بغداد على مفترق الطرق
Sunday, 19/05/2013, 12:00
في يوم الرابع عشر من ايار الجاري هاجمت مفرزة من "جند الله" العمال البؤساء في محال بيع الخمور, في منطقة الزيونة في بغداد العاصمة, و قتلو بوحشية و دم بارد تسعة من المساكين اضافة الى عشرات الجرحى بينهم مواطنين في المنطقة. لقد اثار هذا العمل استياء الشرفاء من مختلف الشرائح. من الطبيعي جدا ان يكون هناك ردة فعل من الدولة, برلمانا و حكومة و معارضة سياسية لانها جريمة شنعاء تمسهم بكل المقاييس. كون هؤلاء البؤساء جميعهم ينتمون الى المكون اليزيدي في العراق لانراه دافعا و لامبررا لان يتم استغلاله سياسيا من قبل اية جهة كانت ونرى ذلك دليلا على الافلاس السياسي لاستغلال ارواح الضحايا المساكين لاغراض سياسية بحتة. لقد تم تصفيتهم بكل بربرية و جبن على اياد, اقل ما يقال عنها انه اعداء الانسانية و كل ما يمت لها بصلة. ما يهمنا ان نؤكد و يتفق معنا الغالبية العظمى من الشارع اليزيدي بان هذه العملية الجبانة لم تستهدفهم لكونهم يزيدية بل لانخراطهم في بيع الخمور. هذا لا يجب ان يفهم باننا نحاول تبرير ما فعله القتلة المجرمون بل نطالب الجهات الامنية بمتابعتهم وانزال القصاص العادل بحقهم. مرفوض تماما كل اشكال المزايدات السياسية و التباكي خاصة من اصوات سكتت بالامس عن اغتصاب الطفلة ذات الاحدى عشر عاما في وضح النهار الم تكن سيمون يزيدية او كردية يزيدية؟؟؟
الحق يقال ان البؤساء الذين سقطوا ضحية عمل اجرامي تثير مسالة اكبر من المزايدات السياسية الرخيصة قالسؤال الكبير ههنا هو اي طريق تسلكه بغداد وهي على مفترق الطرق. على السياسي العراقي و المعارضة السياسية ليس استثناء و شركاء العملية السياسية من الكورد و السنة يقفون على قدم المسؤولية في صنع هذا الخيار. اي طريق سيسلكه السادة الحكام من شمال العراق الى جنوبه ؟ طريق قندهار و افغانستان ام طريق الدولة المدنية , طريق كرامة الانسان والانسانية.؟
من الجبن ان لا يختاروا فلا يجوز كما اشرنا الى ذلك في مقالنا السابق "كلام معقول في اللامعقول", الجمع بين لايجوزين في دستور الدولة العراقية. فاما نريد للعراق ان يكون افغانستان ثانية, فليعلن حينئذ السياسي بكل جرئة ذلك, لا ان يختبيء و جبنه خلف الفقرات الغامضة الجامعة بين طرفي النقيض. واذا كان الامر كذلك فلتخرج الاحزاب السياسية العراقية الى المليء تعلن قيام الدولة الاسلامية في العراق ودستورها الشريعة و احكامها بحذافيره و لنرى اولا, اي اسلام سيتفقون عليه و من ثم لنرى من, من شرائح المجتمع العراقي التي سترفض هذه الدولة؟!
واذا ما اردوا و نريد عندها نحن معهم سلوك طريق الدولة المدنية للحاق بركب التطور و التقدم لتحقيق العدل و العدالة الاجتماعية في ظل صيانة كرامة المواطن العراقي على قدم المساواة بين الجميع و على اساس ما للله للله و ما للمواطن للمواطن.
من المؤسف ان ترى مجموعات اجرامية, ما تستند اليه من كلام منسوب الى الله في كتاب مقدس منزل من السماء لدى الغالبية العظمى من سكان الدولة العراقية اعني المسلمون. هذا يحتم على كل مسلم حريص على دينه, بغض النظر عن موقعه ان يعلن موقفه من هكذا اعمال اجرامية. على المسلم الحريص على الاسلام و سمعةته ان يقف بوجه الارهاب بكافة اشكاله و خاصة الارهاب الذي يتستر خلف لافتات الاسلام. لقد ان الاوان للمسلم ان يخرج عن صمته وكأن الامر لايعنيه , لان الامر يعنيه اكثر من غيره. لقد حان وقت مراجعة الامور واعادة تحليلها وتقييمها للوقوف على مكامن الخلل. لقد مر على نشأة الاسلام ما يربو على 1500 عاما و قد حصل الكثير من التغيير في العالم و في عقول الناس وليس من شيء على الارض يقع خارج الزمان و المكان فلكل زمان و مكان قيمه و اسسه ومبادئه لتنظيم علاقة الانسان بالانسان و علاقة الانسان بالدولة. اننا نعيش عصر اصالة الانسان, هذا الانسان الذي بات يدرك اكثر و اكثر انه الاصل و يعي حقوقه اكثر و اكثر و لايسمح لكائن من كان ان يمسخه و يذله و يحتقره.
اما بالنسبة للعقول المتحجرة فماذا تقول لهم؟ لقد ولى زمن فرض الارادة بالترهيب و العنف...اننا نعيش عصر الانفتاح و التنوير ...عصر العقل و العقلنة...الانسان الفرد يعلم جيدا ما هو الحلال و الحرام. انه يلفظكم حراسا و جنودا و حكاما على الارض نيابة عن الله الذي لا وجود له الا في مخيلتكم . فبئسكم وبئس الله الذي قتلتم باسمه صباح من ختارة و بيبو و وليدو سفيان و مازن و مؤيد و سلمان و ثامر من دوغات و سربست من بوزان لا لسبب او جرم ارتكبوه سوى اضطرارهم لكسب لقمة العيش بعد ان قطعت لا عدالة المجتمع بهم كل السبل و اجبرتهم على اقتناء اية فرصة عمل تتوفر لهم. سيكبر غدا و بعد غد صباحا ووليدا و ثامرا و كل المغدورين اصوات صاخبة منتفضة بوجهكم ووجه عقيدتكم الزائلة لامحال, فلو دام للجبروت لعشنا الى يومنا في ظل طواغيت لفظهم التاريخ الى مزبلته. متوهم منكم من ينتظر العشاء مع الرسل و الانبياء في جنات لاوجود لها الا في اوهامكم المريضة. فيا لكم من بؤساء اشقياء تفعلون ما لا تعون و تعون ما لاتفعلون.
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست