رسالة إلى دولة رئيس الوزراء الماكي:
Sunday, 22/04/2012, 12:00
رسالة إلى دولة رئيس الوزراء الماكي:
"قطرة من بحر التسعينات"
أبو رمزي الكلهوري*
مع احتدام حدة المواجهات بين الدكتاتوريات والشعوب العربية المغلوبة على أمرها وخاصة المواجهات الدموية بين العسكر الشيعيّ السوري والاغلبية السنية في سوريا و التطورات الاخرى على الساحة الدولية، يحاول دولة رئيس الوزراء العراقي النيل من الكورد من خلال انتقاد رئيس اقليم كوردستان مسعود مصطفى أحمد، وذلك بإطلاق تصريحات مبطنة وكذلك عن طريق إطلاق العنان لحثالته بانتقاد الرئيس والتطاول عليه. ككوردي مستقل و مناهض لاغلب سياسات رئيس الاقليم إلا إنني ادرك ماذا يريد أبوالإسراء من الكرد ورئيسهم الذي لولا جهوده و جهود قرينه الطالباني لكانت الشيعة والسنة العرب في العراق استمروا إلى يومنا هذا في ارهاب بعضهم البعض وقتل الآخر لمجرد الاسم، ولشاهدنا يومياً مناظر الرؤوس المخرومة بالمثاقب والجثث المرمية على حافات الطرق و شوارع بغداد. وعلى ذلك اود التوجه إلى دولة رئيس الوزراء ببعض الأسئلة و كذلك تذكيره ببعض الحقائق.
بدايةً لن أسألكم عمّن علـّمكم هذه الخصال الرخيصة بان تطلق كلابك على الكرد ليدلوا بتصريحات ضدّ الكرد من خلال التهجم على قادتهم. ألستم من خَلـَف النعمان الذي انقلب على من أحسن إليه وشيّد له أجمل قصرٍ في زمانه وبعد الانتهاء من التشييد قتله سيدكم ومعلمكم النعمان ليس بسبب تجاوز على عقود النفط أو القانون وإنما بسبب هواجس النعمان المَرضية و غيرته والحسد القاتل. يا من تدّعون شهادة في الادب العربي ألم يمرّ عليكم البيت الشهير:
جزاني جزاه الله شرّ جزائه جزاء سنمارٍ وما كان ذا ذنبٍ
أيها الاديب القائد من هو سنمار ومن هو الجازي؟ ألم يبن سنمار الماهر قصرا، ليتخذ النعمان منه ابهة وفخرا، وقتله اللئيم الحسود غدرا. أنسيت حقبة التسعينات عندما كنت تنزل ضيفاً على أهل كردستان و كنت تحظى باحترام لأن حسن ظن الكرد وشيمة اكرام الضيف فيهم جعلهم يتناسون بأنك من أساتذة التقية. وأنت الآن تنقلب عليهم ورددت إليهم الإحسان بأن أشرت إلى أقزامك بالنباح في وجه الكرد ليس لجرم اقترفوه وإنما لانهم عازمون على المضي في المطالبة بكل الحقوق التي انتزعت منهم جوراً و ظلماً؟
يا دولة رئيس الوزراء أنسيت عندما تعثرت دراستك في لبنان وتوسلت بأن يسمحوا لك باكمالها في أربيل. لم تنجح في إغراء المسؤولين الشرفاء. أنسيت كيف بدأت بالتأثير على اثنين ممن باعا نفسيهما لمعلمك صدام وبذلك كنت سبـّاقاً في بذر بذور الفساد الاداري في الاقليم عندما لجأت إلى خسيسَين على شاكلتك - فـ "الطيور على أشكالها تقع" - ومن خلال الإغراءات غير الشرعية اقنعت هذين "المحترمَين" بالتجاوز على القانون. إن كنت قد نسيت فأنا أذكّرك بقرينيك وهما آزاد محمد أمين النقشبندي الذي لا أمانة له عميد كلية الآداب بجامعة صلاح الدين آنذاك ۱ و ظاهر لطيف٢ المجرد من اللطف رئيس قسم اللغة العربية في ذلك الوقت. حينها أقنعت - يا دولة رئيس الوزاء العراقي الحالي - هذين "الفذين" وارتشيتهما بان تاخذهما إلى سفرات مجانية لسوريا ولبنان لاشباع رغباتهما المريضة وكذلك من خلال وعودك إياهما بتسهيل السفر إلى ليبيا آنذاك للعمل. يا سيدنا يا رئيس وزرائنا و قائدنا الضرورة هذا ماضيك فرجاءً يا سيّدي لاتحاول أن تخون ذاكرتك.
هناك الكثير مما يسع مجلدات إن اردتُ إضاعة الوقت في ذكر "مناقبك" التي لا تعدّ. و اكتفي بتذكيرك بالقول المشهور"إن كان بيتك من زجاج فلا ترم الحجر على بيت الناس". أوّلك وآخرك فساد وتـاتي و تريد النيل من الكورد من خلال إطلاق لسان كلابك عليهم.
أخيراً ارجو المعذرة من استخدام اسلوب الجمع في مخاطبتي إياك فانت المتخصص بالأدب العربي و لست أدري ما هو حظك في اللغويات كأستاذك ومشرفك الجهبذ في الماجستير ظاهر لطيف الذي يـُعرف بعبقريته في اللغة والقواعد والنحو و ربما مر عليك قول الزمخشري:
إن قومي تجمعــوا وبقتلي تحدثـوا
لا أبالي بجمعـــهم فكل جمع مؤنث
وإن استصعب عليكم فهم البيتين، فأنا بنتظار توجيهاتكم يا دولة رئيس الوزراء كي أشرحهما لكم.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
* أكاديمي مقيم في بولندا
--------------------------------------------------------------------------------
۱ إن آزاداً هذا أوفد إلى بلغاريا لدراسة الجغرافيا على حساب الثورة الكردية في السبعينات من القرن الماضي وهناك انضم إلى شبكة أجهزة الاستخبارات العراقية للتجسس على الطلبة الكرد ونشاطاتهم. ولما رجع إلى "العراق" عُيّن في جامعة البصرة. نذالته كانت لدرجة أنه كان يستنكف من التحدث بالكردية مهما كانت المواقف.
٢ ظاهر هذا من أسرة ثرية حصل على شهادة عليا بقوة المال ويعد من الاميين الذين حصلوا على شهادة الدكتوراه من غير أن يكتب بنفسه رسالته. فقد كتب له احد الخريجين العائدين من الاتحاد السوفياتي وترجمه له ورتبه أحد المدرسين الجامعيين المصريين. ظاهر يدعي في كوردستان بانه قد بحث في شعر بدر شاكرالسياب وعبدالله كوران و تي إس إليوت. إلا أنك لن تجد أثرا لاليوت في الرسالة المنسوبة إليه و أتحدى الكل بأن يكون بإمكانه كتابة فقرة عربية صحيحة و خالية من الأخطاء اللغوية.
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست