کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


تعامل الفرد العراقي مع الواقع بمنظور المواطنة هو الحل

Wednesday, 26/12/2012, 12:00




تركيبة الشعب العراقي و صفاته و تاريخه و ما يميزه عن الاخرين وما تركته الحضارة العريقة من الثقافة و العلم و المعرفة له معلوم للجميع . المهم لنا ان نعلنه هنا؛ هو مدى الانسجام الذي كان سائدا في الماضي القريب دون اي خلل يُذكر، هذا قبل مجيء و تسلط الانظمة المتطرفة و منها الدكتاتورية والشمولية و المتعصبة و المستندة على منطق القوة و التشتيت و التفريق بين المكونات كوسيلة للسيطرة بعيدا عن العدالة التي هي واضحة للعيان . انه الشعب ذاته و هو الذي يُنظر اليه اليوم و كانه توارث هذه الصفات الشاذة عفويا و انقسم على ذاته و بدد من سماته التي شدت من تعاضده في السابق وهو ما دفعه على التعاوان و التآلف و النظر الى الاخر كفرد من عائلة واحدة اخلاقيا و اجتماعيا و في اكثر الاحيان اقتصاديا فيما بين المعارف و الاصدقاء ناهيك عن الاقرباء و الجيران .
يقول نعوم جومسكي؛ من استراتيجية التحكم في الشعوب هي خلق المشاكل ثم ايجاد الحلول، و عليه فيُطالب الراي العام بقوانين امنية على حساب حرية الشعب. و من هذا المنطلق فقط دون غيره، نجد اننا عشنا عقودا و تطبقت علينا هذه الاستراتيجية باسماء و عناوين مختلفة و بحجج و اعذار شتى، و بهذه العملية فرضت حكم الفرد الواحد الاحد و رسخت العبودية و التخلف و التغيير السلبي في الفكر و العقلية و التعامل مع الاخر بحذر و الخوف فينا و احل انعدام الثقة محل التعاون في العلاقات و هذا ما اثر بدوره على المعيشة و الحياة العامة للفرد و المجتمع على حد سواء، و بعد التراجع عن الصفات و السمات السامية التي كانت يتصف بها هذا الشعب لا بل اقتلعت القيم الانسانية المتجذرة في كينونة الفرد و الشعب بعدما فرض عليه التشتت و فتح امامه ابواب التخلف و التهميش من سجل سير التقدم العالمي السريع، و عليه لم يدخل الفرد في مرحلة الاحساس بالمواطنة بل استقر على النظر الى الاخر بريبة و التزم بما يفرضه عليه فئته او مجموعته او عشيرته او مذهبه او قوميته من الامور النابعة من العقلية الضيقة الافق من كافة الجوانب . امتاز الفرد العراقي بالنشاط و الحيوية و المتابعة و الاصرار على الوصول الى المبتغى مهما كان صعبا، و ان تعمقت في بنيانه مؤثرات الحضارة العريقة التي امتلكه و تمتعت بنتاجاتها الاجيال على كافة صقاع العالم و تنعمت بها الشعوب و الانسانية جمعاء، فتراخى هذا الشعب و وصل لحد الانعزال و الانطوائية عن عمقه التاريخي و انسلخ من الصفات المميزة التي كان اجداده تمتلكها و ثقل جسمه و فكره و تخلف عن السير كثيرا، و كل هذا بسبب افرازات التسلط و الخوف و الشك المستمر المفروض عليه، و كل هذه العوامل المتراكمة فعلت فعلتها و غيرت تدريجيا من شخصية و عقلية الفرد العراقي لحد التشويه و جعله يختار السكوت و السكون كدرع للحفاظ على الذات بعد ان كان مضحيا من اجل الحصول على عوامل التقدم و بناء الحضارة .
يقول جورج واشنطن؛ اذا سلبنا حرية التعبير عن الراي سنصبح مثل الدابة البكماء التي تقاد الى المسلخ. لو قارننا الواقع لعراقي و المستوى الثقافي العام و ما كان يتمتع به من كافة جوانبه قبل مجيء الدكتاتورية و ما مليء عليه اثناءها و ما بعدها لحد اليوم مقارنة علمية جادة مع التقدم و الحداثة و الانفتاح الذي يعيش فيه العالم ، يمكننا ان نشهد له بالقوة و الجرئة و الامكانية المتعددة لهذا الشعب على تحمل كل تلك الصعاب و عدم انقراضه ، الا اننا يجب ان نذكر العوامل التي ساعدته على الثبات وهي تاريحه الزاخر و ما ورثه و امكانية التواصل و التعبير عما يجيش في العقل مهما كان مكلفا وعلى الرغم من اضمحلال تاثيرات الراي العام و عدم قدرة الفرد التاثير على نظرة و فكر و توجهات و فعل السلطات التي تعاقبت على حكمه طوال المراحل السابقة و لحد الساعة ، الا انه لم يقف ساكنا.
ان التشتت و الوصول لحد الصراع و التناحر ليس من فعل التاريخ او البعد التاريخي لهذا الشعب و لا يمكن ان نعتبره ايضا من فعل الساعة او انه طاريء على الشعب ايضا او لا يعقل ان نلصقه بالتقدم التكنولوجي و التواصل الاجتماعي العالمي و العولمة و من خلق زمن الاحتكاك و تقارب المجتمعات . و بشكل صريح انه من فعل الايديولوجيا و التعصب و المؤثرات الفكرية و الحزبية الضيقة المعتمدة على الاعتقادات و التوجهات الضيقة الافق الناشئة اصلا من العمل من اجل الموالات لكل جهة دون غيرها او دون اي فرد مستقل في المجتمع، وهذا ما يفرض العمل و التوجه و التضحية من اجل المصلحة الذاتية دون غيرها و تاتي التفرقة و التشتيت و التضعيف و محاولة انهاء الاخر او اجباره على الخضوع للامر الواقع كواجب مقدس لدى المنتمي لهذه الجهات المتعصبة .
يقول برناردشو؛ هناك اناس يصنعون الاحداث و هناك اناس يتاثرون بما يحدث و هناك اناس لا يدرون ماذا يحدث . لو نظرنا و بتمعن شديد للفرد العراقي و اصنافه بمختلف انتماءاته، يمكن ان نقول ان هذا الشعب لم يصح من فعل التخدير الذي فصله عن عمقه و تاريخه و ما ورثته اجياله من السابقين من جانب، اما من جانب اخر و ما يفرح الفس و يسرها و المتتبع لماهو فيه هو وجود القلة القليلة من النخب فيه و ممن يمكن اعتبارهم يصنعون الاحداث و هم في الطليعة دائما، و اليوم ربما لم نلمس من فعل ايديهم اي شيء للظروف المعلومة، الا ان النسبة الاكبر من هذا الشعب المسكين من يتاثرون بالاحداث وسط حال نجد فيها من يعمل و يصر على ان يغفل الفرد العراقي و يجعله ان لا يعلم ما يتغير بل ان لا يدري ماذا يحدث على الارض، و على الاقل يريد ان يجعله ان احس بعض الشيء بما يجري ان لا يبالي و يعيش عبثيا في حياته .
اننا في الوسط هذا، يجب ان نقول و باعلى صوتنا ان المواطنة و الابتعاد عن التغريب هو الحل، و الاحساس بالعدمية و الالتزام بالعبثية لحدما و التي لم تات من الفراغ و لها عواملها و دوافعها الذاتية و الموضوعية يجب ان يُمحى و يُزال مهما كان الثمن قبل الخطو و بخطط متوازنة نحو تلك الاهداف و في مقدمتها المواطنة . لو دخل الفرد المساحة الفكرية المعلومة و التصلب العقلي و الالتزام الاعمى بما لقن به و ساعدته الارضية على رفض المواطنة المستندة على الانسانية في العقلية و التوجه و التمتع بالحرية المطلوبة و التصق بعقليته الجامدة، و هذا هو الواقع و العائق الكبير امام اهداف الخيرين اليوم، اذن التغيير و توفير عوامله و تجسيد ارضيته و تحضير الياته هو المطلوب اليوم قبل اي شيء اخر، و عند الانطلاق و الخطوة الاولى ستصبح العقلانية سيد الموقف و الحداثة الحاكم المطلق، وعندئذ يمكن ان نقول ان المواطنة سهل المنال، و بالتغيير العلمي الملائم يُقلب السحر على الساحر ، و لدينا من العقليات و الامكانيات كثيرين في هذه المرحلة بالذات ايضا، الا انها الطريق الصعب لتوجيههم، لان هناك ما يدفع لك من يغني على ليلاه و يطبل ويرقص بشكل مخادع و يمنع التحرك، و على الرغم من اختلاف المشارب و الاشكال الا انهم من الطينة ذاتها على الرغم من سمو افكارهم احيانا.
تألم الشعب العراقي كثيرا و ابتعد قسرا عن الانتماء الصحيح، و انتُزع منه ما كان رابطا له وضلل به و شوش عليه الفكر الملائم و ابتعد عن التقدم و العقلانية و الانسانية في الفكر و التوجه، و سُلخ منه عنوة ما كان يتمتع به من التعمق في الفكر السليم لتجذر المواطنة في كيانه كصفة ثابتة كي يتعامل وفقها مع السلطة و الاخر من مكونه او من اية فئة في تركيبة المجتمع، الا انه من المنطقي ان نقول ان هذا الشعب ايضا تعلم و ادرك بانه يمكن ان يكون مسحورا( لو صح التعبير العلمي عن الكلمة) و ليس بمكانه و محله الصحيح و بعيد عن حضارته التي نورت العالم . لذا، لا يحتاج هذا التغيير الا الى الوقت و الدفع المعنوي و التخطيط و المنفذ العاقل و المخلص سواء كان شخصا او جماعة كي يتغير و يغير ما هو المضر و يزيح العائق ليجد نفسه في المكان التاريخي الفكري و العقلي السليم .
يقول مارتن لوثر كينج؛ عمق الجهنم لمن يتخذ مكانا محايدا في معركة اخلاقية. اليوم الشعب العراقي و الفرد بذاته في خضم هذه المعركة بين فناء ذاته المعنوي و المادي و حضارته وبين اعادة مجده و مكانته و هيبته و موقعه العالمي و دوره من جميع جوانب الحياة، فالمسؤولية التامة على الفرد بعد ان يأسنا من السلطات لاختيار الطريق و الوقت الملائم، و اول الغيث قطرة، ليبدا كل منا من نفسه في تغيير نظرته الى ما موجود و ليس امامه الا فرض الحرية عندئذ لتشجيع الاخر لسلك الطريق ذاتها و يجتمع الخيرون على مائدة الاصلاح و من المتميزين من اجل بناء الراي العام المؤثر، و يفرضون ما بوسعم على السلطات التي يجبرون على اتباع ما يفرضه الراي العام من اجل مصالحهم الشخصية و الحزبية قبل مصالح الشعب بشكل خاص، و هلم جرا .
ما يطلبه منا العمل الصحيح و المباديء الصحيحة و الجميلة هو الترفع عن كل ما جلبته الظروف و العقول المستوردة من عوامل التخلف و ما فرض التراجع عما كان يتسم به الشعب و توارثه من حضارته العريقة التي خدمت البشرية قبل الشعب العراقي .
ارساء فكر و توجه و عقلية المواطنة اولى الاولويات، والتعامل مع الواقع بعقلانية و من منظور هذه الصفة الحداثوية الجميلة المفيدة العالية عن كل صفة ضيقة اخرى، و التي يجب ان يتمتع بها كل فرد ليس سهلا كما نعتقد و لكن ممكن التطبيق و تحتاج لوقت، نظرا للقاعدة العريضة من المعوقات التي يمتلكها الواقع العراقي الان، و يصبح في حال الصراع و المماحكة و حتى التحارب مع التاريخ و الثقافة العامة المطلوبة و مع ما نمتلكه من النخبة العالية و العقلية السليمة، و بالتفوق و نجاح الخيرين و ارساء العملية يمكن ازاحة الخلط المقصود في الواقع الاجتماعي و الفكر المشوش المفروض و النسبة العصبية التي تعمل عليها العديد من الجهات و التي تريد فرضها و لصقها بالشعب قسرا و هو منها براء، و هي من صنع ايدي الدخلاء .
الوعي العام المطلوب هو الضمان و صمام الامان للابتعاد عن الانخداع و التضليل التي تعمل عليه اكثرية القوى الموجودة من اجل المصالح الضيقة ، و بسط العقلية اللازمة في التعامل مع الاخر من منظور المواطنة مهما كان جنسه و قوميته و دينه و مذهبه هو مفتاح الحل لاعادة المياه الى مجاريها . و به يمكن ان يضمحل كل طاريء دخيل على الشعب، فسيعود الفرد و الشعب الى الطريق السليم، ويتجسد الالتزام بالصفات و السمات السليمة و تعود الحال الى عهدها و تفرش الطريق و تصبح سهلا من اجل تصحيح المسار و التوجه نحو الافق المبشر بالخير، و لكن بشرط؛ وهو اعادة النظر لكل فرد او ترشيده على العمل على هذا التوجه، اي اعادة النظر من مدى و مساحة التاثيرات العميقة للعوائق المصطنعة التي من فعل الشواذ على فكره و شخصيته، للولوج في عمل سلخ ما فرضته المراحل القاسية و المصالح الخاصة التي تعلمها من افعال السلطات المتعاقبة ايضا و منذ عقود فقط و لحد اليوم ، و ذلك من اجل التنظيف و التهذيب و الترشيق بعدما توارثت الاجيال ما هو المعوق الكبير لهذا الهدف بقوة القادر على الارض . و حينئذ نصل الى حال نطمئن على اننا مواطنون و لسنا غرباء و نتعامل مع الواقع و ما يحدث فيه من جميع الجوانب من منظور المواطنة و صاحب البيت ، و هي الصفة التي تعتبر بلسما شافيا لما فيه الشعب العراقي بكافة مكوناته من جرح عميق و حال لا تحسد عليه، فهل من الممكن الوصول اليها و باية وسيلة و عقلية و خطة، انه يحاتج لدراسة و تعمق و تعاون و اخلاص .

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە