الفلسفية البراجماتية ..... والطالباني!

Friday, 17/07/2009, 12:00

كلمة البراجماتية في أصلها اللغوي مشتقة من كلمة يونانية والمقصود فيها هو المذهب العملي أو المذهب النفعي وترى في الحق قيمة نسبية بحيث تجعل من المجتمع غابة من الوحوش الضارية يأكل بعضها بعضا اذ تتنافس على التفوق والغلبة .. في حين يجب ان يتفق المجتمع على القيم الفاضلة كالحق والعدل والايثار وغيرها من الفضائل الانسانية الثابتة في ذاتها .. وكذلك نرى ان البراجماتية تخلط خلطا معيبا بين المبادئ والاهداف حيث يصبها في قالب المنفعة.
أن اقامة مجتمع ما على موازين المكسب والخسارة والمنفعة والضرر كفيل بهدمه , ما دامت العلاقة بين افراده لا تقوم الا على أساس المصلحة والكسب المادي.
ولا غرو في ان يعتنق الطالباني مبدأا فلسفيا كالبراجماتية اسلوبا لممارسة حياته العملية والسياسية والمعاملة مع المجتمع لانه من بديهيات ومسلمات صفاته والذي يضفي المنفعة والكسب المادي العملي على اي شئ أخر والخلط المعيب بين المبادئ والاهداف والمنفعة العملية.
ومن جملة ما يراه في المنفعة العملية السياسية هو اطلاق الوعود الكاذبة لاصلاح الفساد المالي والاداري وفصل الحزب عن التدخل في شئون الحكومة الاقليمية ولكن في حقيقة الامر والواقع هو ذر الرماد في العيون والتنصل من وعوده حال انتهاء الانتخابات البرلمانية الاقليمية.
ومن احد الاسباب الرئيسية لاستشراء الفساد المالي والاداري هو المحسوبية وصلة القرابة بالمسئولين وكذلك الوراثة في تدوير السلطة واقصد بذلك اذا تقاعد المسئول لمرض او عاهة ألم به حل محله الابن او الابنه وكأن المجتمع الكوردستاني خلا من الاكادميين والمتخصصين, وايضا تصرف ابناء العائلتين الحاكمتين في صولاتهم وجولاتهم وكما كان يتصرف ابناء الديكتاتور المقبور, من اعتداء على حرمات المواطنين ونهب وسرقة المال العام امام مرأى ومسمع الاجهزة الامنية.
نسى او تناسى الطالباني وعائلته المهيمنه على مقاليد الاتحاد الوطني الكوردستاني وبطانته وحاشيته المتملقين والمتسلقين ان الشعب الكوردي الان اوعى من اي وقت مضى, وان ممارسة الترغيب والارهاب وتوزيع الرشاوى والاموال جزافا وحتى توزيع الاراضي وشراء الذمم لن تثني الشعب الكوردي ولن تؤثر فيه هذه الممارسات البعيدة كل البعد عن المنافسة الشريفة, حيث تم توظيف جل المؤ سسات الحكومية للدعاية والاعلام ولخدمة العائلتين الحاكمتين.
ان الشعب الكوردي سوف يحتكم لصناديق الاقتراع وسوف ينتخب القائمة التي تنتهج الاعتماد على قوى الشعب الخلاقة وينتفض لشهدائه الميامين ويختار قائمة التغيير.