من رفقة النضال الى التخوين -الحلقة الرابعة والاخيرة
Sunday, 10/01/2010, 12:00
بقلم نوشيروان مصطفی
الدستور : هل كان نضالا من اجل الرئاسة ام لاستحصال حقوق الكورد؟:
ـــ الطالباني في عدة مواضع من تقريره يتباهى بالمكتسبات التي تم ادراجها في الدستور والغير مطلع على عملية كتابة الدستور قد يحسبه فعلا من الاعمال البطولية لاستحصال تلك المكاسب الدستورية.
وهنا فقط علي ان اسجلشهادتي للتأريخ , وكل من لدية اية رغبة في الدخول في تفاصيل اكثر لهذه العملية يمكنه الاستفسار,ومن حسن الحظ ان مسعود البرزاني رئيس اقليم كوردستان وآزاد برواري والدكتور روز شاويس لازالوا احياءا يرزقون وهم من المشاركين الفعليين في هذه العملية , هذا عدا العشرات من الآخرين الذين شاركوا بشكل أو بآخر في بغداد في مختلف الاجتماعات التي كانت تعقد لهذا الغرض.
الحقيقة أني لم أكن من اعضاء البرلمان العراقي وبالتالي لم أكن عضوا في لجنة وضع الدستور , ففي الوقت الذي كاد صياغة الدستور تصل الى مراحله النهائية تم توزيع عدد من المسودات التي كانت لا تتضمن حقوق الكورد بصورة واضحة , لذا سافر مسعود البرزاني الى بغداد من اجل المشاركة في وضع اللمسات النهائية على الدستور ورافقه في زيارته هذه ممثلي الأطراف السياسية الكوردستانية والبرلمان الكوردستاني وطلب مني ايضا ان أرافقه لنفس الغرض .
وتحت تأثير الضغوطات الأمريكية ولاجل اتمام عملية كتابة الدستور بأفضل شكل وانهائه في الوقت المحدد , تم استحداث "مطبخ سياسي " تألف من ممثلي كل القوى الرئيسية في العراق وكوردستان من اجل مناقشة وتحضير مواد الدستور, وفي ذلك المطبخ كنا انا و الطالباني نمثل الاتحاد الوطني .
كانت المسودة التي تمت كتابتها حينئذ قد حددت صلاحيات رئيس الجمهورية, وأضفت صفة تشريفاتية على منصب رئيس الجمهورية . ولان الطالباني كان يرنو الى ان يكون رئيسا للجمهورية , ولذا اعتبر تلك الصلاحيات التي كانت ممنوحة لرئيس الجمهورية او بكلمة اخرى له شخصيا , قليلة , وحاول ان يوسع من تلك الصلاحيات . الاطراف العربية الذين كانوا اكثر خبرة من الكورد, كانوا يحاولون ان يجعلوا النظام السياسي في العراق برلمانيا , وذلك لعدم اعطاء الفرصة لتكرار تجربة صدام ثانية ,وان تقتصر صلاحيات رئيس الجمهورية في المراسيم "التشريفاتية "والاحتفالية" , وان لا يكون له سلطات معينة بحيث يضع النظام السياسي ــ البرلماني في موضع الخطر .
لم يرض الطالباني بهذا الامر , وفي الاجتماعات التمهيدية وفي اليوم الاول الذي كان مخصصا لمناقشة صلاحيات الرئيس , ابدى ردا عنيفا وحينما وجد انه وحيد في الساحة وان احدا لم يسايره, فانه ترك الاجتماع غاضبا ولم يشترك بعدها باية اجتماعات جدية ومؤثرة لاحقة فيما تخص المناقشات لكتابة الدستور , عدا في مناسبتين واللتان انتهتا بضرر بالغ للكورد :
أحدهما : كان قد تم اخذ موافقة أغلب الأطراف العربية بعدم الاشارة الى ان "العراق جزء من الامة العربية " في نصوص الدستور العراقي الجديد,والتي كانت من اسباب الخلاف بين الكورد والحكومة المركزية في العراق لسنين خلت , وحتى ان هذه المادة نفسها موجودة في دساتير بعض الدول العربية ومعدومة في دساتير دول عربية اخرى , والطالباني ومن اجل ارضاء العرب طرح اقتراحا وقال : " هذا الاقتراح هو لعمرو موسى الامين العام للجامعة العربية وانا ارتأي ان نضعه ضمن الدستور " وكان المقترح يتكون من الجملة التالية "وهو عضو مؤسس وفعال في جامعة الدول العربية وملتزم بميثاقها " فتم درجه في الدستور في مادته الثالثة ,والذي قوبل بارتياح من قبل البعض , ولكن هذا الامر قد ادى الى اضعاف النص الذي تم تثبيته سابقا في متن نفس المادة الذي كان يقول " العراق بلد متعدد القوميات والاديان والمذاهب "
ثانيهما : بعد الانتهاء من كتابة الدستور كان الامر قد وصل الى مرحلة الأعلان عنه وعرضه للمصوتين العراقيين من اجل المصادقة عليه او رفضه , زالماي خليل زاد السفير الامريكي وبناءا على طلب بعض الأطراف العربية السنية أراد ان يحشر مادة جديدة في الدستور وهي, ان يكون باستطاعة مجلس النواب القادم ودون الأنتظار لمدة 8 سنوات القيام بتغيير مواد الدستور وكان اكثر تلك المواد المرشحة للتغيير هي التي تخص مكاسب الكورد والشيعة بالذات في الدستور .
الذي حدث ان الأطراف الشيعية لم تكن باي حال من الاحوال مستعدة لقبول تلك المادة الجديدة , ولكن بناءا على طلب خليلزاد , قام الطالباني "باحراج " الطرف الكوردي الذي قبل تلك المادة على مضض , ومن ثم قام الطرف الكوردي بدوره اقناع الطرف الشيعي بهذا التغيير , وبالاخص السيد عبد العزيز الحكيم الذي كان يرأس الائتلاف الشيعي وبعد زيارتين له وتعرضه للكثير من الضغوطات فانه هو بدوره قد قبل بذلك , واصبحت تلك المادة ال142 من الدستور .
اي انه في الوقت الذي كان للكورد انفسهم دورا رئيسيا في ادخال المادة 142 في الدستور نراهم اليوم يعتبرونها من اكثر المواد تهديدا لمكتسباتهم في الدستور .
وكما يقول العرب " شر البلية ما يضحك " !
سابقا وحاليا
يقول الطالباني في تقريره :
"يجب ان نوضح هذه الحقيقة للجماهير لماذا : ابتداءا من رؤساء سليلي الارتزاق , الى الملا كريكار الى المرتزقة المحليين المسعورين , الى رؤوس الجاسوسية و البعثيين القدامى والى الجناح الطوراني في الجبهة التركمانية , كل هؤلاء قد صوتوا وبحرارة لهم (المقصود قائمة التغيير ) ؟ الم تكن ذلك لمعادات البارتي والاتحاد وحكومة الاقليم والكوردايه تي ؟؟؟ .
ــ سابقا كان احدى الامور التي يجيدها الطالباني التحدث و الكتابة بسلاسة , ولكن الآن يظهر بانه قد ضعفت لديه هذه الملكة بل وفقد معها اعصابه ايضا , تحت تأثير هول الخسارة في الانتخابات , فكتاباته ومقالاته تغص بالكلام المتناقض والتعابير الغير المتوازنة , فالذي يقوله هنا يناقضه هناك , او يكرر الشي ومايخالفه في نفس الوقت , فقائمة التهم التي سلسلها لي ولحركة التغيير تعج بمثل هذه الامور ,
فمن جهة يتهمني باني اسعى وراء النزعة للسليمانية "السليمانجية " , ومن جهة اخرى يتهمني باني قد ضيعت على اهل السليمانية فرصة صرف مبلغ 3 مليارات دولارا التي كان قد خصصه الكوريين للسليمانية وتم صرفه في اربيل بدلا من ذلك !
ومن جهة يتهمني باني ضد الاخوة الكوردية مع باقي القوميات ,ومن جهة أخرى يقول باني أعاون وأصادق البعثيين والمرتزقة القدامى والطورانيين !
ومن جهة يوصفني بالرجل المتشدد الذي لا يقبل الآخر بينما في موضع آخر يتهمني باني صديق الملا كريكار , او بمعنى آخر صديق الأسلاميين المتطرفين !
ان قائمة التهم المختلقة لنا قد فاقت كل الحدود المنطقية ,في "تخويننا " و "تخوين " مئات الالوف من مواطني هذا الوطن . ففي انتخابات 25/7/2009 قد صوت اكثر من 445 الف مواطن كوردستان لصالح قائمة التغيير ... فهل يعقل ان يكون كل هؤلاء الناس سليلي المرتزقة ومن قدماء البعثيين والخونة ؟؟
ولماذا حينما صوت كل هؤلاء المواطنين الصالحين للاتحاد كانوا وقتها مناضلين ومخلصين ومواطنين صالحين وهاهم الآن حينما امتنعوا عن التصويت لكم قد تحولوا الى بعثيين قدماء وسليلي المرتزقة ؟ هل يعقل ان يكون كل هؤلاء ضد حكومة الاقليم وضد الكوردايه تي ؟
ومن جهة اخرى فالجميع يعلم ان كركوك لم تشارك في انتخابات البرلمان الكوردستاني , اذا كيف ومن اين اتى هذا الجناح المزعوم من "الجبهة التركمانية " وصوت لنا ؟
وبعيدا عن هذا فاذا كان يحق لاي انسان ان يتحدث عن الطورانيين والجبهة التركمانية , على الطالباني ان ينأى بنفسه عنهما , لانه هو وليس انا او احد النشطاء من حركة التغيير , من وضع اكليل الورد على قبر اتاتورك, ومن هناك صرح بان الدولة الكوردية ما هي الا حلم يدور في خيال للشعراء ؟
ترى هل هناك اي منطق في سوق كل هذه الاتهامات؟ اذا لم تكن كلها محاولات منظمة في اختلاق حجج وأعذار واهية ضد حركة التغيير لخدمة اغراض معينة ؟
ــ خلاصة تقرير الطالباني وهدف البلينوم
يقول الطالباني في تقريره :
ان السياسة الحقيقية( للتغيير القابع في التلة) , والذي يعني تغيير نوشيروان , كانت تنتهج ومنذ البداية سياسة معادات الاتحاد الوطني الكوردستاني .ومن خلال السياسة المخفية او النصف معلنة ضد الكوردا يه تي , ضد الفيدرالية , ضد وحدة اراضي كوردستان , ضد عودة كركوك الى أحضان الاقليم , وضد (قوة بيشمه ركة كوردستان ) , وضد وحدة شعب كوردستان , كيف ؟
1: ان معاداتهم للاتحاد الوطني الكوردستاني هي واضحة وجلية للجماهير ولنا ولذا فان هذا لا يتطلب الحديث الكثير .
2: انهم ضد فيدرالية كوردستان : لو يكون باستطاعتهم فانهم سيفصلون السليمانية عن الأقليم , وسيمزقون الأقليم , وسيجعلون لكل محافظة نظامها اللامركزي .
3: هم ضد الكوردا يه تي : بالقضاء على هذا الكيان السياسي , فهم ايضا ضد الأقليم وفيدرالية كوردستان .
4: انهم ضد عودة كركوك الى أقليم كوردستان : فهو يقول تارة بما ان جمجمال وكفري وكلار هي جزء من السليمانية وتزخر بالنفط والغاز ولذا لا يتطلب منا ان نسعى وندوخ من اجل كركوك , وتارة يقول : فلتكن كركوك محافظة مستقلة ! وفي الحالتين فان كركوك لن ترجع الى اقليم كوردستان !
5 : عند بعض الدول وبعض القوى السياسية يقولون ان( قوة بيشمه ركه كوردستان) فائضة عن الحاجة ولم نعد نحتاجها بعد الآن .
6: في بعض الاحيان يصرح نوشيروان علنيا بان البادينايين ليسوا كوردا , ولا احد يعرف ماهية كورد كركوك ؟ اما عن اربيل (فانه يتكلم عنهم بشكل مقرف ) , ولذا فان السليمانية تكفينا :
ولذا ايها الرفاق : فنحن حينما نتكلم عن التغيير الذي يقصده نوشيروان , يتوجب علينا ان نوضح هذه الحقائق العامة للجماهير وليس الخوض في الامور الشخصية , ويجب علينا ان نفضح خطورة سياساتهم العوجاء .
ويجب ايضا ان نوضح هذه الحقيقة للجماهير من ان التغيير المطلوب احداثه في كوردستان لا يمكن ان يتم على ايدي نوشيروان بل ان الاتحاد الوطني والبارتي وحكومة الأقليم , والتي هم من يعادونه , هي التي ستقوم بذلك التغيير "
ــ هذا هو ملخص تقرير الطالباني والاهداف الرئيسيى لبلينومه !
ان اتهام حركة التغيير بكل هذه الامور في معاداتها للكوردا يه تي , والفيدرالية , والبيشمه ركه , وكركوك... ما هي الا تشويشا وذرا للغبار في العيون .
ان غرض الطالباني في بلينومه ما هو الا استعراضا سياسياو عسكرياو نفسيا ... لحشد كل امكانياته وطاقاته وطاقات الاتحاد والامكانيات الحكومية ضد حركة التغيير , ولكونه رئيسا للجمهورية وسكرتيرا عاما للاتحاد والقائد العام لقوات البيشمه ركه , والمسؤول الاول لاجهزة المعلومات والمخابرات والامن وكون حزبه مشاركا في الحكومة المركزية في بغداد والحكومة الاقليمية في كوردستان , يجب ان يتم اعتبار تقريره تهديدا جديا . وعلى المرء ان يتسائل :
أليس هناك ترابطا بين كيل هذه التهم التي كالها الطالباني لحركة التغيير وبين هذا السيل من الارهاب والترهيب والتهديد التي طالت مناصري حركة التغيير مؤخرا ؟ الم تكن كيل هذه التهم ضد حركة التغيير بمثابة اشعال الضوء الاخضر لكل الاعتداءات التي طالت مناصري التغيير خاصة بعدانعقاد ذلك البلينوم ؟ اليس تسمية حركة التغيير ونشطائه من قبل الطالباني بمكمن الخطر ضد الكوردايه تي ,اقليم كوردستان ,الفيدرالية ,الديمقراطية ,البيشمه ركه ,كركوك ,واعتبارهم اعداءا للاتحاد وللكورد وكوردستان , تمهيدا للارضية المناسبة للشروع باعمال التصفية الجسدية ضد الحركة ونشطائها ؟؟
ولذا وبعد هذا التقرير الذي تم نشره بشكل رسمي من قبل وسائل اعلام الاتحاد, فاننا سنضع كامل المسؤولية عن اية احداث غير مرغوبة و حوادث مؤسفة على عاتق الطالباني والاتحاد الوطني , لانهم هم من سيكونون المسؤولين عن اية تبعات لاحقة .
ترجمة : صفوت جلال الجباري
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست