اي موقف للمهتمين يقع لصالح الثورة السورية
Wednesday, 25/07/2012, 12:00
نلمس يوميا تطورات في الثورة تضاهي سرعتها ما لا يمكن قباسها بالمقاييس الواقعية لثورات العصرمن كافة الجوانب، رغم امتدادها غير المرغوب به من قبل اي طرف كان، الا تعنت السلطة القابعة الجاثمة على صدور المواطنين هو السبب . و تكشف لنا التغعييرات الجارية و المواقف المتعددة مدى التدخلات المؤثرة المفيدة هنا و المضرة هناك في ذات الوقت في مسار الثورة و مجرياتها و وقائعها .
عندما ثار الشعب السوري بكافة مكوناته تطلع الى تحقيق امانيه التي انتظرها لسنين طويلة كي يحققها في اسرع وقت ممكن، و لم يكن يطلب او يظن هذا التدخل الخارجي الفضيح من قبل العدد الغفير من الجهات التي لم تتدخل بعض منها في الثورات السابقة بهذة القوة و الشكل رغم مصالحهم العديدة فيها، و كانت البدايات واضحة المعالم شيئاما و لم تكن الصحوة و الثورة الا نتيجة القهر و الظلم الذي لم يحتمل بحق الشعب السوري طوال العقود و لتوفر فرصة امكانية كسر القيد بعدما انتظر طويلا عندما ازيح حاجز الخوف المسيطر عليه لمدة غير معقولة و ما تحمله بالصبر للاستبداد و الكبت الذي عاش فيه في العقود المنصرمة . ذاق الشعب الامرين خلال محاولاته المستميتة للانتفاضات و الثورات و الاحتجاجات منذ مدة طويلة و قبل ان تندلع ثورات الربيع في الشرق الاوسط، و قدم الكثير في سبيل الديموقراطية و التحرر من ربق الدكتاتورية البغيضة و لانقاذ الاجيال من ظلم الحلقة الصغيرة و من يلف لفهم و بدعم ما يسمونه بحزبهم القائد الاوحد كما كان في العراق المسيطرايضا على زمام الحكم بالحديد و النار . كان بالامكان اتقاء لهيب نار الثورة و قطع دابر اي سلبيات تنتج عنها منذ البداية و كما قلنا في المقالات عند بداية الثورة، كان يمكن ان ان يعتبر من الثورات التي اندلعت من قبل و امكن الاعتبار منها و يخرج من الحال باقل خسائر ممكنة لو فكر النظام بعقلية منفتحة و كان يهمه الشباب و مستقبل البلد، و لم يفعل !! هكذا اصبحت الساحة السورية ساحة لكل من هب و دب من القوى المختلفة خارجيا و ضحى المواطن النقي من اجل اهداف حقيقية جميلة بعيدة عن المصالح المتنوعة و المتطلبات الخبيثة للسياسة و الصراعات التي تعتمدها الاطراف العديدة الان في هذه الحرب الدائرة، و التي يستغلها المتصارعون الكبار و الموالين لهم من اجل تصفية الحسابات العالمية و الاقليمية الكبرى و الاهداف المتنوعة و المختلفة الاشكال و النوايا السرية . اصبحت الثورة السورية بحد ذاتها ساحة و عملية جارية للصراعات السياسية العالمية والمذهبية الاقليمية، و تكونت جراءها المحاور الجديدة و انبثقت تحالفات، و كل طرف يغني على ليلاه و يشارك بكل ما يمكنه و ما لديه من اجل تحقيق ما يهمه فقط، من خلال ما توفره له الثورة و يسهل من وصوله الى مبتغاه الاقليمي و العالمي . و للاسف تقاطعت المعادلات و الاهداف العديدة و استجدت الكثير منها، مما ادى ذلك الى استطالة امد الثورة و تاجيل سقوط النظام الذي يعتبر انعطافة كبيرة في المنطقة بشكل كامل، وكما يغير حدوثها من وجه و سياسات البلدان الاقليمية العديدة من كا فة النواحي و بشكل ملفت.
ان القينا نظرة على مواقف المهتمين، فاقليميا هناك الجوار السوري و مواقف البعض المستمدة من نظرة بعضهم الى المنطقة من منظور ما يتمناه من اعادة التاريخ و الادوار و الهيمنة، و اخرى من اجل الصراع السياسي و المصالح الاجتماعية الاقتصادية، و هناك المواقف القوية المستندة على الصراع المذهبي الدائر في المنطقة و محاولة كل طرف اتساع المساحة السياسيية الجغرافية التابعة له و كسب الاطراف الجديدة و التاثير على مكونات و تركيب الاخر المختل لكل منهما اصلا، هذا اضافة الى مواقف من اجل تثبيت الذات و اعادة الهيبة و المكانة العالمية مقابل تنفيذ الاجندات و الخطط الاستراتيجية و اعادة تنظيم و ترسيم المنطقة من كافة النواحي .
و كما يعلم الشعب السوري و مكوناته المختلفة بانفسهم، ليس هناك شيء يدعه ان يعتقد بان اي موقف سواء كان داعما للثورة او مانعا لها او واقفا بكل قوة ضدها ان يكون من نتاج العقلية و النظرة و الفكر الانساني الذي يقع لصالح الشعب السوري . اي المواقف السياسية كافة كيفما كانت باتت خارج نطاق ما يخدم الثورة و مستقبلها و نهايتها سواء ما كانت تساندها ميدانيا او تقف حجرة عثرة امامها . لذلك نسمع و نلمس الاحساس الصادق من المواطن البسيط الذي لا يثق باي طرف و يرى نفسه وحيدا دون مسند امام الحديد و النار الذي يواجهه من قبل النظام الساقط بكل المقاييس، اليوم كان ام غدا . و هذا ما يدعنا ان نعتقد و بكل قوة مدى ارادة الشعب السوري و قدرته على التغيير و ايمانه بالحياة رغم الصعاب . و هذا ايضا ما يدفع الى الاعتقاد بان ابناء الثورة هم من يجب ان يكون زمام الامور بايديهم دون ان يدعو اي طرف يستغل ما يجري لهم من اجل الاهداف الخاصة به دون اي رادع يمنعه، و يمنعوا اي تدخل مهما كانت قدرة الجهة المتدخلة . بعد ان فرط النظام المستبد بالفرصة الذهبية امامه للانتقال السلمي السلس للسلطة و البقاء على الطريق الضيق الوحيد الباقي لحد اليوم وغير المفيد للمواطن، و هو التنازل الطوعي لارادة الشعب، اليوم لابد من ايجاد منفذ للخروج من عنق الزجاجة للجميع بعيدا عن الويلات التي يمكن ان تحصل اكثر فاكثر فيما بعد . و ان كان النظام لديه شيء من اللباقة السياسية و عزة نفس و كبرياء و ذرة من الحرص على البلد لابد ان يعيد التفكير في نهاية الامر و يخرج الناس من التعقيدات التي وقعت فيها دون رجعة، و الاختيار الخاطيء للنظام هو الذي اوصل الحال الى ما يحدث و فرش الطريق امام القوى المناصرة له عند دعمهو ادى الى تعقيد المعادلات و كما مهد الارضية لتدخل من يعاديه من جانب اخر بالسلوك و الاسلوب ذاته في نفس الوقت. فاليوم امامه الفرصة الاخيرة لقطع دابر التدخلات اكثر فاكثر غير المخلصة للشعب السوري للخروج من الازمة و الحرب الطاحنة و انقاذ الشعب من الويلات الاكبر، فعلى النظام السوري ان يفكر في الاختيار بين السيء و الاسوء لنفسه و كلا الخيارين مر و ان يتنحى، و بين الحياة و الموت للشعب الذي ليس بينهما الحل الوسط بل حد فاصل قوي .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست