انهيار القيم الأوروبية و الأمريكية في ثورة الشباب السوري
Monday, 08/08/2011, 12:00
لقد طفح الكيل و بلغ السيف العظم, نرى, نسمع و بشكل يومي, قتل عشوائي و وحشي, و اغتصاب ليس لكرامة الإنسان السوري فحسب, بل للإنسانية جمعاء, و حتى الآن تصريحات الغرب ليست بأقوى من تصريحات الدول العربية إذا ما قمنا بمقارنتهم "نسبياً" مع بعضهم البعض, فالمتتبع لتصريحات و اجراءات الدول الغربية و أمريكا و كذلك الدول العربية و الشرقية حيال الكارثة الإنسانية في سوريا و يدرك في نفس الوقت النفوذ الكبير للغرب و القليل للدول العربية, يشعر بخزي مواقف الدول الأوروبية الخجولة التي ليست أفضل بكثير من خزي و عار الحكومات العربية التي تقف مكتوفة الأيدي حيال المجازر المرتكبة بحق أشقائهم السوريين.
لقد أصبح واجب على الدول الغربية و على رأسها الولايات المتحدة أن تنظر إلى مجازر النظام البعثي بحق الشعب السوري البرئ من منظور أخلاقي, نعم عليها أن تتصرف و تفكر ليست بمصالحها التي باتت تحول الإنسانية أيضاً إلى مادة و سلعة, و إنما عليها النظر إلى هذه الحالة الوحشية بعيون شبابها و أطفالها الذين هم أيضاً يرون المناظر المهينة للضمير الإنساني يوميا عبر أدوات الإتصال المختلفة, و عندها سنستطيع القول بأنه لافرق في الضمير الأوربي و الغربي من جهة و الشرق الأوسطي من جهة أخرى, خصوصاً أن ضمير شعوب الغرب أيضاً تحتوي على كوارث مشابهة لذلك, كمجازر الهولوكست في القيم الأوروبية, و مجازر حلبجة و الأنفال الهجرة المليونية لشعب كردستان العراق في القيم الأمريكية و غيرها من الأمثلة الكثيرة, لكن المخزي في الأمر هو أن القوى الغربية قد شارفت على دفن قيمها تحت الأرض, و حتى لو استمر الوضع على هذا الحال فإن شعوب الشرق المظلومة ستظل محافظة على قيمها و مبادئها بل ستعمل بكل جدية على تنيمتها أيضاً, و أخجل عندما أقول بأنه سنرى في نفس الوقت ارتماء القيم الغربية و الأمريكية إلى مزبلة التاريخ.
إن المحنة الإنسانية في سوريا و صيحات و نجدات شبابها الأبطال التواقين إلى الحرية تفرض على الغرب التراجع قليلاً "و ربما حتى مؤقتاً" عن مايسمونه بالتعامل بناء على أساس المصالح المادية البحتة, لأنهم بذلك لايختلفون عن حزب البعث (المصلحجي الدموي), و مصالح الشاه الإيراني سابقاً و مجازر أحمدي نجاد الحالية و غيرها من الأمثلة التي تثبت تفوق المادة و المصلحة على الضمير و الأخلاق الأنسانية عند هؤلاء القتلة.
فيا مستر أوباما و يا مسزز كلينتون و يا صديقنا بترايوس و غيرهم, أنتم الذين تديرون مؤسسات تكاد تحكم العالم بأسره, تعلمون جيداً أن العولمة جعلت من العالم قرية صغيرة, إلا أن انتفاضة شبابنا أيضاً قربت من أواصر العلاقات الإنسانية في هذه القرية أكثر فأكثر, و لهذا تتبين الأخلاق أكثر فأكثر, و لاداعي أن تتكلموا عن مصالحكم باسم الديمقراطية و في نفس الوقت لاتحركون ساكناً حيال دماء الإنسانية المنهارة في سوريا سوى التصريحات الإعلامية و اتخاذ العقوبات الروتينية التي لاجدوى لها بحق القتلة من النظام البعثي, لأنكم بذلك تثبتون لشعوبكم و شبابكم و أطفالكم, بأنكم لستم بأقل من الأسد و نجاد و أمثالهم, لأنهم هم أيضاً يقتلون و يفتكون بكل شئ باسم أو من أجل (المصالح) التي أصبحت تخترق حتى قيمكم أنتم أيضاً.
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست