اعينها كارثة حلبجة التي راح ضحيتها ٥٠٠٠ الاف شهيد و هي تعلم جيدا انها اي حلبجة اصبحت تذكرة كوردستان الى حالة شبه استقلال تام. ها هي سنجار تدفع اكثر بكثير من حلبجة ، فما الذي يمنع القيادة الكوردية اذن ان تعلن عن استعدادها لقبول انشاء "اقليم" ايزيدخان على جغرافيتها التي يجب ان تثبت حدودها و يتم تثبيت هذا الحق في دستور كوردستان و بضمانات دولية؟ هذا هو الاجراء الصحيح الوحيد لبقاء الايزيدي في كوردستانه طوعا لا قهرا و ظلما.