انها كوباني و ليست عين العرب ...ان كانت كوباني عين العرب لماذا لا يدافع عنها العرب ؟
Sunday, 12/10/2014, 12:00
1936 بینراوە
اغلى عضو في جسم الانسان هو عيونه وهو يدافع عنها و يحميها بكل ما لديها من وسائل و يحذر من اذيتها و تعرضها للخطر، و اهم شيء لمعيشة الانسان هو الماء و عينه ذات اهمية و يستميت في الدفاع عنها من يعيش عليها و يحميها بكل ما يملك ايضا و يضحي من اجلها . و تعتبر في اكثر الاحيان مكانا ذات اهمية فتصل حد التقديس وهي بمكانة العرض و الشرف و تدافع عنها الناس لمكانتها المعنوية في اهميتها .
كما بين من الدفاع عنها انها تقع في صلب الوجدان الكوردي و هم ينظرون اليها على اهميتها القومية و ليس كموقع عسكري مهم فقط .
كوباني دخلت التاريخ من اوسع ابوابه و الأهم انها اصبحت رمزا للحس القومي الكوردي بعد استبسال الكورد فيها و مدى مقاومتهم لاشرس مجموعة ارهابية تحاول منذ اسابيع احتلالها، و لكنها لاول مرة واجهت قوة عقيدية لم تعرف بها من قبل و لم تلق ما لقته فيها في اي مكان اخر و اهلها يتصدون للهجمات الهمجية، و يريدون بها اعادة التاريخ الى العصور الغابرة .
المحير و المستعحب في الامر ان اكثرية الاعلام العربي يسمونها بعين العرب، مما يدل على مدى سيطرة الشوفينية في عمق الانسان الشرقي العربي و هم يرون بام اعينهم من يدافع عنها و يضحي من اجلها و تاريخها البين و لازالوا يؤكدون على ما فعلته الدكتاتورية و العنصرية و الشوفينية بمناطق ليست لهم .
المحير في الامر انهم لحد اليوم و يرون من يدافع عنها بدمائهم و لا يعترفون بتاريخها و اصحابها، و الدليل الواقعي امام اعينهم، فهل شاهدتم عربيا بين المقاتلين الذين يضيفون يوميا مفخرة الى المدينة و من يدافع عنها او اي اخر من غير الكورد، اليس هذا دليل على الانتماء الحقيقي لمن يعيش في هذه المدينة و من صاحبها الحقيقي.
ما يحيرنا اكثر، هو عدم الاهتمام المستحق بهذه المدينة و التلكؤ في استغاثتها، و الاعجب ان تحالف جدة يضمن بين مكوناته عشر دول عربية لم تشن اية دولة حتى الان غارة جوية على الارهابيين، و يسمونها عين العرب، فهل يترك احد عيونه عرضة للجراثيم الوبائية القذرة !!
فهل من احد يدع عينه ضالة سائبة يدافع عنها غيره ان كان يعتبرها عينه بحق وحقيقة، و ان لم يؤمنوا بانها عين العرب لماذا لا يسمونها في وسائل اعلامهم و تسمياتهم الرسمية بكوباني دون عين العرب، اليس هذا صلب التعصب و الشوفينية ؟
نقول هذا ليس تعصبا او نابعا من الشوفينية و هذا ليس بشيمتنا و صفاتنا، و انما لبيان الحقيقة التي لم يعترف بها العرب طوال تاريخ غزواتهم و تغييرهم الديموغرافي للمناطق التي وصلت اليها ايديهم، و عندما استقووا و بنوا دكتاتورياتهم لم يكفوا عن ممارساتهم الهمجية التي استمروا عليها طوال قرون طوال و لازالوا بعقلية الغزوات التي لم تدع من الاماكان التي سيطروا عليها حتى اسمائها، الم تؤثر التطورات التي حدثت في تاريخ الانسانية على عقليتهم الصحراوية و لم يعيدوا النظر في اعتقاداتهم و سلوكهم الصحراوي القاحل النابع من الظروف الاجتماعية السياسية الثقافية لاهل الجزيرة الخاوية و ما نقلوه الى البلدان المتحضرة و كانوا سبب و اصل الخراب و الدمار، و كما حصلت للغزوات الصفراء من اقوام شمال كوباني البعيد، اي الشعب التركي ايضا فليسوا باحسن من اهل جنوبها .
على الجميع و ليس داعش و من لف لفه فقط ان يعتبروا من كوباني و من تضحيات من يدافع عنها و ليعيدوا النظر في نظرتهم الى الاخر، و قبل اي شيء الوسائل الاعلام التابعة لحكومات لازالت تعيش في العصر الجاهلي . و مهما كانت كوباني و اصلها و من يسكنها فالدفاع الذي ابدته ابناءه يفرض على الجميع ان يسموا كل شيء بمسمياته الحقيقية الاصيلة بعيدا عن التعصب و التغييرات المجحفة منذ امد و بدءا بتاريخ الغزوات التي سحقت و ازالت و استئصلت كل مكان اطالت ايديهم اليها، و لا يصح الا الصحيح في النهاية كفانا تعصبا و عنصرية و شوفينية حتى على اسم تمخض ظاهره و باطنه بدماء شباب اثبتوا للعالم لمن تعود كوباني و من ظلمها و في كل مرحلة بحجة منها دينية و سياسية و ايديولوجية شوفينية لازالت تسيطر حتى الان على عقول حكومات و بعض من شعوب هذه المنطقة .