الصغير جلال الدين والحاخام عوفاديا يوسيف .... وجهان لعملة صدأة واحدة
Sunday, 26/08/2012, 12:00
ان التصريح الذي طالعنا به رجل الدين الشيعي( الصغير جلال الدين )حول قيام المهدي المنتظر الذي سيخرج لاصلاح العالم ونشر العدل والمساوات , والذي سيبدأ عمله المقدس والاسطوري هذا بالانتقام من الكورد وابادتهم عن بكرة ابيهم !!!!!...
وهذا التصريح او التوجه ان صح التعبير لا يختلف قيد شعرة عن تصريح الحاخام اليهودي المتطرف (عوفاديا يوسيف) بابادة العرب بيد ال(الماشيح) المنتظر ... وقبل الولوج الى محتوى ومرام وخلفيات هذين المنتظرَين (المهدي عند الشيعة على الخصوص وصنوه الماشيح عند اليهود) الذين سيظهران مع كثيرين غيرهم من المخلصين في عدد من الاديان و المعتقدات القديمة والواردة في نصوص المثيولوجيا .... ساورد نص التصريحين ليكون القارئ الكريم على بينة تامة حول الموضوع...
الصغير جلال الدين تطرق في محا ظرته في جامع براثا والذي ركز على فكرة ان المثيولوجيا الشيعية تنص على ( اعتبار الكورد وبعض الاقوام الاخرى من الشعوب "المارقة المذكورون" في كتب الملاحم والفتن الذين سينتقم منهم المهدي المنتظر شر انتقام) حيث هناك عشرون شرطا لظهور المهدي المزعوم منها تمرد ومروق بعض الشعوب !!!!!
بينما تطرق الحاخام عوفاديا في صحيفة بديعوت احرانوت, بتاريخ 26 تموز 2009 الى موضوع مشابه حيث قال في خطبته بمناسبة ذكرى دمار الهيكل اليهودي المزعزم :
((يقولون لنا - باراك أوباما والأوروبيون- لا تبنوا المستوطنات هنا في شرق القدس أوالضفة الغربية وكاننا عبيدٌ عندهم ... وانا اقول لهم فحين يعود الماشيح سينتقم منهم ويطردهم. ولان هيكلنا محاط بالعرب
فانه سيبيدهم عن بكرة ابيهم...
والآن لندخل الى صلب الموضوع....فقصة المخلص قديمة قدم الأديان الابراهيمية الثلاث ( اليهودية والمسيحية والاسلام) بل وقبلها ايضا ... فحينما ظهرت بوادر الافكار الدينية المتطورة نسبيا(نسبة الى ما سبقها من عبادة الطواطم وارواح الاجداد) .... ومع نشوء المجتمعات التي اعتمدت على الزراعة والاستقرار وبناء القرى والمدن الصغيرة ظهرت الحاجة الى تنظيم المجتمع الجديد على اسس اخرى ولحاجة السلطة الحاكمة ان تسند نفسها بصورة اقوى عن طريق استغلال ايمان الناس بالغيبيات لتكريس وجودها وللدفاع عن ممالكها واصقاعها بوجه الطامعين برزت الاديان الابراهيمية وعلى رأسها الديانة اليهودية في الشرق الاوسط (مصر وفلسطين).... وبرزت معها فكرة الخير والشر وتخصصت ادوات ومفاهيم دينية لكل منهما او حتى خارج سياقهما , ولادراك مبتدعي هذه الافكار عدم القدرة على نشر العدل والقيم التي نادت بها بشكل مثالي وظهور بوادر الفشل في قيادة المجتمع وتغييره بالاسلوب المطروح في متن الكتب والتعاليم ولكونها لم تستطع قطع دابر الشر والسوء واجتثاثه من المجتمعات رغم ادعائها بالكمال والتمام واعتبار نفسها انها الحقيقة المطلقة والصحيح المطلق والحل الامثل والاوحد ..... ولاجل ايجاد تفسير مقنع لظاهرة الشر واستحفاله في تلك المجتمعات رغم انتشار القيم الدينية بشتى الوسائل الترغيبية والترهيبية...فكان لابد من اللجوء الى الوعود المعسولة لطمأنة البشر على مستقبلهم وبان العالم السعيد الموعود والوردي آت لامحالة وفي الارض قبل السماء ... فكان ابتداع ظاهرة المخلص الذي سيظهر في النهاية المحتومة للعالم الذي سيعم فيه الفساد والجور والظلم والطغيان اضافة الى جملة شروط وارضيات تتعلق بحوادث محبوكة , و بروزبعض الظواهر الكونية والمناخية والبيئية( زلازل وبراكين وامراض كالطاعون) فيظهر المخلص المزعوم ليقوم بتخليص الناس من اوضاعهم المزرية والسيطرة على العالم العالم والسير بهذه الشعوب المؤمنة الى بر الامان بعد ان تم القضاء المبرم على الشعوب المارقة وابادتها رجالا واطفالا ونساءا وشيوخا (استميح عذرا عن منظمات حقوق الانسان طبعا) ... ويلعب هذا المخلص دور البطولة الفردية (كعادة القصص والاساطير القديمة) في هذه العمل الجبار ... ولو تمعنا في مضمون هذا المخلص بغض النظر عن االتسمية التي تختلف من دين الى دين آخر نرى انها تشترك في قواسم مشتركة ولعل مخلص الدين الاسلامي واليهودي اي ( المهدي والمشيحا) يتقاربان في المفهوم بل وحتى المعنى ... والغريب ان لكل منهما مرام عنصرية او قومية او قبلية ... حيت ان المشيحا هو من نسل داوود حصرا :
.( والعقيدة المشيحانية في اليهودية ذات طابع حلولي كموني قومي واضح. فالماشيَّح هو ملك من نسل داود (الأسرة المالكة العبرانية)، سيؤسس مملكة صهيون في فلسطين، ويبطش بأعداء اليهود، ويناصر اليهود (مركز الكمون وموضع القداسة) ويجعلهم يحكمون العالم.).... انتهى الاقتباس
وبنفس الطريقة فان المهدي المنتظر هو من (آل البيت ومن الطائفة الشيعية حصرا وهو الامام التاني عشر ومن نسل الامام الحسين حصرا)... وكلتاهما سيقومان باعمال خارقة ويجمعان الاتباع حولهما ويسودان في العالم !!!!!!
وليس غريبا هذا التشابه بين اليهودية والاسلام حتى في تفاصيل قصتي (المهدي والمشيحا) فهما يشتركان في كثير من الامور منها عادة الختان وتحريم اكل لحم الخنزير ونجاسة المراة في فترة حيضها والكثير من الاحكام الفقهية والعبادية الاخرى .... وعلى الرغم ان فكرة المخلص قد تكرر في المسيحية ايضا ولكنها اخذت طابعا آخر ..... حيث ان المسيح نفسه لعب دور المخلص مرة في حياته ومرة في قيامه في آخر الزمان ومقارعته لنوع آخر من الشخصيات الخرافية وهو (المسيح الدجال) الذي يمتلك نفس مواصفات المخلص ولكن بصورته السلبية والشريرة ...
وهكذا نرى ان حكام العراق الجدد وعلى لسان اعضاء بارزين في البرلمان يحاولون ارجاعنا نحن شعب العراق الى بطون الاساطير وعالم الخرافات التي لا يمكن لعقل راجح ان يصدقها ويحاولون استغلال سذاجة البعض لتمرير مخططاتهم الشريرة ضد الشعوب العراقية ومنها شعبنا الكوردي .... واذا كان ولابد للمهدي المنتظر ان ينتقم من الظالمين فحري به ان يتوجه الى قم وطهران لينقذ الشعب الايراني المسكين من هؤلاء الدجالين الذين لعبوا بمقدرات الشعوب الايرانية وهظموا حقوق الشعوب البلوجية والاذرية والكوردية والعربية ونهبوا ثروات الشعوب الايرانية وورطوهم في حروب خاسرة ولا زالوا على نفس الدرب سائرون... واذا كان للمهدي المنتظر من سطوة وقوة فليزلزل عرش الدكتاتور بشار الاسد الذي يقتل الاطفال الرضع والنساء باسلحته الفتاكة وبمباركة من علماء قم وطهران وغيرهم ...فكفاكم ضحكا على الذقون فالعالم يتقدم وانتم تحاولون ايهام الناس باساطير اكل الدهر عليها وشرب !!!!!!
صفوت جباري
25 اب 2012
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست