الإنســـان والإنســـانیة
Friday, 20/04/2012, 12:00
الإنســـان والإنســـانیة
فی لـــوحات ذهـــبیة لـــرســــام مــجــنون
إننی لا أفــــهم لـــغــــــــة أهـــــــل الــــــزمان والــــعــصــــــــــر
ولا أفـــــهم أناســــــا عـــــشـــــت بــــینهم طـــوال العــمـــــــــــــر
ولا أعــــــرف الـتــفـــنن والصــــــــعود عــــلی الأمــــــــــــــــواج
والغــــــوص فی الأجــــــــواء بخفــــــة ورشـــــــــــاقة الطــــــــــــــیر
ولا أجـــــــید الــــــعــــزف حســـب کل الأهــــواء والظــــــــروف
والـــــــرقــص علی أنغا م وإن لا تــــعـــجـــــــبنی کالغـــــــــــــــیر
ولا أ فــــــــــــــهم عــــما یــحــــدث ویـــــــدور وما یجــــــــــــری
ولا أری مــــــــوطئ قــــــــدمی بالســـــــــــــهولة والیســـــــــــــــر
فما أنا ســـــــــــــــوی ذرة فی عا صـــــــــفــــــة هــــــــــــــــوجاء
تـــحــــــــــکم بی ، ولا أمــــــلك مــــــن أمــــــــــوری أی أمـــــــــر
تـــعصــــــف بی ، وتجـــــــرفـــنی إلی أیـــــن ؟ دون أن أدری
أ إلی الــبـــحـــــر ؟ إلی الــبــــر ؟ أم القـــمــــة أو الــقــعــــــــر؟
فأتــخـــــبط خـــبـــــــط عــشـــــــــواء کإنــــــنی مـــخـمـــــــــــــور
مــع إننی إطڵاقا لا أفـــــــهم مـــعــنــــی للــخــمــــــــــــــــــــر
وکأنــــــنی لســـــت من هــــذه الــدنــــــــــــیا و هــــذا الکـــــون
و دون أن أفـــــــــــهم بالـــکامـــــل أســــــــــــباب هـــذا الســـــــــر
* * *
و ألــهــــــث بلـهــفـــــــة و شـــــــوق وراء الــــحــقــیــقــــــــــــة
فأراها ســـــــــرابا و وهـــــــــــما ، ولــیـــســـــت لها من أ ثـــر
فـما أن أتــعــمـــــــق فـی مـــــلامــحــهـــــا الــمــغــشــــــوشـــــــــة
ینتابــنـــی شــــعور مــریـــب مــشــــــوب بالــخــوف و الـــذعـــــر
فأراها باهــــــتة اللـــون ، مـــشـــــــوهـــــة و مــــعــکوســـــــــــة
کما الــصــــورة فی الــمـرآة ، شـــــــکلا و یـــمــنــــة و یــســــــــر
* * *
و أبـــحــث عـــن الــعـــدل فی الـکــون فی الســــــــماء و الأرض
مــن الأعالی والـنــواســـــی ، شـــــبرآ شــــــبرا قــــبرا بــقــبـــر
فــبدا لی ، حـــــکم عــــلـیــــــه ، بــعـــد هــتــکـــــه و ســـــــــلخه
بالإبــعــاد و الــنــفــی مـــن کــونـــنا بالــعــنــــوة و الــقــصـــــــر
* * *
و أرکـض وراء الـــقانـــــــون کآخـــــــــــر قــشــــــــــــــــــة لی
فأ تـــعــثـــر بــــعــــوائــق کــثــیـــــرة دون الـــحــصــــــــــــر
فأقـــــع فی فـــراغــات یلــعــــــب فیها الأقــــــــــــــــــــــــویاء
وقـــت ما شـــــــاؤوا بالـضــــعـفاء لــعــبــــة الــقـــــط والــفأر
وأجــــــده أحــــــــیانا مــــــــدافــن لـــــدفـــن الأبـــــــــــــــــریاء
و ســـــــوطا قــــد یســـــتغل دومــا للإســــــتعباد والـقـهــــــــــر
* * *
1
بــــــدأت أبحـث عــن شــــــئ أخاف أن أذکـــر إســــــــــــمه
فــجــرفـتـنی الأمــــواج الــغاضــــبة إلی أعــماق الـبـحـــــــــر
فـهـمـمــت إصـــــطـحابـه إلی الســـــــــطح وإذ یــقــــــــــــول
یا مجنـــــــون ألا تخـــــــاف من نفســــــك من طعنــــــــة الغــــــــــــدر
أم تــــــود أن تـقــــــــوم عـلـیــــك الـدنـیـــــــــا بـــجـنــــــونـك
کـما قـام الشــــــرق والـغــــــرب عـلی ( اوجـــلان ) بأ ســـــــــره.
* * *
فـا لـیـــوم ، مـشـــــــاهـد مــن هــــــــذه الـحــیــــا ة تـتـــــرجــــم
مــا بــقــی لـلإ نـســــــا نـیــــة و مـا للإنـســـــــــا ن مـن قـــــــدر
فـا لـیــوم ، کل مـــن یـمـلــك الــضــــــمـیر یـنـبـغــــی عـلـــــــیـه
أ ن یـعـیـــش فی الــــظل أو الــظـــلام کــأقــــل الــســــــــــــعـر
و کـل مـــن یــقـــول الــحــــــق ، فـقــــــد أبـاح دم نـفــســــــــــه
فــا لـحـــــــق لــه أعـــــــداء لا تـعـــد ولا تــحصـی مـــن الـکـثر
ومـــن یــقــــول الـصـــــــدق فـیـتـحــول نــــــور نـهـــــــــــــاره
إلـی ظــلام الـلـیـــل الـدامـــس وقــــت ســــــــاعــة الـظـهــــر
ومـــن یـــــــدعـــــی الأمـــا نــة ، فـا لـیــأ خـــذ ه هــــو مـــــــنی
یــلـبــــس بـالـخـیـــــانـة طـعـنــــــا ویــطــعن فــــی الــظـهـــــــــــر.
* * *
مـــجــنـــــون مـــن لا یــچـــن وســــــط کـل هــــذا الـجــنـــــــون
فـلـیــس بــیـــــن الـجـنـــــــون والـلا إلا خـویــطا کــالشــــــــــــعر
فـــــلا تـعجــــــب إن تـــــــــرانی أتســـــــاءل نـفـســــــــی دومـــا
أحــقـا أنـا مــن أهــــل الــــزمـان ؟ أم مــن مـجـانـیــــن الـــدهـــــر.؟
* * *
فــلـولا الـخـــوف مــن مـــقـص الـمـحـــرر وعــــدم الــنشــــــر
بــذریــعــــــة ضـــــــیق الـمـســـــــــاحـة و نـفـاد الـحـــــــــــــــبر
لأرخـیـت الـعـنـــــــــــــــــــــــــــــا ن لـلـقـــلــــم أیـامـا و أیــامــا
لـتـذهـیـب الـجــریــــــــــدة بـلـوحات مـــــن هــــذا الـشــــــــــعر
2
ملاحظة ؛
النص عبارة عن لقطات ومقاطع لتصاویر شـــــعریة ، لأحداث ووقائع من الواقع المزری للحیاة ، وللمجتمع الإنســـانی فی العالم وفی الوقت الراهن . فلغة النص وإن کانت فردیة ، لکن ماهیة المواضیع وطبیعة القضایا التی تتناولها تتجاوز الفردیة ، وتحول ال ( أنا ) الفرد إلی مجرد مصور محاید لمعاناة المجتمع الإنســــانی وآلامها ، هذا من جهة ، ومن جهة اخری فهذا ال ( أنا ) الفرد المعبر هو الغالب فی المجتمع ، لذا هو یکتســـب بصورة تلقائیة میزة الشـــــمولیة المطلقة .
فلکون المجتمع منقســــم إلی حاکم ومحکوم ، والطبقة العلیا فی الغالب هی التی بیدها زمام الامور ومقالید الحکم ، وهی التی تعانی بطبیعتها من الإفلاس الخلقی والوجدانی ، ویتفشــــی فی مفاصلها العفونة والفســــاد بکافة أنواعها وأشـــکالها ، کما وتتمیز بأنها طبقة طفیلیة إنتهازیة مصلحیة لا یهمها شــــئ مطلقا ســـوی الثروة والجاه فقط . ففی وضع وظروف کهذه لابد من إســتغلال الســـڵطة والتجاوز علی الدســــتور وخرق القوانین . وعندئذ یتفشــــی الظلم وتنعدم العدالة . بما أن العالم الیوم عبارة عن قریة صغیرة ، فالمجتمع البشـــری لم یعد کما فی الســــابق مجتمعات منفصلة متباعدة ، بل أصبح فعلیا مجتمعا عالمیا واحدا ، وقد أصبحت المجتمعات جزءا فی المجتمع الإنســـانی ، وکل فرد فی هذا العالم أصبح هو عضوا فی هذا المجتمع الإنســـــانی ، بمعنی آخر إن أی فرد فی أیة قریة فی أیة دولة أفریقیة أو أمریکا الجنوبیة أو الشـــرق الأوســط ، قد یکون بشـــكل من الأشـــكال أو بصورة من الصور معرضا للإســـتغلال والإبتزاز من قبل فرد من الطبقـة العلیا فی أوروپا أو أ میرکا أو الصین .....أو .. وهکذا .
وبعبارة أوضح ، إن الســـیاســـات ومصالح الدول المتنفذة هی التی تؤثر علی مصیر ومســـتقبل الشــــعوب و کذا الأفراد ، فهذه الدول هی التی ســـاعدت جنوب الســــودان للحصول علی الإســـتقلال وکذالك التیمور الشــــرقیة ، وهذه الدول هی التی قررت تغییر النظام فی لیبیا ، وهی التی تمنع حدوث التغییر فی البحرین ، وهی التی ســـاعدت ســـریلانکا علی إبادة الشــــعب التامیلی والقضاء علی ثورتهم ، وهی التی تقف حجر عثرة فی طریق تحرر أکثر من 45 ملیون کوردی فی کوردســــتان ، وهی التی ألصقت صفة الإرهاب علی الحرکة التحرریة فی شــــــمال کوردســتان ، وهی التی وضعت اوجلان وراء القضبان . فهذه هی الدیقراطیة التی ینادون بها ، وهذه هی حقوق الإنســـان التی یتشـــدقون بها وأخیرا هذه هی إنســـــانیتهم التی یفتخرون بها .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست