المكون الايزيدي بين التحجيم و افاق المستقبل في نينوى؟
Monday, 01/07/2013, 12:00
1794 بینراوە
السويد 2013-07-01
لا اظن انني ابالغ ان قلت بان حديث الساعة في ايزيدخان هذه الايام هو الاصوات التي غيبت! و السؤال المهيمن على الشفاه هو : اين ذهبت هذه الاصوات ؟ وكبف؟ و لماذا؟ ما يفهمه الناخب الايزيدي المسكين ان فلانا حصل على كذا الف صوت و فلانة حصلت على كذا الف صوت و مع ذلك لم يفوزوا ! بل فاز فلان الكوردي المسلم رغم حصوله على كذا مائة صوت !
ما لا يفهمه او لا يريد ان يفهمه هذا الناخب المسكين الذي صدرت له الاوامر بالخروج في المظاهرات الاحتجاجية ضد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات , ان المفوضية بريئة من تغييب هذه الاصوات برائة الذئب من دم يوسف. محنتنا تكمن في ثقافتنا الفاشلة في عموم الشرق الاوسط. العالم العربي رزخ تحت الانظمة الديكتاتورية التي فشلت في تقديم ابسط مقومات العدالة الاجتماعية و الرخاء الاقتصادي و مع ذلك كانت الشعوب العربية دوما تخرج بمظاهرات التاييد للديكتاتوريات تهلهل و تمجد الديكتاتور و نظامه الفاسد و تندد باسرائيل و الصهيونية العالمية و الاستعمار الذي كان طبعا يقف خلف تخلف هذه الشعوب!
خرجوا الايزيدية المساكين او اخرجوا الى مظاهرات تمثيلية مبكية محزنة يحملون لافتات التنديد بالمفوضية التي سموها طبعا بالغير المستقلة يطالبونها باعادة فرز الاصوات في محطاتهم لانهم مغدورين و مستهدفين و كالعادة كايزيديين! اولا ان يخرج الايزيدي في مظاهرة يطالب بها حقه المغدور من قبل سلطات الاقليم هو ضرب من الخيال و اذا ما تظاهروا فانما يتظاهرون بما يتناغم و رغبة وارادة سلطات الاقليم. الكل تعرف جيدا لماذا تم الغاء هذا الكم الهائل من صناديق الاقتراع في هذه المناطق تحديدا.
هذه التظاهرات ما هي الا تمويهية يراد منها الضحك على الذقون التي يبدو انها لن تشبع ضحكا يوما ما. لكي نفهم عملية قرصنة الاصوات الايزيدية علينا ان نرجع قليلا الى الوراء عشية اجراء هذه الانتخابات حيث اتفق الكل و الجميع من سياسيين و مراقبين و محللين بان انتخابات نينوى ستفرز مفاجئات مهمة. هذه التنبؤات لم تات طبعا من الفراغ بل استندت الى واقع ساد الاجواء السياسية لمحافظة نينوى طيلة الفترة الانتخابية السابقة. لم يكن من الصعب عشية هذه الانتخابات التكهن بان عصر الحدباويون قد انتهى و انهم مزقوا المكون العربي شر تمزيق و فتتوه. ولم يكن من الصعب التكهن بان قادة التحالف الكوردستاني على دراية تامة بحال المكون العربي في نينوى وبات واضحا انهم يخططون للمرحلة الجديدة بدقة و عناية مستفيدين من اخطائهم السابقة. لم يعد سرا اليوم ان تجربة التحالف النيناوية مع مرشحي ايزيدا لم تكن بدون مشاكلها و صراعاتها. اذ اظهر على الاقل قسم منهم الرغبة و الطموح الايزيدي في تبوء مناصب ادارية توازي الحجم الايزيدي (8 مقاعد اضافة الى مقعد الكوتا انذاك) في حكومة نينوى السابقة مما ادى الى مشادات كلامية لم تحسم الا بعد تدخل القيادة الحزبية لينتهي الامر الى ما انتهى اليه من كارثة حقيقية في ضياع او تضييع فرصة تاريخية على المكون الايزيدي ليلعب دوره الفاعل و المستحق في ادارة المحافظة. لعل اهم دليل على ما تقدم هو عدم اعادة ترشيح قيادة التحالف ولو مرشح ايزيدي واحد من الدورة السابقة؟
قيادة التحالف الكوردستاني بتجربتها و خبرتها و حنكتها السياسية لم تكن هذه المرة اغبى من ان لا تسمح باي حال من الاحوال بحجم و كثافة ايزيدية تهدد توازن معادلتها السياسية لنينوى و خاصة و اننا مقبلون على مرحلة حاسمة لمصير ما تسمى بالمناطق المتنازعة عليها! و السبيل الى تحجيم المكون الايزيدي جاء بخطة ذكية تم فيها ترشيح عدد كبير من ابناء المكون ليتم مناورتهم بعد ذلك باسلوب اذكى وذلك بالقاء اللوم على المفوضية التي لا تملك القدرة باي حال من الاحوال في التلاعب بهذه الكمية الهائلة من الاصوات التي غيبت بتهمة التزوير التي لم تعد تخفي على احد.
ما يدعوا الى الاسى هو استمرار قيادة التحالف في تعاملها الدوني مع المكون الايزيدي الذي بدوره مستمر في سباته العميق. لكي يفهم الفرد الايزيدي قيمة فرصته التاريخية في نينوى العراق الجديد تعالوا معي في جولة سريعة في عالم الارقام التي افرزتها هذه الانتخابات لكي تفهموا مقدار التحجيم و الغبن الذي تمارسه قيادة التحالف مع المكون الايزيدي. في ضوء النتائج الاخيرة نجد ان نسبة التمثيل الايزيدي يتمثل في مقعد كوتا اليتيم و هي بالتمام و الكمال تعادل 2.56% من حكومة نينوى المحلية ! و تخيلوا معي الان ...ماذا لو دخل المكون الايزيدي الانتخابات لنقل بأئتلاف ايزيدي لكي لا نقول بكيان سياسي واحد و موحد ....و كل المعطيات تشير الى امكانية الحصول على 9 مقاعد ايزيدية-ايزيدية ! ما معنى ذلك بلغة الارقام و التحالفات السياسية و خاصة و قد تم توسيع صلاحيات مجالس المحافظات و الحكومات المحلية لتقوية النظام اللامركزي في العراق؟ بكل بساطة ايها الايزيدي المسكين انك كنت ستصبح اكبر كتلة نيابية في محافظتك بتلك المقاعد التسعة اي 23.08% تليك اكبر كتلة عربية ب 8 مقاعد اي 20% بينما كتلة التحالف كانت ستصبح بدونك هامشية بمقاعدها ال 3 و بنسبة 7.69% في ثاني اكبر محافظة عراقية يعادل احتياطي نفطها احتياطي دولة ليبيا !!! كانت الكتل ستاتيك تطلب منك التحالف بدلا من انك اليوم تشحذ و تشحذ دون نتيجة.
لقد تاخر العقل الايزيدي كثيرا في العراق التعددي التوافقي لكن الفرصة لا تزال قائمة وان اصبح الوقت ينساب منه بين اصابعه ...انها مجرد فكرة قد تصلح لحلم جميل يتوقف تحقيقه من دونه على همة الانسان الايزيدي و قادته من مرجعيات دينية و نخب سياسية و مثقفين و مفكرين للاخذ به من تحجيم حقير الى افاق المستقبل المشرق ...مستقبلا يكون فيه سيد نفسه و قراره اسوة ببقية اخوانه في المواطنة و الجيرة و الانسانية.