الانتخابات البرلمانية العراقية .... الى اين ؟
Thursday, 24/09/2009, 12:00
قبل ايام انتهت الانتخابات البرلمانية في النرويج ، بعد أن تهيأت كل الامكانانيات اللازمة لها ، حيث وزعت قبل عدة شهور كارتات على المواطنين تضم المعلومات العامة عن الناخب من الاسم الكامل ثم الرقم الخاص بكل ناخب والمركز الانتخابي الذي سيصوت فيه ، ولم يطلب من الناخب ان يذهب الى المراكز ليعرف فيما اذا كان اسمه مدرجا في قوائم الانتخابات ام لا , والسبب بسيط جدا ، لان هناك سجلات نفوس دقيقة وغير متلاعب بها ،ولم ينقل نفوس احد الى مدينة اخرى دون علمه كما كان يحدث في الزمن الاغبر الغابر ، حيث كان المواطن لا يعرف كيف ومتى نقل سجل نفوسه الى مدينة اخرى , الا عندما كان يريد ان يحصل على هوية احوال المدنية ، وهذا ما حدث لي شخصيا حيث نقل سجل نفوسي الى محافظة الواسط دون ان اقدم طلبا للنقل او اعلامي بذلك .
وهنا لا اريد ان اقيس ما يجري في العراق مع ما يجري في النرويج ، لان النرويج بلد لم يدخل الحروب العالمية والمحلية رسميا منذ اكثر من قرنين .
ففي الانتخابت الاخيرة فاز الائتلاف الاخضر الاحمر بـ 86 مقعدا في البرلمان مقابل 83 مقعد للائتلاف الازرق .
واستعمل كل الوسائل المتاحة من اجل االدعاية الانتخابية ، المرئية والمسموعة والمكتوبة ، اضافة الى النشاطات الدعائية في شوارع المدن والقصبات حتى القرى النائية . فكان الناشط الحزبي يحمل بيده المنشورات التي تحمل في طياته برامج حزبه للفترة البرلمانية القادمة وكل هذه البرامج كانت حول كيفية تقديم الخدمات للمواطن ، وانت تسير في الشارع يتقدم اليك احدهم ليقدم لم ما لديه من اوراق دعائية وان كان لديك المزيد من الوقت قد تقف لتحتسحي كوبا من القهوة وتستلم وردة منه ، وان كان لديك وقت اكثر تحصل على المزيد من المعلومات حول الانتخابية . خيام نصبت وسط المدن ، واكشاك في مدن اخرى ، لم يعاكس من في هذه الخيمة جاره في الخيمة التالية رغم المعارضة الشديدة بين هذه الاحزاب ، ولم يركبوا السيارات الحوضية او اخرجوا اجسادهم من السيارات ليثيروا الاحزاب الاخرى ، كل شيء سارت بهدوء , حتى وانه وضعت صناديق في المكتبات العامة ومداخل الكومانات لمن يريد ان يدلي بصوته قبل يوم الانتخابات
بايام .... لو كان عندنا لوضعوا في كل صندوق اوراق بقدر نفوس المدينة واكثر او حملوا الصندوق في رابعة النهار . ولما انتهت التصويت ظهرت النتائج النهائية في ليلته ، واعلن عن فوز القائمة الفائزة دون ان يرفع القوائم الاخرى صوتهم لرفع الشكاوي لحدوث مخالفات .. ولان الجميع يريد ان يصل الى الحكم عبر صناديق الاقتراع ، فلن تجد من يحاول اللعب وراء الكواليس ، ولا احد يعيب على الثاني من انه دخل الائتلاف مع هذا الحزب او ذاك ولا حاول طرف من الاطراف التلاعب او يمارس الغش .
ولم يكن في جعبة القوائم اجندات تخدم من هم وراء الحدود الدولية .
اننا لحد الان نخاف من الاحصاء ، لاننا نخاف من ان يظهر حقيقتنا من ما ندعي ونقول ، نخاف ان تظهر نسبتنا الحقيقية ضمن النفوس العام ، لذا نختبيء خلف القوى والاجندات ، بل ويهدد احدنا الاخر
لا ستضافة قوة خارجية من اجل ضرب ابناء بلده ، بل وجلدته ومذهبه ايضا .
نطلب من المواطن ان يصوت لنا ، ولكن ماالذي يحصل عليه بعد الانتخابات .
هل سيكون له مكانة واحترام عند السيد النائب والذي من المفروض ان يعبر عن مشاعره وهواجسه وحقوقه أم سيتحول السيد النائب الى شخصية مقدسة لا يحق للمواطن ان يقول شيء لان قدسية النائب يهان ، اما قدسية المواطن والوطن لا يهم ان يهان .
عضو مجلس النواب في النرويج المنتهيولايته ، يعود لعمله السايق الذي كان يعمل فيه ان كان مهندسا او مدرسا ، موظفا او عاملا في المعمل ، ولكن اين سيكون مكان السيد النائب عندنا ... بالتاكيد لا يرجع الى عمله لانه ضمن لنفسه راتبا تقاعديا يعيشه الى ابد الابدين ، ولن يحتاج الى اي عمل .
النظام السياسي تسير وفق نهج سياسي مبرمج وعلى اسس علمية يستفاد من ىالكفاءات العلمية في ادارة البلد ، ونحن والحمد لله لدينا من الشهادات المزورة الذي لا ينافسنا احد في الكون فلا نحتاج الى الكفاءات االقادرة على ادارة المؤسسات ...
البندقية الالية ( الكلاشنكوف ) يعمل بقوة الغاز ونابض الارجاع ... اما حكومتنا فيعمل على عليك يا الله ... شي يصير خلي يصير .. هذا
هو المكتوب علينا
الذي لم يربح في الانتخابا لم يخسر شيئا ، بل سيستعد للعمل وفق نهج جديد من الان للانتخابات القادمة ، ولن يرفض ان يشارك في الحكومة ، وزيرا او موظفا في اية دائرة ... هنا اتذكر محافظ اقليم وسط النرويج ... عندما ترك عمله محافظا للاقليم عمل مستشارا في البنك ولم يحول نفسه الى التقاعد رغم كبر سنه
واالسؤال الاخير الذي يمكن يطرح نفسه هل سيخرج المواطنون كما خرجوا في ثورتهم البنفسجية للادلاء باصواتهم .... ام ... ماذا سيكون
كلمة الشارع .... بسبب التردي في الخدمات وعدم الاهتمام بمصالح الشعب وحاجاته ومن عدم الاحترام لوجوده
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست