غرب کوردســـتان والخیار الإنســـانی
Thursday, 04/07/2013, 12:00
1761 بینراوە
کل من یعرف معنی الحریة ، کل من یدرك ماذا تعنی الحریة ، إنه لم ولن یرضی مطلقا ، أن یعیش لحظة فی الحیاة ، مهما کانت الظروف والأحوال ، ومهما کانت المصاعب والمعوقات ، بدون الحریة . عند ذالك تصبح الحریة ، بالنســـــبة لهؤلاء من الناس ، لا إرادیا ، قضیة الحیاة والممات ، تصبح القضیة أن تکون أو لا تکون ، تصبح قضیة المصیر . فمن هذا المنطلق ، من هذا المفهوم ، تنطلق الرغبة الجامحة ، الرغبة الکامنة الموجودة فی أعماق الذات الإنســـانی ، للتعبیر عن نفســـها ، کعشـــق روحی جبار ، ویمنح الجرأة والعزم والإقدام للإنســان ، فیســـهل علیه الأمر ، لیخطوا إلی مبتغاه ، لأنه لیس مصمما فقط ، بل لأنه یصبح کله عزم وتصمیم ، کما یخطوا العریس فی یوم عرســـــه ، واضعا نصب عینیه ، إما الفوز بعرس الحریة ، أو الفوز بشـــرف الشـــهادة من أجل الحریة ، فیتوج بتاج الخلود .
فبالنســـبة لأبناء الشـــعب الکوردی فی غرب کوردســـتان ، إنهم فی هذه الأیام وجها لوجه ، أمام هذا الخیارالإنســـانی ، وأمام هذا الإمتحان الصعب ، فإما الجرأة والإقدام ، وعمل المســـتحیل ، من إجل إنتزاع النصر والفوز بالحریة ، والإثبات للعالم أجمع ، بأنهم شـــعب یســـتحقون حیاة کلها عزة وکرامة ، یســتحقون الحیاة الحرة التی یعشــــقونها والتی یتمنونها ، وکما تحلوا لهم ، أو الخضوع والإســـتســلام ، والقبول بحیاة الرق والعبودیة ، حیاة المذلة والمهانة ، الحیاة التی کما کانوا یعیشـــونها والتی کانت کلها عذاب فی عذاب ، و منذ أمد طویل .
ومن الطبیعی بالنســـبة لغرب کوردســتان ، الفوز بالحریة لیس صعبا فقط ، وإنما من ســابع المســـتحیلات کما یقولون ، بالنســبة لاناس لا یعرفون معنی الحریة ، لاناس لا یعرفون ماذا یعنی الإنســـان ، أما بالنســـبة ل ( PYD ) ، بالنســـبة لعشـــاق الحریة ، وحاملی الرســـالة الإنســـانیة ، فهذا ممکن ، وفی متناول الید ، شـــریطة ان یأخذوا أخطاء الماضی بنظر الإعتبار، والعبرة من تجارب تأریخنا الملیء بالدروس والعبر . والعمل وبدقة متناهیة ، علی إحضار تجارب جنوب کوردســتان ، فی کل الظروف والأوضاع ، وفی کل المواقف والأحوال ، والعمل بعکســـهم تماما من الألف إلی الیاء ، خاصة ، اکرر وأقول خاصة ، فیما یتعلق بالقیادة والقیادة .
وأرجوا من أبناء الشـــعب الکوردی فی غرب کوردســـتان جمیعا ، من قیادة و قواعد ، ومن أفراد ومســـؤولیین ، وأقول لهم إن أرادوا أن یکونوا ســـادة أمرهم وامورهم ، ومســـتقبلهم ومصیرهم بأیدیهم ، أن لاینتظروا من قیادات وحکومة جنوب کوردســـتان الخیر قط ، وأن لا یؤمنوا غدرهم وشــرهم مطلقا ، وأن لایضعوا أیدیهم فی أیدیهم أبدا ، وأقول لهم وأنا فرد من الجنوب إحذروا شـــریفنا قبل لئیمنا ، فالویل لکم إن وضعتم زمام امورکم فی أیدینا ، فخیر لکم أن تشـــدوا الحجارة علی بطونکم ألف ألف مرة من أن تهجروا وطنکم وراء لقمة خبز فی جنوب کوردســتان .
وفیما یتعلق بالاموروالمشــاکل التی بینکم ، وبین بعض الفصائل والمجموعات الاخری ، أرجوا أن تتنازلوا بالقلیل لهذه المجموعات التی یود البارزانی أن یســتغلهم لصالحه ولمصلحته ، علی شـــرط أن یعود الهؤلاء إلی غرب کوردســـتان . وإن لم یرضوا بالعودة ، فمن الخطأ أن تغضوا النظر عن جرائمهم ، والإذعان لمطالبهم ، عوضا عن مقاضاتهم . فلا تســـمحوا للخائن أن یعلو بصوته مهما کانت الظروف والأحوال . لانه لم ولن یکون بإمکانکم إرضائهم ، فســیکثرون وســـیکثرون یوما بعد یوم من مطالبهم التی لایمکنکم تلبیتها ، وأخیرا یودون إخراجکم من المعادلة ، وإبعادکم عن الســـاحة نهائیا .
لا شك إن ( PYD ) الذی إنبثق کضرورة تاریخیة من قلب الأحداث ، وکنتیجة حتمیة لمتطلبات المرحلة الراهنة ، فإنه قیادة وجماهیر ، صنعوا المعجزات وعملوا المســتحیل ، فی تحقیق المکاســب وصنع الإنتصارات لذا أصاب الخونة والأعداء بالهیســتیریا ، فیحاولون بشــتی الوســائل والأســـالیب أن یخلقوا لهم المشــاکل والمعوقات ، الواحــدة تــلو الاخــری . لکن قیادة ( PYD ) التی هی قیادة عزم وتصمیم وإرادة ، قیادة إخلاص وتفانی ، وجماهیره التی هی جماهیر الإخلاص والفداء ، والمقتدرة علی تحمل المصاعب والصمود عند الشـــدائد ، فبإســـتطاعتم عبور هذه المرحلة ، و ( PYD ) أکثر قوة ، وقاعدته أکثر ثباتا ورســـوخا ، وأكثر شـــعبیة وجمهورا ، وبالتأکید إن ( PYD ) ســـیقاضی الخونة إن لم تکن الیوم فغدا .