ماذا بعد قرار الخزي .. والعار الصادر عن مجلس الإستكبار الدولي ؟!
Saturday, 26/12/2015, 23:55
سألني أحدهم :
ما رأيك بقرار 2254 الصادر عن مجلس الإستكبار الدولي ؟!
قلت له :
إني فرح به .. غاية الفرح !
حدق نظره في .. وطاش عقله .. وكاد يهم أن يقتلني !
وصرخ في وجهي .. وهو يرغي ويزبد .. ماذا تقول : أجُننت ؟!
قلت له : يا صاحبي .. هل قرأت .. أو سمعت في السبعين سنة .. من عمر هذا المجلس الطاغوتي .. الصعلوكي .. العنصري .. أن أجمع كل أعضائه .. مرة واحدة .. بالرغم من تاريخه الأسود .. وسفاهته .. وفجوره .. على قتل شعب كامل .. كما أجمعوا الآن كلهم .. على قتل الشعب السوري؟!
قال بصوت تكاد تتزلزل له الجبال : لا .. لم يحصل هذا ..
وهذا الذي أغضبني منك .. وسمم بدني ..أن تقول أنك فرح به !
قلت له : ماذا تفعل في عيادتك .. لما يصاب مريض فجأة بالإغماء .. وفقدان الوعي ؟!
ألا تضربه بالماء المثلج .. حتي ترتعش فرائصه .. ويصحو ؟!
وإذا لم يصحو .. ألا تضرب صدره بكل قوتك لتنشيط قلبه .. وقد تضطر إلى ضربه بالصاعق الكهربائي .. ليعود إلى الحياة من جديد ؟!
وإذا لم تنجح كل هذه الوسائل في إرجاعه إلى الحياة ..
ألا تحكم عليه بأنه قد أصبح في عداد الأموات .. وتسطر له شهادة وفاة ؟!
قال : بلى ...
قلت له : وهكذا هو قرار الشؤم .. والعار .. الصادر من مجلس الطغاة الكبار .. والذي قرر فيه تثبيت .. وترسيخ .. وتمكين جلاد مجرم .. أبله .. مأفون .. في قتل شعب كامل .!
لهو بمثابة الصاعقة الكهربائية .. المزلزلة لأركان هذه المعارضة الحائرة .. التائهة .. المصابة بالإغماء .. وفقدان الوعي !
فإن استطاعت هذه الصاعقة أن توقظها .. وتنعشها .. وتجعلها تقف على رجليها ..
وتصرخ في وجه الطاغوت الأكبر .. وتعلن إضرابها .. ورفضها الشديد للسير خطوة واحدة في طريق التفاوض مع النظام القاتل .. المجرم .. بعد إصداره لقرار حمايته .. ودعمه !
حينئذ يكون هذا القرار قد نجح في ايقاظ المعارضية من غشيتها .. كما يفعل الصاعق الكهربائي في ايقاظ المريض المغشى عليه . . ويكون فيه خير كبير ..
ولكن إن لم تهز .. وتحرك هذه الصدمة أركان المعارضة .. وبقيت في سباتها العميق .. غير عابئة .. ولا مبالية بقرار العار .. وظلت سائرة في غيها .. مطأطأة الرأس .. مستمرة في طريق الإستسلام ( المسمى المفاوضات ) .. فهذا يعني أنها .. قد ماتت الموتة الأخيرة ..
ويجب حينئذ إصدار شهادة وفاة لها .. وأصبحت تُجر وهي ميتة من أطرافها جراً رغم أنفها .. من القوادين الكبار .. والصغار ..
وإن كان كبراؤها قد أعلنوا بكل خيلاء .. وغرور - حجاب أو نعسان اللذان تاريخهما مجلل بالسواد .. وأمضيا حياتهما في مسح أحذية الأسد الكبير ثم الصغير – أنهما لن يتنازلا عن ثوابت .. ومبادئ الثورة !
كبُرت كلمةً تخرج من أفواهما .. إن يقولا إلا كذباً !
لقد داسا على مبادئ الثورة من اللحظة الأولى لإعترافهما بقابلية .. وإمكانية التفاوض مع المجرمين الذين لا يستحقون في عرف الثورة .. إلا الإعدام !
وما التفاوض معهم إلا تكريم .. وتبجيل .. وتعظيم لهم . . واعتراف بهم .
فهل أدركت يا صاحبي .. لماذا فرحت بقرار مجلس الطاغوت ؟!
حتى يكون هذا القرار هو الفيصل .. في تمييز الخبيث من الطيب .. والشرير من الخيِر .. والفاسد من الصالح !
وحتى يتأكد للناس . . أن الطريق الصحيح للقضاء على المجرمين .. والإنتصار عليهم .. لا .. ولن يكون إلا في ساحات الوغى .. بقطع رقابهم جميعا . . وسفك دمائهم .. وحرق جثثهم ..
لا بالجلوس معهم في الفنادق .. والتحاور معهم .. أو التفاوض على رحيلهم .. تحت رعاية الطغاة .. المجرمين أمثالهم .. فهم لن يقبلوا بذلك قطعياً ..
وحتى يتيقين من لايزال في قلبه ذرة خردل من إيمان .. أن :
الذين يتجهون إلى التفاوض مع المجرمين .. خاطئون .. ضالون .. مضلون .. خاصة وأنهم يعلمون سلفاً .. أن طريق المفاوضات مسدود .. وأن رعاتها الإقليميين والدوليين .. حريصون حرصاً شديداً .. على بقاء طاغية الشام .. ليساعدهم في القضاء على المجاهين .. بذريعة القضاء على الإرهاب.
وحتى يؤمن الناس أن كلام الله تعالى .. حق .. حينما يقول :
قَـٰتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍۢ مُّؤْمِنِينَ التوبة 14
وَمَا لَكُمْ لَا تُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَ ٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهْلُهَا وَٱجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّۭا وَٱجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا النساء 75
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست