خريطة طريق واقعية و حقيقية لشباب الثورة السورية
Saturday, 16/07/2011, 12:00
ليس فقط المحلل السياسي أو الباحث الاستراتيجي فحسب, بل أيضاً كل شخص يقال عنه بأنه يمتلك "و لو قليلاً من العقلانية" أصبح و بات يعلم جيداً بأنه لا ثقة في ما يسمى بالنظام السوري بعد اليوم، و هذه الحقيقة أصلاً كانت قائمة بذاتها حتى قبل اندلاع ثورة الكرامة في 15 آذار المنصرم، و في نفس الوقت ايضاً بات جميع العقلاء يدرك الأمل الكبير في إرادة الشباب الثائر، و لهذا فإن الحراك الجاري في سوريا يستحق بجدارة أن يُسمى "بالانتفاضة الشبابية أو الشعبية من أجل الحرية و الكرامة"، و منه نستطيع القول بأنه بات أيضاً على جميع الأحزاب و القوى السياسية أن تحترم تطلعات الشباب و هذا الحراك الشبابي البطل، وعليهم أن يعلموا أيضاً بأن هؤلاء الشبان الذين يواجهون النظام الوحشي بصدورهم العارية ببسالة لامثيل لها، بالتأكيد سيستطيعون مواجهة الأحزاب و الأطراف السياسية التي تقف أمام تطلعاتهم و إرادتهم، أو تلك الأطراف التي تدعي بأنها معارضة للبعث و في نفس الوقت تخدم النظام السوري بشكل ربما غير مباشر أو ربما لنقل حتى من دون قصد, ناهيك عن تلك الأطراف و الأحزاب التي تدعي أنها معارضة و "تحمي النظام عن قصد".
و في الحقيقة يجب على الشباب أيضاً أن يراجعوا أنفسهم حول الشعارات التي يرفعونها من أجل اسقاط النظام، و قد آن لهم الأوان أن يقولوا بأنهم يريدون بناء نظام حكم الدولة و ليس الإسقاط، لأنه لا يوجد في سوريا نظام حكم كي يُسقطوه، بل أفراد و أشخاص و عصابة متسلطة بقوة ممارساتها المافياوية و الوحشية، أما حول ما يسمى بسُبل الحل و الحوار مع النظام، فإن المنطق يفرض و يقول بأن الحوار غير ممكن أبداً في ظل الوضع الحالي و المعطيات التي نعيشها و نراها يومياً، لأنه لو كانت توجد نية و لو صغيرة عند بشار الأسد و فاروق الشرع و بثينة شعبان و أعوانهم حول مسألة القيام بالاصلاح، لقاموا فعلاً باصلاحات حقيقة و عملية في فرص عديدة ذهبية منذ اندلاع الثورة التونسية و حتى الخطاب الثالث أو الأخير لبشار الأسد، نعم فرص ذهبية بات الحديث عن تفاصيلها الآن مملاً و منتهي الصلاحية.
مما انف الذكر من انعدام الثقة بالعصابة المتسلطة في سوريا و كذلك الأمل الكبير بإرادة الشباب نستطيع اقتراح مايلي كخريطة حل للوضع الحالي أو ربما لنقل وجهة نظر و هي:
1- على الشباب أن يتواصلوا بشكل أوسع فيما بينهم و تنظيم صفوهم بشكل أقوى و أمكن من الشكل الحالي و صياغة برنامج سياسي لهم لمرحلة مابعد السقوط كي يكونوا جزءا فاعلاً من بناء النظام الآتي لطالما انهم الجزء الأكثر فاعلية في ثورة اسقاط اللانظام الحالي.
2- نقول لشباب الثورة في سوريا حذاري من أن تعطوا مجالاً للمافيا الحاكمة باختلاق معارضة من نفسها من شأنها القيام بالالتفاف على معاناة الشعب السوري و تضحياته.
3- ضرورة وجود برنامج سياسي واضح لأطراف المعارضة الفعلية للداخل و الخارج السوري و الرأي العام الدولي.
4- لأن السلوك الأمني و القمعي بتدخل مفردات الحياة للمواطن السوري جعلت منه أن لا يثق بوعود الحكومة السورية الحالية و لا وعود الرئيس السوري, لهذا فإنه واجب على الشخصيات الوطنية و بالتنسيق مع قادة الحراك الشبابي تشكيل حكومة انتقالية أو مجلس وطني انتقالي خصوصاً و أن أكثر الدول قرباً من "اللانظام السوري" أصبحوا يائسين من وعودها و تصرفاتها العنجهية, و إن الموضوع أصبح قاب قوسين أو أدنى.
5- على الشباب و التنظيمات السياسية المتواجدة معهم في ساحات الثورة تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة برئاسة أحد الشخصيات المتعبرة من قبل كافة مكونات الشعب السوري (كالشيخ نواف راغب البشير مثلاً) لمدة ستة أشهر و اختيار أعضاء الحكومة بما يتوافق و ينسجم مع متطلبات و رغبات مكونات الشعب السوري، إلى حين تغيير الدستور و خاصة المادة الثامنة الجائرة و الظالمة، و التحضير لانتخابات ديمقراطية حرة و نزيهة و تحت اشراف وطني و مراقبة منظمات المجتمع المدني في العالم و الأمم المتحدة و ذلك عقب اسقاط الطغمة الحالية المتسلطة.
في النهاية نقول بأنه على الثوار و قيادة هذه الانتفاضة في سوريا و خاصة الشباب أن يعلموا بأن السلام الإقليمي سيكون خطوة مهمة لعدم عودة الدكتاتورية و حالات اللانظام إلى سوريا، لأن كل ما سُرق من أعراض و كرامة الشعب السوري و كل المضايقات بحق الانسانية والديمقراطية جرت تحت عناوين مزيفة و كاذبة مثل (الممانعة، المقاومة، القضية الفلسطينية....إلخ), لهذا يجب أن يكون وقوفنا مثلاً إلى جانب الشعب الفلسطيني بحقوقه المشروعة بالشكل السلمي البعيد عن العنف و الارهاب والدم و بعيداً عن إيران و عن حزب الله و غيرها من الأنظمة المارقة, و ان نعلم جيداً كيفية التعامل مع دول الجوار و المجتمع الدولي.
مر ة أخرى أحييكم أيها الشباب البطل فالأمل بكم كبير، و لطالما أنتم من أشعلتم ثورة الكرامة, فأنتم من ترسمون الآن الغد المشرق القادم الذي سيأتي لامحال.... و المجد و الخلود لأصدقائكم و أشقائكم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في هذه الانتفاضة المجيدة.
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست