داعش تكمل مهام الفتوحات الاسلامية
Wednesday, 30/07/2014, 12:00
من له المام ولو بسيط عن التاريخ، و اعاد بذاكرته لما قرأه و سمعه و عايشه عن تاريخ العراق القديم و الحديث بشكل عام، و ما كانت تسمى بمنطقة مابين النهرين( الميزوبوتاميا) و اعلن بدافع الضمير الحي و بعيدا عن الفكر والفلسفة و الايديولوجيا التي يحملها و المنهج الذي يسير عليه و تكلم بصراحة و حياد عما كان فيها هذه البقعة من الشرق الاوسط و من سكنها و كيف تغيرت احوالها من كافة الجوانب الديموغرافية و الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادي و السياسية، لعرف كيف يعيد التاريخ نفسه بعض المرات بشكل او اخر. هناك دلائل و قرائن واضحة و صريحة عن سكان المنطقة الاصليين و يجب عدم نكرانه، قبل مجيء الاسلام و في الحقب الغابرة . يمكن ان لا نقول شيئا جديدا بان الكلد و الاشور والسريان الكورد هم من عاشوا فيها و لا نغدر احدا ان قلنا لمن له راي مخالف ان يقرا عن تاريخ السومريين و البابليين و ما خلفوه لنا من الحضارات و الاثار الباقية لحد اليوم، والتي تشهد لنا ما كانت عليه المنطقة في الحقبات السابقة .
جرت تغييرات جذرية كاملة ليست لما يسمى العراق الان و انما في عموم هذه المنطقة، و الجغرافيا التي كانت لها التاثير على من عاش قيها و توارثها سكان كل منطقة و ترسب في جينات المتوارثين غير الغازين لها يدلنا على صحة التوجهات التي نطرحها و ما نؤمن بها استنادا على الدلائل و الوثائق الحقيقية، و حتى يمكن ان نميز بين الوجوه و الاشكال و المنتميات، و نجد ما يميزهم في شخصيتهم عبر اصالة كل مجموعة او يمكن ان نسميهم كل شعب لو توغلنا في الصفات و حتى السلوك الذي يتمتعون به .
لو نظرنا الى الاثار و ما تبقى من الحضارات و كشفنا من التعقيب عن ما كان موجودا في كل مرحلة، لتوضحت لدينا بشكل جلي صفات السكان الاصليين في المنطقة بشكل عام و العراق بشكل خاص من شماله و جنوبه و كوردستانه . فليزر كل منا اثار بابل و الحضر و المواقع الاشورية و الكلدانية و الايزيدية والمنطقة الجبلية من هورامان و ما غمرت منها، و ما كانت موجودة قرب الجبال و السهول و الصحراء كي نتطلع على ما دفنه الزمان و المؤثرات .
بعد مرحلة الفتوحات الاسلامية و مجيء الجيوش الغازية من الجزيرة، و ما فعلته من القتل و السبي و فرض الجزية و الدية و الفدية و ما احدثوا من الارض خرابا و عبثا باسم الدين لا يمكن ان ينكره احد، اي كما يعترف المؤمن قبل الملحد بان فرض الدين كان بقوة السيف دون وجدان، و من يدعي ان من القواد التي كان يحمل من الانسانية شيئا هو من فضل ان يكون الاسلام مقترنا مع الوجدان كي ينجح في مهامه، و لكن كما يقول المثل قيل ذلك بعد خراب البصرة، و تهديم كل ما كان يميز المنطقة و يحتوي من المعالم، و لم يكتفوا بما سيطروا عليه بل سلبوا و نهبوا و اخذوا من الجاليات و السبايا، و كما يذكره مؤرخوهم قبل غيرهم و من يريد التاكد فليعد الى مؤلفات الطبري قبل غيره .
اليوم عندما اسمع عما تفعله داعش، لن استغرب انا بالذات و كما اعلمه و فهمته عن تاريخ المنطقة، بل اؤكد هنا لقد حدثت هنا منذ الفتوحات ما تحدث اليوم و ان اكن في جوانب منها انكى من ذلك و ابخس ما كان في زمن الفتوحات الاسلامية، و ما اقترفوا من الجرائم بحق السكان الاصليين و كيف حولوا المنطقة خرابا . اليوم اقولها بكل صراحة ان ما تلهف اليه داعش وما تفعله بهذه الشدة و التطرف لا يختلف عما فعله القواد الاسلامية في عصر الفتوحات و ما نشروه في المناطق التي غزوها بقوة السيف و العنف و الارهاب وفق ايات القرانو احاديث النبي محمد قبل اي امر اخر . و هؤلاء هم الذين يمكن ان نقول و نعترف لهم بانهم الملتزمين بالاسلام و تعاليمه الموجودة موثوقا و ما يحتويه القران، و هم من يكملون ما امر به الاسلام دينا و شرعا و كتابا .
و بعد التغييرات التي حصلت تدريجيا بعد كل مرحلة، على ايدي السلطات و فرضت تغيير الاحوال في كل حقبة، و ما اعلنوا كتابة و فعلا لم يكن الا خطوات التلائم و التوائم مع الواقع المتغير، و عليه ظهر المجتهدون و منهم كان اصوليا لا يقبل التغيير، و اخر من تماهى و خضع لما فرضته التغييرات الطبيعية الدائمة التي تحصل لحياة الناس، و الا ليس بصحيح من يقول ان الاسلام كان معتدلا و لم يامر بالقتل و التغيير الجبري و القسري في سبيل نشره، و تصرف القادة وفق ما كانوا عليه من الظروف العامة و تساهلوا استنادا على قدرتهم لتنفيذ ما كانوا هم عليه، فتشددوا كلما كانوا على قوة و مقدرة و تهادنوا كلما احسوا بضعفهم و قلة قدرتهم و امكانيتهم. و اليوم تكمل الداعش صلب افكار و منهج و توجهات مرحلة الفتوحات الاسلامية نصا و روحا .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست