کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


ما يعتري الثورة السورية من الشكوك

Sunday, 22/07/2012, 12:00




كما هو حال اية دولة مستقلة ومستقرة و ما تتصف به، يمكن ان تكون مرحلة الثورة و ما يجري في ثناياها اكثر تعقيدا لما تتاثر هي بكل صغيرة و كبيرة في تلك المرحلة و من كل الجوانب، لحينما تضع الثورة اوراها في الوقت المناسب و ما بعدها ايضا . من الطبيعي ان تكون وراء كل ثورة و تغيير شامل و جزئي في بنية اي كيان ايديولوجيا و افكار و قيم موازيا مع المصالح المختلفة للاطراف ذات الصلة من الداخل كانت ام الخارج، و لكن كما هو حال الفرد و المجتمع وكذلك ما يتمتع به اي نظام سياسي بالقدرة على التخطيط و استخدام الوسائل فان هناك ايضا دمجا بين المصالح و القيم و المباديء عند اعتماد سياسة او طريقة معينة لهم، فان الثورة لها الحق في الاستناد على ما ينجحها من الخطط لتوفير الاليات المطلوبة لتقدمها بداية و من ثم التوجه نحوالخطوات الاخرى .
تعقدت الثورة السورية كثيرا و تشابكت المصالح الكبرى فيها و تداخلت امور لم تدخل في الثورات العصر الاخرى، و هذا ما يدع اي متابع ان يعتقد بان عملية فرز القوى و توافق المصالح للعقول المهتمة و ابرام الاتفاقات السرية و العلنية لتخطي الصعاب و عبور السدود شيء وارد و يمكن ان يكون ضروريا ايضا .
تتداخل في مسيرة الثورة اشكاليات و امور غامضة لاسباب عدة منها الموقع الجيوسياسي و صراع القوى العالمية و مستجدات العصر، و هذا ما يؤثر على مدى الرؤية للنتائج المنظورة و المعتقدة الحصول عليها، فهناك من الحقوق فلابد ضمانها و هي تحتاج لمغامرات و جهود استثنائية، و خصوصا ان كانت هذه الحقوق يتيمة منذ مدة، فلابد من رؤية نهاية المطاف و النتائج المحتملة بعقلانية و واقعية . لا يمكن انكار الفوارق بين الرؤى الايديولوجية و الفكرية و الفلسفية و ما فرضه التاريخ و الثقافة العامة و طبيعة المجتمع على ما يمكن الاعتماد عليه من القراءات لما يحصل وفق المعايير المتفق عليها بشكل حازم و عقلانية، للخروج من النفق الحالي الذي دخلت فيه الثورة السورية ، للحصول على النتائج المرجوة . هذه الفوارق نابعة من الدوافع المختلفة القومية و الدينية و المذهبية عدا السياسات و المصالح المتعددة للاطراف كافة .
لا يخفى عن احد بان استطالة امد الثورة السورية و الخلافات القوية و التوجهات المتناقضة التي ترافقت الخطوات اثرت بشكل سلبي و مباشر على المعنيين الرئيسيين بالثورة من الشعب بكافة مكوناته المختلفة، و هذا ما دفع الجهات الداخلية و الاطراف الخارجية المختلفة و المكونات المتنوعة للشعب ذاته الى تحديد مسارهم الخاص و العمل على ما يخصهم من النتائج المطلوبة قبل غيرهم من اقرانهم من الشعب، لانهم اعترتهم شكوك لمصير الثورة و ما تؤول اليه الاوضاع و ما تقع عليه الثورة في النهاية .
على الصعيد الداخلي نلمس خلافات حياتية و اخرى سياسية بين الجهات المختلفة، فليس كل القوى بمستوى و عقلية تنظر الى من معه الحق بعين العادل الفاضل، و هناك من يؤمن بمن معه القوة كثيرا و هو ما يدعه يدافع عن الجلاد القوي اينما كان موقعه في الحكم او المعارضة او اثناء الثورة كما هو حال الثورة السورية، بينما الاقلية من الاحرار هي من تدافع عن الضحية، و كل هذا ناتج عن طول مدة الظلم و التعسف الذي تلقاه الشعب من الحكم المستبد الدكتاتوري الحاكم طوال العقود الماضية . فهناك من يحترف السياسة و يدافع باسلوبه و الياته الموجودة و تفكيره بعيدا عن اية مباديء تذكر و يبحث عن التمتع بالسلطة و ملذاتها مهما كانت و ماذا كانت بلا ضمير و هو كمن يبحث عن الثروة بلا عمل من خلال مجريات الثورة و ما يكتنفها و ما يحصل لها في النهاية، و هم ممن يمكن ان نسميهم مجموعة مدافعي عن مصالح الاخر الخارجي بعيدا عن اي انتماء حقيقي للبلد و للاخر ايضا، و كل ما يصر عليه هو تحقيق مآرب الاخر و له فيها مصالحه ، انهم كالتجار غير الاخلاقيين و المجردين من الانسانية و العقلانية في التفكير في الحياة . هم عبدة لا يريدون التضحية من اجل ما يريده الامرون في قرارة انفسهم بينما في نفس الوقت يتشبثون بما يحصلون عليه من الثروات و المصالح في مجريات الثورات بالطرق الملتوية المعتمدة، و هم يعملون على نطاق ضيق من الحلقات المسيطرة .
في المقابل، هناك من المكونات الرئيسية للشعب الثائر، يضحون من اجل نيل حقوقهم التي افتقدوها و يمضون بقوة لتحقيق احلامهم الجميلة و اهدافهم المحقة، بعيدا عن المصالح الشخصية و الفئوية الضيقة التي تلعب عليها الاخرون من خلال استغلال الثورة لاهداف و نوايا اخرى . هؤلاء يجب ان يُمَيًزوا بين غيرهم و لابد ان يحققوا امانيهم بشكل منظم و يتقدموا عن غيرهم في خطواتهم و يحصلوا على ما يبغون في اقرب فرصة من بعد نهاية الثورة المشتعلة، انهم الشعب الكوردي المغبون في سوريا منذ انبثاق الدولة لحد اليوم .
ان منابع الشكوك كثيرة لكثرة اصحاب الثورة و وفرة المصالح المختلفة، و لابد من ازالة دوافع ماوراء تلك المصالح لتطمئن القلوب المتابعة الحريصة على تحقيق النجاح و ذخر الجهود للوقت المناسب، فليس من مصلحة من لا يؤمن بحق ما لغيره، فليس من المعقول ان يوفر الارضية لنيل تلك الحقوق لهم مهما كانت الظروف ولو من خلال او بعد الثورة او اثناء الظروف الاستثنائية، و لذلك على اصحاب الحقوق بذاتهم هم عليهم ان لا يدعوا من يتلاعب بمصيرهم و يحققوا ما يودون بانفسهم هم، و عليهم ان يعتبروا لما حصل في العراق من انكار لحقوق الكورد بعد ان استقر الوضع قليلا. فهناك من يعميهم التعصب و التشدد يفعلون ما لا يفيد الجميع بل على عكس من مصالح الاخر و الجميع ايضا ان تطلب الامر ذلك، و يكون هذا نابع من باب العقائد و الافكار و الفلسفات المبتذلة التي مر عليها الزمن و التي لا تعم المساواة و لا توفر الحريات و لا تنصف الجميع . فهؤلاء موضع الشكوك دائما و في كل زمان و مكان و في كل الظروف، فكيف بهم لو قادوا ثورة تهم الشعب بمختلف مكوناته و ذات طبيعة معلومة كالشعب السوري .
اذن، من حق الجميع بمن فيهم الشعب الكوردي و المكونات الاخرى المتخوفين من النهاية ان يخطوا و منذ اليوم بما لا يدع اي احتمال لهضم حقوقهم مرة اخرى. و لا يمكن الخضوع لمتطلبات القوى الاخرى المخالفة و المختلفة عنهم بحجة عقدة المرحلة و الثورة و ما تتدخلها من الشكوك و الاشكاليات . لهم ما يمكنهم من بناء ارضيتهم المناسبة و ما يدعهم على الوصول الى المبتغى و لهم ما يدعمهم من الخصائص و المميزات و الامكانيات التي تدع ما ياملون به امر واقع و تحصيل حاصل لما تقع عليه الثورة، و هذا ما يحتاج للاتحاد و العقليات المتنورة لادارة شؤون الذات و التنسيق المطلوب مع الاخر الداخلي و الخارجي. ويجب ان تتلاشى الشكوك من خلال العمل على الارض و الحسابات الدقيقة المطلوبة نهائيا و ليس بنظرات و اعتقادات عاطفية كما حصل من قبل طوال تاريخنا المديد .

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە