القائد الذي لا يُعوض ابدا
Friday, 27/03/2015, 12:00
كما عاصرته و تعايشت معه لمدة معينة و كنت معه في السراء و الضراء في تلك المرحلة، ايام الثورة و الانتفاضة و السلم و بناء ما نحن نعيش فيه، كان مثالا للانسان المثقف الواعي يمكن تحديد صفاته و هو يتميز بخصلاته المتكاملة جراء تجاربه الحياتية و ثقافته العالية و سيرته و منهاجه و عقليته و نظرته الى الحياة .
لا اكون مبالغا في امره لو ذكرت كل ما اتسم به بالدقة، انه كان صادقا مع الجميع و لو كان لا يريد ان يقول شيئا او يعبر عنه لا يفصح عن رايه في اسوء الاحوال و لا يكذب وحتى الابيض منه، و ان كان لصالح القضية باكملها و ناقشته في هذا كثيرا و اقنعني بان الكذب الابيض جزء من الكذب و لا افرض انا رايي ما اؤمن و ان ادى الكذب الابيض الى نجاة انسان فانه ربما يؤدي الى التضرر بالقضية و المسالة على العموم من جهة اخرى، و يمكن المبالغة بعيدا عن اي الكذب لما يمكن ان يفيد الجمع او مسالة دون المساس بالمباديء الاساسية .
كان وفيا بكل معنى الكلمة لقضيته و ما يناضل من اجله كفكر و فلسفة و عقيدة، و كان ملتزما بنظرته الى الحياة و هو علماني حتى النخاع، كما كان سلوكه مع اصدقاءه و رفاقه الذين اعتبروه قائدا زاهدا يتصف بالعصامية و المثالية من كافة النواحي، فكان من الذين لا يوعد احدا الا بصعوبة تامة و ان وعد كان لا يخلف كما عُرف عنه واقعيا و له قصص في ما كان يمكن ان يهلكه عند وفاءه لعهده و وعده اثناء الثورة الكوردستانية ( و يكفي ان نقول في اوج الصراع و الحرب و قوة حكم البعث و الدكتاتورية نزل من الجبل سرا و سافر الى بغداد عاصمة الجبروت لوفاء بعهد قطعه على نفسه لام اسير من العدو) و هذا لا يمكن ان نسمع به في انقى و اصفى ثورات العالم .
لم نر منه يوما وجها متجهما، و نساله عن السبب فانه كان يترك المكان ان لم يعجبه ما يجري دون اي معارضة او نقاش، كان حليما بكل ما يتصرف، لم اراه يغضب الا بعد ان يتاكد من الظلم و يقرر بعد نقاش مع المعنيين حول قضية ما، و يحزن مع غضبه، كل ما كان يتكلم به بكلمات نظيفة دون اية فاحشة في القول و الفعل . ان ما يستحق القول انه كان يتكلم عن السؤء بسرية تامة و لا يجهر كي لا يخدش كرامة و شخصية احد و عن التاكيد من مَن له الصلة بالمسالة قبل غيره، كان دائما يثبت للحسن و الجميل و ليس المنكر . و على العكس من الامور الاخرى كان دائما يجهر للحق و يعلنه بصوته الجهوري العالي و لم يخاف من اي عاقبة لم تكن لصالحه و لا يلتفت للومة احد . كان عفيفا و جميلا و عالي النفس كريم و يضع كرامته فوق اية غاية شخصية و لم نر منه يوما طلبا شخصيا لمصلحة خاصة و كان يتكلم عن اية حاجة جمعا و ان لم يكن في حاجة اليها، كان حقا اول المضحين في كافة الامور و اخر ما ينتظر ان يُعطى له ، و كان غايته واضحة صريحة فيما يقول دون مقدمات و اي تشويش على المطلوب .
حسب قناعته باي موضوع كان ينصف اصحاب الحق بقدر ما كان لديه من السلطة، و يصرح دائما؛ ان هناك شيء حسن في مضمون كل سيء و لا يمكن ان يكون هناك سيء في لب اي حسن، و انا عتقد البعض و ناقشوه في هذا على عكسه، و قالوا ؛ انة هناك شيء سيء في صميم كل حسن على عكس قناعاته هو، و لم يقتنع . في العمليات العسكرية كانت ام النقاشات و الامور النظرية الثقافية، كان ياخذ الطرق السليمة للوصول الى الغاية في التعلم و التعليم و ايصال الافضل الى الاخر. و اهم صفاته انه كان يعفو بسرعة و يصفح عن من اذاه او حتى غدر به يوما و الجميع لاحظوا انه ينسى السيء و السلوك غير المعقول يحدث له، و لا ينسى ما يحدث لغيره او شيء لم يقتنع به في داخله يبدر منه يوما، و يوضحه مهما تاخر في الامر، و عاش محبوبا للجميع، يا للاسفاه، الا ان غدر به طلقة صديق خطئا عند اداء الواجب و كان نكسة لكل من عايشه و عرفه للحظة .
هذا نموذج للمقاتل الكوردي البيشمركة المثقف الذي لم يتحمل غدر الدكتاتورية و ظلمه في المدن و القصبات في العراق و توجه جبلا و اصبح من العصاة كما عرٌف نفسه ساخرا من التنعيت الذي اطلقه الدكتاتور العراقي على البيشمركة في وقته . و كان يقول لو كان النضال السلمي بالقلم و المحاضرة و النصح متاحا لي في المدن لم اتوجه يوما الى الجبل و الثورة العسكرية . و لكنه كان في النضال العسكري اجرأ الجميع ايضا، فقال لا اؤمن بهذا، و لكن هذه الوسيلة الوحيدة التي اضطررنا لاختيارها، و تحدث كثيرا عن فترة دراسته الجامعية و دوره في التنظيم و التثقيف و التنوير، فتكلم عنه اصدقاء الجامعة و عرفوه كما هو منذ نعومة اظافره، كان علمانيا نظرته و فكره و سلوكه و تعامله مع الحياة و ما فيها، و ما احوجنا لامثاله الى جانب ما عندنا من الملايين من الموجودين من المخربين الحقيقيين للعقل و السلوك و السمات الانسان في العراق الان، و ما يجري على ايدي من لم يتسم بنسبة قليلة من صفات الاخ القائد المناضل العفيف العصامي، نتيجة سيطرة الاسلام السياسي و طرق ادائهم للواجب الديني الملقاة على عاتقهم و تحقيق اهدافهم المشوهة للحياة العامة قبل الخاصة . فنحن بحاجة ماسة الى عدد معين من هؤلاء لينوروا الطريق بكلامهم و افعالهم و تجربة حياتهم امام الشعب لازالة هذا الفساد من كافة النواحي من الحياة العامة للشعب ، انه دكتؤر شاسوار .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست