هل سيلدغ الكورد من جحر البعث وداعشه هذه المرة ايضا
Wednesday, 09/07/2014, 12:00
1789 بینراوە
يقول المثل المعروف(لايلدغ المؤمن من جحر مرتين).... يظهر ان الكورد والاصح قياداتهم يمكن ان يلدغوا من جحر البعث مرات ومرات من دون اخذ الدروس والعبر .... فيما يخص لدغاتنا نحن الكورد من جحر البعث تحديدا فالتاريخ الحديث يروي لنا اللدغات التالية:
اللدغة الاولى: وكان ذلك بعد تسلق البعث العفلقي سدة الحكم في العراق, اثر مؤامرته الدموية في الثامن من شباط 1963 , والقضاء على الحكم الوطني بقيادة الزعيم المحبوب عبد الكريم قاسم...تلك المؤامرة الدنيئة التي تمت حياكة خيوطها وسبك أحابيلها في دهاليزالمخابرات الامريكية , حينما توافقت الرغبة الشريرة المشتركة بين البعث والامريكان في الوصول الى السلطة من قبل البعث واقامة دولة الوحدة العربية من المحيط الى الخليج من جهة و الطموح الامريكي في دعم وجوده وديمومة مصالحه الاقتصادية والنفطية في الشرق الاوسط والخليج اضافة تحجيم النفوذ السوفيتي الذي كان يتنامى يوما بعد يوم في العالم الثالث في الستينيات من القرن الماضي . وهذا التعاون بين الاثنين حقيقة واقعة وليس ادعاءا مجردا فقد كشفه للراي العام لاول مرة اثنان من قادة ذلك الانقلاب المشؤؤم ومؤسسا جهاز الحرس القومي الاجرامي, بعد انشقاقهما من البعث عام 1965 وهما ( السيد محسن الشيخ راضي و المرحوم علي صالح السعدي) ,حينما صرح الاخير في مؤتمر صحفي في بيروت قائلا ( لقد اتينا الى الحكم بقطار امريكي)..... والكل يتذكر الجرائم والفضائح التي ارتكبتها عصابات الحرس القومي ضد كل احرار العراق من شيوعيين ووطنيين وديمقراطيين وكورد في تلك الحقبة المظلمة من تاريخ العراق.... وكانت احدى اخطاء القيادة الكوردية آنذاك وكما ذكر السيد مسعود البارزاني نفسه في كتابه المعنون (البارزاني والحركة التحررية الكوردية) هو الوقوف ضد حكم عبد الكريم قاسم والتي كانت احدى العوامل التي اضعفت قدرات ثورة 14 تموز ....وسهلت للانقلابيين اختطاف الحكم في غفلة من الزمن .....وقد تم ذلك اثر خداع الكورد بالوعود والعهود المعسولة من قبل قادة الانقلاب الدموي في تحقيق كل مطاليب الكورد آنذاك(على بساطتها) حيث تم ايقاف القتال واشغال الكورد بمفاوضات عقيمة بغية اغفالهم وتحييدهم ولو الى حين للتفرغ لتصفية الاعداء والخصوم (يلاحظ ان هذا التوجه الميكافيلي كان ديدن البعث دوما ولايزال لحد اللحظة, اي التحالف مع أية قوة موجودة في الساحة والصعود الى السلطة على اكتافها اولا ثم الانقضاض عليها او الانقلاب عليها بعد تحقيق المرام )وهذا ما حصل , حيث شن الانقلابيون حربا شعواء على كافة القوى العراقية , باعتقال وقتل وتشريد وابادة كل الوطنيين الاحرار باساليب وحشية , وحينما استتب الامر لهم استداروا صوب الكورد وتنصلوا من كل وعودهم وعهودهم وبدؤها حملة شعواء ضد مواطني كوردستان في المدن والارياف مستعملين سياسة الارض المحروقة ,ولم يرحموا احدا طفلا صغيرا كان ام شيخا عجوزا او امرأة حامل, بل كان قتلا عاما لكل الكورد دون تمييز وحرقا وابادة للرزع والضرع في كل بقعة من كوردستان مكشرين عن انيابهم ونواياهم الشوفينية تجاه الكورد , ولم تتوقف هذه الحملات الظالمة الا بعد ان انقلب عليهم شريكهم في الحكم والتآمر المقبور (عبد السلام عارف) احد قادة ثورة تموز البارزين فيما سميت بانقلاب تشرين ليوردهم الكأس الزؤوام بنفس اسلوبهم في الانقلاب والتآمر .....
اللدغة الثانية:
وكان ذلك بعد اقل من سبع سنوات من اللدغة الاولى اي في آذار 1970 .....حيث رجع البعث مرة ثانية الى الحكم في السابع عشر من تموز 1969 بنفس الاسلوب السابق ولكن بمساعدة المخابرات البريطانية هذه المرة وعميليهما المعروفين الذين كانا من كبار رجالات الجيش المعتمدين من قبل حكومة المرحوم عبد الرحمن عارف (الذي خلف اخوه عبد الرحمن اثر انفجار الطائرة التي اقلته في الجو بتبدير بعثي ايضا).... وهما اللوائين (عبد الرزاق النايف وابراهيم الداوود)حيث نجحا في تدبير انقلاب من داخل قصر الرئاسة والاطاحة بحكم عارف وتسفيره خارج العراق للايحاء بانها ثورة بيضاء!!(لتصطبغ بعدها كل مدن وقصبات العراق بلون الدم لملايين الشهداء من ابناء الشعب العراقي)!.... والجدير بالذكر ان البعث تخلص منهما كليهما بعد ثلاثة عشر يوما فقط من قيام الانقلاب اي في الثلاثين من تموز 1969
ومن ثم تم اخراج وتمثيل نفس المسرحية السابقةمع بعض الرتوش مع الكورد مجددا, حيث بدأت ايضا بتصفية خصومها ومحاولة القضاء على الثورة الكوردية في البداية, وحينم افشلت مساعيها العسكرية أرسلت الوفود الى القيادة الكوردية بغية التفاوض والبحث عن حل سلمي للقضية الكوردية !!! فكانت اتفاقية آذار عام 1970, التي وقعت بين المرحوم الملا مصطفى البارزاني والمقبور صدام حسين...والتي بموجبها تم الاعتراف بالحكم الذاتي للكورد لاول مرة في تاريخ العراق ومن بنودها ايضا ضم كركوك الى ادارة الحكم الذاتي ولكن بعد اربع سنين لحين اجراء احصاء سكاني وتهدئة الاوضاع!!!!(ما اشبه اليوم بالبارحة).....وخلال تلك السنين الاربع تفرغ البعث لتصفية وترويض كل خصومه السياسين وامم النفط وقوى جيشه عدة وعددا وكسب مكانة مرموقة على الساحة السياسيةشرقا وغربا.... ومن ثم بدأ بحياكة المؤامرات لتصفية القيادة الكوردية(محاولة اغتيال المرحوم ادريس البارزاني في بغداد ومحاولة نسف مقر المرحوم مصطفى البارزاني في الخامس عشر من ايلول 1971 عن طريق ادخال جهاز تسجيل ملغم بعض رجال الدين( الشيخ عبد الجبار الاعظمي السني والشيخ عبد الحسين الدخيلي الشيعي )..... وقام بتعريب كركوك وبقية المناطق الكوردستانية بشكل واسع ومبرمج بجلب مئات الآلاف من عرب الجنوب الشيعة على الخصوص ومنحهم امتيازات مالية ووظيفية مغرية مع قطعة ارض ومنحة عقارية..... وتسفير الآلاف من كوردنا الفيلية في ظروف لا انسانية بدعوى التبعية الايرانية.... وبعد السنوات الاربع المتفق عليها اي آذار عام 1974 قام باحراج القيادة الكوردية ومحاولة اجبارها للقبول بتطبيق الاتفاقية بشكلها المشوه وجوهرها الفارغ والتلاعب بنصوصها ,ممااضطرت القيادة الكوردية الى رفضها والوقوف ضد اجراءاتها التعسفية ... فاندلع القتال مرة اخرى لمدة سنة كاملة تكبد فيها جيش البعث خسائر جسيمة ... وحينما ادرك البعث استحالة القضاء على الثورة عسكريا عمد الى التآمر والمراوغة وهو المعروف بميكافيليته ومكره وخداعه, فاتفق مع شاه ايران المقبور في الجزائر(اثناء انعقاد مؤتمر منظمة الاوبك) على تصفية الثورة مقابل اغراءات كبيرة في ترسيم الحدود والتنازل عن السيادة العراقية في الكثير من المناطق بموجب اتفاقية عرفت باتفاقية الجزائرو بتدبير من الرئيس الراحل هواري بومدين وبمباركة من هنري كسينجر وزير خارجية الولايات المتحدة آنذاك(تلك الاتفاقية التي تنصل منها البعث بعدئذ بعد قيام الثورة الايرانية ومزقها صدام حسين امام الصحافة والاعلام!!!!) , وهكذا تمت محاصرة الثورة وسحب البساط من تحت ارجلها وانتهت الثورة بالفشل, وخيرت قيادتها البيشمركة الاكراد بين الاستسلام الخانع لنظام البعث الجائر او اللجوء البائس الى ايران الشاه, وكانت النتيجة تهجير وتشريد مئات الآلاف من الكورد الى جنوب العراق والمنافي واطلاق يد البعث في محاولاته البائسة في تعريب وتبعيث كوردستان من اقصاه الى اقصاه....
اللدغة الثالثة:
وكانت تلك ابان الحرب العراقية الايرانية التي اندلعت بين الطرفين في ايلول 1980 حيث كانت الغلبة لنظام صدام في البداية التي فاجأت ايران بغزوها لاراضيها ومدنها الحدودية , فتوغلت قواته في عمق الاراضي الايرانية خلسة وحينما استعادت القوات الايرانية انفاسها وبدأت بطرد الجيش العراقي من اراضيها واستعادت المبادرة , بادر البعث هذه المرة ايضا بمغازلة الكورد والايحاء باستعداده تنفيذ مطاليب القيادة الكوردية عام 1982 وارسلت الوفود كعادتها ووسطت( الاستاذ مكرم الطالباني) لهذا الغرض واستمرت المفاوضات لمدة سنة تقريبا حيث قام البعث باطلاق سراح بعض السجناء الكورد السياسيين وتم وقف القتال بينها وبين قوات الثورة الكوردية (الاتحاد الوطني ) بشكل خاص كونها كانت هي المهيمنة على الساحة الكوردستانية آنذاك ... وحينما تغيرت موازين القوى لصالح البعث مرة اخرى متلقيا دعما لوجستيا ومخابراتيا غربيا وامريكيا كبيرا , ادار ظهره للكورد هذه المرة ايضا ونكث بكل عهوده وكانت النتيجة في النهاية حملات الانفال السيئة الصيت وقصف مدينة حلبجة والعديد من القصبات والقرى الكوردية بالغازات السامة الكيماوية ....
اللدغة الرابعة:
وكانت تلك ابان الانتفاضة الربيعية للشعب العراقي والكوردي في آذار 1990 حيث انتفضت اغلب المناطق العراقية عدا( المحافظات السنية) ضد حكم البعث ودكتاتوره صدام المجرم ,ولكن النظام استطاع من اخمادها مستخدما ابشع الوسائل وامام انظار ومسامع القوى الكبرى.. وقد ادى ذلك الى الهجرة المليونية الكارثية للكورد صوب الحدود الدولية هربا من بطش النظام , تلك الهجرة التي استطاعت جلب انظار العالم التي اضطرت وبمبادرة فرنسية بالاستجابة للصرخة الانسانية التي اطلقها الكورد الذي كان على وشك التعرض لكارثة انسانية محدقة وابادة محققة فبادرت القوى الكبرى بفرض منطقة حضر جوي على المناطق الكوردية وانشاء منطقة الحزام الآمن , وحينما ادرك النظام حراجة موقفه الدولي و الضعيف اصلا بادر الى مغازلة الكورد مرة اخرى تمهيدا لانهاء الكورد هذه المرة بالسياسة والمخادعة فاتصلت بالقيادات الكوردية التي سافرت الى بغداد وحاولت فرض شروطها المجحفة عليهم باستغلال الوضع الانساني المريع الذي كان يمر بها الشعب .... ولكن الكورد انسحبوا من المفاوضات وبعد تلقيهم اشارات واضحة بان قطار انهاء النظام كان قد انطلق بزعامة الولايات المتحدة واتخذ قرار وقانون تحرير العراق التي ترجمت الى واقع ميداني ملموس في العشرين من آذار عام 2003, وتم القضاء على النظام وبقية القصة معروفة للجميع....
قصة داعش والبعث
حينما ادرك البعث بان رجوعه للسلطة مرة اخرى اصبحت من شبه المستحيلات عمد الى تكتيكه القديم والمعروف في استخدام الآخرين كمخالب القط للوثوب الى السلطة من جديد....فكان داعش هذه المرة كما كانت المخابرات الامريكية والبريطانية في السابق كما اسلفنا....وقصة هؤلاء المقاتلين الاجانب وقدومهم الى العراق تعود الى بدايات عام 2003 حينما كانت الجيوش الامريكية تدق ابواب العراق في معركة تحرير العراق التي بدأت من الحدود الكويتية صوب العاصمة بغداد .... حيث استقدم النظام المئات من المقاتلين العرب والاجانب (للجهاد) في العراق باسم مقاتلة الامريكان والصليبيين والصهاينة !!!! وتم تدريبهم واعدادهم لمقاتلة الامريكان الا ان تسارع وتيرة انهيار القوات العراقية لم تسنح لهؤلاء القيام باية ادوار قتالية فرجع قسم منهم من حيث اتى وبقى القسم الآخر مختفيا في اوكار البعث في مدن وقرى غربي العراق الى ان تم استخدامهم في الاسلوب الجديد للبعث في صنع روبوتات بشرية مفخخة منهم وتوجيههم صوب الاهداف المعينة لتفجير اجسادهم النتنة وسط الناس الآمنين من العراقيين في الاسواق والمناطق الشعبية ذات الكثافة الشيعية او الكوردية, وتولى المجرم الهارب عزت الدوري الاشراف على هذه العملية منذ البداية اي منذ استقدامهم ابان حرب التحرير والى اليوم تحت اسماء ومسميات مختلفة ..... ولكن لا تسلم الجرة كل مرة كما يقول المثل, حيث يظهر ان مساعي البعث هذه المرة لن تثمر لفائدته في تسلم السلطة لانه ربى و ايقظ ثعبانا خطرا ليس فقط على العراقيين والعملية السياسية في العراق فحسب بل حتى على البعث نفسه لان داعش او القاعدة لا تعترف الا بقيادتها وانفرادها في السلطة والنفوذ (كما راينا في افغانستان ) والان في العراق وسوريا فهي تريدها خالصة لها وتحلم بشكل جدي باقامة دولة الاسلام المزعومة وها قد رأينا قبل ايام كيف اعلنتها داعش دولة اسلامية في المناطق التي سيطرت عليها بدعم واسناد مباشر من البعث وبقايا ازلام مخابراته و الذي سيصبح هو الاخر عاجلا او خارج اللعبة برمتها ونجد بوادر هذا الخلاف الان جليا بين مختلف فصائل البعث وقوات داعش المهيمنة على الاوضاع فارضا سيطرتها واسلوب حكمها على الجميع ....
اللدغة الخامسة والاخيرة والخطيرة
حينما احتلت داعش وتنظيمات البعث مدينة الموصل في السادس من الشهر الماضي .... اوحت بايماءات الى بعض القيادات الكوردية بانها لا تستهدف الكورد بل الشيعة فقط فبدأت لتنفيذ تكتيكها هذه بمهاجمة المناطق الشيعية في الموصل وكركوك (تلعفر وبشير)وحاولت وتحاول الآن دق الاسفين بين الكورد والشيعة للتفرغ للشيعة اولا بغية احتلال بغداد ومن ثم التوجه نحو كوردستان (لاعادتها الى احضان الدولة الاسلامية المزعومة) حسب المخطط الداعشي المعلن ايضا .... ونراها اليوم تتجاهل عمدا الدعوات الكوردية لاقامة الدولة الكوردية والانفصال عن العراق وهي متمسكنة الان حتى تتمكن غدا اذا ما اتيحت لها الفرصة والقدرة للاطاحة بكل شئ.... ان اللعبة باتت مكشوفة للمطلعين على تاريخ البعث التي ما تزال هي تدير العملية من خلف ستار داعش ( متوهمة بانها ستستطيع القضاء على داعش بسهولة كما عملتها سابقا مع المخابرات الامريكية وعملاء المخابرات البريطانية )كما اسلفنا لانها ستحرمها من حواضنها وهي تمتلك الخبرة العسكرية والمخابراتية والتنظيمية في اغلب المناطق السنية بل وحتى بعض المناطق الشيعية فيها لا تزال تحتفظ بالخلايا البعثية النائمة فيها وتنتظر الفرصة المناسبة للانقضاض .....ولذا انه لوهم كبير اذا ما تصور ت بعض القيادات الكوردية انها تستطيع انشاء الدولة الكوردية ( التي هي حلم كل انسان كوردي شريف ) بطبيعة الحال بالاعتماد على وعود وتطمينات بعض دول الجوار الطامعة في ثروات ونفط كوردستان ...لان البعض من دول الجوار (تركيا ) تحديدا ليست بعيدة عن اهداف ومرام داعش ودولته الاسلامية المزعومة بل هي التي تساعده وتفتح حدودها لتدفق الآلاف من ال(الجهاديين ) عبر حدودها وتضع مستشفياتها في خدمة جرحى داعش, ويمكن معرفة حقيقة نوايا الدولة التركية من متابعة الاحداث في روزآوا (غربي كوردستان ) لتكوين صورة واقعية عن الدور التركي في ادارة pالصراعات لصالح حليفه داعش سواءا في العراق او سوريا(لاحظ سكوت حزب العدالة والتنمية تجاه اعلان داعش اقامة الخلافة الاسلامية بعمامته السوداء بدلا من هدف الاسلاميين الترك باقامتها بالطربوش الاحمر العثماني, وسرعة اطلاق سراح الخبراء والسواق الاتراك) ....
بتقديري المتواضع رغم ان حماسي لا يقل عن حماس هؤلاء المنادين اليوم بتأسيس الدولة الكوردية ,لانه الدولة الكوردية حق طبيعي حرم منه الكورد عقودا بل وقرونا من الزمان ... ولكن الدولة الكوردية الحقيقية المستقلة لا يمكن ان تتحقق من بوابة الدولة التركية, التي لازالت لا تعترف بوجود الملايين من الكورد فيها قانونيا ودستوريا, الدولة الكوردية الحرة المستقلة ذات السيادة ستحقق من بوابة غرب كوردستان, عن طريق دعم الثورة الكوردية الفريدة من نوعها في التاريخ الكوردي والمندلعة في غرب كوردستان بملاحمها النضالية التي تسطرها كل يوم بسواعد ودماء ثوارنا وثائراتنا الاماجد نموذج حي في ارقى فنون التعبئة الجماهيرية والتوعية والتدريب والمشاركة العامةة لكل الشعب رجالا ونساءا في الدفاع المستميت عن كل شبر من ارض كوردستان , ملقنين داعش دروسا بليغة ممرغين انفه في تراب الهزيمة كل يوم ,رغم امكاناتهم المالية والعسكرية الضئيلة وبالاعتماد الكلي على الذات ... فحري بنا نحن في جنوب كوردستان ان نستوعب منهم الدروس العميقة ونتعلم قبل فوات الاوان.... وان الدولة الحقيقية هي التي ستبدأ من هناك بالوصول الى ضفاف البحر الابيض المتوسط التي باتت على مرمى عصى كما يقول المثل من خنادق اشقائنا وشقيقاتنا في روز آوا ... هذا هو الطريق الحقيقي لانشاء الدولة الكوردية الحقيقية وليست تلك النسخة القبرصية التي اعدتها الدولة التركية الكمالية الشوفينية للكورد اليوم .... ان المصلحة الكوردية العليا والقراءة الصحيحة والدقيقة للاحداث تدعونا الى توخي منتهى الحذر في التعامل مع الاحداث والمتغيرات الجديدة وعدم الانجرار وراء الدعوات المشبوهة والعواطف الجياشة التي تعتلج في صدر كل كوردي شريف في رؤية الدولة الكوردية حقيقة قائمة .... نحن نريدها دولة حقيقية وليس كيانا مصطنعا كدويلة قبرص التركية او حلما قصيرا كما كانت تجربة جمهورية مهاباد ....الدولة الكوردية الحقيقية تتحقق في القضاء على هذا الهول الاهوج المسمى داعش اولا ... بالتعاون مع كل القوى العراقية والكوردية والدولية التي لها مصلحة لتحقيق هذا الغرض, ودرء هذا الخطر الذي من شانه اذا ما لا قدر ان احتل بغداد, فان كوردستان برمتها ستكون الهدف التالي , لانها تقع ضمن مخططها المشؤوم وخارطة دولتها المتخلفة... والدواعش الكورد لايقلون خطرا واهمية من الدواعش العرب اوالافغان اوالمغاربة اوالشيشان , فكلهم مهوسسون ومجانين وخارجين عن روح العصر ومسيرة التاريخ ....اما عن اراضي كوردستان التي ترفرف عليها الان العلم الكوردي وهي المعروفة بالمناطق التي كانت مستقطعة من كوردستان ,فعلى الكورد التمسك بها تمسكهم بحدقة عيونهم وجعلها شرطا ملزما لا تنازل منه قيد شعرة مع كل من يرغب في بقاء الكورد لفترة اخرى ضمن العراق .. وعلى الدولة العراقية والقيادات الشيعية تحديدا ان تعتذر للشعب الكوردي عن تسويفها وتعمدها في عدم تطبيق المادة 140 استمرارا لنهج صدام المقبور, وعليها ان تعوض الكورد عن كل ما تسبب به هذا التسويف والتاجيل بالحاق الضرر بشعبنا ,الذي يدافع الآن عن اراضي كوردستان ,كل كوردستان بعد ان انهزم جيش المالكي شر هزيمة امام بضعة آلاف من مهوسسي طغمة داعش في الموصل وكركوك وديالى ,وتركت اسلحتها الثقيلة منها والخفيفة هدية منه لهم وها هم الان يعيدون استخدامها ضد الكورد من جديد سواءا في العراق او في سوريا .... بل وعليهم ان يشكروا الكورد الذين استطاعوا منع داعش من السيطرة على بقية الاسلحة التي تركوها فبي الميادين والمعسكرا ت مفضلين الدشداشة على الدبابة.... فللقتال رجالها ولميادين الوغى فرسانها الذين صقلتهم التجارب وسنين الكفاح المسلح وها هم البيشمركة وهم يحملون سلاح الشرف وايديهم على الزناد ... ذلك السلاح الذي لا ينبغي ان يفارق البيشمركة الا بعد تحقيقه النصر المبين او مفارقته الحياة شهيدا خالدا من اجل الشعب والوطن....
صفوت جباري
2014_07_08