غرب کوردســتان والحرب علی الأبواب
Monday, 12/11/2012, 12:00
بعد طول انتظار ، وانتظار ، وانتظار ، ولقرون وقرون ، وقرون عجاف ، وقرون طوال . ظهر وعن قرب ، فی غرب کوردســتان ، بریق أمل ، وبصیص فرح ، وحقیقة تغییر، ووضع ملائم وجدید ، یبشــر بکل ماهو خیر ویســر . وفتحت الأبواب وعلی مصراعیها ، للإنطلاق نحو الآفاق . وانهارت قلاع الظلم ، وتهاوت حصون الطغیان . وحطمت أغلال الأســر . وتلاشــت جدران الخوف ، وهبت نســائم الحریة والتحرر ، فی عموم کوردســتان ، وفی کافة أرجائه وزوایاه . وتنفس الکورد ، ولأول مرة ، ومنذ أمد بعید بعید ، تنفس الســعداء . فحدثت أشـــیاء وأشـــیاء ، وتغیرت امور وامور ، لم تکن لا فی الحلم ولا فی الخیال ولا فی البال . ووجد الکورد نفســـه ، ومنذ أمد بعید وبعید ، وعلی حین غرة ، إنه ســـــید نفـســـه ، وهو صاحب الأمر والنهی فی عقر داره . وبوجیز العبارة وقصر الکلام ، التغیرات التی حدثت ، والتطورارات التی طرأت ، کلها کانت فی مصلحة الکورد وفی نفعه وخیره ، وهی کثیرة وکثیرة ، لاتقدر بقیمة ولا تخمن بعقل .
فما حصل علیه الکورد فی غرب کوردســتان ، یســــیل له لعاب الأصدقاء قبل الأعداء ، وأعداء الداخل قبل أعداء الخارج . وأعداء الکورد کثیرون ، وهم الیوم ســاخطون وغاضبون ، ویحاولون وبشـــتی الوســائل والطرق ، لإرجاع الوضع إلی ســابقه ، مثلما کان علیه قبل الثورة ، وإعادة الکورد إلی المربع الأول ، إلی ما هم کانوا فیه من قبل . وهم الان منهمکون ، لیل نهار ، لایجاد ثغرة أو منفذ ، لتنفیذ خططهم الجهنمیة ومؤآمراتهم العدوانیة .
فالکورد فی غرب کوردســـتان ، هم الیوم أمام مســـۆولیات وطنیة وقومیة وتاریخیة جســـیمة . فلا تقع علیهم مســـؤولیات مهمة الدفاع عن المکتســـبات التی تحققت لهم فی غرب کوردســتان فقط ، بل ینبغی علیهم الحفاظ وبکل قوة علی الجبهة الخلفیة للحرکة التحرریة فی شـــمال کوردســتان ، وعلیهم أن یۆمنوا الظهیر القوی المتین لهم ، وکذالك المحافظة علی العمق الإســتراتیجی المهم لا لشـــمال کوردســتان ، بل لجنوب کوردســـتان قبل غیره .
فالکورد ، فی غرب کوردســـتان ، هم علی علم کامل ودرایة تامة ، بإن التراجع إلی الوراء ، ولو بخطوة واحدة ، فی أیة جبهة کانت ، ســواء تنظیمیة أو ســـیاســیة أو عســکریة ، قد تعنی الکثیر الکثیر، لیس لهم ولا لشـــمال کوردســتان فحســب ، بل لجنوبه أیضا .
إن کل الدلائل تشـــیر بأن الثورة الکوردیة فی غرب کوردســتان ، هی من أکثر الثورات الکوردیة نجاحا وعقلانیة ، وأقواها تنظیما وإنضباطا ، وأکثرها صلابة ومتانة من الناحیتین الفکریة والقیادیة ، ویعود الفضل فی ذالك لما یملکون هم من الخزین الکثیر للخبرات والتجارب بســبب إشـــتراکهم الکثیف فی جمیع الثورات الکوردیة ، وعلی مر الأیام ، بقدیمها وحدیثها ، ســواء فی ثورات جنوب کوردســتان او شــماله . ویقینا وبالتأکید ، هم لعلی إطلاع وإلمام بما ینتظرهم من مهمات صعبة ومن مخاطرة جمة التی تحیط بهم فی جمیع الجهات والتی قد تواجهم فی مســیرتهم النضالیة الشــاقة ، مثلما حدثت خلال الفترة الماضیة ، فی حلب ، وفی قسـطل جندو، وفی ســهری کانی . وهذه الأحداث والحوادث ما هی إلا بدایة البدایة ، وســتأتی فی القادم من الأیام ما هی أصعب وأخطر ، وأکثر تأثیرا ووقعا .
ینبغی علی الکورد ، أینما یکون ، أن یکون هذه الأیام حذرا یقظا ، خاصة فی غرب کوردســتان . وأن یکون مهیأ وعلی اهبة الإســتعداد علی الدوام للمواجهة والمقاومة ، ربما فی العدید من المواقع والجبهات ، وفی أکثر من مجال .
فمن اوائل متطلبات هذه الظروف والأوضاع ، هی العزم والایمان بعدالة القضیة وقدســیتها ، والصلابة والثبات فی صون الحقوق والمکتســبات ، کما إن وحدة الجبهة الداخلیة ومتانتها شــرط اســاســی وضروری للغایة لکســب الصراع والنصر فی المعارك الســیاســیة والقتالیة .
نحن الکورد کنا دائما وعلی مر التاریخ ، ضحایا لطعنات الخناجر المســمومة والمصدوءة التی کانت تطعن فی الخفاء والعلن فی الظهر من الخلف خیانة وغدرا. لذا ینبغی علی الکل أن تکون إحدی عینیه علی الأعداء الظاهرین التقلیدیین ، وعینه الاخر علی الخونة والســماســرة وتجار الدم والإنتهازیین الذین بیننا وفی ظهرانینا . وینبغی عدم التغافل عنهم ولو للحظة ، فالغفلة عن الأعداء قلیلا قد لاتجلب الهزیمة والخســران ، لکن الغفلة عن الخونة لحظة تســبب الکوارث والمأســأت ، وإلی ضیاع کل الدماء والدموع هباءا وهدرا . کما ینبغی علی الگریلا والمقاتل الکوردی ، أن یتعامل مع أفراد الأعداء من المحتلین بمنتهی الإنســانیة واللین ، کما کان دائما ، أما مع الخونة الکورد ینبغی أن تکون المعاملة معهم بمنتهی الجدیة والصرامة ، وإننی لعلی یقین تام ، لو تمکن الکورد فی غرب کوردســتان من إفشــال مۆآمرات الخونة ، وعدم إعطائهم الفرصة والمجال لتمریر خیاناتهم ، فإنهم ســیکســبون النصر والغلبة علی الأعداء ودون شـــك .
کما وإن المحافظة علی المکتســبات والوقوف بوجه الأعداء ، لن یکون ســـهلا وبســیطا ، ولا یمکن تحقیقها بأرجل مرتجفة وبأیادیة مرتعشـــة وألســنة متعلثمة ، وبتقدم خطوة إلی الأمام والرجوع خطوتین إلی الوراء ، وأن یکون مترددا فی إتخاذ القرارات وحســم الامور والمواقف .
فالشــــعب الکوردی کما کان علی طول التاریخ ، مســـتعد علی الدوام لکی یضحی بکل غال ونفیس ، وأن یکون وقودا لنار حرب ضروس ، ویخوض غمار حرب التحریر ، إذا تأکد بأن له قیادة واعیة ، متفانیة ، قیادة علی مســـتوی المســـؤولیة التاریخیة ، میدانیة ، عملیة ، جریئة ، وصارمة ، فی مواجهة الخونة قبل الأعداء .
وأخیرا أود القول بأن الشـــعب الکوردی لم ولن یتحمل ( آشـــبهتال ) آخر ، کما لم ولن یقبله من أحد بعد قط ، کما لم ولن یقبل الحجج والأعذار من أحد قط ، لأن الســیاســة هی علم وخبرة وفن وتفانی ، لا مغامرة مغامر طائش ، أو قمار الســیاســیی الفاشــل ، أو حماقات الأطماع لرۆســاء القبائل ، أو شـــیوخ الدجل . أو نزوة عابرة لتاجر دم . فالســـیاســـة علم لا یقبل الخطأ ، کما إنها فن لا یجیده ، ولا یکون بارعا فیه إلا من هو أهله .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست