لتحقيق الهدف الکبیر لابد من إعتماد لغة کوردیة موحدة أولا..إلی المؤتمر الوطني الکوردستاني السادس ـ لندن
Sunday, 19/04/2009, 12:00
يسعدني أن أبارک لکم إنعقاد مؤتمرکم الوطني الکوردستاني السادس في لندن بتأريخ 18/4/2009، ومن بین ظهرانیکم الاستاذ جمال نبز الذي لا أعتقد أنه صدر له کتاب لم أطلع علیه، أو کتب مقالة لم افکر فیها..وأحسبه من الرجال الذين لم يدخروا وسعا في الدفاع عن شعبهم وقضیتهم، ولن تجد علی کل صفحات حياته النضالیة، نقطة سوداء تدعو للريب أو التساؤل. وکل هذا لا يعنی أن ليس ثمة تباين في وجهات النظر، والخلاف لا يفسد للود قضية بین أصحاب النظر.
لقد إطلعت علی بنود مؤتمرکم السادس، فکانت ملفتة للنظر ومشجعة.. ولکن هل يمکن التقدم لطرح الشعارات الکبیرة والمقدسة التي لا يمکن لأي کوردي أن يتنفس الصعداء، بدونها، من دون وجود لغة کوردية موحدة أولا، أو الدعوة وبالحاح لحل هذه المعضلة، اليوم ولیس غدا، بعد أن وجدت ـ علی الأقل ـ لغة جمعتنا في ظلها طوال قرن من الزمان، وحمتنا من عاديات الدهر، علی عکس ما حصل لبقية أجزاء کوردستان.. ناهیکم عن إنها نشأت وترعرعت وأخذت سيرها ضمن القوانین الطبیعیة لبروز أی لغة فصحی بین الامم، من دون إکراه أو عملیة قیصرية.؟!
أیها الإخوة.!
أي مصلحة قومیة یا تری تترشح من أن يدرس کورد إقلیم واحد بلهجتین، أی بلغتین تماما، ومن ثم يأتي تلميذ من دهوک أو زاخو وهو لا يفهم علی بني قومه في أربیل أو خانقين إلا عن طريق مترجم أو لغة ثالثة، وکذلک العکس، في حال الکل يدعي أنه کوردي، وآباء الکل قد تعلموا العربیة، بعسر أو يسر.. وفي أنحاء جنوب کوردستان ثمة الیوم مدارس ترکیة وأجنبية ملیئة بأبناء المسؤولین، ولا أحد يحوقل ضجرا بین البرية.. ألیس هذا بکفر وطني أو هرطقة إلی يوم وما أدراک ماهي !. ثم أين أصبح الوعد الذي قطعه رئیس الإقلیم قبل عامین بالبحث عن الحلول اللازمة، ولماذا تراجع عن التصدي للأزمة.؟ فهل تحولت القضية إلی مجرد قرار مع وقف التنفيذ، دون تبرئة الذمة ؟
کم أضحک باکیا حینما أسمع دعاة تمزيق الکورد إلی لهجات ولغات وقومیات في بعض قنوات التلفزة أو علی صدر الصحف، بدل التوحيد، وهم يقاتلون من أجل تشکیل الدولة الکوردية ويدعون إلی تأجيل الخوض في مشکلة اللغة لما بعدها أو تسلیمها للقدر، من دون أن يدرکوا أنهم بدعوتهم تلک، من دافنی دولة کوردستان قبل أن تولد، وأری حالهم الغريب کحال من يمشي إلی الوراء ظانا منه أنه سائر نحو الأمام والهدف. بل في حال بقاء اللهجتین في الدراسة، يعني أن نضال أکثر من قرن من الزمان دخل خانة الصفر، وأصبحت الکوردستانیة والکوردية هباء منثورا.
إذا کان ساطع الحصري قد دعا إلی فرض نظرية ( العروبة أولا ) فأفرح بها الکثیر وأغضب بها الشعوب المجاورة للعرب، لما فیها من إنعکسات سلبیة وهضم للحقوق وبالتالي تصعيد للکراهیة والکرب.. فان دعوة ( اللغة الکوردية الموحدة أولا ) رسالة برقية لمؤتمرکم الموقر، تتلخص في الرجاء منکم بالتأکید والدعوة لفرض لغة واحدة مزدانة ببقية اللهجات التي هي کلها قرة عین لنا في هذه الدنیا.
لعل هذا المطلب يلقی من إخوتي في المؤتمر الوطني الکوردستاني، صدی وقبولا، ويتعرضون له بالبحث والتحلیل، خدمة لتحقيق الهدف الذي طالما عشنا من أجله، ولا أعتقد أبدا أننا سائرون إلیه من خلال الدعوة للترويچ للهجات ولو لأجل محدود.
ولابد أن أختم دعوتي هذه بتوجیه الشکر إلی أخي الفاضل الأستاذ جواد الملا، الذي يتکرم دائما بتزويدي بکل ما يتعلق بأنشطتهم.
مع تمنیاتی لکم بالتوفيق.!
2009/04/16
[email protected] کاتب کوردستاني
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست