التغییر في کردستان ضرورة أفرزها الواقع السیاسي والإداري في الإقليم
Monday, 25/10/2010, 12:00
کثیرا ما تتغنی وتتفاخر السلطة في کردستان في المناسبات والمحافل بالتجربة الديمقراطية والأدارية في الأقليم وتعتبرها تجربة فريدة ینبغي ان تحاکی و يحتذی بها لکن الواقع علی الأرض یعکس زیف و بطلان هذه الأدعاءات وهي لا تعدو سوی محاولات للتظليل.
إن إجماع وتحالف الأحزاب السياسیة المتواجدة في الساحة الکردستانية في ما يخص المسائل المصيرية وبشکل يؤمن الحقوق المشروعة لڵشعب الکردستاني هو ضرورة وطنية وتاريخية ملحة وهذه ظاهرة إيجابية ، لکن أن يتحالف حزبان رئيسيان في دورات إنتخابية تشريعية متتالية فهذا يلحق افدح الأضرار بالعملية الديمقراطية ويجردها من معناها کما إنه يؤدي الی جمود في الحياة السياسية وغياب لديناميکيتها ، فهذان الحزبان إستحوذا علی السلطة في الإقليم واصبحا يتحکمان بکل مقدرات الإنسان الکردستاني وذلك من خلال السيطرة المباشرة علی أداء الپرلمان والتحکم بقراراته والأنفراد بتبني مشاريع قوانين لصالحهما مما أفقد الپرلمان إستقلاليته وسلب دوره کمنبر ورقيب ومشرع للشعب الکردستاني حتی أصبح النائب في پرلمان الإقليم روبوتآ يرفع يده بإيعازمبرمج مسبقآمن قبل حزبي السلطة.
ترتب علی کل هذا معاناة کبيرة وکثيرة للمواطن الکردستاني فتضییق مساحة الحریات العامة واهمها حرية الرأي والتعبيروالصحافة وأحتکار الحياة الإقتصادية وتسخير إمکانيات الإقليم للمصلحة الحزبية الضيقة وإهمال قطاعي الزراعة والصناعة وتدخل هذين الحزبين في کافة مؤسسات الإقليم التنفيذية والتشريعية والقضائية وممارسة النشاطات الحزبية في القوات المسلحة والشرطة والترف المفرط للحزبيين علی حساب الطبقات المسحوقة من الشعب كل هذه الممارسات هي لضمان إستمرار إحتکار السلطة من قبل هذين الحزبين.
إن تجربة الحکم في الإقليم کانت بمثابة أزمة دائمة بالنسبة للمواطن الکردستاني تلك الأزمة التي شملت کل المجالات بحيث اصبحت هناك ضرورة ملحة للبحث عن مخرج يمکننا من رد الإعتبار لهذا الشعب وذلك بالقضاء علی کل أشکال الفساد والإنحراف الذي ساد مختلف مفاصل الحياة فکان بزوغ حرکة التغيير کأحد متطلبات إصلاح الوضع الراهن التي یمر به الاقليم.
إن التفاف الجماهير حول حرکة التغيير وبهذا الحجم والوقت القياسيين إنما يعکس مدی معاناتها من ممارسات السلطة وإن هذا التجمع العفوي الکبيرحولها إنما يدل علی المرارة والإحباط واليأس مما تفعله السلطة علی حساب حرية المواطن وقوته وکذلك غياب أي بصيص للأمل في مکافحة الفساد ومحاسبة المفسدين فلم تحاسب السلطة في الإقليم طيلة عقدين من الزمان مسؤولآ حزبيآ أو حکوميآ بسبب الفساد أوسوء إستخدام السلطة، لذا فمن الطبيعي أن يولد هذا الوضع مناخآ خصبآ لنشوء وولادة حرکات تنادي بالتغيير ونبذهيمنة الحزبين والقرار السياسي الفردي غير المؤسسي وتهميش الکفاءات والمختصين.
إن الجماهير الکردستانية تأمل من حرکة التغيير ان تتحمل مسؤولياتها التاريخية وان تکون في مستوی الامانة و إن تسعی الی الاصلاح الحقيقي و العمل الوطني الهادف الی إعادة الثقة بمؤسسات الإقليم ووضع حد لحالة ازدواجية الإدارة الناتجة عن غياب الثقة بين الحزبين فهما متفقان فقط بما يضمن مصالحهما و بقاءهما في دفة السلطة ولا يهمهما مصالح الشعب الکردستاني العليا المتمثلة بالتوحيد الکامل للإدارتين.
علی حرکة التغيير الاستمرار بتسجيل الصفحات الرائعة في العمل الپرلماني وتسخير کل أمکانياتها في محاربة سارقي الاموال العامة والعمڵ علی إصدار قانون إن من يتواطأ مع الفساد سواء بالتحالف معه او غض الطرف عنه فهو مشارك في الجريمة،والعمل علی کشف کل الثروات المهربة الی الخارج والغاء کافة امتيازات المسؤولين الحزبيين والحکومين وأن تعمل علی کل ما من شأنه ضمان الحريات العامة ورفض الانصياع لتهديدات السلطة والتمسك بهدف التغييرالديمقراطي الشامل الذي تکون فيه جماهيرالشعب طرفآ فعالآ فيه وتوفير الحياة الکريمة للمواطن الکردستاني وأن تعمل في بغداد علی إحقاق الحقوق المشروعة للشعب الکردستاني بما فيها إعادة المناطق المستقطعة من کردستان الی الإقليم والوقوف بحزم امام الهجمة الشوفينية الشرسة ضد شعب کردستان.
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست