کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)

  • Su
  • Mo
  • Tu
  • We
  • Th
  • Fr
  • Sa
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  • 1
  • 2
  • 24
  • 25
  • 26
  • 27
  • 28
  • 29
  • 30

ڕیکلام

وشە: لە ڕۆژی: تا ڕۆژی:


الدم اغلى من وحدة العراق

Sunday, 08/06/2014, 12:00

1551 بینراوە




ان كانت الاقاليم طريقا لوقف سفك الدماء، فلما لا؟ هذا سؤال منطقي، و على الجميع التمعن و التاني فيه للجواب بحيادية و من منظور الانسانية البحتة بعيدا عن كل الافكار و العقائد و الايديولوجيات و الفلسفات التي من المفروض ان تكون لصالح الانسان جميعا و ان استغلت جميعها ضده و انقلبت عليه .
منذ اكثر من عشرسنوات، فلا يمر يوم الا و نسمع عن سفك و نهك و ذبح و قتل هنا، و تدمير و سحل و اعتداء هناك .
لم نر دولة و استمرت فيها الفوضى و القتل و الظروف اليائسة كما هو حال العراق و بهذا الطول من المرحلة و بهذه الاستمرارية من الازمة و عدم الاستقرار، انظروا الى بلدان ثورات الربيع العربي و حتى سوريا التي طالت فيها الاحتراب للظروف المعلومة و المواقف المتناقضة للغرب و الشرق، فتحصل فيها التهدئة و السبات من مرحلة لاخرى و رغم التدخلات الفضيحة لجميع البلدان التي لها المصالح وهي المتصارعة على ارضها .اذن لماذا العراق بالذات و لماذا كل هذه الاطالة، ان لم يكن الذات هو السبب و لم يكن هو بما يتسم به هوالعامل المساعد للاستمرارفي هذا الوحل ، وان لم يكن الدافع موجود فيهو يحمله شعبه .
الانسان قبل الوطن و اي شيء في الحياة، و الوطن حاجة و وسيلة لراحة الانسان و اطمئنانه و سعادته و ليس العكس تماما، فان كانت الاحزاب و الدولة و اي تجمع او حركة او كيان وسيلة من اجل تحقيق الاهداف الانسانية و معيشته و راحته و سعادته الحياتية، فلماذا الالحاح على وسيلة هي اصلا لصالح الانسان و تحولت الى طالحه و هي الدولة و التشبث بوحدته المركزية.
لو تعمقنا في التاريخ البشري، لم تكن الدولة موجودة الا بعد التحضر و التجمع الانساني، و انبثقت من اجل تنظيم حياة الانسان و لتسهيل تحقيق امنياته في جميع المجالات و ليس العكس، اي لم تكن دولة اداة و لم يُفرض على المواطن ان يضحي من اجلها، الا اذا كانت انهيارها يقع بالضد من سعادته و يجلب القهر و الحزن و الفوضى له، فان كان تشتت او انهيار الدولة لصالح مواطنيه و لصالح معيشتهم و سعادتهم و امنياتهم فلا داعي لوجودها اصلا . فالدولة العراقية منذ انبثاقها تاسست على المتناقضات و الاضداد و تاصلت الازمات و المشاكل فيها للاسباب و المصالح البعيدة المدى للدول الاستعمارية، و حققوا اهدافهم الاستراتيجية لحد اليوم . و عليه، لو يدقق اي منا مثلا الحدود الدولية بين الكيانات التي انبثقت بتخطيط الاستعمار البريطاني و الفرنسي و غيرهم في حينه، فان المنطقة بشكل عام و العراق بشكل خاص مزروع بالمشاكل و مسببات الخلافات و ملغم و معرض للفوضى و التحارب مع الدول و بين مكونات الذات في اية لحظة .
العراق اليوم يمر بمرحلة خطرة و لم نجد في الافق ما يشير الى تحسن احواله و ظروفه و في حياة المواطنين بشكل عام، و الظروف الاجتماعية و السياسية العامة هي من العوامل الاساسية لعدم اندمال الجرح المستمر منذ عقود مهما ارادت النخبة ذلك، نتيجة الظروف العامة من الناحية الثقافية والاجتماعية و الاقتصادية و ما يتركب منه المجتمع العراقي من الموزائيكية المتشابكة غير المنسجمة من النواحي العرقية و الدينية و المذهبية و حتى الاجتماعية و الثقافية. لو كنا اكثر صراحة فان كانت الخلافات المتعددة قد تغطت لفترة معينة و التناقضات و المشاكل النابعة منها هدات لحدما و لمراحل قصيرة جدا، و لم تُستاصل المشاكل و الخلافات جذريا لاسباب متعمقة مترسبة في العقول و متوارثة للاجيال، فلابد ان يتم لهذه المشاكل عمليات قيصرية و ليس اسكاتها و تغطيتها او اخفاءها لمرحلة ما بمسكن او مخدر مؤقت .
اليوم ان كانت الفدرالية و الدستور يساند اقامة الاقاليم، وفق اي اساس كان للمحافظات او عدة محافظات معا، فان الانسجام و العوامل المشتركة بين عدة محافظات ستصبح عاملا مساعدا على التوحد و بناء اقليم موحد ضمن الدولة الفدرالية، لحين اكتفاء المسببات استيفاء المرحلة لما يتطلبه الامن و الاستقرار المطلوب فعنده يستفتى الشعب لازالة الاقليم اذا استوفى الغرض المرحلي له، و اذا استوجب استمراره، ان جلب الامن و الاستقرار و الرفاه و السعادة للشعب فليس من داع الخوف منه . فهل بناء و استمرار وجود حتى الدولة هو من اجل الدولة ام يجب ان تكون لمصلحة الانسان المواطن الذي يعيش فيها . فرض الوحدة المركزية للدولة بالقوة لعمل غشيم و فاشل مهما استمر لمدة معينة، فان لم تكن طوعية و بارادة المواطن الذي يعيش فيها فانها ستتهاوى يوما ما .
اليوم و بعد اكثر من عشر سنوات من استمرار الفوضى و التدخلات التي تفرضها البلدان المجاورة و البعيدة ايضا، فانه من الضروري ان يفكر الجميع بعقلانية و واقعية اكثر، و يجب ان يضحي المتسلطون بافكار كلاسيكية بحتة مر عليها الزمان او يجب ان يفرض الشعب عليهم ما لمصلحته، و نحن في مرحلة الاولوية للانسان و حياته و ليس التضحية بالكل من اجل الارض و الدولة التي هي وسيلة ليست الا، كما كان و اعتقد البعض من قبل، و ليس هناك شي اقدس من الانسان نفسه .
ان بناء الاقاليم و تعزيز الوحدة الطوعية من خلاله لعمل يفرض نفسه قبل تشتت العراق الى اجزاء متعددة، و سيكون العناد و الاصرار على الحفاظ على المصلحة الحزبية الشخصية بحجة الوحدة الوطنية عمل يؤدي الى ما لا يحمد عقباه على المدى البعيد، ان لم يرضخ المتعنتون للامر الواقع .


چەند بابەتێکی پێشتری نووسەر


(دەنگدراوە: 0)