کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لمأساة الانفال: اللواء فريد جلاد نقرة السلمان، ومحبوب حكومة الاقليم ذكريات اليمة، ومجرمون يسرحون برتب عال�

Saturday, 17/04/2010, 12:00


قبل اثنين وعشرين سنة، وكنت في السادسة عشر من عمري، طالبة في الصف الرابع الاعدادي، كنت في زيارة مع والدي ووالدتي واخي الى قرية صغيرة قرب خانقين لنحتفل بالعيد مع جدي وجدتي، وصلنا القرية بعد عشية العيد، وكانت فرحة جدي وجدتي كبيرة جدا. كنا قد وصلنا ظهيرة اليوم، حيث قمت مع والدتي بمساعدة جدتي لتحضير طعام الفطور لصباح العيد، حسب العادات المتبعة في كردستان العراق.

عند منتصف اليل، سمعنا اصوات انفجارات ومدفعية وقصف. دب الفزع في القرية الصغيرة الوادعة حيث لم يسمعوا هكذا قصف في حياتهم. عند الصباح اشتد القصف وقامت طائرات الهليكوبتر بالتحليق في سماء المنطقة والقرى المجاورة. حوالي الظهيرة علمنا ان كل الطرق انقطعت مع المدن والقرى المجاورة، وشاهدنا ارتفاع الدخان في القرى البعيدة. كان الجو رهيبا وخيم الخوف على سكان القرية التي كانت تحتضن ستين عائلة. بعد ظهيرة ذلك اليوم اطبقت قوات الجيش العراقي على القرية حيث هاجموا البيوت واعتقلوا الاهالي بضمنهم عائلتي، جمعوا النساء والاطفال في بيت والرجال والشباب في بيت ثان، وعلى الفور بدأت الشفلات بتدمير البيوت وحرقها، بعد ان جمع الجنود الاثاث والحطب في وسط القرية وقاموا باضرام النار فيها ورمي الدجاج والماعز فيها. بقيت تلك الليلة قيد الاعتقال في ذلك البيت، مع والدتي وجدتي، في صباح اليوم الثاني تم نقلنا بواسطة الشاحنات العسكرية الى معسكر طوبزاوا جنوب كركوك، وفي الطريق كانت القوات تلتقط اي مدني تواجد في طريقها. وصلنا الى معسكر طوبزاوا حيث تم استقبالنا بالعصي والكيبلات والركل والضرب والشتم. منذ ذلك اليوم لم ارى ابي او اخي، او والدتي حيث اختفوا من المعسكر، جدتي توفيت من القهر بعد اسبوع، لا اعلم اين اخذوها واين دفنت. بقيت مع جدي في المعتقل نتعرض للاهانات وكان المعسكر يعج بالالاف من القرويين، وكان يتم جلب الالاف كل يوم ، وكانت باصات اخرى تنقل المعتقلين الى اماكن مجهولة لترجع صباح اليوم التالي لتنقل المزيد. علمنا بعد اعوام انهم قتلوا في مقابر جماعية في الصحراء.

بعد فترة تم نقلي وجدي الى معسكر نقرة السلمان في الصحراء الغربية جنوب العراق، في غرب مدينة السماة، كان السجن يقع على مرتفع، وهو عبارة عن مبنى مربع الشكل ذو طابقين يحوي المئات من القاعات. وصلنا القلعة عصر يوم مترب، وكان الجو كئيبا ورهيبا. وعند انزالنا من الشاحنات العسكرية، كان هناك صفين من رجال الامن يقفون في صفين وهم يحملون العصي والكيبلات حيث انهالوا علينا بالضرب المبرح، هناك تم تقسيم الرجال ( وكان كلهم من الشيوخ الطاعنين في السن) تم اقتيادي تحت وابل من الشتائم ( كانت الكلمات نابية وبذيئة بشكل اترفع عن ذكرها احتراما لمشاعر القارئ الكريم) والركلات الى قاعات كانت مليئة بالمعتقلين الذين تم نقلهم مسبقا الى ذلك المعتقل. تم احتجازي في غرفة مع سبع بنات اخريات حيث كانت اثار الضرب والجوع والهزال بادية عليهن بشكل ملفت للنظر، عند رؤيتهن لي اجهشن بالبكاء فقد كنت اصغرهن عمرا، في المساء ظهر مدير السجن وكان ظابطا برتبة رائد في الامن بالملابس العربية في ساحة السجن ، تم اقتيادي بواسطة حرسه ( شمخي وصخر) الى غرفة اخرى حيث كان هناك مجموعة من الجلادين تعرضت ذلك اليوم الى تعذيب لم اره في معتقل طوبزاوا ، حيث تم تقييدي وضربي ومن ثم تعليقي لمدة اربع وعشرين ساعة من يدي اليسرى، تعرضت اثرها الى خلع في الكتف والتواء في العمود الفقري، لا زلت اعاني منه لحد الان بعد اثنين وعشرين سنة، في اليوم الثاني دخل علي ضابط كردي يدعى فريد عرفت بعدها انه معاون عجاج، كان فريد متوسط القامة يحمل اثار الجدري في وجهه. في العقد الثالث من العمر. قال لي فريد هل تعلمت كيف تحترمي اسيادك؟ بعدها تعرضت للضرب بشكل شبه يومي ، اضافة الى الصعقات الكهربائية في رأسي وصدري، وتم كسر اسناني وفكي وحنكي من قبل عجاج، وكان فريد حاضرا كل جلسات التعذيب. ان المآسي التي تعرضت لها في نقرة السلمان اكبر واقسى من ان تضمن في مقال صغير. فقد تعرضت مع الالاف الى التجويع الشديد، حيث لم ينج الاطفال تحت عمر الاثني عشر عاما وماتوا وتم دفنهم في حفر جماعية وعلى عمق قليل قبالة نقرة السلمان ، فقد كان التجويع والقتل جوعا جزءا من عملية الابادة الجماعية، حيث كانت الحصة اليومية من الغذاء عبارة عن صمونة قديمة يابسة، وكوب من الماء العفن مصحوبا بالركلات والشتائم النابية.

في ايلول عام 1988 اصدر النظام عفوا عن المؤنفلين المعتقلين من المرضى وكبار السن. خرجت من السجن مع جدي، كنت ضعيفة جدا ومريضة جدا. عدت مع جدي الى القرية المهدمة والتي اعلنت السلطات حينها انها محرمة عسكريا وكل من يعتقل فيها يتعرض الى الاعدام الفوري. لم يكن لدينا خيار اخر سوى العودة الى القرية فقد تم اسكان العرب في بيتنا بيتنا في خانقين، ، توفي جدي بعد فترة وجيزة في القرية وبقيت وحدي اصارع الحياة والوحوش والضواري والكلاب السائبة والخوف من هجوم الجيش وحفلات التعذيب في معتقل طوبزاوا ونقرة السلمان، ظلت وجوه عجاج وفريد وشمخي الكاحلة والمجرمة تسبب لي الكوابيس منذ ذلك اليوم. بدات العمل بخياطة الملابس لاوفر لقمة عيشي وعدت الى المدرسة حيث تخرجت من الاعدادية، وذهبت الى مدينة اربيل للدراسة حيث درست القانون واصبحت محامية، وكانت اثار ابر الهرمون التي حقنت بها في طوبزاوا ونقرة السلمان تسبب لي الالام المبرحة والتي عجز الاطباء عن فهمها او علاجها بسبب الامكانيات المحدودة للاطباء وكذلك عدم معرفتهم بمسببات الالام، والمواد التي تم حقني بها.

الام الظهر اصبحت جزءا من حياتي التعيسة حيث اصبت بالاتواء كامل في العمود الفقري والام حادة في اسفل الظهر ووسط الظهر والكتف. ميكانيكية التعليق واثارها موضوع معقد لا تنمحي اثاره بسهولة اذا لم يتم علاجها بدقة وبسرعة ومن قبل طبيب متخصص في هذه الحالات وكان النظام البائد ماهرا في ابقاء اثار التعذيب على ضحاياه.

قبل ثلاث سنوات وكنت مع احدى صديقات السجن قد انتهى بها المطاف ايضا في مدينة اربيل في زيارة لمحافظة اربيل لاتمام بعض الاشغال واذا بنا وجها لوجه مع وجه لن انساه طول حياتي، نفس الوجه الذي يحمل اثار الجدري محاطا بمجموعة من الحماية ويحمل رتبة لواء، نعم لقد كان فريد بلحمه ودمه.

يحمل فريد الان رتبة لواء ومحاط بالحماية ويركب السيارات الحديثة الطراز. لم يسأل احد فريد عما كان يعمل في نقرة السلمان، لم يحاسب على تعليقه البنات الصغيرات من ايديهن في سقف غرفة التعذيب، لم يحاسبه احد تعريضه البنات الصغيرات للصعقات الكهربائية . لم يحاسبه احد على دوره في تجويع الاطفال وموتهم بالجملة في المعتقل الصحراوي الرهيب. بل احتسبت مده عمله في نقرة السلمان كخدمة مجزية ورفع رتبته فاصبح لواءا.

اما انا، فلا زلت اعاني من اثار التعليق والتواء العمود الفقري والكسور في وجهي وفكي ولا زال ذراعي الايسرشبه مشلولا اضافة الى الكوابيس التي لا زالت تاتيني وحسرة وشوق في معرفة اين تم دفن والدي واخي وجدتي، وحكومة الاقليم ليس لديها الوقت والامكانيات في التحقيق في اثار الجرائم التي ارتكبت في نقرة السلمان او معالجة الضحايا ولكنها حريصة اشد الحرص على تكون سيارة اللواء فريد من احدث طراز وان يتم خدمته على اكمل وجه، وتهديد وكتم انفاس اي شخص يمس شخصه الكريم بكلمة عابرة!!

*مؤنفلة ومعتقلة سابقة في نقرة السلمان



نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست


چەند بابەتێکی پێشتری نووسەر




کۆمێنت بنووسە