الرصاص حلاّ، في سلوكيات الحزب الديمقراطي، المطني نموذجا
Saturday, 07/09/2013, 12:00
1379 بینراوە
أدهم أمين زنكنة
يدرك الحزب الديمقراطي الكردستاني (حزب العائلة المالكة) مدى تراجع دوره السياسي والشعبي داخل المجتمع الكردي في اقليم كردستان العراق، خاصة بعد أن أدرك الجميع وبما فيهم مناضلو الحزب القدماء من وجود فجوة كبيرة بين الشعارات المرفوعة من قبل الحزب وحقيقة الفعل على أرض الواقع، وبروز الازدواجية ما بين الطروحات النظرية والممارسات الواقعية وخاصة عندما أضحى عملاء النظام الصدامي هم المتحكمون في المواقع المفصلية في الحزب وفي حكومة الاقليم التي أوصلها الحزب الى دفة السلطة في الاقليم.
وقد قاد هذا التراجع الى لجوء (حزب العائلة المالكة) الى اعتماد آليات الخداع والتضليل والتزوير لضمان البقاء في السلطة والإمساك في مفاصلها الاساسية، ولم يقتصر الحال على ذلك، بل هناك ما هو أشد وأعظم وأبشع وأخطر يتمثل في استراتيجية الحزب المتمثلة في شق صفوف الأحزاب الكردية الأخرى بالترغيب تارة وأخرى بالترهيب .. وبالعلن مرة وفي السر مرارا.
ومن نافلة القول بأن الحزب الديمقراطي الكردستاني هو المتهم الأول بالوقوف خلف الهجوم على مركز انتخابي لحركة "التغيير" في شارع تومي ملك في شمال مدينة السليمانية ، والذي أدى الى اصابة احد مؤيدي الحركة بجروح بليغة، خاصة فأن تاريخ (حزب العائلة المالكة) مليئا بهذه الممارسات الاجرامية ومنذ أن تصدّر واجهة هذا الحزب عملاء نظام صدّام. فلا زالت أفعال الغدر والقتل وانتهاك الاعراض وشراء الذمم التي قام بها سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني المدعو فاضل مطني ميراني ماثلة في أذهان شعبنا الكردي.
واذا كان ادخال الرصاص في الحملات الانتخابية (ايلول الجاري 2013) باشراف فاضل مطني ميراني قد تم تقييده ضد مجهول فانها ليست الجريمة الاولى للحزب الديمقراطي في مدينة السليمانية، فقد ذهب الكثير من الأبرياء على أثر الرصاص الحي الذي اخترق صدور الضحايا من المتظاهرين السلميين العُزّل في 17 شباط 2011 بأوامر مباشرة من فاضل مطني سكرتير حزب العائلة المالكة وهيوا احمد مسؤول الفرع الرابع لحزب العائلة في مدينة السليمانية، وذلك ليس بخاف على أحد.
مدينة أربيل (هولير) هي الأخرى قد نالت حُصّتها من رصاص (حزب العائلة البارزانية المالكة)، ولا زالت الى اليوم، وليس الصحفي الشاب سردشت عثمان أو (سرو سردشت) هو الضحية الوحيدة المدوّنة في ذاكرة هذه المدينة التاريخية، أنما هناك جُرحا غائرا في تاريخها تمثّل في استقدام رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني (مسعود بارزاني) للحرس الجمهوري الصدامي الى أربيل في 31 آب 1996 لانتزاعها عنوة واستلام مفاتيح سلطتها الى اليوم، بعد أن انيطت مهمة مرافقة الحرس الجمهوري الى فاضل مطني ميراني الذي قام بتسليم ضيوفها من أبناء المعارضة العراقية الى أجهزة مخابرات نظام صدام. ولم يسلم أبناء هذه المدينة الثكلى حتى عندما غادروها الى ديار الغربة وما محاولة اغتيال ابن هذه المدينة الكاتب عبد الرحمن ابو عوف مصطفى سوى مثالا على العقلية القبلية لقادة الحزب الديمقراطي الكردستاني التي تؤمن بـ "الرصاص حلا" لتصفية الخصوم السياسيين والمخالفين في الرأي، فقد حاولوا اغتيال الكاتب ابو عوف مصطفى في مدينة كاليفورنيا الامريكية على يد عصابات الحزب الديمقراطي التي كان يديرها فاضل مطني ميراني بالتعاون مع مخابرات صدام. وليس ابو عوف هو الابن الوحيد لهذه المدينة من المغتربين الذي تعرضوا لملاحقة عصابات هذه الحزب، فالدكتور كمال سيد قادر هو الآخر قد نال ما نال من الاختطاف مسبقا وكاد أن يلقى ذات المصير لولا التحرك السريع للمنظمات الانسانية لكونه من حملة الجنسية النمساوية. ولم يكتفوا بذلك فقد تعرض سيد قادر الى الازدراء والاستخفاف في وسط مدينته أربيل مؤخرا وبطريقة كوميدية (سياسية اجتماعية) يهدفون من ورائها الى تطبيق طريقة القتل البطئ بحق هذا الرجل.
أما مدينة دهوك فحدّث ولا حرج وهي أكثر المُدن التي لاقت ما لاقت من استهتار عصابات (حزب العائلة المالكي) .. حيث تم قتل العديد من أبناء المدينة و وجهاءها غدرا وانتهكت اعراض العديد من العوائل المحترمة على يد سكرتير الحزب الديمقراطي فاضل مطني ميراني. ولكن جُرح مدينة دهوك الذي لا يندمل هو مصادرة نضالها وانتفاضتها في آذار عام 1991 وسرق ثمرة نضال أهلها وأهالي القصبات المحيطة بها (من شيوخ قبائل وشخصيات يسارية) واطلاق يد فاضل مطني في العبث بها بأوامر مباشرة من مسعود.
اذا كان ليس بإمكان مسعود الذي لم يكمل الدراسة المتوسطة تزوير شهادة دراسية، فقد فعلها فاضل مطني ميراني حينما ادعى حصوله على شهادة البكلوريوس في حين ان الدراسة في العراق تجري حسب انظمة البكالوريا التي تعطي كل طالب عراقي رقما وزاريا تحتفظ وزارة التربية في بغداد بنسخة منه اضافة الى الاعدادية التي تخرج منها، وقد نفت الجهات المختصة في وزارة التربية / بغداد وجود اسم فاضل المطني الميراني الذي دخل الكلية بشهادة اعدادية مزورة. وذلك يعلم به مسعود علم اليقين لذلك اتخذ منه ذراعا للقتل والاغتيالات والتزوير وشراء الذمم.
ومثلما يلجأ قادة (حزب العائلة المالكة) اليوم الى شراء الذمم وشق صفوق الأحزاب الكردية الأخرى والتزوير فيالانتخابات، فقد لجأ من قبل فاضل مطني ميراني من قبل الى ذلك. فكما يذكر أحد الكتّاب الكرد (أدهم أمين زه نكنه) في إحدى مقالاته التالي:-
(" إمتاز فاضل مطني بشراء الذمم وشق صفوف الأحزاب الكردية الأخرى فقد إشترى (فاضل مطني) من قبل سيارة صالون بسعر (150,000) مائة وخمسون ألف دينار للمدعو المحامي (مكي العمادي) لقاء إستقالته من حزب الإتحاد الوطني الكردستاني ، وكسبه في صفوف الحزب الديموقراطي الكردستاني
كما إشترى (فاضل مطني) سيارة لاندكروزر (تويوتا) بسعر خيالي للمدعو (كمال كيستة) مقابل الإستقالة من الإتحاد الوطني الكردستاني والإنضمام في صفوف الحزب الديموقراطي الكردستاني
إشترى (فاضل مطني) سيارة من نوع لاند كروز موديل حديث إلى (ناصر بك) مقابل تراجعه عن صفوف الإتحاد الوطني الكردستاني والإنضمام إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني
إشترى (فاضل مطني) سيارة لاند كروز للمدعو (مظفر حجي يونس ديركي) وعينه عضواً للجنة محلية الشيخان للحزب الديموقراطي الكردستاني مقابل تخليه عن الإتحاد الوطني الكردستاني.")
ولا شك أن شراء الذمم أو فتح الرصاص الحي على المرشحين هي البضاعة الرائجة (لحزب العائلة المالكة)، يتم تسويقها من قبلهم في موسم الانتخابات. فهذا الحزب الذي فقد شعبيته يرى في المنافسة الانتخابية ليس حراكا ديمقراطيا بل معركة وجود، إن لم تفلح الرشاوى والتزوير في اعلاء كفتهم الانتخابية فلا يبقى حينها سوى "الرصاص حلاّ" لتحقيق المرام.. وهذا هو ديدن الديكتاتوريات والأحزاب الشمولية التي ترى في السلطة غاية وليس وسيلة لخدمة البلاد والعباد