الى متى الانفجارات الدامية في العراق
Saturday, 17/08/2013, 12:00
من يتابع التركيز المتعمد على الانفجارات المدوية في العراق من قبل المخابرات العديدة الواقفة ورائها بمساعدة الداخل وفي هذه المرحلة بالذات و يفكر قليلا فيما ورائها من الاسباب و الدوافع المختلفة الاوجه نظرا لما يجري في المنطقة من الاحداث المرتبطة مع بعضها من تونس الى ايران، سيكشف حتما ان الضحية المستمرة في هذه اللعب التي لها علاقة بالشعب العراقي و غيره او ليس له اية علاقة بها هو الشعب العراقي اكثر من غيره، و يمكن ان نسميه البديل الرخيص لما يستوجب من التضحيات لشعوب دول البترود ولارالتي تعمل بكل جهدها و تصرف ماهو غير المتوقع من الاموال كي تُنفذ بحق العراق و شعبه هذه الجرائم بدم بارد و ليس له فيها ناقة و لا جمل في النتيجة .
ان الصراع المذهبي المتشدد الموجود الان في منطقة الشرق الاوسط معلوم التوجه و الاندفاع و لكن ما هو غير المعلوم ان يصبح العراق فقط و لوحده تقريبا ساحة مفتوحة له و ان لم تجر فيه حروب اسقاط النظام ، و كل ما هو الموجود ان اللاعبين الاقوياء يبعدوا بالشر عن مواطنيهم نحو هذه الساحة كما هو المعروف. و هل من المعقول ان تكون الضحايا في العراق بقدر او اكثر من سورية التي تجري على ارضها الحرب المدمرة . لا نريد ان ندخل في تركيبة الشعب العراقي و المنطقة بشكل عام من الناحية المذهبية التي اصبحت من الاسس التي تعتمد عليها السياسة العالمية العامة و من يلف لفهم من الموالين في المنطقة، و الا هل من المعقول ان تدافع امريكا عن الاخوان في مصر لسواد عيون المصريين و الديموقراطية مقابل دعمه الخفي لايران رغم ادعاء العكس ظاهريا لبقاء الراسين المتناطحين باستمرار . اما العوامل و الظروف الداخلية العراقية التي تساعد على استمرار الحال على هذا المنوال هي نفسها منذ العقود و ما يعز النفس هو عدم تغيير الفكر و العقلية العراقية و المستوى الثقافي لفترة طويلة جدا رغم التقلبات و التغييرات في المراحل المتالية من حياة الشعوب في هذه المنطقة بعد كل مدة تقريبا نتيجة ما موجود على الارض و تحتها .
المصيبة في الامر اننا و بعد التعمق في الاسباب الداخلية و الخارجية نعتقد ان هذه الحال ستستمر طالما بقت الظروف السياسية في المنطقة على ماهي عليها من كافة الجوانب، و هذا ما يزيد من تشاؤمنا من بيان الحلول و طلب العمل، الا اننا يمكن ان نقول يمكن تخفيف الضغوطات، و لم يتم ذلك بالعصا السحرية، بل بالسياسة و الحكم القويم المناسب لهذه الفترة و تحديد الاولويات و ليس كما هو الان من الصراع المذهبي و القومي بعيدا عن كل ما يمت بالصلة بالفكر الانساني . و لتحقيق ذلك نحتاج لعدة ادوات و التي يمكن ان ترسخ بها الارضية لخطو الخطوة الاولى التي يمكن ان توجه نحو السكة الصحيحة لتصحيح المسار. ربما يسال القاريء كيف يمكن ذلك على ارض الواقع؟ اقول ليس بخيال ان يبحث الجميع عن الحل الواقعي بعيدا عن بعض المصالح او ايجاد المصالح المشتركة الكثيرة بعيدا عن كل الشعارات، و ليس التوافق او الحل الوسط كما يقال بل وضع اليد على الحل الجذري بما يهم المكونات الثلاث الرئيسية الشيعة و السنة و الكورد على حد سواء دون لصق سمة الخيانة لمن يطرح الافكار الواقعية الممكنة التنفيذ، و يمكن ان يرد علي اخر ويقول؛ ان دول المنطقة مادام لها اليد في تفعيل المشاكل العويصة و ما يجري كيف تدع المجموعات و الكتل و الاحزاب تجلس بنية صادقة دون النظر الى ما يهمها فقط او دون العمل بدوافع ارضاء الداعمين وان يكونوا مصرين ان يجتمعوا على ارض صلدة؟ اقول يمكن ايجاد حلول لما يمنع من عدم حدوث مثل هذا الاجراء الذي يمكن ان يوصف بالخيالي، من خلال خيط التلاقي وهو المصالح المشتركة التي تفرض نفسها دائما على الجميع، و هذا كيف؟ نقول بعد تيقن الجميع على ان لا حل الا بتنازل الجميع عن ما يهمه بالمطلق، و كيف؟ ان تقع مصالحه تحت ضغوط الشعب و نتائج المعادلات السياسية التي تفرض نفسها .
و من هنا يمكن ان نعتقد بان الحلول لا يمكن ان تطبق على الارض داخليا فقط، اي دون اشراك المنطقة و المؤثرين الرئيسيين و بعد الوصول الى القناعات الكافية لحدوث ذلك. اذن المؤتمر العام لدول المنطقة حول العراق و تفاهم الداخل على الحلول الواقعية و الاعتماد على الجذرية منها هو بداية الخطوة الصحيحة. و تبقى بعد ذلك الاجراءات العملية و هذا ايضا يمكن ان تتداخلها ثغور يمكن ان تُبحث ايضا و من ثم يمكن ان نقول الحل صعب و لكن ممكن و ليس بمستحيل، اما اذا بقت كل جهة تتهم الاخرى بالاسباب و العمل على ما يجري بمساعدة القوى الخارجية و عدم البحث عن الحلول المرضية للجميع فاننا نبقى في المتاهات التي نحن فيها منذ سنين .
و به يمكن ان نقول، نعم اذا تمكنا ان نقول بان القدر هو الذي يفرض نفسه ان صح التعبير وهو من يبقي العراق في هذه الزوبعة بعد التغيير و هو المضحي و سيبقى عند مرمى الرمح ان لم توضع العديد من المسببات و العوامل الداخلية جانبا، و بمن يحدث هذا اذا؟ نقول نحاج لمانديلا او غاندي او مارتن لوثر كينج او من يمكن ان تثق به كافة المكونات لمدة ايجاد و تطبيق الحلول و الا لم يستمر بقاء الثقة بالمنقذ اذا لم يعمل في هذا الاتجاه في فترة قياسية قصيرة ، و السؤال من يجد المنقذ و كيف يظهر على ارض الواقع و يعتمد عليه الجميع دون استثناء؟ و هذا ايضا له متطلبات و بدايات، و المفرح ان العراق فيه من العقول التي يمكن ان تظهر و تفرض نفسها في المرحلة المناسبة و نحن بانتظارها و انتظار الحال التي يصل اليها الشعب لمثل هذا الاختيار .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست