مجلس الامن يحظر شراء النفط من الاسلاميين فقط ؟
Tuesday, 29/07/2014, 12:00
1437 بینراوە
بعد اشهر طويلة و صعبة من قطع رواتب موظفي اقليم كوردستان من قبل المالكي امام مراى و مسمع العالم، و تضرر جراء ذلك موظفون و عامة الشعب الكوردستاني في حياتهم اليومية مما وصل الى حال ادت الى عدم تمكنهم من قضاء حاجياتهم اليومية الضرورية، و لم يتدخل احد، لا بل لم ينبس احد اقليميا و عالميا ببنت شفة .
في هذا الوقت، يحظر مجلس الامن شراء النفط المهرب من الاسلاميين فقط ، من دون حتى التلميح للاخرين باي شكل كان، و بعد وصول اول شاحنة نفط معبئة بالنفط الكوردستاني الى سواحل تكساس و يتم تفريغها بالسرعة بعد تفتيشها و تدقيقها، و من دون عوائق لا لوجستية و لا قانونية، فهذا يعني شرائها من قبل الشركات الامريكية مع غض طرف الحكومة الامريكية، ومن ثم يُرفع الينا تصريح الحكومة الامريكية، بان هذا لا يعنيها لانها عملية تخص التجارة و الشركات حرة في نظامها السياسي، علاوة على ذلك و في الوقت ذاته نسمع استياء وزارة الخارجية الامريكية من قطع رواتب الموظفين في كوردستان اليوم، و من ثم يخرج الينا السيد بريت ماكغورك مساعد وزير الخارجية الامريكي و يقول (واشنطن أبلغت المالكي بكل وضوح أن القرار الذي اتخذه على خلفية الخلافات بشأن النفط والذي قطع بموجبه الرواتب عن موظفي الإقليم ليس مقبولاً بأي شكل من الأشكال، مشدداً على وجوب إلغاء هذا القرار) .
كل هذا التحرك الامريكي، و العراق على ابواب تشكيل حكومته الجديدة، فانه يبعث في النفس الكثير من التساؤلات و يُراد منها الجواب الصريح، و على حكومة اقليم كوردستان دراستها بدقة متناهية و التعامل معها بحذر لا بتفاؤل كامل . هل هي مواقف تكتيكية امريكية من اجل مرونة اقليم حول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة الجامعة في بغداد و اعادة ترتيب البيت الداخلي العراقي ليس الا، ام لتخفيف حدة التوتر بين اربيل و بغداد من اجل التفاوض حول تشكيل الحكومة و حل القضايا العالقة نهائيا، ام انها ملاطفة امريكية للكورد بعدما اصدروا تصريحات مشددة حول تصدير نفطه و ما اعلنوه من ثبات سياستهم حول النفط المصدر من الاقليم و رفضهم لذلك؟ ام دعوة و توجه امريكا و طلبها اقليم كوردستان بيان الليونة السياسية ازاء ما يحصل في بغداد، و منه؛ تمرير قانون الميزانية العامة للعراق الذي من المقرر بحثه في البرلمان العراقي و تمريره قريبا اضافة الى طرح قانون النفط والغاز؟ ام انها موقف استراتيجي امريكي تام،و هي بداية جديدة و تريد امريكا عراقا جديدا بفدرالية حقيقية على ارض الواقع، بعدما ياست من العراق شبه الموحد فوقيا والفوضوي على ارض الواقع ؟
من قبل اقليم كوردستان، هناك قراءات عدة لما يطفوا الى السطح من التصريحات و المواقف الامريكية، و يجب التمعن في جوانبها العديدة و التعامل معها بحذر، و يجب في هذا الوقت الحساس و المرحلة المتنقلة من تاريخ العراق و ما يمر به المركز العراقي و ما تغيرت من المعادلات بعد مجيء داعش ايضا ، ان يعلم الجميع بان الاقليم ليس مجبرا على قبول كل ما تطلبه امريكا، وعليه، يجب التعامل معها بما يقع لصالح اهدافه الاستراتيجية، و ليس رضوخا او قبولا لكل ما تطلبه امريكا بشكل مطلق . و على الجانبين الامريكي و اقليم كوردستان التفاهم حول ما سيقدم عليه العراق، و من الممكن فرض شروط و قطع الطريق امام اية حكومة جديدة اللعب على قوت المواطن الكوردستاني و العراقي ايضا مهما وصلت الخلافات بين المركزو اربيل لحدتها، اي بالامكان وضع خط احمر امام احتمال تكرار ما حصل من قبل، ان لم نصل لظروف الملائمة للقرار النهائي حول تحقيق امنية الشعب الكوردستاني من الاستقلال التام كهدف نهائي .