کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


الايزيدية: محنة شعب مغيب في ظل قيادة غائبة

Friday, 10/01/2014, 12:00




مدخل لا بد منه:
كثيرة هي التشابهات و التقاربات بين الانسان، هذا الكائن الاجتماعي و اخوانه و اخواته من عالم الكائنات الجماعيه الاجتماعية الاخرى، الى درجة توجه فيها الانسان الحديث الى دراسة سلوكيات و خصائص عالم الحيوانات و الطيور و الحشرات بغية الاستفادة منها في ابتكاراته و اختراعاته العلمية في مختلف مجالات الحياة. ما يهمنا اليوم هو سلوكية العمل الجماعي و وحدة الصف كاستراتيجية في صراع البقاء. لناخذ الاسد نموذجا و مثالا لصراع البقا من خلال العمل الجماعي المنظم. فكما هو معلوم فان الاسد يعيش في مجموعات منظمة جدا يعي فيها كل فرد ما له و ما عليه. فللمجموعة قيادتها و عمالها و فرسانها... تعي المجموعة جيدا واجب طاعة القيادة مثلما تعي منافع هذه الطاعة عليها ...كما تعي جيدا قيادة المجموعة ما عليها ان تقوم به ثمنا لهذه الطاعة و الامتيازات الاخرى و التي تتنازل عنها المجموعة لها ...كما انها اي القياده تدرك جيدا عواقب فشلها في عملها. هكذا تعزف سيمفونية عالم الاسود و هكذا تحافظ الاسود على بقائها من خلال هيكلية منظمة في غاية الدقة و من خلال اتقان كل فرد من افراد المجموعة دوره وادراكه لحيوية هذا الدور. ان نجاح مجموعه الاسود متوقف على مدى نجاح كل فرد في التفاعل البناء في العمل الجماعي الكفيل وحده في ضمان بقاء المجموعة و الافراد من خلاله.
منذ الساعات الاولى من سقوط نظام البعث و معه الدولة العراقية برمتها في نيسان ٢٠٠٣ ، بات جليا للكل و الجميع بان الاستقطابات القومية و المذهبية باتت منهجا جديدا للعمل السياسي القادم . فتبلورت اقطاب سياسية رئيسيه ثلاثة و بقت الاقليات العراقيه في حيرة من امرها لا تكفي في ذواتها ان تكون اقطاب سياسيه و لا تجد خيمة طبيعية تنتمي اليها في ظل قاموس المفردات و الولائات الجديدة... لقد كانت الازمة على اشدها لهذه الاقليات و كان عليها ان تفرز قيادات سياسية تفرز بدورها استراتيجيات سياسية بمستوى الحدث و التحديات. و تباينت الاقليات العراقيه في درجات نجاحها. المكون الايزيدي موضوع مقالنا هذا سجل اكبر فشل في فرز قيادات سياسية بمستوى الحدث لا بل فشل المكون الايزيدي في فرز حتي شبه قيادات ناجحة. هذا الفشل يقف خلف ضياع فرصته و معها حقه و استحقاقاته، لنشهد اليوم حالة ماساوية لهذا المكون المفعول به في كل المناسبات. من يتحمل مسؤوليه هذا الفشل؟ لكي نفهم ذلك علينا ان نقرآء مشهد حال التمثيل السياسي الايزيدي. لسنا بحاجة الى عبقريه و لا حتى نصف عبقريه لنرى بكل وضوح ان قلة قليلة جدا سجلت نفسها ممثلة شرعية لمصالح كثرة صامتة غائبة و مغيبة. قلة اعتادت منذ ازمنة على ان قيادة المجتمع الايزيدي هي مضمونة لها باسم شرائع الله و تعي هذه القلة بانها اقل القيادات كفائة و انتاجا مقارنه بكل قيادات العالم الدينية و الدنيوية مثلما تعي بانها في مناى عن التغييرات و الاصلاحات طالما انها ظل الله على الارض و طالما انها تمتعت بسكوت الكثرة المستغلة! بعد سقوط دوله البعث برزت قلة من نوع جديد ... قلة من المثقفين الانتهازيين ادركت اهمية تحالفها او على الاقل تالفها مع القلة التقليديه و تحت رمز راس الهرم. تحالفت هاتين القلتين مع بعضهما في تحالف شرير اضفى فيه كل قلة شرعية على تمثيل القلة الاخري لمصالح الكثرة المغيبة. عملت هذه القلة المتحدة و راس هرمها ليس استثناء بل نموجا و مثالا في الانانية و الانتهازية، على تحقيق مصالح فردية خجولة على حساب المصالح العامة. و لا احسبني بحاجة الى ذكر امثلة كثيره و معروفة للجميع في تقديم مصلحة الجيب و القريب على حساب الحقوق و المستحقات العامة.
لقد عملت و لا تزال تعمل هذه القلة المتحدة على كسب رضي السلطة دون رضى الكثرة التي على حسابها تحقق هذه القلة امتيازات و مكاسب لا تستحقها. ان رضى الجهات الاخرى عن هذه القلة ليس الا رضى السيد من العبد المطيع و لا تحصل هذه القلة منه سوى فتات مائده الاسياد ليصبح سعرا بخسا للكثره التي تباع للاسياد.
كل هذا يحدث بسبب الثقافة الانهزاميه و الشعور بعقدة النقص تجاه الاخرين مما يولد شعورا بالوهن و الضعف و يتم تبرير كل ذلك باسم الواقع وباسم امر واقع هم صانعوه! لقد عملت و تعمل هذه القلة و بكل ما لديها من اساليب على ترسيخ هذه الثقافة الانهزامية لانها السبيل الكفيل في الحفاظ على مصالحها الفردية.
في ظل هذه الاجواء المثالية للجهات السياسة الفاعلة نجد ان هذه الجهات لم تكن اغبى من ان تستغل هذه الاجواء و ان تستثمر فيها لتحقق منافع دون مقابل يذكر... فسارعت هذه الجهات السياسيه الى قبول هذه القلة الايزيدية ممثلة شرعية للكثرة العامة من الناس و هي اي القيادات الكوردية تعلم جيدا بعدم شرعية هذا التمثيل ...فهذا تمثيل باقل التكاليف على القيادات الكوردية على الاقل في المدى القريب. تلك هي اذن محنة شعب مغيب في ظل قيادة غائبة عن مسرح الاحداث ...و بات الشعب فريسة تحالف غير مقدس بين سلطة لا تبال و قلة فرضت نفسها على كثرة مقهورة و مسلوبة الحقوق.
السؤال ها هنا يصبح اذن : ما العمل؟ و ما هو السبيل الى الخروج من الحالة ؟ الخطوة الاولى تبدآ في تقديرنا بالوعي على حالة اللا حال... اذ لا يغير الله ما بقوم ما لم يغير القوم ما بانفسهم ... اي لا بد من التغيير المبني على النهضة و الوعي... ان اول التحديات في سبيل الخلاص هو التغلب على السلوكيات النابعة من الثقافة الانهزاميه و التغلب على الانانية و البدء بقبول الاخر من بين بني الجلدة و التسلح بقدر كافي من الايمان بعدالة القضية .... كثيرون هم من يجلس وحيدا و يفكر مثلنا و مثل غيره الا انهم سرعان ما يستسلمون الى الامر الواقع و تخار قواهم امام جبروت الظالمين و مقدراتهم و قدراتهم المختلفة. هذا هو عين الخظاء.. التاريخ مليء بامثلة فيها قلة امنت بقيم و مباديء انسانيه فتبنتها رسالة حق و كفاح ضد الظلم و الطغيان ... قلة هذا منطلقها يحق لها و في ظل ظروف خاصة كالتي يمر بها الشعب الايزيدي هذه الايام، ان تشعر بشرعيتها في تمثيل مصالح الكثرة التي ستلتحق بها على دفعات و مع الزمن لتلتحم القلة و الكثرة في صيرورة موفقة في احقاق العدل و المساواة في اجواء تمثل فيها القلة و بشرعية كاملة، و ذلكم هو عكس ما هو عليه الحال اليوم ... وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بالايمان و الثبات و الصبر و العمل الدؤوب.


بقلم وسام جوهر
كاتب و محلل سياسي
السويد 10‏/01‏/2014

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە