أجهزة الإعلام الكردية الرسمية فشلت على كل المسارات
Tuesday, 23/06/2009, 12:00
ان ما اقصد به من اجهزة الإعلام الكردية الرسمية فهو يتعلق بتلك الأجهزة الاعلامية في اقليم كردستان او التي في بغداد وهي تابعة للأحزاب الكردية الكبيرة( الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة السيد مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة مام جلال) وهما الآن في تحالف استراتيجي رغم الخلافات العقائدية والتي أخذت شكلاً داميا لعدة سنوات .
أجهزة الإعلام الكردية الرسمية كقريناتها ( مرئية ومسموعة ومقروءة ) وهي بالعشرات ومدعومة من المال العام وتعيش في بحبوحة مالية والقائمون عليها يمارسون التقاليد الإمبراطورية بل يرون أنفسهم فوق القيادات ويتصورون بإنهم العقل المدبر لمجمل الإعلام الكردي بل للحفاظ على المكتسبات في الأقليم والتي هي أساساً نتاج آلام ومعاناة ودماء الشعب الكردي في الأقليم... لكن ...ولطالما كانت هذه اللكن الاستدراكية مرة الطعم لمن يتوجه الكلام اليهم في مقالنا هذا...نعم لكن هؤلاء الأباطرة القائمين على الإعلام الكردي الرسمي فشلوا على كل المسارات في وضع استراتيجية واضحة للإعلام ، ففضائية كردستان الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني منكمشة منزوية في خطاب اعلامي بائس وبرامج متهرئة وحوارات فاترة بفضل السياسة المرسومة من قبل السيد مديرها العام والتي هي سياسة الابعاد وتهميش المبدعين من الذين لايقدمون الطاعة له ، تقف في صفها فضائية زاكروس والتي لاتختلف عنها ولا يختلف القائم ومديرها عن القائم على الاولى والطامة الكبرى ان صاحب قناة زاكروس يتبوأ منصب مسؤول الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي الكردستاني ، ذلك الإعلام الذي هو اعلام حزب عريق ومناضل وقاد الثورات ضد الديكتاتورية ، والسيد مسؤول الاعلام المركزي فشل بالطبع لتحقيق انجاز واحد على مسار الاستراتيجية الاعلامية لكنه واغلب اعضاء هيئة الاعلام المركزي لا تهمهم سوى الامتيازات والانفراد اذ لايخرجون من بيوتهم للوصول الى مكاتبهم الا برفقة حمايات وسيارات فارهة مظللة ...النوافذ المظللة ممنوعة في الأقليم لكنها مسموحة للمسؤولين بالطبع ...مع احترامي لهذه الشخوص والذوات لكن علينا ان نضع الحقائق امام مرأى الجميع وعليهم ان يعترفوا بانهم شاخوا فكريا وثقافيا ولا يمكن ان يخرجوا من قوقعتهم العقائدية القديمة باطناً مثلما لايمكن لهم ان يقنعونا بتوجهاتهم القومية الكردية ظاهراً ففي مرحلة من المراحل كان هؤلاء السادة الكرام يسخرون من المشاعر القومية للأمة الكردية باعتبارهم امميين يساريين ...
اما في الجانب الآخر واقصد جانب الاتحاد الوطني الكردستاني فهناك فضائيات ايضاً منها كوردسات وكلي كوردستان وهما تابعان للاعلام المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني ولا يتفوقان على نظيراتهما من فضائيات الحزب الديمقراطي ، بل يبقى الأداء فيها ضعيفاً تقليديا بائساً ولم تنجح اطلاقاً كما كردستان تي في وزاكروس في تغيير اي شيء سيما ان القيادات الكردية امام حالة صراع خفية صعبة مع بغداد ، ناهيك عن الصراع المستديم مع انقرة وطهران على مستوى الحركة التحررية الكردية ، نقول هذا لان القيادات الكردية في كردستان العراق تعتقد انها تقود الأمة الكردية وان لها استراتيجية قومية واضحة تجاه القضية الكردية في كل من تركيا وايران والى حد ما في سوريا ...
اما الفضائيات الكردية الناطقة باللغة العربية ايضا هي عبارة عن امبراطوريات مالية ممولة من قبل متنفذين في الاقليم وكذلك في بغداد ، ففضائية الحرية رغم ادائها الجيد وحضورها النسبي لدى الاوساط العامة العربية فانها فضائية كاكه برهم صالح ولا ندري من اين يأتي بهذه الأموال لتمويلها ، هل من ماله الخاص؟ من اموال حزبه ؟ او من اموال الحكومة العراقية كونه نائبا لرئيس الوزراء ؟ ام من الاموال التي يحصل عليها من اميريكا والغرب والتي هي مخصصة للاعلام الحر ومنظمات المجتمع المدني لكنه ينفرد بها لفضائيته ولاسبوعيته المجلة ولصحيفته آسو ولمن حوله من المنتفعين ، تقابلها الآن فضائية الحدث التي يديرها اسماعيل زاير وهي ممولة من السيد نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة أقليم كردستان ، ولا نعلم ايضا لم وكيف تم اختيار الفنان التشكيلي اسماعيل زاير لادارتها وهناك العشرات من الاعلاميين الكرد الذين همشوا وابعدوا وهم يمتلكون الكفاءات ولم يبق لهم الا العتاب ، وهذه الحدث بالطبع محكوم عليها بالفشل ، وبجرأة اقول لطالما تم الضحك على القيادات الكردية من قبل هؤلاء الاعلاميين لكن لانعرف طبيعة الاداء التملقي المجاملاتي الذي يمارسه هؤلاء الاعلاميين لينجحوا في النهاية في اقناع القيادات الكردية لدعهم وهذا حصل مع صاحب الزمان سعد البزاز حيث تم دعمه كثيرا من قبل السيد بارزاني رئيس الاقليم وحاليا يتم دعم احد الصحفيين وهو معد فياض من قبل قيادة الديمقراطي الكردستاني ، بالطبع يقود معركة ابعاد الصحفيين المخلصين والكفوئين والنزيهين في مجمل العراق حاليا السيد فخري كريم صاحب لقب كبير مستشاري رئاسة الجمهورية وصاحب مؤسسة المدى التي تأسست في دمشق وما زالت عقائديا وعاطفيا تحن لدمشق ، فالسيد فخري كريم يلعب دوراً خطيراً وحساساً الآن في الساحة الاعلامية العراقية والكردية على السواء فتزكياته لدى القيادتين الكرديتين تعتبر شبه اوامر فمهرجاناته في اربيل مدعومة بملايين الدولارات من قبل السيد مسعود البارزاني ونشاطاته وفعالياته في بغداد مدعومة من قبل السيد رئيس الجمهورية وبخاصة من قانون المنافع الاجتماعية فاغلب من ترد اسماءهم في قائمة المنتفعين من هذا القانون والتي هي من صلاحيات السيد رئيس الجمهورية هم اصدقاء واحباء السيد فخري كريم والذي بالطبع يمتاز بعلاقات حميمية وعقائدية ايضا مع مدير فضائية كردستان وزاكروس وكذلك بفضائيات الاتحاد الوطني وفضائية الحرية أيضاً.
أما الصحف الكردية وبخاصة الاتحاد والتآخي فقد غدت صحف متهرئة هابطة من ناحية الاداء المهني ولا حضور لها ، فهل يمكن الآن مثلا مقارنة التآخي في بداية سبعينيات القرن الماضي التي كان يترأس تحريرها المرحوم دارا توفيق وفي فترة الشهيد صالح اليوسفي ، وبين تآخي اليوم التي يترأس تحريرها الدكتور بدرخان السندي والذي لا ينكر حضوره وتميزه في الجانب الاكاديمي والثقافي لكن كونه صحفيا ويترأس تحرير صحيفة فهذا أمر فيه شيء من عدم الصحة كون الرجل ليس صحفياً .
http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=42199
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست