هل يستحق الشعب الكوردي دولته المستقلة ؟
Sunday, 05/02/2012, 12:00
بداية، دعونا ان نطرح افكارنا و ما نعتقد بانه اصح ما يكون في اعتقادنا، عن موضوع حساس و الذي يمس نسبة كبيرة من الشعوب و من له الحقوق التاريخية التي لا يمكن انكارها بلمحة بصر، و نتكلم بصراحة و اخوة و بما تمليه علينا ثقافتنا الانسانية و ما تفرضه القوانين و المواثيق الدولية حيال الحقوق المشروعة لشعب يعترف بها المنصفون ممن لهم العلاقة بالموضوع المطروح في كل زمان و مكان . و يجب ان نناقش ما يهم مسالة تاريخية حساسة وفق خلفية تقدمية عصرية تؤمن في صميم ماهيتها بضمان حقوق الاخر و عدم الغائه و الدفاع عن ما يؤمن به، وابداء الاراء و المواقف بشكل يجب ان يعتبر ما حدث للشعب المظلوم و يجب العمل على طريقة و توجه ، بما يمكن ضمان كرامته و حريته ، و احترام الراي الاخر استنادا على حرية الراي و حفظ شخصية و كرامة الاخر و الحفاظ على اموره الشخصية و العامة .
اي ندخل من باب توفر لنا مقومات حرية التعبير و باساليب و افكار ديموقراطية حقيقية واضحة المعالم و لا لبس فيها، و يجب ان لا نجادل و نحن مسلحون بقرارات و اراء و افكار معلبة مسبقة تفرض علينا النهي عن ما يمكن ان يكون حقيقيا حتى، عندئذ يمكن ان ندخل في متاهات و لا نخرج الا بعذاب الضمير عند المراجعة. اي يجب ان نفصح عما لدينا بعيدا عن الايديولوجيات و العقائد و الافكار الضيقة التي يفرضها تاريخ المنطقة الطويل الغارق فيها على افراد الشعب، و ما تم من قسمة و توزيع غير منصف و لائق لمكونات الشعب وفق تصنيفات و درجات للمواطنة نتيجة البناء غير العادل ، و برز الى العلن و الواقع من المكونات السائدة و المسيودة، و به بنيت دول المنطقة المعتمد على المصالح المختلفة بعيدة المدى للدول الكبرى المستعمرة في حينه، و التي كانت ذات الصلة بانبثاق هذه الدول التي يمكن ان تسمى بناقصة السيادة لحد اليوم و منذ تاسيسها، لانها لم تكن يوما مستقلة و متماسكة المكونات .
بداية يجب ان نفكر بعمق مع انفسنا و نسال ذاتنا جميعا ، هل يستحق الشعب الكوردي كغيره من شعوب المنطقة و العالم، التمتع بحقوقه الطبيعية و في مقدمتها حق تقرير المصير لابناءه، هل لديه المقومات الاساسية اللازمة لبناء كيانه و هو ليس باقل من غيره ان لم يكن اكثر منه حجما و مساحة و تاريخا و جغرافية ، و هل يضر المنطقة ام يفيدها ان تمتعت كوردستان بالسلم و الامان و عاش باخوة و سلام مع شعوب المنطقة. و هل هناك من الارضية الواضحة والصريحة و الثرية في منطقة الشرق الاوسط كلها لتتعايش القوميات في اطار دولة واحدة دون ان تكون هناك درجات للمواطنة في المدى المنظور، كي تتقاسم القوميات بنفس الحقوق و الواجبات كي ينتفي حق مطالبة الدولة من قبل اي مكون كان، ام الدلائل كلها تشير الى ان وجوب الدولة الخاصة بالشعب الكوردستاني هو الحل لليوم و المستقبل .
عندئذ، يمكن ان ندخل في نقاش و تحليل عقلاني لما نقصده بعيدا عن ضيق الرؤيا و العقلية كما يتكلم به و يفكر به من طاف به الزمان و الاحداث و الصدف الى الواجهة، و هو يدلي بما لديه مستندا على القديم الجديد من العقلية الايديولوجية العقيدية الضيقة جدا، و ليس لديه او لم يكتسب لحد الان ما يمكنه من ان يخرج من اطار عقليته الضيقة الافق و تفكيره الذي سيطر عليه التوجه الواحد و الحزب الواحد و الفكر الواحد معبرا بمفاهبم و جمل و كلمات بالية و التي همشتها الايام و اهملتها مقومات العصر الجديد و خصائصه .
شعب، بنيت الدول التي انقسم عليها دون ان يؤخذ برايه و انبثقت هذه البلدان على حسابه و مستقبل ابناءه قبل اي شيء اخر. شعب ضحى بكل ما يملك في تلك المراحل العجاف من اجل تحقيق اهدافه و امنياته و في مقدمتها حقه في تقرير مصيره. شعب آمن بالانسانية و يمتلك من الصفات و السمات و الاخلاق الحميدة التي تؤهله ان يمتلك ما يطمح اليه. شعب لم يعتد يوما على حقوق غيره رغم هضمهم لما يستحقه و هو يعيش على ارضه . شعب يمتلك من القدرةو الارادة لادار اموره و يمتلك من الثروات و الممتلكات التي تمكنه ان يعيش و يكتفي بذاته، بل يمكن ان يساعد غيره. شعب يمتلك من الثقافة و التراث الغني و هو مولع بالجمال و الحرية و الصفات الحسنة . ألم يستحق ان يقف الجميع خلفه و يسانده في ميوله و يدافع عنه لنيل حقوقه التاريخية .
هذا من جانب دوافعه الذاتية و الاسباب الموجبة لتوجهاته الصحيحة، و ليس لاحد ان يقف حجر عثرة امامه الا من كان لا يزال يحلم بظلم الاخر و ادارة البلاد على حساب حقوق الاخرين . ان هذا الشعب له القاعدة الفكرية الرصينة للتوقف عندها من اجل الوصول الى مبتغاه و ما يستحقه، و له الحق في ازالة ما ظلمه التاريخ به ليبقى عنصر قوة و سلم و امان المنطقة دائما. حجم الظلم و الغدر الذي الحق به ليس له مثيل في المنطقة، و واجه عوامل و اسباب الابادة بقوة و ارادة صاحب الحق، و له القدرة على التقدم و التطور المنشود و التمتع بالمفاهيم العصرية الجديدة التي يمكن ان يصل بها لحد يمكن ان يساعد الاخر في مضامير مختلفة، و السنوات الاخيرة خير دليل على قدرته في هذا .
اما من الناحية السياسية، ان كانت المراحل السابقة من تاريخ المنطقة شهدت العديد من الحروب و الهيجانات و كان القلق مسيطرا على نفوس المواطنين و عدم الامان فارضا نفسه و الصراعات و الخلافات باسطة لاجنحته الحادة على المنطقة بشكل كامل، كان للظم الذي فرض على الشعب الكوردي و مقاومته له سببا رئيسيا لتلك الحالات و الماسي و الويلات، فان احقاق الحق و تحقيق الاهداف الاستراتيجية و تقرير المصير يزيح الكثيرمن عوامل التحلف تاثيرا عن كاهل المنطقة كلها و يزيل تلك الافرازات السلبية الناجمة من الخلافات و الحروب، و تحقيق اماني الشعب الكوردستاني يكون له ابعاده الايجابية لافراز ما يثبت السلم و الامان و التعايش السلمي بين الشعوب و ياتي بالتقدم للمطقة بشكل كلي .
لذا، على من يتطرق الى ما يؤمن به الشعب الكوردي ، يجب ان يخرج من القشرة و الايديولوجية الضيقة التي عمقتها الدكتاتورية في عقليتة، و على العديد من المهتمين قبل الولوج في مثل هذه المواضيع المصيرية الحساسة التي تهم الملايين من شعوب المنطقة ان يعيدوا النظر فيما هم ماضون اليه كما لم يتغير العراق . و يجب ان يستند الجميع على التاريخ و المستحقات و مفاهيم العصر المعتمدة المفيدة، و اعادة الحقوق لاصحابها و ليس الاستمرار على منهج الدكتاتورية باي طريقة او اسلوب كانت .
اما من الناحية الاقتصادية، فان السلام و الامن يوفر كل ما يمكن ان يعتمد من المال و الاقتصاد، و هذا يعود بالخير الى جميع الجهات ذات الصلة و لم تذهب كل تلك المصروفات التي بذرت من الحروب سدى بعد ضمان الامان . و يمكن ان يقترب الشعب من النسبة المرضية من المساواة و العدالة الاجتماعية . و الا فالتاريخ يمكن ان يعيد نفسه على الجميع و لم يستفد من كل ما مر الا المصلحيون في المنطقة و العالم . و عليه يجب ان يفكر الجميع عند الكلام عن ما يمس مصير الشعوب بمسؤلية، و يحترم الدماء التي سالت من اجل تحقيق تلك الاهداف المهضومة . و الشعب الكوردي ينال ما يناضل منذ العقود من اجله، و ينعكس بخير و سلام على المنطقة كلها، والواقع و العصر الجديد و ما يتميز به يدلنا على ان المخططات العنصرية و ما تفرضه المصالح المختلفة للمنتفعين على حساب الشعب الكوردي ستفشل بلا ريب .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست