رئيس الوزاء العراقي القادم
Friday, 04/07/2014, 12:00
1924 بینراوە
السويد 2014-07-24
اريد اشوف اللي يتجاوز دولة القانون لكي لا نقول المالكي! السياسة غير العواطف و التمنيات ... السياسة فن الممكنات ... ليس بالتمنيات تتجاوز قائمة حققت فوزا انتخابيا كبيرا ... ليس بالامر الهين ان تقزم المالكي و قد حصل في بغداد فقط على ما يقارب ال ٧٥٠ الف صوت! من يعول على الصدريين و الحكيميين في شق البيت الشيعي و تفكيكه اولا و ازالة المالكي و دولة القانون ثانيا، متوهم و تقوده التمنيات اكثر من الواقع . المؤامرة الاخيرة ...انكشفت اسرع مما توقعها اطرافها و ستتفكك قريبا ...و سترون ان الخاسر الاكبر ..هذه المرة ايضا و كسابقاتها هو المكون السني المسكين الذي ابتلى بسياسيين مارقين، ما حركتهم سوى مصالحهم الشخصية و اظهروا غباء سياسيا ما بعده غباء ...! تحالفوا مع اطراف اقل ما يقال عنها لا تريدهم بل تسعى الى ازالتهم اليوم قبل غد. لم تعد للاقليم مشكلة حقيقة مع بغداد سوى تطبيع العلاقة مع الشيعة و اعطاء الشيعة ضمانة البقاء ضمن العراق الموحد في الوقت الحاضر ...و كانه لهم خيار غير ذلك في الوقت الحاضر. ان يعول احدهم على تركيا في قيام الدولة الكوردية اقرب الى الحلم من الواقع ...اسرائيل دخلت الحلبة بشكل علني و لاول مرة في التاريخ تعلن مساندتها لتقسيم العراق و لها في ذلك مصلحتها قبل كل الاطياف العراقية بضمنهم الكورد، فهي تبغي ضرب تركيا و ايران كقوتان اقليميتان تنافسانها الهيمنة على الشرق الاوسط. انا لا استبعد ابدا ان يكون السيناريو الاقوى للمشهد السياسي العراقي القادم ان المالكي يبقي لولاية ثالثة، خاصة و ان الكورد في نهاية الامر يعلمون جيدا ان اهم مشاكلهم مع بغداد قد تم حلها مبدئيا و كامر واقع بعد احداث الموصل و كركوك و بعد ان ضمنوا تصدير النفط و بيعه دون موافقة بغداد ...
اتوقع ايضا ان السيد اسامة النجيفي و اخية اثيل قد ضيعا المشيتين ... اذ انقلب عليهم و سينقلب عليهم حلفائهم المحليين و الاقليميين و انتهى زمانهما في المواقع السيادية على حساب المكون السني و لكن و للاسف الشديد بعد خراب الموصل!
لهذه الاسباب و اسباب عديدة اخرى فانني اتكهن وبنسبة ٩٩ بالمائة ان رئيس الوزراء العراقي الجديد اسمه نوري المالكي وان المكون السني سيلتهي الان في معركة داخلية بسبب المشاركة في العملية السياسية من دونها. المكون السني وقع ضحية المؤامرة. الكورد حققوا نصرا سياسيا كبيرا و هذا واضح في ظاهره لكنه يجابه مرحلة صعبة جدا على مختلف الاصعدة دوليا و داخليا وعراقيا و حتى اقليميا. فدوليا و اقليميا ليس هناك نية حقيقية لاصحاب الشان في مساندة قيام الدولة الكوردية في الوقت الحاضر على الاقل و من تصور او عول على تركيا في هذا الشان متوهم. ان قيام الدولة الكوردية في الوقت الحاضر لا يتلائم مع المصالح الدولية و الاقليمية . ان عدم توفر الدعم الدولي يمكن ان نستشفه من تصريح فخامة الرئيس مسعود البارزاني وهو يقول سنعلن الدولة حتى في حالة لم توافق الولايات المتحدة الامريكية! ان اجراء الاستفتاء على الانفصال يراد منه ورقة ضغط على بغداد في الجولة السياسية القادمة و في نفس الوقت كورقة ضغط على الراي العام العالمي. اما داخليا و بعد زوال "العدو" المشترك ، بغداد، ستبرز الخلافات الداخلية على الشراكة الحقيقية لادارة الاقليم و هناك الكثير من الخلافات قد اجلت من باب المصلحة القومية و التوحد تجاه بغداد و هذا ما لا يمكن الاستمرار معه الى الابد بل عاجلا ام اجلا لا بد من الاصلاحات السياسية الحقيقية و الشراكة الحقيقية في تقسيم السلطة ناهيك عن محاربة الفساد.
البيت الشيعي ليس له الكثير من الخيارات سوى التوحد ضد الخطر الداهم من كل صوب و حدب و ستظهر خلافاته الداخلية بعد استقرار الوضع الامني بعض الشيء.