وماذا عن الديمقراطية القادمة
Tuesday, 10/01/2012, 12:00
الديمقراطية اصبح الشغل الشاغل لنا جميعا ً ، ليس هناك من لا يقول انه ليس بديمقراطي ، الكل يزين مائدته السياسية بالديمقراطية كما تزين سيدة المنزل طبخة الرز بالكشمش واللوز والشعرية .يعود بي الذاكرة الى الثمانينات من القرن الماضي حيث كان هناك في حارتنا شاب بسيط يشتغل عاملا يكسب رزقه بعرق جبينه ، لقد كان مرحا يستعمل مصطلحات غريبة يثير الضحك والمرح عند الاصدقاء ، من تلك المصطلحات الديمقراطية الغشيمة والبرولتاريا السمكية والرجوازية النارية ... وهلم جرا
عندما وجد نفسه في مازق العسكرية والاحتراق في كورة الحرب الصدامية حمل متاعه ليلجأ الى قرية من قرى كرميان ، ساقه حظه الى قرية يدعى قرية نازيه ، بعد فترة من بقائه في القرية تعرف على الشباب في القرية ولانهم لم يفهموا كلامه واسلويه المرح وقع بيهم سوء فهم .
التقينا به في وادي قرداغ وكنا في مجلس احد الاخوة المسؤولين والذي يعرفه جيدا ويستمتع بكلامه ، إلا انه حضر لضيافة الاخ المسؤول احد الاخوة من حزب ثان وصاحبنا استمر بالتعليقات ونشر مصطلحاته العجيبة ، سأله الاخ المسؤول عن آخر نتاجاته الأدبية وهو يقصد بالمزيد من الضحك ، فاجابه صاحبنا انه على وشك الانتهاء من كتابه مشكلتي مع النازيه ، وكان يقصد هو قرية نازيه ، إلا أن الضيف اعتقد انه حقا كاتب وعلى وشك الانتهاء من كتابه حول النازيه الالمانية.
اليوم كثر استعمال مصطلح الديمقراطية بمناسبة أو من دون مناسبة والأدهى من كل شيء أن الذين لا يؤمنون حتى بوجود الديمقراطية ويعتبرونه من كبائر الالحاد لبسوا ثوب من الديمقراطية
واتخذوه وسيلة للتعبير عن اسلوب مشوه للعمل السياسي لا من خلال الوعي الديمقراطي والعمل به من أصله . حيث اصبحت الديمقراطية ليس إلا من ضمن مصطلحات صاحبنا .. ديمقراطية غشيمة أو اي نوع آخر.
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست