لا تعارض بين الادارة الذاتية و استقلال الاقليم
Wednesday, 07/01/2015, 12:00
لقد وجدنا و منذ سنين بان فكرة الادارات المحلية على اساس نظام الادارة اللامركزية هو الانسب لعراق ما بعد انهيار نظام البعث و هذا بدون شك يصح لكوردستان الاقليم الشبه المستقل على حد الوسواء. في الاونة الاخيرة ظهرت افكار تنادي بهذا الاتجاه فولدت ردود افعال متشنجة و متشددة من شخصيات سياسية قيادية في احزاب السلطة على مستوى كوردستان. نقراء بين الاسطر بان هذا انما ينبع من الخوف من تقاسم السلطة عموديا مع الاخرين على حساب هرم القيادات المركزية التي تميل الى التفرد بالسلطات الى اقصى الدرجات. هذه ليست الا عقلية غير ديمقراطية تستحيل عاجلا ام اجلا الى عقلية استبدادية و انظمة شمولية ديكتاتورية ترفض عقلية مشاركة و تداول السلطة السلمية مع الاخرين.
في اكثر الانظمة السياسية المتطورة و الحديثة و المستقرة و ذات الخبرات الزمنية الطويلة، نجد تقسيم السلطة علي اساس النظام اللامركزي بحيث تنقسم السلطة في الدولة عموديا بين سلطة مركزية شاملة للدولة و اخرى محلية يتمتع فيها الاقليم او المحافظة او ما دون ذلك جغرافيا بادارة ذاتية تشمل في الدرجة الاساسية، مسؤولية الخدمات العامة لمواطني المنطقة، كالخدمات الصحية و التعليمية و الطرق المحلية الداخلية. هناك برلمان او ادارة محلية منتخبة من قبل ناخبي المنطقة انتخابا مباشرا، ويتمتع البرلمان المحلي بسلطات تشريعية و تنتفيذية. اما السلطة المركزية تمارس صلاحياتها للامور المشتركة للوطن ككل مثل السياسة الخارجية و الجيش و البريد و الاتصالات و غيرها.
قياسا على ما تقدم، اتسائل اين الضرر من انشاء هكذا نظام في كوردستان كاقليم اوكدولة؟ اين التضارب بين ان تدار مناطق جغرافية معينة كادارات محلية و ان يكون للاقليم ادارة مركزية تهتم بالامور المركزية الاختصاصية؟ اين الضرر من ان يكون لايزيدخان او سنجار او دهوك او كرميان ادارة محلية ذاتية قريبة من المواطن و بين ان يبقى الاقليم موحدا.
انا لا افهم لماذا يصر الانسان الشرقي على النسخ لا العقل في تداول الامور! لماذا يتوجب على الكوردي ان ينسخ الفارسي او العربي في بناء دولته و نظامه الجديد؟ لماذا لا يستفيد من الخبرات الناجحة في عالم ناجح سبقه الى الامر بمئات السنين؟ لماذا هذا الاصرار و التشبث في حصر السلطة بايادي قليلة جدا من شعب يتالف من عشرات الاطياف و الاشكال و الالوان ، و في نهاية المطاف تنتهي السلطة كلها في يد القائد المبجل؟
الضرورة في هذا الصدد تجعلنا ان نعرج قليلا على اخر التصريحات التي اتت من قيادي بارز في احدى احزاب السلطة في الاقليم، و ذلك من باب النفع العام ليس الا. ان المناداة بنظام اللامركزية بشكل عام و لصالح سنجار و ايزيدخان بشكل خاص لا يعني باي شكل من الاشكال العودة الى القرون الوسطى لا بل ان التشبث بالنظام المركزي الشمولي انما يعود الى ازمنة ما قبل القرون الوسطى ازمنة الامبراطوريات و القياصرة. و ليس فاشلا من يبغي التغيير و الاستفادة من التجارب البشرية الناجحة، بل جامد من يمانع التغيير و التاريخ يشهد على سقوط الانظمة الشمولية و ان بعد مئات السنين. و هنا لا ارى ضرورة الربط بين المناداة بالنظام السياسي الاداري اللامركزي و عرقلة وصول الاقليم الى الاستقلال ، فهذا لا يمنع ذاك بل يدعمه و يرسخ من دعائمه لكي لا تكون ولادة مشوهة.
لا افهم ان يربط السياسي القدير بين عدم امكانية تحرير قرية في شمال كوردستان و المناداة بالادارة الذاتية لسنجار!!! هذا مردود على السياسي الفاضل و بقوة.... لقد خسرتم سنجار بكلها و كاملها خلال بضعة ساعات فقط و دون مقاومة تذكر رغم انكم تملكون عدة و عتادا و اموالا خيالية مقارنة بابناء سنجار المساكين الذين ارغموا على البحث عن اسلحة من الزمن العثماني للدفاع عن النفس و حسب علمي حتى هذه الاسلحة استوليتم عليها!! ثم مهلا سيدي الفاضل فلا يضر قليلا من التواضع و انكم تتحدثون عن تحرير بضعة قرى من قرى سنجار...! يعلم الجميع انكم لم تحرروا شبرا واحدا الا بعد ان اغرقكم العالم بالاسلحة نوعا و كما ...و لم تتقدموا شبرا واحدا لولا الطيران من ٣٢ دولة دك و يدك الداعشيين، وهو الصحيح، ليلا ونهارا! فما علاقة قابلية التحرير بحق المناداة بحقوق المواطنة واستحقاقات المواطن؟
و اخيرا من فمكم نلزمكم ....نعم نتفق معكم سيدي السياسي الفاضل ان...ما من حق احد ان يقرر ضد ارادة جماهير شنكال ...! و لكن كيف تفهم انت و كيف يفهم غيرك مكمن هذ الارادة حرا و نزيها؟ اكاد اجزم ان ارادة جماهير سنجار حسب فهمكم ليست الا ما يعبر على لسان او السنة تطابقكم الراي و الارادة لا غير، كالذي و للاسف الشديد سمعناه قبل ايام على لسان تبين على الفور انه لم يعبر عن ارادة الجماهير السنجارية رغم موقع هذا اللسان ...اذ لا يصح الا الصحيح... و الصحيح هنا هو اللجوء الى استفتاء شعبي حر نزيه تعبر فيه جماهير سنجار عن ارادتهم الحقيقة و بعيدا عن الترغيم و الترغيب. عندها يتحتم على الجميع القبول بما تفرزه صناديق الاستفتاء.
بكثير من التواضع ، انا الراي عندي بان على القيادات الكوردية السياسية ان تستلهم العبر وان تستنبط الدروس من تجربة سنجار و ان تعمل على اجراء الاصلاحات و التغييرات الضرورية. ان الاستخفاف بما حدث و المرور عليه مرور الكرام و محاولة طمس الذي حدث في نشوة انتصارات عسكرية باستعادة ما تم احتلاله ، لن يجدي نفعا و ليس بكاف. ان تطرد الداعشيين فلعمري ما ذاك الا شيئا وما يلحق و يتبع ذلك الا شيئا اخر.... فانما الامور تقاس بخواتمها.
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست