امريكا ... والنفاق السياسي !!

Saturday, 27/08/2011, 12:00

صحيح ان العالم يحكمه قطب اوحد هو امريكا , وان لديها نفوذها ومصالحها واجندتها الخاصة , وامنها القومي ولكن ايضا الرأى العام الامريكي له دور وتأثير على مجرى الاحداث السياسية في العالم والتي باتت تتحرك بوتائر متسارعة , بدئا بثورات الربيع العربي والتي هزت قلاع الرؤساء الهرمين العرب , وتم حتى الان سقوط ثلاثة عروش , والحبل على الجرار ولا ندري الى ماذا ستؤول اليه الامور السياسية لانها باتت تحدث بوثبات سريعة ومفاجئة , ان الثورات العربية والتي سميت بالربيع العربي تقودها بمجملها الشباب البسطاء المحرومون من الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والذين يتوقون لرؤية بلادهم تقدم لهم الخدمات والتقدم والرفاهية اسوة بالدول الغربية وخاصة امريكا , وقد جعلوا من امريكا مخلصهم الوحيد من الحرمان الذي يعيشونه , ورمزا من رموز التحرر والانعتاق من العبودية !! وفي خضم هذه الثورات والربيع العربي , واستبداد السلطات وقتل الشعب الذي يحكمونه بقوة الحديد والنار ,نسوا ان الغرب الامريكي له يد في هذه المأسي وهي التي كانت تؤازر هؤلاء الحكام المستبدين , ولكن في ليلة وضحاها اصبحت امريكا محررة الشعوب !!ونسوا ان امريكا تضع مصالحها وامنها القومي فوق كل اعتبار , وانها تنظر الى الامور بعيون مختلفة وفق مصالحها وامنها القومي , ففي حين تلصق الشرعية على الثورات العربية في ربيعها الثوري , تنفى هذه على الثورات الكوردية وتصفها بالتمرد والعصيان والارهاب , لابل تعطي الاشارة والموافقة للطورانية التركية بقصف المتمردين الاكراد على حد وصفها والقضاء عليهم , وتبدى مساندتها للنظام التركي وتقدم التسهيلات المادية والمعنوية واللوجستية في سبيل القضاء على المتمردين الاكراد الارهابيين !! ونقلت الفضائيات العالمية فداحة الجرم التي تقترفه الجندرمة التركية من قصف القرى الحدودية الاهلة بالسكان , ورأينا كيف ان الطائرات والمروحيات الحربية الطورانية قصفت سيارة مدنية كوردية وقتلت سبعة من افراد اسرة واحدة , وتركتهم اشلاء ممزقة ومتفحمة داخل السيارة المدمرة .
قال فيصل دباغ السكرتير الصحفي لرئيس اقليم كوردستان , لوكالة انباء كوردستان ( اكانيوز ) ان " الولايات المتحدةالامريكية نفسها سمحت لتركيا بقصف المناطق الحدودية للاقليم " .
وكانت المتحدثة باسم البيت الابيض ,فيكتوريا نولاند ,قد قالت , في احدث تصريح لها امس الاربعاء 24-08-2011 ان " من حق انقره ان تدافع عن نفسها في مواجهة مقاتلي حزب العمال الكوردستاني , ويحق لها حماية امن مناطقها الحدودية المحاذية للعراق , بل ونحن مستعدون لمساعدة تركيا لهذا الغرض " .
تصريح واضح وتدخل امريكي مباشر في مساندة الجيش والجندرمة التركية في مساعيها للقضاء على الشعب الكوردستاني في تركيا , علينا ووفق هذا التصريح الذي لا يخلوا من الوقاحة والتدخل السافر من اليانكي الامريكي في الشؤون الداخلية للعراق , فعلى حكومة المالكي

وحكومة الاقليم تقديم شكوى للامم المتحدة وادانة التدخل الامريكي الى جانب الاستبداد التركي المنفلت من عقاله , وقبل ذلك علينا كمؤسسات مجتمع مدني وجالية كوردية في الخارج ادانة التدخل الامريكي السافر ووقوفه الى جانب الاستبداد التركي وتشجيعه على المضى قدما في مخططاته الارهابية في افناء الشعب الكوردستاني في تركيا , وعلينا ايضا مخاطبة الشعب الامريكي ومن خلال منظماته المدنية المؤثرة على سلطة القرار في امريكا , للانسحاب من مؤازرة النظام الطوراني التركي الارهابي .