شــــــەرڤان ، تتوج بتاج الخلود
Sunday, 13/10/2013, 12:00
کأنهما تنبؤوا بهذا الیوم ، بیوم تتویچ فلذة أکبادهم بتاج الخلود . فوالدی ( شــەرڤان ) فی الیوم الذی ســموه قرة أعینهم بــ ( شــەرڤان ) ، کأنهما کانا لعلی علم ودرایة بأن ولیدهما ســیکون له الشــرف ، وأی شــرف ؟ ، شــرف القتال والمنازلة فی ســاعات الوغی ، دفاعا عن عزة وکرامة شـــــعبه المغلوب علی أمره ، لأن الإســم ( شـــــەرڤان ) یعنـــی ( المقاتل ) ، یعنـــــی ( المحارب ) ، یعنی الگریلا ، یعنی الپیشــمەرگة . والأیام أثبتت حقا صحة تنبؤ الوالدین ، فـــبغمضة العین ( شـــەرڤان ) أصبح مقاتلا ، وأی مقاتل ؟ ، فإنه لم یکن مقاتلا بســیطا ، بل کان مقاتلا صــندیدا بحق . وکان صندیدا کصـــنادید العصــــــر ، صنـــادید ( YPG ) .
ففوز ( شــەرڤان ) بالشــهادة ونیله لمرتبة العلیین ومقام العظمة ، تعنی الکثیر الکثیر للکورد کشــعب ولحرکته الوطنیة بالذات . فتعنی أول ما تعنی نهایة وزوال عصر زائل ، وبدایة وقدوم عصر جدید . فالشـــهید ( شــەرڤان ) هو أول شــهید ینتمی إلی عائلة قائد کوردی ، یقود ثورة شــعبه ضد المحتلین ، یســتشــهد فی میدان القتال وخنادق الشــرف ، فهذا شــرف ، وأی شــرف ؟ ، شــرف لم یکن أی قائد من قادة الحرکات الکوردیة ، علی مر العصور ، أهل له وکفؤ به غیر قیادة الثورة التی تقودها عائلة القائد ( شــەرڤان ) .
فالشـــهید ( شــەرڤان ) وإن کان هو ینحدر من من عائلة معروفة بوطنیتها ، وعریقة بجذورها ، وأصیلة بإنتمائها ، ونقیة بمعدنها ، وهو نجل قائد الثورة ، إلی أنه لتواضعه وطماثة خلقه ، وســعة افقه ، ورزانة عقله ، لم یصبه الغرور والتکبر ، ولم یکن یتباها قط بالســلطة والنفوذ ، فحبه لوطنه وإخلاصه فی إبداء مهامه کإنســان مســؤول متعطش للحریة ، وکفرد منتمی إلی شــعب قد ظلم کثیرا ، هو شــغله الشــاغل والذی ملأ کل حیاته .
فــ ( شـــەرڤان ) الشــاب الیافع الطری ، الذی اضطرته الأوضاع والظروف أن یحمل الســلاح ، ویتحمل أعباء مســؤولیة الدفاع عن وطنه وشــعبه ، قبل أن یتعرف علی الســلاح ، وأصبح مقاتلا قبل أن یصلب عوده . ف ( شـــەرڤان ) فتح عینیه فی ســاحات القتال وخنادق المواجهة ، وأصبحت لعلعة الرصاص ودوی القنابل وأزیز الصواریخ له ، لیل نهار ، بمثابة الألحان التی یســمعونها الشــباب الذین هم فی عمره من آیفوناتهم . کان بإمکان ( شــەرڤان ) وبکل ســهولة ، أن یســتغل موقع وســلطة والده ، و ســـمعة ومکانة عائلته ، لیغادر جبهات القتال ، وأن یتوجه إلی الخارج . ولکنه أبی أن یفعل ذالك . وفضل البقاء کمقاتل لیدافع عن وطنه وشــعبه . وکان بإمکان والده ، أن یعین إبنه ، کما فعل ویفعل القادة الکورد علی مر العصور ولحد الیوم ، دوما وعلی طول ، کممثل له فی إحدی الدول ، أو أن یبعده عن المخاطر بمختلف الذرائع والحجج ، کالدراســة فی الجامعة مثلا . ولکنه لم یفعل .
فــ ( شــەرڤان ) إن غاب بجســده ، لکنه فاز بالخلود بإنســانیته و بإســمه وبعظمته ، ووالده الذی ألم کثیرا بفراق عزیزه ، وفلذة کبده ، فهو یعرف جســامة مهامه ، وهو مســتعد لیدفع أکثر وأکثر فی ســبیل وطنه وشــعبه . فدم ( شــەرڤان ) ودماء کل رفقاء ( شــەرڤان ) لم ولن تذهب ســدی وهباءا ، فرفقاء ( شــەرڤان ) فی الســلاح والکفاح ، وفی المســیرة والمصیر ، هم باقون علی العهد لتحقیق ما ضحی الشــهید ( شــەرڤان ) وغیره من الشــهداء فی ســـبیله . وأخیرا ، نعزی الکورد کل الکورد بشــهادة الشــهید ( شــەرڤان ) وفی مقدمتهم والده ووالدته وکافة أفراد اســرته وکل رفاقه فی الســلاح والکفاح الذین هم فی صـــــــفوف ( YPG ) . ونتمنی للجمیع الصبر والســلوان .
١٣ / ١٠ / ٢٠١٣
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست