من الذاكرة صفحات من تأريخ الديمقراطي الكردستاني 1946 ------- 1975
Monday, 04/05/2009, 12:00
1972 بینراوە
فائق جميل
جاء انبثاق حزب الديمقراطي الكوردي عام 946 الكوردستاني فيما بعد ضرورة تأريخية حتمته المرحلة النضالية التي كان يمر بها الشعب الكوردي في العراق عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 945/ 946 بانتصار الحلفاء وهزيمة دول المحور بقيادة الالمانية النازية التي كان أودولف هيتلر يترأسها فيما شهدت تلك الفترة نهوضا قوميا شاملا لدى معظم شعوب الشرق الاوسط منها نالت استقلالها وتشكلت لها حكومات قومية على مختلف المستويات بعد ان كانت قد نضجت المفاهيم القومية و تبلورت طموحات الشعوب في الحرية والاستقلال ومن خلالها تطلعاتها الديمقراطية وتحررها من كل اشكال الاضطهاد ومن الطبيعي أن يكون الشعب الكردي في طليعة تلك الشعوب دون أن ينال ما يستحقه من تلك الطموحات منها استقلاله و تشكيل حكومته الكردية ذلك بالرغم من مبد أ حق تقرير المصير الذي اتخذت به هيئة الامم المتحدة الحديثة التكوين آنذاك واكدته كافة المواثيق الدولية الاخرى بعد ما توسعت جبهات الحرية وأنتعشت القيم الديمقراطية في العالم . كما كان يشكل - من ضمن امور اخرى - ردة فعل قوية لدى الشعب الكردي لما أصاب به من الخذلان بعد أن خاب أمله من تجاهله بما كان يجب أن تستجاب له من المطالب بخصوص حقوقه القومية . و من جانب أخركان انجازا رائعا لما ادى من الدور الفعال لاحتواء معظم الكوادر المتقدمة من التنظيمات الكردية التي سبقته منها { حزب رزطاري ، شورش ، هيوا ، وذيانةوةي كورد - ذ. ك .. . } وغيرها من التنظيمات السياسية مما دفع ذلك الى زخم كبيرباتجاه اندفاع الحزب نحو الجماهير . هذا فان كانتِِِِِِِِِِِِِِ أواخر أعوام الاربعينيات من القرن الماضي تعد من فترات التكوين ولملمة الجماهير من عمر الحزب ففي الخمسينيات منها شهد تقدما مشهودا في التنظيم والعمل من أجل اشاعة الفكر القومي التحرري بين جماهير الشعب الكردي كما توسعت خلالها قاعدته النضالية بما أتيح له أن يعقد مؤتمره الثاني بنجاح ملحوظ وان بدت وكأن الحزب يعاني جانبا من عدم الوضوح الفكري خاصة فيما كان يتعلق بمرجعية المبادئ التي كان يتطلب السير على نهجها من جانب وكذلك بالنسبة الى هيكلية القيادة التي كان يتزعمها من دون منازع المرحوم الملا مصطفى البارزاني من جانب أخر .
بقي الحزب لعدة الاعوام يتأرجح بين التمسك بمبدأ الماركسية اللينينية وبين اتخاذه لما يتفق مع حقيقة كونه منبثقا من المفهوم القومي التقدمي الديمقراطي اذ كان من الملاحظ بينما كان في صراع مع الحزب الشيوعي العراقي يطرح خلاله نفسه كحزب شيوعي كردي او كردستاني في العراق و يتشدد في كونه حزبا ماركسيا لا يقل عن ماركسية الحزب الشيوعي في البلاد الى حد دعوته لحزب التحرر-- الذي كان يمثل فرع الحزب الشيوعي العراقي في كردستان -- الى حل نفسه باعتبار عدم جواز وجود تنظيمين شوعيين في بلد واحد ، غير أنه في الاعوام الاولى من الخمسينيات بدأ الحزب يتخذ لنفسه نهجا اكثر استقلالية واكثر بعدا من الادعاءات الماركسية قابلتها طروحات قومية أعمق عليه نجد أن في المؤتمر الثاني جرى تعديل واضح على منهاج الحزب حيث ورد بان الحزب ( يسترشد بالمبادئ الماركسية )- فقط و كان لمام جلال ونشاطه الفكري والعقائدي دور كبير في هذا المضمار داخل الحزب وان كان قد اتخذ فيما بعد من ( الماوية ) جانبا كبيرا من أفكاره اليسارية لفترة ليست قصيرة الى حد اتخاذه لاساليب ( ماو ) التنظيمية والفكرية في نطاق الثورة الكردية منها تشكيل اللجان الفلاحية للادارة الذاتية في الريف الكردي المحرر باعتبار أن الفلاح يشكل العنصر الاساس في موضوع انتصار الثورة وتحقيق الديمقراطية الشعبية في المجتمع الكردي وليس العامل . وعلى كل حال يلاحظ قي هذا المجال بان الحزب في اعوام ثورة ايلول ابتعد عما يعرف بالمبادئ الماركسية اللينينية حيث فرضت تبعات الثورة ومعطياتها نفسها على كل النظريات المدونة ..... هناك ثورة يجب قيادتها في ساحة
المواجهة الدموية مع اشرس عدو طوال ما يقرب من ثلاثين عاما .
اما فيما يتعلق بهيكلية القيادة كانت الامور تتلخص من أن الزعامة الكردية ورئاسة الحزب بقيت بيد المرحوم الملا مصطفى البارزاني بالرغم من أن معظم اعضاء اللجنة المركزية خاصة في المكتب السياسي كانوا على اعتقاد جازم بان هذا الرجل ان كان له مكانته في الزعامة الكردية من دون منازع غير أنه ليس مؤهلا لقيادة حزب تنظيمي ذو برامج ونظام داخلي يتسم بالحداثة والافكار القومية التقدمية يتخذ لنفسه موقعا سياسيا لا يستهان به داخل المجتمع العراقي ورجال الحكم والاحزاب والسلطة العراقية . وفي هذا السياق فان مام جلال نفسه كان من أشد المسؤلين في اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب يشدد على هذا الجانب من البارزاني عندما كان يتطرق الى موضوع الزعامة وان كان يؤكد بأن لكل الشعوب في العالم قديما وحديثا رمزا -- فرمزنا نحن الكرد هو الزعيم الملا مصطفى البارزاني لا غير ..... ؟ . من الواضح أن الشعب الكردي كان يشعر بأنه بحاجة الى هذا الرجل لعوامل عديدة لسنا بصددها في هذا المجال ولكن من الواضح أيضا بأن البارزاني لم يكن يكن نفس القدرمن الشعورتجاه الشعب الكردي ويعود ذلك الى الخلفية الاجتماعية و التأريخية التي انبثق منها . على العموم كان الاعتقاد السائد آنذاك هو أن المكتب السياسي للحزب كان يتمنى أن يبقى هذا الرجل زعيما اوحدا للشعب الكردي قاطبة على أن يترك الحزبية وتنظيماته للعناصر الشابة التي تمرست النضال في الشوارع من ذوي الافكارالتقدمية تنشد الحياة الديمقراطية والحريات العامة .
أمضى الحزب في تلك الحقبة ما يقرب عقدا من الزمن يواجه صراعا فكريا وتنظيميا على جبهتين أولهما داخلي يدوربين أعضاء اللجنة المركزية ومكتبها السياسي خاصة بما كان يتعلق بقيادة الحزب والاخر كان يتعلق بعلاقات الحزب مع الاحزاب المتواجدة على الساحة العراقية من اوسعها حزب الشيوعي العراقي .
فعلى سبيل المثال انما حدث في مكتب الحزب في شارع المتنبي في بغداد بين عامي 959/960 الذي كان يتولى مهام المكتب السياسي حيث امر رئيس الحزب المرحوم البارزاني بطرد المجموعة التي كانت تديره -- على راسها-- المرحوم همزة عبدلله -- ومن بينها الكوادرالكردية المتقدمة في الحزب الشيوعي العراقي ممن انقطعوا عنه وانضموا الى الحزب يمثل صورة مبسطة من تلك المعضلات التنظيمية التي افرزها الصراع داخل الحزب أنذاك وقد تم ذلك بالتأكيد بتحريض من القاعدة الحزبية بدعوى ان تلك المجموعة جعلت الحزب ذيلية للحزب الشيوعي العراقي وتجرالحزب الى أحضانه وسياساته الخاصة به .
فيما قبل شهر أيلول لعام 961 بعدة الاشهر وكان عبد الكريم قاسم لا يزال يحكم البلاد كما كان المرحوم الملا مصطفى البارزاني يقيم في بغداد زعيما للشعب الكردي ورئيسا لحزب الديمقراطي الكردستاني ، ظهرت بوادر حركة مسلحة ابتداء في المناطق الجبلية النائية من كردستان -- اطراف مدينة العمادية بالذات -- حيث أغار عدد من المسلحين على بعض مراكز الشرطة هناك استولوا خلالها على الاسلحة والذخائر وقتل عدد من افرادها وذلك من دون علم الحزب أو بتوجيه منه وهذاما أكد لي شخصيا المرحوم صالح اليوسفي في الموصل في لقاء حزبي معه في تلكم الايام حيث كان مسؤلا للفرع الاول للحزب كما كان من حيث الوظيفة كاتبا اولا في المحكمة الشرعية في الموصل -- التي كانت تقع في البناية كانت تسمى --الحجرية أبدى اليوسفي قلقه الشديد من تأزم الوضع وفلتانه بما لا يتفق مع سياسة الحزب والمصلحة الكردية عامة كما أبدى احراجه من حيث عدم تمكنه من التوجه الى مواقع الاحداث لارتباطه الوظيفي ، كان هذا الحديث المقتضب مع اليوسفي جوابا شفويا لرسالة قصيرة مكتوبة موجهة اليه من ( علي عبدالله ) - مسؤل الفرع الثاني للحزب اربيل آنذاك مستفسرا منه عن تلك الاحداث -- هذا الجواب الذي نقلته حرفيا اليه علما بأن هذا المناضل العتيد يقيم حاليا في مصيف صلاح الدين في ضيافة رئيس الحزب في الوقت الحاضر.
ان الزمرة المسلحة -- التي كانت تحت امرة قياديهم الميدانيين-- لم تكن ترتبط بالحزب بشكل ما ولم يعرف انتماء عناصرها اليه بينما وسعت من نشاطاتها كما توسعت رقعة تلك النشاطات لتشمل انحاء عديدة من المناطق الجبلية من كردستان بينما كانت قطعات الجيش -- خلال ثلاثة الاشهر -- من اندلاعها قد بدأت تدير معارك فعلية لمواجهتها كانت منها ضارية خلف ورائها القتلى والجرحى بين منتسبيها واشتدت بشكل بحيث لم يعد للبارزاني مكانا في بغداد غادرها على المضض بينما كان بعض قيادي الحزب قد تسلل الى مواقع ما عرف بثورة أيلول بعد أن بات الحزب في الواقع بين أمرين اما أن يحتضن الثورة العفوية هذه ويقودها - ان تمكن من ذلك - أو ينعزل عن الجماهير الكردية يئن تحت لعنتها الى الابد -- منها جماهيرالحزب التي أبدت تعاطفا بل تأييدا واسعا لما يجري في كردستان .
من الواضح أن ثورة ايلول لعام 961 لم تندلع بتدبير أو قرار حزبي لا من قبل رئيسه ولا من قبل المكتب السياسي بقدر ما كانت حركة مسلحة غير منظمة انبثقت من جراء الاستياء الشديد الذي أصاب الجماهير الكردية نتيجة لعاملين رئيسين اولهما خيبة الامل التي أصابت الشعب الكردي خاصة الشريحة القومية الواعية منه من تجاهل المطامح القومية للشعب الكردي والاكتفاء بالموقف الذي كان مفاده بأن الشعب الكردي ماهو الا جزء من الشعب العراقي ككل له ما للعرب والاقليلت القومية في البلاد من الحقوق وعليه ما عليهم من الواجبات من دون ان ينظر في الموضوع ابعد من ذلك منه على سبيل الذكر - ادارة كردستان من قبل ابنائها ( لا مركزية أو الحكم الذاتي ) على الاقل اي الاعتراف به كقومية تطمح ان تدير امور شعبها من قبلها وكان للحزب الشيوعي العراقي آنذاك دور كبير في هذا التجاهل لمطامح الشعب الكردي في كردستان العراق . ومن العوامل الاخري التي من جرائها اندلعت الحركة المسلحة التي كانت البذرة الاولى لقيام ثورة ايلول 961 هي تصرفات الاجهزة الادارية ورجالات الحكم وقوى الدولة المتنفذة في كردستان بشكل خاص التي أولدت مظالم كبيرة بحق الشعب ومصالحه بالاضافة الى تدهور الحالة الاقتصادية وانتشار البطالة والفقر وما الى ذلك .
عاد البارزاني الى كردستان ليقيم في مؤواهم التأريخي قرية ( بارزان ) بعد ما اشتدت الحركة كما اشتدت المواجهة العسكرية مع القوات العراقية ولم يعد للحزب كما ذكرنا الا أن يحاول احتضانها بالكامل على المستوى السياسي والاعلامي أيضا حيث باتت تشكل ثورة عارمة تتبناها فكرا وتعاطفا الجماهير الكردية من معظم ارجاء كردستان بل من خارج نطاقها بالنسبة الى أبنائها اينما كانوا حيث بدأوا يلتحقون بها أ فرادا ومجاميع ومن كافة الشرائح ما عدا الجبهة اليسارية في البلاد التي وقفت تدينها باعتبارها تشكل خطرا محدقا بديمقراطية نظام حكم عبد الكريم قاسم هذا النظام الذي كان للحزب الشيوعي العراقي نفسه واليسار في العالم العربي عموما دور هدام باتجاه تحريفه انحرافا حادا وذلك من جراء فشل هذا الحزب من تقييم المرحلة وتمسكه بشعارات بعيدة عن الواقع لم تكن تستوعبها الجماهير كما كان النظام في غفلة منها ، على سبيل المثال فقط محاولة الحزب تحقيق ما يعرف ب الديمقراطية الشعبية على المجتمع العراقي وفق النهج الماركسي المطبق آنذاك في الجمهوريات الاشتراكية في اوربا الشرقية وكذالك مطالبة هذا الحزب بتولي السلطة كمطلب شعبي .
على كل الحال فان ثورة الكرد تعد العامل الرئيس لسقوط عبد الكريم قاسم ونظامه وانبثاق عهد جديد من الرعونة القومية العربية المتطرفة يقودها عبد السلام عارف متكأ" على حزب البعث العربي الاشتراكي من جراء انقلابه العسكري عام 963 تلاه في الحكم بعد مقتله شقيقه عبد الرحمن عارف الذي انقلب عليه حزب البعث تموز عام 968 وتولى الحكم كرئيس للجمهورية احمد حسن البكر كما هو معروف .
ومن الملاحظ أن خلال تلك التقلبات في حكم البلاد ودماء ابناء شعب العراق تتدفق سيلا هنا وهناك من الكرد وغير الكرد والحكم في البلاد يدار من قبل الجبهة القومية المتغطرسة غارقة في العنصرية ، الفاعل الرئيس فيها هو حزب البعث العربي الاشتراكي -- بقيت الثورة الكردية قائمة في اكثر من جبهة بل تشتد وتصبح اكثر ضراوة بالرغم من شدة نار العدو وعنجهية رجال الحكم وقساوتهم التي كانت تتجاوز كل القيم الانسانية منها اعلان العقيد عبد السلام عارف كردستان ارضا محروقة في التاسع من الشهر السادس من عام 963 -- ومن الملفت للنظربأنه بالرغم من كل ذلك الطغيان كانت الاتصالات تبقى جارية بين قادة الثورة والسلطة على مستويات مختلفة والمفاوضات بينهما تأخذ حيزا من تلك المواجهات الشرسة ولكن دون جدوى لآن الفجوة الفكرية والاهداف والنيات كانت متفاوتة الى حد كبير.
من خلال تلك الاعوام الحرجة بالنسبة الى الثورة الكردية العارمة بدأت الخلافات بين القيادة البارزانية وما عرف بمجموعة المكتب السياسي برئاسة المرحوم ابراهيم أحمد تتكشف وتطفو على السطح بشكل لم يعد بالامكان الستر عليها وقد برزذلك بشكل علني عام 966 حيث انفصلت تلك المجموعة رسميا وعمليا من القيادة البارزانية وتركت مواقع الثورة وقد سماها البعض بمجموعة ( الست والستين ) وأثناء ذلك دخلت تلك المجموعة عدة جولات تفاوضية مع السلطة كانت من نتائجها اصدارما عرف بمشروع اللامركزية و بيان 29 من حزيران الذي اصدره عبد الرحمن البزاز رئيس الوزراء في عهد عبدالرحمن عارف كما تم تشكيل فصائل مسلحة مجهزة وممولة من قبل السلطة يقودها جلال الطالباني اصغر اعضاء المكتب السياسي عمرا وأنشطهم طوال ما يزيد عن العشرة السنوات على الساحة الكردستانية آنذاك هذا ومن خلال تلك الفترات القلقة المتضاربة شرعت السلطة القيام ببعض الانجازات الملبية لبعض المطالب الهامة للشعب الكردي في تلك المرحلة منها على ما أتذكر باختصار :
1- جعل مدينة دهوك مركز لمحافظة دهوك منفصلة عن محافظة الموصل .
2- تعميم الدراسة باللغة الكردية في معظم انحاء كردستان .
3- تأسيس مديرية الدراسة الكردية في بغداد دعما للفقرة اعلاه
4- جعل اللغة الكردية لغة رسمية بجانب اللغة العربية .
5- تدريس اللغة الكردية في الدراسةالاعدادية بصورة اجبارية في كافة انحاء العراق
6- تأسيس البث التلفزيوني باللغة الكردية في كركوك .
7- توسيع برامج الاذاعة الكردية في بغداد وزيادة فترات بثها اليومي .
8- العفو العام عن المسجونين والموقوفين من الاكراد لاسباب سياسية .
9- اعادة المفصولين ومسحوبي اليد من الوظيفة لاسباب سياسية الى وظا ئفهم خاصة ممن كان في سلك التعليم فورا واحتساب مدةالفصل وسحب اليد لاغرض الخدمة والتقاعد خاصة الترفيعات منها .
10- قبول واسع في الجامعات بالنسبة الى طلبة الاكراد ومنها كلية الشرطة والعسكرية .
11- تعيين مجموعة كبيرة من الاداريين الاكراد منهم محافظوا اربيل والسليمانية ودهوك .
12- تعيين اعداد كبيرة من ابناء الكرد في سلك الشرطة منهم مفوضي الشرطة في انحاء مختلفة من كردستان .
13- تأسيس دارللثقافة الكردية مركزها بغداد واصدار عدة الاصدارات الاسبوعية والشهرية منها
14- اعادة المنقولين من موظفي الكرد وغيرهم من المبعدين والمنفيين السياسين من وسط وجنوب العراق الى كردستان . هذا وق هذا وقد شهدت المنطقة انجازات اخرى اقل اهمية مما ذكر .
من الملاحظ على اثر اتخاذ تلك الاجراءات شهدت كردستان انتعاشا كبيرا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية منها ازدهرت الاسواق ووجدت الاصدارات الصحفية والادبية الكردية حيزا ملحوظا فيها وشهدت سوق العمل نشاطا جيدا كما ان الامن العام كان مستدبا داخل المدن الى حد كبير .
هذا بالرغم من تلك الانجازات التي لم تكن تستهان بها فان تلك الفصائل المسلحة التي شكلها الطالباني لم تحظ بتأييد شعبي ما عدا الجماهير التي كانت المنحازة الى المكتب السياسي والسبب باعتقادي لم يكن يعود الى موالاتهم للقيادة البارزانية -- طبعا لا أقصد ( الثورة )-- لان الثورة لم يشعلها البارزاني ولا غير البارزاني من قادة الكرد السياسيين بقدر كرههم لحكومة البعث وعدم الثقة بهم وبنواياهم العدوانية للشعب الكردي وطموحاته القومية وكان ممن لم يكن يثق بالبعث -- جلال الطالباني -- نفسه وهذا ما أكد لي شخصيا شباط عام 969 في مقره في ( بكرةجو ) في السليمانية حيث كنت في زيارة له وانا في طريقي لحضور مؤتمر المعلمين العراقيين في بغداد ، استضافني الرجل ومن خلاله سألته بنبرة معاتبة { ان كان يثق بحكومة البعث وهو يحمل سلاحها بوجه القيادة البارزانية الذي يقودالثورةالكردية في الواقع ) فأجابني مع شيئ من الحدة واضعا سبابته على اصبعه الاخرى كمن يلعب لعبة الدعبلة قال بحرف واحد بأنه ( يقامر )... } هذا واستميح القارئ الكريم عذراان تجاوزت حدود المقال ان قلت بأن حركته هذه بأصبعيه قد ذكرتني بمهارته في ( لعبة الدعبلة ) التي كنا نلعبها ونحن اطفال في أزقة مدينة كويسنجق وميادينها والحق لم يكن يخسر فيها البتة ... ولكن ؟ من الواضح كان جلال لم يكن من الغباء بان ينقاد من قبل البعث او لم يكن يدرك نواياه القذرة تجاه الشعب الكردي ، حسب علمي المتواضع كان على معرفة مبكرة بكل ما يحيط بهذا الحزب من حيث برامجه ومبادئه المغرقة بالعنصرية اذ في الاعوام الخمسينيات من القرن المنصرم - عندما كان طالبا في كلية الحقوق في بغداد - وعضوا في المكتب السياسي للحزب كان على اتصال مع قادة حزب البعث وبالاخص خلال تلك المفاوضات الجارية التي كانت تدور بين اطراف الاحزاب الوطنية المعارضة للحكومات العراقية في العهد الملكي بخصوص تشكيل ( الجبهة الوطنية والقومية ) تلك الجبهة التي عارض فيها حزب البعث صراحة انتماء الديمقراطي الكردستاني اليها وبقي الحزب متصلا بتلك الجبهة عن طريق الحزب الشيوعي العراقي وكان ذلك على الاغلب بين العامين 953/955 . كان جلال يقامر فعلا - فاما يزيح البارزاني عن قيادةالثورة ويتولاها هوبينما يعود المكتب السياسي الى الساحة واما أن يهزم ، وهذا ما حدث اذ خسر الرهان وترك الساحة والعراق معا وان حاول قيل ذلك تشكيل حزب بديل سماه ب (الحزب الثوري الكردستاني ) لم ينجح في ذلك أيضا حيث لم يلبث أن تم دمج الاعضاء الراغبين منهم بالديمقراطي على أسس معينة لم يطبق الديمقراطي اي بند منها أعاد تشكيله المرحوم - عبد الستار طاهر الشريف - فيما بعد بيان 11 أذار عام 970 في بغداد دون أن يلقى تأييدا شعبيا من قبل الكرد لا في بغداد حيث المقر الرئيس ولا في كردستان .
من الواضح ان هزيمة جلال وفصائله لم تكن في ساحة الوغى بل كانت سياسية حيث أن البعث من خلال ما يقرب من عامين من حكمه في البلاد أدرك أمورا عديدة تخص المسألة من أهمها أن قيادة البارزاني لن تزاح لا من قبل القوات النظامية مباشرة ولا من قبل فصائل جلال أوكلاهما معا كما هوالحال -- . هذا الادراك كشفه كراس داخلي لتنظيمات الحزب كان يعرف ب( المناضل ) تصدره القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهو كراس خاص بالمنتسبين فحسب وان كان الحزب كما يبدو قد تعمد - كمعظم الاحزاب -- بتسريب بعض منه الى خارج تنظيماته وهذا ما حصل فعلا بالنسية لي وكنت أنذاك أتحمل مسؤلية بعض الجوانب الادارية في محافظة أربيل حيث زودت بواحد منه من أحد أعضاء الديمقراطي الكردستاني المتقدمين كانت تربطني واياه صداقة حميمية بالاضافة الى علاقتنا المهنية ، كان الكراس يتصدر فيه مقال طويل يتحدث بصراحة عن استراتيجية الحزب عما سماه بكسب الشعب الكردي وحل المسألة الكردية التي كانت تتناولها المقالة وفق مبادئ البعث ونظريته فيما يتعلق بالاقليات القومية في الوطن العربي ويؤكد من خلاله على ما أتذكر باختصار شديد :
أولا ان انهاء التمرد في الشمال الذي يتزعمه الملامصطفىالبارزاني لا يمكن أن يتحقق عسكريا .
ثانيالا يتم كسب الاكراد في العراق الا بمنحه حقوقه القومية ضمن الجمهورية العراقية ووفق الدستور وقوانين الدولة .
ثالثا - اجراء التفاوض المباشر مع الملا مصطفى البارزاني وحزبه الديمقراطي الكردستاني حول المسألة برمتها .
وهنا يبدا الكراس يذكر المبررات الداعية الى التفاوض مع البارزاني مباشرة لحل مشكلة الكرد والتمرد التي كانت تتلخص بما يأتي :
أولا ان حزب البارزاني يتخذ معظم المناطق الجبلية لمنطقة الشمال قاعدة له بعكس جماعة جلال التي ينشطون داخل المدن .
ثانيا : ان حزب البارزاني يتلقى على الدوام العون والمساعدة من الاطراف الخارجية عبر الحدود الشمالية والشرقية من البلاد لايمكن الحد منها لعوامل عديدة .
ثالثا : ان انتصار جماعة جلال في مواجهته للبارزاني وقواه المسلحة قد لا يعني انهاء التمرد حيث قد يكون بامكانه ان يحل محل البارزاني في قيادته .
رابعا : ان جماعة جلال اكثر تنظيما تضم العناصرالكردية البرجوازية المثقفة وهم من ابناء المدن وبعيدة عن العادات والقيم العشائرية بعكس حزب البارزاني الذي يفتقر الى التنظيم وهو يمثل القاعدة العشائرية ومعظمهم ينتمون الى خارج المدن الكبيرة عليه فان فرص التفاهم معه اكثر متاحة عن جماعة جلال .
خامسا : ان التفاهم مع البارزاني يكون أكثر مرونة وأقرب الى النجاح الذي يقطع دابر التمرد والعصيان على الدولة .
ان المقال لم يكن يستهان به صادرمن اعلى قيادات حزب البعث في العراق يتناول استراتيجية جديدة لحل المسألة الكردية تلك ( المسألة )التي جاءت لاول مرة ذكرها صراحة لدى قيادة الحزب باعتبارها مشكلة قومية يجب حلها سلميا عن طريق التفاوض مع البارزاني . اما بالنسبة لي سافرت على اثراطلاعي على المقال الى بغداد لالتقي جلال وكان ذلك في مكتب رئيس تحرير جريدة ( النور ) المرحوم ( حلمي شريف ) -- التي كان المكتب السياسي يصدرها ناولته النشرة الداخلية هذه فلم المس منه ردة فعل قوية التي كنت أتوقعها وقد بدى لي أنذاك بأن الامر بالنسبة اليه ليس غريبا أو جديدا وان ادعى بانه لم يسبق له الاطلاع على النشرة .
هكذا تسربت المعلومات بدخول حكومة البعث جولات عديدة من التفاوض مع الديمقراطي الكردستاني معظمها جرى عن طريق بعض الشخصيات الكردية أعتقد كان منهم ( مكرم الطالباني وفؤاد عارف ) حيث انتهت أخيرا بصدور بيان الحادي عشر من أذار عام 970 الذي القاه شخصيا رئيس الجمهورية أحمد حسن البكر وذلك لاضفاء الاهمية الكبرى على البيان وتأكيد مصداقيته -- وذلك في قنوات الاعلام المرئية والسمعية للدولة العراقية ناولته كافة الاعلام المقروءة في اليوم التالي كما رافته مظاهرات حاشدة في جميع ارجاء كردستان قادتها العناصر الفاعلة في حزب الديمقراطي الكردستاني كما عم الفرح والابتهاج لدى معظم الجماهير الكردية لما اعتبر بان البيان ثمرة يانعة لثورة ايلول والتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الكردي من أجل حقوقه القومية كما اتىالبيان لينهي قتال الكرد للكرد . ومن الواضح بأن أهم بند من بنود البيان كان اقرار السلطة بمنح كردستان حكما ذاتيا على ان يباشر به بعد أربعة أعوام من صدور البيان أي عام 974 وذلك وفق قانون الحكم الذاتي الذي كان يتضمن مشروعا ديمقراطيا مبني على أساس المؤسسات الثلاث - التشريعية والتنفيذية والقضائية - . وهكذا اصبحت الساحة الكردستانية ميدانا واسعا ومفتوحا لهذا الحزب من دون منافسة جدية من اية الاطراف الكردية الاخرى كما كان البعث قد أرخى الحبل له بشكل غير معهود وغير مسبوق لهذا الحزب في كافة المجالات السياسية والادارية والاقتصلدية فاصبح في الواقع سيد الموقف من دون المنازع بينما معظم عناصر المكتب السياسي كانت قد أختفت عن الانظار، ومناصريهم اما شاركوا الجماهير الكردية في نشاطاتها اليومية او وقفوا محايدين بين شك ويقين كأن الامر لا يعنيهم ومنهم كان يعتقد بأن البيان ماهو الا اجراء يقصد منه البعث كسب الوقت و ما خسره في ساحات القتال .وان الديمقراطي لن يصيبه اكثر مما أصاب المكتب السياسي ومام جلال بالذات الذي اقام في هذه الفترة في بغداد لحين تركه العراق باتجاه سوريا . أما بالنسبة الى مدينة أربيل التي اقر البيان بكونها مركزالحكم الذاتي لمنطقة كردستان ابدى الحزب فيها نشاطا محموما اثر اذاعة البيان حيث خرج الحزب من نضاله السري الى العلن فتحت خلاله مقرات حزبية كما ظهرت على الساحة للحزب مجموعة من المنظمات الجماهيرية والنقابات المهنية في قطاعات واسعة من كردستان وبعض منها في قلب بغداد وغيرها من المدن العراقية كما استلم العقيد المرحوم عزيز العقراوي - مسؤلية الفرع الثاني - محافظة اربيل الذي بات حاكما بأمره هناك كما تولى منصب محافظ اربيل أحد القيادين الميدانيين في فصائل المقاتلة للديمقراطي بالاضافة الى توزيع اعداد كبيرة من كوادرالحزب والمقربين للبارزانيين على الوظائف العليا والمتوسطة في المحافظات الثلاث من دون مراعاة قوانين وانظمة الدولة خاصة بالنسبة الى شروط التوظيف ومقوماتها من الكفاءة والخبرة * .. .ومن جانب أخر بقي حزب البعث متربصا ومراقبا للوضع عن كثب من دون أن يتدخل كثيرا في أمورالمحافظة بينما كانت مجموعات بعثية محدودة تهوس بشكل استفزازي بين فترة واخرى خاصة امام -- مقر محافظة اربيل - تردد ( البعث نور لمن يهتدي ونار لمن يعتدي ) بالاضافة الى شعارهم المعهود ( امة عربة واحدة ذات رسالة خالدة)- وبقيت الحال هكذا الى أن بدت تظهر في الافق علائم الخلاف بين السلطة والحزب في عدة المجالات وعلى مستويات مختلفة تتسع يوما بعد يوم مما أدى الى لجوء الطرفين الى تشكيل لجنة مشتركة مركزية في أربيل سميت ب ( لجنة السلام ) كان يترأسها أنذاك محافظ اربيل - البعثي المحنك في امور التفاوض والمراوغة وجرالحبل - خالد عبد الحليم من دون أن تتمكن تلك اللجنة من ايجاد حلول مجدية لتلك المشاكل والخلافات ، مما كان تضطر في كثير من الاحيان أن تتوجه مع -- شاحنات من الهدايا والمواد التمونية -- الى مقر البارزاني لغرض عرضها عليه من دون جدوى ودون أن تظهرعلى الساحة ما يبشر بالخير فأصبحت الجماهير الكردية تشعر بخيبة الامل مرة اخرى واصبحت تعتقدعلى أنها لدغت مرة أخرى بخلاف ما يعرف بأن ( المؤمن لا يلدغ من الحجر مرتين ) كما بدا واضحا ان البعث قد حقق كلما كان يهدف من منح كردستان ( الحكم الذاتي ) من عزل الديمقراطي عنه وتوليه هو ادارته بصورة مباشرة او غير مباشرة بالمستوى والشكل الذي يرتئيه .
هكذا ففي العام الثالث من صدورالبيان انكمش الحزب وتقلصت مقراته وانشطنه التنظيمية الجماهيرية وكانت جريدة التأخي التي كانت تنطق باسم الحزب يترأس تحريرها -- المرجوم صالح اليوسفي -- انذاك في بغداد في هذه الفترة الحرجة تكتب مقالات اثر اخرى تنتقد فيها السلطة بشكل من الاشكال ترد عليها جريدة الثورة الناطقة باسم البعث بكثير من الرعونة والصلافة المعهودتين من هذا الحزب الى ان اصدرت وزارة الاعلام كراسا سميكا حول ما سماه بخروقات الحزب الديمقراطي وانتهاكاته لسلطة الدولة وقوانينها خلال الفترات التالية لبيان آذار منها ما كانت تتعلق مباشرة بقيادي الحزب ... نزولا الى شرطي محسوب على الحزب ... سمي الكراس (.... كي نصون السلام )--- هكذا انسحب الديمقراطي من مشروع الحكم الذاتي برمته تاركا المسألة للبعث حيث في عام 974 في غمرة حملة اعلامية مكثفة أعلن ايفائه لوعده وذلك بجعل الحكم الذاتي شيئا ملموسا وشاخصا على أرض الواقع فتشكلت مؤسسات الحكم الذاتي وتولى المرحوم - هاشم العقراوي - رئاسة السلطة التنفيذية وهكذا تم اشغال بقية المهام والمناصب في الادارة منها ما كان يعرف بالامناء العامين اي الوزراء المحليين يديرها البعثيون على الارض بصورة مباشرة أو غير مباشرة وبقدر ما يرتؤنه وتتفق مع مبادئهم واهدافهم الاستراتيجية وهم على دست الحكم بعيدا عن حزب الديمقراطي الكردستاني ونفوذه كأن شيئا لم يكن ، بقيت الحالة هكذا في داخل المدن الكردية في البلاد الى أن اندلعت المواجهات الساخنة بين فصائل الحزب والقوات المسلحة لدولة البعث من جديد ودارت معارك شرسة بين طرفين كأن الثورة تجددت بقيادة المرحوم البارزاني بأشد مما كانت عليها طالت لاكثر من عام الى أن اعلن المرحوم بشكل غير متوقع فاجأ الجماهير الكردية بألم وحسرة شديدة انتهاء الثورة ذلك الذي سماه الاكراد( آش به تالَ ) بما يعني حرفيا افراغ الطاحونة ويقصد منها تفريغ الثورة الكردية وطلب البارزاني من خلاله عودة المقاتليين الى بيوتهم ووظائفهم حيث كانت بغداد اثناء ذلك قد اصدرت عفوا عاما للجميع على ان يسلم المقاتلون الاكراد اسلحتهم الى المراكزالحكومية وذلك اثرتوقيع حكومة البعث معاهدة الجزائرعام 975 مع شاه ايران بوساطة رئيس جمهورية الجزائر أنذاك هواري بومديان والتي بموجبها تعهد شاه بسحب البساط من تحت اقدام الاكراد والامتناع عن مد العون والمساعدة لهم لقاء تنازل صدام حسين من اجزاء هامة من ضفتي شط العرب وبعض شريط من الحدود البرية المشتركة للسلطة الايرانية هكذا بقيت الحالة على ما عليها الى أن تتجدت حركة كردية مسلحة بقيادة المرحوم ادريس البارزاني وشقيقه مسعود البارزاني وهما كانا مقيمين في ايران تحت امرة الشاه ذلك بعلم السلطات الايرانية باعلى مستوياتها حيث كانت علاقات ايران مع العراق نزداد سوء" يوما بعد يوم في محاولة من صدام التملص من بنود معاهدة الجزائرالمهينة كما أفرغ بنود بيان الحادي عشر من اذار من محتواه . وكان قد سبق الحركة الكردية المتجددة هذه بزعامة ادريس البارزاني انبثاق الاتحاد الوطني الكردستاني من قبل جلال الطالباني في دمشق بعلم حكومة حافظ الاسد ومساندتها حيث كان يدور صراع حاد بين الدولتين البعثيتين (العراقية والسورية ) علىالساحة الشرق الاوسطية .
------------------------------
*- ترك المسؤولون المحسوبون على جماعة جلال في أربيل مناصبهم بعد فترة قصيرة من بيان 11 آذار، غير اني بقيت أمارس مهامي في ادارة التربية لما بعد هذا البيان لما يقرب من ثلاثة الاشهر حيث لم يكن وزير التربية يوافق على تعين مرشح الديمقراطي الكردستاني لتلك المهام ، على كل حال قد تم له ذلك بعدما تعرضت وعائلتي لقنبلة القيت على دار سكني في منتصف الليل وكان ذلك يعد اولى عملية ارهابية في كردستان في هذا المجال هكذانقلت على اثرها على العجل الى خارج المحافظة .والعملية كانت من تدبير جهاز الامن في المحافظة حيث كانت بصدد تسليم مقاليد الامور الىالديمقراطي حسب استراتيجية حكومة البعث آنذاك .
----------------------------------------------------------
سدني / استراليا
آذار عام 2009
[email protected]